التدخين هو واحد من أخطر العادات الاجتماعية المنتشرة على نطاق واسع بين جميع الفئات المختلفة، حيث يحرق المدخن موادًا كيميائية مثل التبغ، وذلك عن طريق تذوقه للمادة التي تنتج عن عملية الاحتراق واستنشاقها، ويتم ذلك عادةً من خلال التدخين بالسجائر التي يتم لفها يدويًا أو بشكل صناعي، بالإضافة إلى بعض الوسائل الأخرى مثل الشيشة والغليون .

يعود تاريخ التدخين إلى فترة قديمة، حيث أشارت العديد من الدراسات إلى أنه يعود إلى ما يقارب 7000 سنة، وكان بعض الحضارات تربط بين التدخين والمباهج الدينية والاحتفالات، حيث كان يتم تقديم التدخين كقربان للآلهة في تلك الفترة، وانتشر بشكل واسع خلال الغزو الأوروبي للأمريكتين الشمالية والجنوبية.

اثر التدخين في تلويث البيئة المنزلية

اليوم سنقدم لكم أهم المعلومات التي توضح التأثير السلبي للتدخين على تلويث البيئة المنزلية والضرر الذي يسببه لأفراد المنزل غير المدخنين، حيث يشكل خطرًا على الجميع سواء كانوا مدخنين أو غير مدخنين، وذلك بسبب الأضرار الصحية والجسدية التي يسببها. كما أن التدخين محرم شرعاً في الإسلام بإجماع من العلماء المسلمين، لأنه يعتبر من الأشياء التي تضر بالنفس البشرية وهو ما نهانا عنه الإسلام. فإن مبادئ الإسلام الحنيف تؤكد على مبدأ “لا ضرر ولا ضرار”، وهو الأمر الذي يجعل العديد من الناس يعتبرون التدخين من الأمور المضرة بالنفس البشرية. يعتبر التدخين من الآفات السيئة التي تؤثر على الصحة والمال، وتؤثر على جميع جوانب الحياة الشخصية للشخص المدخن، بما في ذلك النواحي الثقافية والاجتماعية والدينية والمادية.

أسباب التدخين

ترجع أسباب اتباع المدخنين لهذه العادة السيئة إلى عدة عوامل، ومنها رغبة الشخص في التخلص من الضغوط النفسية وتفريغ الطاقة السلبية، وذلك لأن المواد الكيميائية الموجودة في التدخين تعتبر من المواد المخدرة التي تساعد على تخفيف أعراض الضغوط النفسية التي يشعر بها المدخن، ومع ذلك، تترتب على التدخين آثار سلبية كثيرة على الصحة الشخصية للمدخن وصحة الأشخاص المحيطين به، ولذلك يجب الابتعاد عن هذه العادة، ولهذا السبب تقوم العديد من المنظمات والحكومات بتنفيذ برامج توعوية حول أضرار التدخين لمساعدة الأشخاص على الإقلاع عنه.

الآثار السلبية للتدخين

يتسبب التدخين في آثار سلبية عديدة على الصحة، بما في ذلك صحة الأشخاص الذين يتواجدون في نفس المكان ويتعرضون للدخان، وخاصة الأطفال، ويتضمن ذلك ما يلي:

• يؤثر التدخين بشكل سلبي على الأطفال والجنين في حال كانت الأم مدخنة أو تعيش في بيئة ملوثة بالدخان، مما يؤدي إلى حدوث أضرار جسيمة في نمو الجنين، حيث يمكن أن يصاب بأمراض في الجهاز التنفسي ويتسبب في حدوث خلل في نمو عقل الجنين بصورة سليمة. وبالإضافة إلى ذلك، فإن الأطفال المعرضين للدخان يكونون عُرضةً بشكل كبير للوفاة المفاجئة بنسبة أعلى من غيرهم، إذ أن استنشاق الدخان يؤثر على قدرتهم على التفكير وأدائهم الدراسي. كما يتعرضون لفقدان الشهية والاضطرابات النفسية والعاطفية.
• يسبب التدخين تسببًا في الحرائق، حيث تتسبب السجائر في إنتاج النار بعد التدخين، والتي يمكن أن تؤدي إلى اندلاع الحرائق في المنزل بشكل كامل إذا تم رميها بطريقة خاطئة، حيث إنها مادة كيميائية سريعة الاشتعال. ولذلك، يجب علينا أن نتحلى بالحذر، وعدم نسيان السجائر بالقرب من الأثاث أو على الأرائك والكراسي، حيث أكدت إدارة الحرائق الأمريكية أن معظم حرائق المنازل التي تنجم عن التدخين تؤدي إلى وفاة ما يقرب من ألف شخص سنويًا.

أضرار التدخين في البيت

“يحتوي الدخان على العديد من المواد السامة ومن السهل انتشاره في الأماكن المغلقة، حيث يتسبب في زيادة نسب ذرات الهواء التي تحتوي على السموم. ويؤثر هذا الدخان بشكل كبير على الأشخاص الذين يتعرضون له مباشرة، ويتسبب في حدوث العديد من الأمراض، بجانب تلوث الجو بالسموم وتعريض أفراد المنزل للإصابة بالكثير من المشكلات الصحية. ومن أبرز آثاره السلبية على البيئة المنزلية ما يلي:

• يتسبب التدخين في إصابة الأفراد الذين يتواجدون داخل المنزل بالعديد من السموم والأضرار، حيث يعد المنزل بيئة مغلقة حتى وإن كانت الأبواب والنوافذ مفتوحة، وعلاوة على ذلك، يظل الدخان الذي ينتج عن حرق التبغ عالقًا في المنزل بشكل كبير.
• تسبب التدخين في حدوث حرائق عند نسيان السجائر مشتعلة، حيث تتطاير الرماد والرؤوس المحترقة على الأقمشة والأثاث، مما يؤدي إلى اشتعالها وتدميرها.
• تبقى السموم التي تنجم عن التدخين موجودة في الكتب والأقمشة في المنزل، وينتقل هذا التلوث إلى الأشخاص الذين يتعاملون معها.
• يؤثر الدخان الذي يتصاعد بشكل كبير على جمال المنزل، حيث تتلون الكنب والستائر والسجاد بالأسود والرمادي، وتنتشر أقبح الروائح، ويتسبب ذلك في إصابة أفراد المنزل والضيوف بالضيق.
• يسبب التدخين تلف الرئة والإصابة بالسرطان، بالإضافة إلى خفض المناعة وعرض الشخص للإصابة بالفيروسات والجراثيم.
• تم إثبات أن النساء الحوامل المدخنات اللواتي يتعرضن للتدخين السلبي يعانين من نقص في نمو الجنين وعدم استكمال نمو أجزاء الجنين، مما يؤدي إلى وفاته.
• يؤدي التدخين إلى تأثير سلبي على الأشخاص الذين يتعرضون للدخان بنفس النسبة التي يؤثر بها على المدخن نفسه، وفي بعض الأحيان يكون التأثير أكبر، وذلك لأن استنشاق خلاصة التدخين يعني استنشاق أكثر الأجواء الضارة به.
• يتسبب التدخين في تلف الخلية العصبية التي تقوم بإفراز النيكوتين في الدم، وذلك بسبب الغازات التي يتم استنشاقها من السجائر، والتي تؤدي إلى تلف تلك الغدة العصبية الرئيسية في المخ.

دراسات وأبحاث

هناك العديد من الدراسات والأبحاث التي أُجريت عن تدخين السجائر بأشكالها المختلفة، ونستعرض بعض نتائج تلك الأبحاث.

• أظهرت بعض الدراسات أن عدد المدخنين حول العالم قد بلغ نسبتهم ما يقارب المليار مدخن، وأشارت دراسة أخرى إلى أن نسبة المدخنين من الرجال بلغت 70%، بينما بلغت نسبة المدخنين من النساء حوالي 27%، ونسبة المدخنين من الأطفال بلغت 3%.
• أظهرت العديد من الدراسات أن الأشخاص الذين لا يدخنون يتعرضون لنسبة أضرار أكبر من نسبة الضرر الذي يتعرض له المدخنون، ويعزى ذلك إلى أن علماء النفس يؤكدون أن تزايد معدلات التدخين يؤدي إلى رفع الحالة الدونية لدى الأطفال عندما يشاهدون الآباء أو الكبار يدخنون، مما يشجعهم على محاولة تحقيق ذاتهم ويدفعهم للتدخين اقتداءً بالكبار.

حكم التدخين في الإسلام

اتفق العلماء والفقهاء المسلمون على حرمة التدخين، ويعود ذلك للعديد من الأسباب، ومن أبرزها الأضرار الصحية التي يسببها التدخين للمدخن ولمن حوله، ولذلك يجب على المسلمين ترك هذه العادة وتوخي الحذر منها، لأن الله -عز وجل- حرم على المؤمن أن يضر نفسه أو يضر جسده، وذلك كما جاء في قوله تعالى: “يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم ۚ ولا تقتلوا أنفسكم ۚ إن الله كان بكم رحيما” (سورة النساء، الآية: 29)

أسئلة شائعة