معلومات عن الجيش الانكشاري
يقدم لكم موسوعة المعلومات حول الجيش الانكشاري أو الجنود الجدد، وهم من أكثر الفرق قوة ونفوذاً في الجيش العثماني، والملتحقون بهذا الجيش هم بالأصل من أسرى الحروب، الذين انفصلوا عن أصولهم وأهلهم، وكانت نشأتهم وتربيتهم إسلامية، والحرب هي وظيفتهم ومهمتهم الوحيدة، وأبوهم الروحي هو السلطان.
وكلمة إنكشاري باللغة التركية تعني جنديًا، ولكن عندما قرأها الأزهريون لفظوها بهذا الشكل، لم يكونوا يعرفون أن حرف الـ ج المقصود به هو ch بالإنجليزية، وحرف الكاف لا يُنطق. وبالتالي، انتشرت هذه الكلمة بمسمى الإنكشاري، وتعني الينيجارية، وهي قوات مشاة يتبعون الجيش العثماني، وكان بعضهم حراس السلطان العثماني. كان لهم رتب وامتيازات وشارات وثكنات عسكرية خاصة بهم. تم إنشاء هذا الجيش في الفترة من 1362 إلى 1389 ميلادية خلال عهد السلطان مراد. لذلك، سنتحدث عن هذا الجيش بالتفصيل، فتابعونا.
الجيش الانكشاري
إحدى فرق الجيش العثماني التي أسسها السلطان العثماني أورخان بن عثمان، وكانت فكرتها تربية المشردين والأطفال والأيتام من المسيحيين، سواء كانوا أتراكًا أو من مدن أخرى تم فتحها، والذين لم يجدوا مكانًا بعد الفتوحات الإسلامية والحروب. وكانت تنشأ هذه الفرقة بطابع عسكري عالٍ، وتعلم أفرادها جميع المبادئ الخاصة بالجيش الإنكشاري والدين الإسلامي، ولم ينتموا إلى أي فصيل عرقي ولكن كانوا ينتمون فقط للدولة، ولم يكن لهم الخروج من معسكراتهم إلا بأمر من السلطان.
أراد السلطان أورخان الاستفادة منهم لصالح الدولة العثمانية، وعاملهم كأنهم مقاتلون وزرع فيهم حب القتال والدفاع عن الدولة. ونجح في فصلهم عن عائلاتهم ومنع السلطان لقائهم ليكون انتماؤهم له. تعلموا مهارات القتال العالية وفنون الفروسية من خلال أكفأ القيادات العسكرية، واستطاع بعضهم العمل في القصور والبعض الآخر العمل في الوظائف المدنية أو في فرقة المشاة، وتم تكوين الفرقة الإنكشارية القوية للاستفادة من خبراتهم.
معلومات عن الجيش الانكشاري
تطوّر أسلوب التجنيد في هذا الجيش بتوجيه من السلاطين العثمانيين، حيث بدأوا في تجنيد عدد أكبر من المواطنين المسيحيين والأسرى باستخدام مبدأ الدوشرمه، لزيادة عدد الجنود الجدد في الجيش، وكان عددهم يتراوح بين 8000 إلى 12 ألف فرد، وكان تجميعهم كل عام أو ثلاثة أو أربعة أو خمسة أعوام.
كان الجيش الإنكشاري واحدًا من أقوى الجيوش في أوروبا والعالم بسبب خبرته العالية في القتال والحرب، ويتميز بقدرته العالية على القتال، والمعدات القوية، والشجاعة، وحبهم للشهادة، وعدم خوفهم من الموت.
في بعض الأحيان، كانت لإسبانيا رغبة في احتلال هولندا، وطلب حاكم البلاد والملك من السلطان سليمان القانوني إرسال مساعدات، فأرسل حوالي أربعين بدلة من ملابس الجيش الإنكشاري، ليتم ارتداؤها من قبل الجيش الهولندي، وبالتالي يظهرون للآخرين كأنهم الإنكشاريون، وعندما شاهد الأسبان الهولنديين، اعتقدوا أنهم استعانوا بالعثمانيين للمشاركة في الحرب ضدهم، وفعلا توقفت الحرب لمدة شهر.
إنجازات الجيش الإنكشاري
ساهمت هذه الفرقة العسكرية في توسيع حدود الدولة العثمانية واكتساب المزيد من الأراضي، وفتحت عددًا من البلدان في أوروبا التي كانت لم تعتنق الإسلام في ذلك الوقت، وكانت من بين القوات الأكثر استخداماً من قبل الدولة العثمانية، واعتمد عليهم كثيراً في الحروب والمعارك والفتوحات المختلفة، وتمكنوا من هزيمة العديد من أعداء الدولة.
حصلوا على إشادة كبيرة من المؤرخين، ووصفوهم بأنهم من أقوى وأهم القوات العسكرية.
نهاية الجيش الإنكشاري
بعد سلسلة من الفتوحات والمعارك، استطاع جيش الإنكشاري أن يأخذ قسطًا من الراحة، ويتوقف عن فتح أية مناطق أو أراضي أخرى، وانتقلوا من الحياة العسكرية إلى الحياة المدنية. ومع مرور الوقت، بدأ الجيش الإنكشاري في التدخل في حكم الدولة، وحصلوا على نفوذ كبير ومكانة مرموقة، حتى وصل الأمر إلى عزل السلاطين من مناصبهم وتعيين بدائل لهم وفقًا للأهواء السياسية لقادتهم، وكان السلاطين يرضخون لأوامر الجيش الإنكشاري وينفذون القرارات التي يفرضها عليهم.
كانوا يقتلون السلاطين في حالة العصيان أو الرفض أو الامتناع عن طاعتهم، وكان من بين السلاطين الذين تم قتلهم محمد الرابع ومصطفى الأول وغيرهم.
كانوا يثورون داخل الدولة، ويقومون بحرق المباني وتدمير المحلات والهجوم على المنازل، ويتمردون على الحكومة ويرفضون محاولات السلطان محمود الثاني لتحسين جيشهم أو إنشاء نظم جديدة داخل الفرقة.
بدأت المهارات القتالية تضعف لدى هؤلاء الجنود، وسيطر الترف عليهم، وبدأت وظائفهم تتحول إلى سياسية بدلاً من أن تكون قتالية، وبالتالي، فقد فقدوا صبر السلطان محمود الثاني وتم القضاء على هذا الجيش والتخلص منه نهائيًا.
قام السلطان بتكوين فرقة عسكرية من المواطنين المصريين واستخدمهم في المعارك والغزوات المختلفة، وفازوا في العديد من الأماكن، وتأثرت صورة الجيش الإنكشاري وتراجعت شعبيته، وقرروا القضاء على السلطان محمود الثاني. ومع ذلك، قام السلطان بتجهيز جيش كبير يتكون من 60 ألف مقاتل وتمكن من هزيمة الإنكشارين باستخدام المدافع الثقيلة.
ثم ألغى السلطان الجيش الإنكشاري عام 1826 ميلادية، وأصبح غير موجود في الجيش العثماني بشكل نهائي.