في هذه المقالة سنستعرض مجموعة من أروع قصائد شعر عنترة بن شداد، الشاعر الجاهلي الشهير ببراعته في الشعر وموهبته في الفروسية، كما كان معروفا بشجاعته وقوته وفخره وعزته بنفسه، ووُلد في عام 525 ميلادية في منطقة نجد بشمال السعودية، وكان يعاني من التمييز والعنصرية بسبب بشرته السوداء، حيث كانت والدته حبشية تُدعى زبيبة، وكان يعاني من رفض والده الاعتراف به.
وقد كان معروف عن عنترة أيضاً بولعه الشديد بعبلة وهي ابنة عمه التي لم يتمكن الزواج منها بسبب رفض والده له لكونه رجل أسود، ولكنه واجه تحديات كبيرة تتمثل في شروط تعجيزية طلبها منه عمه ولكنه تمكن من مواجهة هذه الصعوبات ليظفر بعلبة في النهاية، في موسوعة يمكنكم الإطلاع على أهم القصائد التي تبرز موهبته الشعرية الفريدة.
شعر عنترة بن شداد
كانت لعنترة بن شداد العديد من القصائد المتنوعة التي تتحدث عن الشجاعة والفروسية والحب والغزل، ونسلط الضوء فيما يلي على أبرزها:
قصيدة حسناتي عند الزمان ذنوب
حَسَناتي عِندَ الزَمانِ ذُنوبُ وَفَعالي مَذَمَّةٌ وَعُيوبُ
وَنَصيبي مِنَ الحَبيبِ بِعادٌ وَلِغَيري الدُنُوُّ مِنهُ نَصيب
يبرأ المرض كل يوم بفضل محبة حبيب ولا يوجد لمرضي طبيب
فَكَأَنَّ الزَمانَ يَهوى حَبيباً وَكَأَنّي عَلى الزَمانِ رَقيب
إِنَّ طَيفَ الخَيالِ يا عَبلَ يَشفي وَيُداوى بِهِ فُؤادي الكَئيبُ
وفي حال جفان الحبيب، فإن كوني في حالة حب مفقود أسهل بكثير علي من فقدان حياتي
يا نسيم الحجاز، لولاك، لتطفأ نار قلبي، ويذوب جسمي باللهيب
قصيدة أعاتب دهراً
أُعاتِبُ دَهراً لا يَلينُ لِعاتِبِ
وَأَطلُبُ أَمناً مِن صُروفِ النَوائِبِ
وَتوعِدُني الأَيّامُ وَعداً يغُرُّني وَأَعلَمُ حَقّاً أَنَّهُ وَعدُ كاذِبِ
خَدَمتُ أُناساً وَاِتَّخَذتُ أَقارِباً لِعَوني وَلَكِن أَصبَحوا كَالعَقارِبِ
ينادونني في سلمي، يا ابن زبيبة، وعند اصطدام الخيل، يا ابن الأطايب
وَلَولا الهَوى ما ذَلَّ مِثلي لِمِثلِهِم وَلا خَضَعَت أُسدُ الفَلا لِلثَعالِبِ
سَيَذكُرُني قَومي إِذا الخَيلُ أَصبَحَت تَجولُ بِها الفُرسانُ بَينَ المَضارِبِ
فَيا لَيتَ أَنَّ الدَهرَ يُدني أَحِبَّتي إِلَيَّ كَما يُدني إِلَيَّ مَصائِبي
قصيدة سلا القلب
سَلا القلبَ عَمّا كان يهْوى ويطْلبُ
وأصبحَ لا يشكو ولا يتعتبُ
تجاوز السكر بالصحة والانتكاسة بالتواضع والقلب
الذي يهوىْ العلى يتقلبُ
إِلى كَم أُداري مَن تُريدُ مَذَلَّتي وَأَبذُلُ جُهدي في رِضاها وَتَغض
عُبَيلَةُ أَيّامُ الجَمالِ قَليلَةٌ لَها دَولَةٌ مَعلَومَةٌ ثُمَّ تَذهَبُ
فَلا تَحسَبي أَنّي عَلى البُعدِ نادِمٌ وَلا القَلبُ في نارِ الغَرامِ مُعَذَّبُ
وَقَد قُلتُ إِنّي قَد سَلَوتُ عَنِ الهَوى وَمَن كانَ مِثلي لا يَقولُ وَيَكذِبُ
هَجَرتُكِ فَاِمضي حَيثُ شِئتِ وَجَرِّبي مِنَ الناسِ غَيري فَاللَبيبُ يُجَرِّبُ
شعر عنترة بن شداد في الفروسية
من قصيدة أشاقك من عبل
أشاقكَ مِنْ عَبلَ الخَيالُ المُبَهَّجُ
فقلبكَ فيه لاعجٌ يتوهّجُ
فقدْتَ التي بانَتْ فبتَّ مُعذَّباً
وتلكَ احتواها عنكَ للبينِ هودجُ
كأَنَّ فُؤَادي يوْمَ قُمتُ مُوَدِّعاً عُبَيْلَة مني هاربٌ يَتَمعَّج
أيها خليلي، لن أنساكما بل سأضحي بكما، أبي وأبوها، أين أين المعرج
كلما تعرضت لألم في الأذن بسبب ماء السباع فقد تصبح حدقة العين المجاورة مؤلمة
ديارٌ تعدُّ ملاذًا من الخدر وحيث يمكن للأربعة والهوج العواصف أن ترتاح
ألا ترى أنه إذا ابتعد عنها زائرها، أصبح يزعج أهلها الآن؟
هل يُمكنك إخباري بموقع منزلها في شدنية؟ إنها هملعةٌ بين القفار تهملج
تُريكَ إذا وَلَّتْ سَناماً وكاهِلاً وإنْ أَقْبَلَتْ صَدْراً لها يترَجْرج
هذه العبارة هي جوهر نظام نظمته وأنتِ له سلك وحسن ومنهج
قمت بالتحرك بسرعة يا ابنة الكرام، وأخذت مهري من الإبل الأهوج
بأَرْضٍ ترَدَّى الماءُ في هَضَباتِها فأَصْبَحَ فِيهَا نَبْتُها يَتَوَهَّجُ
يتضمن البستان الأس والضال والغضا والنبق والنسرين والورد والعوسج
شعر عنترة بن شداد عن الشجاعة
من قصيدة وللموت خيرٌ للفتى من حياته:
قد يكون الموت أفضل للشاب من حياته إذا كان يتبع الأوامر فقط بدون قائد
عالج جسيمات الأمور، ولا تجعل هبة الفؤاد همًا للجهال
إذا جاءت الريح بالجهام تشله، يصير هذا الليل مثل الظلام الحالك
وبعد ذلك، تبعت الغبار وبضع قطرات من الماء البارد في الليل
تكفي حاجة الضيوف حتى يرتاحوا على الحيّ منّا بكل ما هو أروع
يتمثل الزهد في تسهيل الأمور وإخفائها دون استعراض النعمة التي تلقاها
أخونا ليس يخاف من الشر ولا يتردد في الخير إذا رجا واحدًا
إذا سُئِلَ عن من يحل المشكلات، فسوف يجيب الأقوياء منَّا بكل قوة