معنى الرفق بالحيوان وأهميته
منذ القدم وظلت الحيوانات تلعب دورا مهما في حياة البشر، حيث كانت ترافقهم في كل مكان. كانت الحيوانات مصدرا للغذاء والرزق بالنسبة لهم، وحتى اليوم، تحظى الحيوانات بأهمية كبيرة بالنسبة للإنسان. يستطيع الإنسان الانتقال من مكان إلى آخر عن طريق ركوبها واستخدام فروها وتناول لحومها وشرب حليبها. بالإضافة إلى ذلك، يساعد الحيوان الإنسان في الأعمال الزراعية. لذلك، فإن الرفق بالحيوانات يعد واجبا على الإنسان، إذ يعتبر الرفق بالحيوان من الفضائل التي يجب أن يتمسك بها كل مسلم، وهو جزء من مفهوم الإحسان والرحمة.
الرفق بالحيوان :
المقصود بالرفق بالحيوان ؟
الرفق بالحيوان يعني الاهتمام برعايتها والعناية بها وتوفير مكان آمن لها وتغذيتها وفهم احتياجاتها وعدم إيذائها والتعامل معها بالإحسان. يتجاوز مفهوم الرفق بالحيوان المفهوم الديني إلى مفهوم إنساني نبيل، وإذا لم يهتم الشخص برعاية حيوان ضعيف فلن يهتم بأمور أهم. فقد وهب الله العقل للإنسان ليعتني بالمخلوقات كلها ويكرمها، ومن لا يهتم بالحيوانات أو النباتات أو حتى الأشياء الجامدة فهو شخص بلا عقل.
الرفق بالحيوانات شرط أساسي لكل شخص يمتلك وعياً، لأن الحيوان لا يستطيع الشكوى ولا يستطيع التعبير عن آلامه وأوجاعه. لذلك، يجب الاستماع إلى أنين الحيوان الضعيف والمتقطع، كما أن الحيوانات تشعر بالمشاعر مثل الحب والغيرة والتعاطف والرحمة، ويمكن معرفة ذلك من خلال نظرتها. ويعتبر التعامل السيء أو القسوة على الحيوانات غير مقبول، لأن إيذائها أو تحميلها ما يشق عليها يعد جريمة، ولأن الحيوان لا يستطيع التعبير عن وجهة نظره، يجب معاقبة المتسبب في إيذائه. ويتم قياس تقدم ورقي الأمم من خلال طريقتها في التعامل مع الحيوانات.
الرفق بالحيوان في الاسلام :
يمتلك الإسلام مكانة مهمة بين الأديان السماوية، حيث يشجع دائماً على التعاطف مع الحيوانات، وذلك لأنه دين إنساني ومتسامح. تنص نصوص القرآن وأحاديث النبي على أهمية التعاطف مع الحيوانات، بسبب أهميتها للفرد، حيث يمكن أن تكون بعض الحيوانات مصدراً للغذاء، وبعضها الآخر يستخدم للتنقل. نهى رسول الله عن ضرب الحيوانات وعذابها أو تحميلها أو أذيتها، ونهى الإسلام عن استخدام الحيوانات بغرض الترفيه من خلال صيدها أو قتلها. إذا كان الإنسان يتعامل مع الحيوانات برفق وعناية، ويحرص على إطعامها وسقيها وحفظ حقوقها، فإنه يحصل على أجر كبير من المولى عز وجل.
مظاهر رحمة الإسلام بالحيوانات :
- يشجع الإسلام على العطف والرحمة تجاه الحيوانات، ويحث على معاملتها بلطف ورعاية جيدة.
- يأمر الإسلام بتزكية الحيوانات وذبحها بطريقة شرعية، وذلك بالبدء بتسمية اسم الله ثم ثبيت الحيوان بحيث يصبح في وضع الاستسلام ويتم ذبحه بسكين حاد حتى لا يطول عذابه، ويذكر الذابح اسم الله بصوت عالٍ ومسموع بحيث يسمعه الحيوان. كما يجب تجنب ذبح حيوان بجوار حيوان آخر يخيفه أو يروعه أو يحزنه.
- يحظر الإسلام تحريش الحيوانات، ويعني التحريش إغراء وتهييج الحيوانات بعضها ببعض كما يفعل بعض الناس مع الكباش والديوك والثيران والجمال وغيرها، من خلال عقد مسابقات صراع بين الحيوانات، ويحذر الإسلام من ذلك لأنه يتسبب في الألم للحيوان ويتسبب في إتعابه دون فائدة، وهو مجرد تسلية عابثة.
- يتحمل الشخص الذي يقتني حيواناً مسؤولية إطعامه وتوفير مأوى له والعناية به بطريقة لائقة.
- يكافئ الله المسلم الذي يتعاطف ويعامل الحيوان بلطف بأجر عظيم، وتؤكد الأحاديث النبوية الشريفة ذلك.
- يُحَرَّمُ إيذاء الحيوانات، حيث حذَّرَ الرسول من ذلك ونهى عنه.
- من رحمة الله بالحيوانات أنه جعلها تشارك البشر في التسبيح وذكر الله، ولكن للحيوانات طريقتها الخاصة في ذلك.
دور الدولة في الرفق بالحيوان :
يتوجب على جميع دول العالم العمل بجهد لتوعية السكان بكيفية التعامل مع الحيوانات. كما يتحمل الدولة مسؤولية توفير المرافق اللازمة للحيوانات، ولا سيما تلك التي تربى في المزارع، حيث يجب مراقبة المزارع بشكل دوري وفرض الإجراءات اللازمة بحزم. وعلى الدولة أن تطبق جميع القوانين المتعلقة بالحيوانات، وتضع تشريعات وقوانين في الدساتير الوطنية لتعزيز رفق الحيوانات. ويجب إدراج مساق دراسي في المناهج الدراسية يركز على رفق الحيوانات، بهدف تربية الأطفال على احترام الحيوانات ورعايتها منذ الصغر.
الدور العالمي تجاه الرفق بالحيوان :
تقوم العديد من الدول بعقد محاضرات وجلسات لتوعية الشعوب بأهمية الرفق بالحيوانات كشريك لنا في الطبيعة.