التراث الشعبي - الفولكلوركتب و أدب

قصيدة صوت صفير البلبل كاملة

قصيدة صوت صفير البلبل | موسوعة الشرق الأوسط

نعرض لكم في هذا المقال قصيدة صوت صفير البلبل الكاملة، وهي من كتابة الشاعر الأصمعي أبو سعيد عبد الملك بن قريب بن علي بن أصمع، الذي يعتبر واحدًا من أعظم شعراء العرب وأنجبهم في اللغة والأدب والأخبار. وسُمي بالأصمعي نسبةً إلى جدهِ الذي يدعى أصمع. وُلد الأصمعي في عام 741م في مدينة البصرة بالعراق، وتلقى تعليمه على يد كبار علماء اللغة في العراق، مثل أبي عمرو بن العلاء الذي علّم الأصمعي علوم التجويد والأدب والفصاحة، وظل الأصمعي يتلقى تعليمه على يد هذا العالم لفترةٍ طويلةٍ.

عاشق اللغة العربية الأصمعي، سافر إلى البادية للتعلم من سكانها الفصاحة والبلاغة في الكلام، ليعود إلى العرب القدماء الذين لا يملكون غيرهم أسرار جمال اللغة وخباياها. أطلق عليه هارون الرشيد لقب “شيطان الشعر”، كما قال عنه أبو الطيب اللغوي إنه كان أتقن قومه لغةً وأكثرهم علماً بالشعر، وأكثرهم قدرةً على التلقن وحفظ الشعر، ولذلك خلد اسم الأصمعي وقلمه في كتابة الشعر على مدار العصور.

تُعد قصيدة صوت صفير البلبل من أشهر قصائد الأصمعي والتي سنتعرف على قصتها في المقال التالي من موسوعة.

جدول المحتويات

قصيدة صوت صفير البلبل كاملة

قصيدة صوت صفير البلبل مكتوبة بالتشكيل

صَوتُ صَفِيرِ البُلبُلِ                         هَيَّجَ قَلبِي التَمِلِ

الماء والزهر معًا، مع لحظة زهر المقل

أنت يا سيدي وسيدي ومولاي

فَكَم فَكَم تَيَمَّنِي                          غُزَيِّلٌ عَقَيقَلي

أقطفتَهُ من وجنةٍ، وهي لُهم ورد الخجل

فقال لا لا لا لا لا، وقد أصبح جريانه سريعًا

وقد أحس الخوذ بالراحة من فعل هذا الرجل

هذا البيت الشعري يحمل عنوان (ولولا)، ويتضمن بعض العبارات الشعرية الغامضة

فَقُلتُ لا تُوَلوِلي                          وَبَيّني اللُؤلُؤَ لَي

قالت له عندما فعل ذلك: “قم واحمل بالمهمة بالتنقل

وَفِتيةٍ سَقَونَنِي                             قَهوَةً كَالعَسَلَ لِي

شَمَمتُها بِأَنَفي                              أَزكى مِنَ القَرَنفُلِ

في وسط بستان حلي بالزهر والسرور لي

والعود يدندن لي والطبل يطبطب لي

طَب طَبِطَب طَب طَبَطَب                طَب طَبَطَب طَبطَبَ لِي

وَالسَقفُ سَق سَق سَق لِي      وَالرَقصُ قَد طابَ لِي

شَوى شَوى وَشاهشُ                  عَلى حِمارِ أَهزَلِ

يَمشِي عَلى ثَلاثَةٍ                          كَمَشيَةِ العَرَنجلِ

وَالناسِ تَرجم جَمَلِي                     فِي السُواق بِالقُلقُلَلِ

وَالكُلُّ كَعكَع كَعِكَع                         خَلفي وَمِن حُوَيلَلي

لَكِن مَشَيتُ هارِباً                         مِن خَشيَةِ مُبَجَّلِ

يَأمُرُ لِي بِخَلعَةٍ                            حَمراء كَالدَم دَمَلي

أَجُرُّ فيها ماشِياً                           مُبَغدِداً لِلذِيِّلِ

أَنا الأَدِيبُ الأَلمَعِي                    مِن حَيِّ أَرضِ المُوصِلِ

قمت بتنظيم قطع زُخرفت بشكلٍ يستحيل على الأدب وصفها

أَقولُ فَي مَطلَعِها                      صَوتُ صَفيرِ البُلبُلِ

قصة قصيدة صوت صفير البلبل

  • كان الخليفة العباسي “أبو جعفر المنصور” مشهورًا بقدرته الفائقة على حفظ القصائد الشعرية بمجرد أن يسمعها للمرة الأولى. كان هذا الأمر يضغط على شعراء القصر الذين لا يستطيعون الحصول على المال من قصائدهم بسبب قدرة المنصور الشديدة على التفوق عليهم وتذكر قصائدهم من المرة الأولى. كان المنصور يمكنه تكرار القصيدة مرة أخرى بعد أن يسمعها الشعراء لأول مرة، ويخبرهم أن غلامه الصغير يمكنه القيام بالأمر نفسه، ولكنه يحفظ القصيدة بعد الأداء الثاني، وجاريته يمكنها حفظها بعد الأداء الثالث. ويقول المنصور إن القصيدة قديمة وتم قولها من قبل.
  • ويتسبب ذلك في شعور جميع شعراء القصر بالخيبة والإحباط والعجز، لأنهم لم يستطيعوا الحصول على المال من خلال القصائد التي كتبوها، فلم يأت أحد منهم بقصيدة لم يتمكن الخليفة من ترديدها بسهولة.
  • عندما علم الأصمعي بما يجري داخل قصر أبو جعفر المنصور حول القصائد الشعرية، أراد الكشف عن مكر الخليفة المنصور وخداعه، لذلك قام بتأليف قصيدة شعرية جديدة التركيب والمعنى والألفاظ المختلفة، وتنكر في زي رجل عربي ليتمكن من الوصول إلى أبو جعفر المنصور دون أن يتعرف عليه. وعندما وصل الأصمعي إليه، قدم له قصيدته بصوت البلبل الصفير الذي لم يسمعه الخليفة من قبل، ولكن الخليفة وغلامه وجاريته عجزوا عن حفظ القصيدة في المرة الأولى.
  • ولذلك، طلب الخليفة المنصور من الأصمعي أن يحضر الوزن الذي كتبت عليه القصيدة ليعطيه مكافأة عن فوزه في هذه المناظرة، فأجاب الأصمعي بسرية: لقد كتبت القصيدة على عمود رخامي كنت قد ورثته عن أبي، وقال وزير الخليفة المنصور: والله لا يفعل مثل هذا إلا الأصمعي.
  • طلب الخليفة من الأصمعي أن يكشف عن وجهه، لكنه وجده بالفعل أمامه، وسأله الخليفة إن كان هو الذي قام بذلك، فأجابه الأصمعي بالتأكيد وقال له إنه قطع الغطاء لتوفير الرزق للشعراء ومصادر دخلهم.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى