كتب و أدب

محمود درويش نشأته وحياته وأجمل عباراته

محمود درويش 1 | موسوعة الشرق الأوسط

محمود درويش نشأته وحياته وأجمل عباراته

تشير هذه الجملة إلى أن الشاعر محمود درويش يعتبر من أهم شعراء وأدباء فلسطين والوطن العربي، وقدم إرثًا أدبيًا كبيرًا من خلال قصائده التي تحمل معانٍ وطنية، وعليه يعد من المقاومين بالحرف والكلم.

نشأة الشاعر محمود درويش

ولد محمود درويش في الثالث عشر من مارس/ آذار لعام 1941، أي قبل الاحتلال الإسرائيلي بسبع سنين، في مدينة الجليل، بالتحديد في قرية البروة، بالقرب من ساحل عكا، إحدى أجمل سواحل فلسطين وأشهرها. ليهاجر بعد ذلك قسرا مع عائلته إلى الأراضي اللبنانية عام 1948 بسبب الاحتلال الإسرائيلي، ثم يعود مع عائلته في السنة التالية 1949 متسللين الحدود اللبنانية الفلسطينية خلال اتفاقية الهدنة آنذاك، فيصطدم باختفاء قريته وبناء قرية إسرائيلية على أنقاضها تدعى إيهود، لينتهي المطاف بالعائلة بالاستقرار في قرية تسمى الجديدة، والتي تقع شمال غرب قرية البروة.

حياته العاطفية

وقع الشاعر درويش في حب فتاة يهودية، وعاشا قصة حب رغم اختلاف هويتهما، لكنهما انفصلا بعدما انضمت الفتاة إلى الخدمة العسكرية في البحرية الإسرائيلية، ولم يكن من المعقول أن يستمر الشاعر في الحب مع شخص محرم بهذا الشكل، ولذلك كتب درويش قصيدة “ريتا والبندقية” ليعبر فيها عن مشاعره:
“بين ريتا وعيونى بندقية..
آه ..ريتا
أى شىء ردّ عن عينيك عينىَّ
سوى إغفاءتين
وغيوم عسليّة
قبل هذى البندقيهْ!”.

تزوج الشاعر العربي درويش مرتين، الأولى كانت من الكاتبة السورية رنا صباح قباني، ابنة شقيق الشاعر الكبير نزار قباني، والتي كانت أصغر منه بستة عشر عامًا، في عام 1973. وقد التقاها في أمسية شعرية في واشنطن، حيث لم يستطع أن ينظر إلى أي شيء آخر سوى إليها، وبعد نهاية الأمسية، طلب منها الزواج، فوافقت على الفور. واستمرت علاقتهما لمدة ثلاثة أو أربع سنوات، حتى أرادت زوجته الحصول على شهادة الدكتوراه في جامعة كامبريدج، فانفصلا.

تزوج الممثل المصري فيصل نصري مرة ثانية من المترجمة والفنانة المصرية حياة الهيني في عام 1984، بعد أن رأاها في حفلة أقامها صديق له، والتقى بها مرة أخرى في نفس المكان بعد عام، وبدأت قصة حب بينهما نمت وتحولت إلى زواج في منتصف الثمانينيات، ولكنه استمر فقط بضعة أشهر وتم الانفصال دون معرفة سبب الطلاق.

اما عن نظرة درويش حول الزواج فيقول: يفضل الشخص أن يعيش قصة حب حقيقية ويشعر بها عندما يعيشها، وليس فقط أن يتذكرها فيما بعد. والوحدة قد تكون مدمرة بالنسبة له، ولذلك فإن الشعر يلعب دورًا هامًا في حياته. كما يجب أن يبتعد أي شخص يحمل بداخله الإبداع أو الفن عن المؤسسة الزوجية.

حياته في المنفى

بعد إتمامه الثانوية، سافر درويش لمتابعة تعليمه في الاتحاد السوفيتي وبعدها انتقل إلى العاصمة المصرية القاهرة، ومن ثم انضم إلى منظمة التحرير الفلسطينية ليشارك في العمل السياسي بشكل رسمي. عمل درويش لفترة قصيرة في دور النشر التابع للمنظمة، ولكن لم يستمر طويلاً حيث قرر الاستقالة من المنظمة التحرير الفلسطينية معترضًا على اتفاقية أوسلو.

درويش عاش في بيروت منذ عام 1973 ولمدة تسع سنوات حتى عام 1982، حيث عمل في تلك الفترة كرئيس تحرير مجلة الشؤون الفلسطينية، ثم كمدير لمركز أبحاث منظمة التحرير الفلسطينية، وتأسست بعد ذلك مجلة “الكرمل” في عام 1981، والتي كانت واحدة من أكثر الصحف انتشارًا بين الكتاب والمثقفين في ذلك الوقت، كما شغل أيضًا منصب رئيس رابطة الكتاب والأدباء الفلسطينيين.

عاش محمود درويش في باريس لفترة من الزمن بعدما دخل الاحتلال الإسرائيلي بيروت ونزح أعضاء منظمة التحرير الفلسطينية من أراضيهم، ثم دخل الأراضي الفلسطينية المحتلة بتصريح لزيارة والدته. وبعد أن وسط له عدد من أعضاء الكنيست العرب، تمكن من الإقامة في فلسطين. وعاد إلى رام الله في عام 1994 بعد فترة من النفي بين مصر ولبنان وتونس وفرنسا.

حياته السياسية واعتقاله

تم اعتقال محمود درويش لأول مرة عام 1961 من قبل قوات الاحتلال بسبب آرائه السياسية وقصائده التي تنتقد الاحتلال، كما كان عضوًا في منظمة التحرير الفلسطينية وتعرض لعدة اعتقالات بسبب ذلك، وتم انتخابه عضوًا في اللجنة التنفيذية للمنظمة عام 1988، وأصبح مستشارًا للرئيس الراحل ياسر عرفات، كما كتب إعلان استقلال فلسطين الذي أعلن في الجزائر عام 1988

رحلته الأدبية

بدأ درويش رحلته مع الشعر والكتابة في المرحلة الابتدائية، وأصبح معروفًا كأحد أدباء المقاومة، ويتم ارتباط اسمه دائمًا بكلمتي الثورة والوطن. وقد كتب درويش أكثر من ثلاثين ديوانًا شعريًا ونثريًا، بالإضافة إلى ثمانية كتب، وتمت ترجمة شعره إلى عدة لغات. وأثارت قصيدته “عابرون” جدلًا كبيرًا في الكنيست الإسرائيلي.

تنوعت مؤلفات درويش بين القصائد الشعرية والنثر، على الرغم من أن عدد القصائد الشعرية هو الأكبر والأشهر من بينها

  • حبيبتي تنهض من نومها.
  • أحبك أو لا أحبك.
  • يوميات جرح فلسطيني.
  • لا تعتذر عما فعلت.
  • عرائس.
  • حصار لمدائح البحر.
  • شيء عن الوطن.
  • عصافير بلا أجنحة عام .
  • أوراق الزيتون عام .
  • عاشق من فلسطين عام .
  • آخر الليل عام .
  • العصافير تموت في الجليل.
  • مديح الظل العالي.
  • حالة حصار
  • أثر الفراشة
  • أنا الموقع أدناه
  • كزهر اللوز أو أبعد.
    يعد آخر قصائد الشاعر هو “أنت منذ الآن غيرك” وتم نشره في 17 يونيو / حزيران 2007

أجمل عبارات محمود درويش

أما أنا، فسأدخل شجرة التوت حيث ستحوّلني دودة القز إلى خيط حرير، ثم سأدخل إبرة إمرأة من نساء الأساطير، وأطير مثل شال مع الريح

يعبر الشاعر عن رغبته بأن يتحول يومًا ما إلى طائر، ويتخلص من وجوده الحالي في العالم، وأن يحترق جسده لينبثق من الرماد بشكل جديد. يصف نفسه بأنه حوار الحالمين، وأنه يعزف عن جسده ونفسه ليكمل رحلته الأولى إلى المعنى، ويصف نفسه بأنه الغياب، والسماوي الطريد

“سجل.. أنا عربي، أنا اسم بدون لقب يعيش في فورة الغضب.. جذوري تعود إلى قبل ميلاد الزمن وقبل ظهور الحقبة.. سجل أنا عربي.”

تعبر المرأة في هذه الجملة عن رغبتها في الحب الحقيقي دون أي إضافات أو تزييف، وتربط ذلك بشخص قيس الحنين في الأدب العربي، وتناشد ليلى عدم تركها للسجن الذي تعيشه فيه، وتعبر عن عدم رغبتها في أن تصبح مجرد قافية في قصيدة، بل تريد أن يتم احترامها كامرأة

يمكن أن يؤدي الفرق بين دقيقة تذكرت فيها الأمور ودقيقة تحاول فيها التذكر إلى صراع داخلي لا ينتهي
أخشى العيون التي تستطيع اختراق ضفافي؛ حيث يمكن للعيون أن ترى القلب الحافي، وأخشى الاعتراف
وقلت له، وأنا غاضب: كيف ستعيش غدًا؟ فأجاب: ليس لي أي علاقة بغدِّي، إنَّها فكرة لا تدور في رأسي، وأنا هكذا ولا يمكن أن يغيرني أي شيء، تمامًا كما لم أغير أي شيء في حياتي، لذا لا تحجب الشمس عني. فقلت له: لست إسكندر المتعالي ولست ديوجين، فأجابني: ولكن اللامبالاة هي فلسفة، إنها صفة من صفات الأمل

أجلس في المنزل بلا حزن ولا فرح، ولا يهمني ما إذا كنت حقيقةً أنا أو لستُ أنا

يقول الشاعر: `أيها الموت، انتظرني خارج الأرض، انتظرني في بلادك حتى أكمل حديثي الفاني مع ما تبقى من حياتي`

الجوائز التي حصل عليها محمود درويش

حصل على عدة جوائز من بينها جائزة لوتس عام 1969، وجائزة البحر المتوسط عام 1980، ودروع الثورة الفلسطينية عام 1981، ولوحة أوروبا للشعر عام 1981، وجائزة ابن سينا في الاتحاد السوفياتي عام 1982، وجائزة لينين في الاتحاد السوفياتي عام 1983، وجائزة الأمير كلاوس في هولندا عام 2004، وجائزة العويس الثقافية التي حصل عليها بالتساوي مع الشاعر السوري أدونيس عام 2004.

رحيل درويش

توفي الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش في 9 أغسطس/آب 2008 في الولايات المتحدة بعد خضوعه لعملية جراحية للقلب في مركز تكساس الطبي في هيوستن، ودفن في 13 أغسطس/آب في مدينة رام الله في قصر رام الله الثقافي.

 

 

 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى