التراث الشعبي - الفولكلوركتب و أدب

قصة من يفعل الخير لا يعدم جوازيه

من يفعل الخير لا يعدم جوازيه | موسوعة الشرق الأوسط

من يفعل الخير لا يعدم جوازيه

بيت الشعر الشهير من يفعل الخير لا يعدم جوازيه لا يذهب العرف بين الله و الناس ، ستجد معانيه والقصة من ورائه في هذا المقال في موقع موسوعة.

  • كان العرب في السابق مهتمين بالشعر والشعراء، وكان الشعر جزءًا مهمًا من ثقافتهم.
  • كان الشعر رمزًا لرفعة شأن القبيلة، وفي حال ظهور شاعر مبدع في قبيلة ما، تحتل القبيلة مكانة سامية ورفيعة بين جميع القبائل.
  • يعدُّ الشاعر أبو مليكة جرول بن أوس بن مالك العبسي، الملقب بالحطيئة، واحدًا من أشهر الشعراء القدماء .
  • ومن أشهر أبيات الشعر لديه:

من يمارس الخير لا يفتقر إلى جوازاته … فالعرف بين الله والناس لا يزول

  • تمت موافقة الجميع على هذا البيت ولا يزال يتداول بينهم حتى اليوم.
  • على الرغم من بساطة المنزل، إلا أنه يحمل معنى عظيم وكبير ويظل حاضرًا في ذهن الجميع.

معنى لا يعدم جوازيه

  • لفهم معنى هذا البيت كان لا بد من الرجوع إلى المعجم العربي الوسيط.
  • في هذا الفقرة، لا يتم إلغاء أو حرمان الجزاء بأي حال من الأحوال.
  • يشير بيت الشعر إلى أن الشخص الذي يعمل الخير ويسعى وراء الأعمال الصالحة سيجد دائمًا جزاءً لعمله الصالح على طول طريقه.
  • من يعمل الخير يجد الخير، ومن يعمل الشر يجد الشر.
  • الله يجزي الصالحين ويجازيهم عن كل خير وعمل طيب يقومون به، والحسنة بعشرة أمثالها، فالعمل الصالح صادق النية يكون له جزاء عظيما في الدنيا وفي الآخرة.
  • قال الله تعالى في سورة الأنعام “مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا ۖ وَمَن جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَىٰ إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (160)”.
  • كما يزرع الله المحبة في قلوب الناس تجاه الأشخاص الصالحين.
  • يلاحظ دائماً أن الجميع يحترم ويقدر الشخص الصالح الذي يكثر من فعل الخير، وبالتالي فإن من يعمل الخير سيجد دائماً تقديراً من الناس العادلين.
  • جزاء هذا العمل يمكن أن يكون سيرة طيبة بين الناس، أو يمكن أن يجد نتائج عمله الطيب في مختلف جوانب حياته.
  • فالناس لا تنسى البر ولا يمكنهم نسيان الخير أبدًا، ويتعين أن يتم إعادة العمل الصالح لصاحبه في يوم من الأيام.
  • يجب عدم الاعتقاد أبدا بأن أي عمل خيري لا يحصل على جزاء أو ردة فعل أو نتيجة، حيث يقول المثل `لا يذهب العرف بين الله والناس`.
  • يكون الجزاء للمحسن على شكل بركة في الحياة وسيرة طيبة بين الناس ومكانة مميزة في المجتمع، وإنجاز العديد من المهام بشكل أسهل بكثير من المعتاد، بالإضافة إلى الثواب الكبير الذي يحصل عليه المحسن إذا كانت نيته صالحة وخالصة لله.
  • تعتبر الأعمال الخيرية من أفضل الأعمال التي تفيد المجتمع والبشر، ويمكن أن تشكل باب خير كبير للفاعل والمستفيد على حد سواء.
  • يأمرنا ديننا الحنيف بأن نسعى جاهدين بتقديم الجهد والوقت والمال لخدمة المجتمع وتلبية احتياجات المستضعفين في الأرض.
  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يتركه في حالة يحتاج إليه، ومن يكن محتاجا إلى مساعدة أخيه، كان الله في حاجته، ومن يفرج عن مسلم كربة، يفرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة، ومن يستر على مسلم، يستره الله يوم القيامة.
  • يشير هذا الحديث الشريف إلى أن الخير لا ينتهي أبدًا، وأن الله يجازي الفاعلين بالخير بأفضل الجزاء عن أعمالهم.

قصة من يفعل الخير لا يعدم جوازيه

تتحدث القصة الشهيرة في التراث العربي عن سبب كتابة الشاعر لهذا البيت الشعري، وتروي القصة كيفية حدوث ذلك:

  • في الماضي، كان هناك رجل معروف في بلاد اليمن بالصلاح والتقوى وحب الخير ومساعدة الآخرين، وكان يسعى لخدمة الغرباء والمسافرين.
  • حتى إنه أنشأ مسجدًا وخصصه لاستقبال السائرين في السبيل، وقدّم العديد من الخدمات المختلفة لمساعدة الفقراء والمحتاجين المحيطين به.
  • تم وضع سراج كبير أمام المسجد لإرشاد المارة وتوجيههم، ولإضاءة الطريق للجميع.
  • يتم تقديم وجبات عشاء مميزة للفقراء والمحتاجين ومن لا يجدون قوت يومهم في المسجد يوميًا.
  • بعد إطعام الفقراء كل ليلة، كان يقوم بالتهجد والصلاة والعبادة لله عز وجل باقي الليل.
  • وظل يستمر على هذا النحو لفترة طويلة، حيث كان يقدم خدمات متنوعة لمن يحتاجها دون أن يسعى وراء الحصول على أي مقابل.
  • كان هذا الرجل يعمل في مجال الزراعة ويخصص جزءًا من أرباحه ورزقه من الأراضي الزراعية لخدمة الناس.
  • عانى اليمن في العام الأخير من صعوبات عديدة، مثل الجفاف والقحط ونقص المياه.
  • “استمرت فترة الجفاف لفترة طويلة حتى جفت الأنهار والآبار، وتعطلت زراعة الرجل وتوقف عمله، وكان عليه إيجاد حل لهذه الأزمة.
  • كان له بئر ولكن جف مياهه، فقرر أن يتوكل على الله ويبدأ في حفر البئر بشكل عميق.
  • قام بمساعدة أولاده في الحفر، إلا أن الأمور لم تسر كما خطط لها.
  • انهارت جدران البئر بشكل مفاجئ، وكان الرجل الصالح الذي كان يحفر في قاع البئر في ذلك الوقت.
  • حاول أولاده بجدية إزاحة الحطام ولكنهم لم ينجحوا في ذلك.
  • فشلت جميع محاولاتهم ولم يتمكنوا من إنقاذ الرجل الذي سقط في البئر.
  • حزن أولاده كان شديداً وبكوا عليه حتى قاموا بتقسيم أمواله بينهم.

البر لا يبلى

  • من ناحية أخرى، لم يمت الرجل داخل البئر بفضل الله، إذ وقعت خشبة كبيرة وكانت حاجزًا طبيعيًا بين الرجل وحطام البئر، ولم يسقط شيء على رأسه.
  • ظل الرجل الذي كان في البئر يبحث عن مخرج حتى وجد ممرًا صغيرًا يؤدي إلى كهف في قاع البئر.
  • دخل الرجل الكهف، حيث كانت الظلام يحيط به من كل جانب حتى أتى فرج الله.
  • اكتشف الرجل سراجًا مضيئًا في مدخل الكهف الذي أضاء المكان بأكمله وجعله يدرك حجمه وأبعاده.
  • وجد طعاما يشبه تماما الوجبة التي كان يقدمها للفقراء كل ليلة، وكانت الوجبة تأتي له في نفس الوقت كل ليلة.
  • ظل الرجل يعبد الله ويناجيه ويحمده ويشكره على ستره وكرمه ولطفه.
  • ظل الرجل محبوسًا في الكهف لفترة طويلة، وتقول بعض الناس إنه بقي داخل الكهف لمدة ست سنوات.
  • في يومٍ ما، قام أولاد الرجل بإعادة حفر البئر مرةً أخرى واكتشفوا أن أباهم بصحةٍ جيدةٍ وسليمٍ معافى.
  • انتابت الدهشة والصدمة المكان ولم يدرك الجميع كيف حدث هذا الأمر.
  • توضح لنا هذه القصة أن الخير لا يفنى وأن البر والخير والرزق موجودون دائمًا في كل مكان وزمان.
  • أضاء السراج الذي وضعه الرجل على باب المسجد طريقه في الكهف.
  • كان الطعام الذي كان يُخصص للفقراء والمساكين والمارة هو الطعام الذي أبقاه على قيد الحياة طوال هذه الفترة.
  • الخير دائم ولا يذهب هباءً، وسوف يحصل الشخص على ثمار تعبه في يومٍ من الأيام، فالخير باقٍ إلى يوم القيامة.
  • قال الله تعالى في سورة الرحمن “هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ (60) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (61)”.
  • يجازي الله عباده المحسنين في الدنيا والآخرة.

وهكذا عزيزي القارئ تكون قد تعرفت على المعنى من وراء بيت الشعر من يفعل الخير لا يعدم جوازيه ، وستجد كل جديد في موسوعة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى