التراث الشعبي - الفولكلوركتب و أدب

ما هي قصة تابط شرا

قصة تابط شرا | موسوعة الشرق الأوسط

تعتبر قصة تابط شرا من القصص التي تصف حياة بعض الناس في الجاهلية، وكانوا يلقبون بالصعاليك، وكانوا قومًا ثائرين ضد المجتمع وقيمه، وكانوا ينتمون للوحوش أكثر من البشر، وكانوا يعيشون حياة السرقة والنهب والاعتداء على الأغنياء، ويهبون المال للفقراء في أحداث ملحمية شبه خيالية، وتابط شرا كان واحدًا من هؤلاء، لمزيد من التفاصيل يرجى متابعتنا في هذه الموسوعة 

جدول المحتويات

قصة تابط شرا

اسمه ولقبه

تأبط شرًا هو لقب رجل يُدعى ثابت بن قيس بن سفيان الفهمي، وجاء هذا اللقب من أمه وفقًا لأحد الأقوال الشائعة، حيث رأته مرة يخرج حاملاً سيفًا، فقالت لمن سألها عنه: تأبط شرًا وخرج.

وقيل: رأى كبشا في الصحراء فحمله تحت إبطه، ثم بدأ يتبول عليه طول الطريق، وعندما وصل إلى المكان المقصود، لاحظ أنه غول، فألقاه، وتبين لهم أنه كان غولا، فسألوه: لماذا حملته يا ثابت؟ فأجاب: كنت أعتقد أنه كبش، فقالوا له: لقد حملت شرا.

وقيل: قالت له أمه: جميع أخوتك يأتونني بشيء عندما يذهبون إلى غيرك، فقال لها: سأحضر لك شيئا هذه الليلة، ثم صاد أكبر الأفاعي التي يستطيع حملها، وجلبها في حقيبة يحملها بيديه، ثم ألقى الحقيبة أمامها، وهربت الأفاعي في المنزل. وسئلت: “ماذا جلبت لك ثابت؟” فقالت: “جلب لي أفاعي في حقيبة”، فسألوها: “وكيف حملتها؟” فقالت: “حملتها بيدي”، فقالوا: “لقد قام بشيء شرير  

صفاته وحياته

اشتهر تأبط شرًا بالشجاعة، حيث كان يقوم بالهجوم على القبائل ويغيّر مكانه في الليل والنهار، ويتغذى على الغنائم التي يحصل عليها من البرية أو من القبائل، ويتميز بالشجاعة والجرأة في ذلك الوقت.

يقوم بعض الناس بترويج أنه كان يقوم بكل هذا وهو يقف على قدميه، مما يجعله يتمتع بالسرعة الفائقة والقدرة على التفوق على الحصان دون أن يلاحظه أحد بسبب سرعته الكبيرة.

يبدو أن شخصيته كانت شخصية أسطورية، ويتضح هذا من خلال شعره الذي انتشر وتداولت أخباره بين العرب.

كانت حياته مزيجًا من الشعر والشجاعة والنشوة، والشعور المستمر بالخطر والتحدي، وكان مقتله أيضًا على هذا النحو على يد قبيلة تخشى منه وتهاب سيطرته.

شعره

يعتبر شعر تأبط شرًا وشعر الصعاليك بشكل عام من الأشعار الملحمية التي يتم فيها تمرد الشاعر على مجتمعه ويثور على تقاليده وعقائده، ويفضل العيش منفردًا بعيدًا عنهم والاعتماد على نفسه.

كان شعره مميزًا بالواقعية والتصوير المشتق من الطبيعة التي أصبحت صديقه ورفيقه، ولأنه كان من الأشخاص الذين يفضلون الحياة الطبيعية على الرتابة، فإن شعره كان يتميز بالعفوية والسذاجة الصادقة مع الجرأة والعنفوان.

مفضلية تأبط شرا

هذه القصيدة ببحر البسيط تصف حياة الصعاليك في الجاهلية ومبادئهم التي كانوا يؤمنون بها، وهي أول قصيدة في مختارات المفضل الضبي في كتابه المفضليات.

تتحدث هذه القصيدة عن هروب تأبط من كمين كانت قد وضعته له بجيلة، ولكنه نجح في الهروب مع صديقه الشنفرى وعمرو بن براق، ويفتخر في القصيدة بسرعته وقوته ومواصفات صديقه، ويفتخر بنفسه وشجاعته وحياته.

وتبلغ القصيدة نحو 26 بيتًا، ويقول فيها:

يا عيد، ما الذي يعني لك من الشوق والتلذذ، وقد مر طيف غافل عليك في ساعات الأزمات

يعم على الأين والحياة محتفيًا، وأنا فداءً لكل من يسير على هذا الطريق

إذا فقدت ما كنت تأمل فيه، فحاول الحصول على شيء مماثل ولا تستسلم

نجوتُ منها بنجاةٍ من الله إذ ألقيتُ ليلة خبت الرهط أوراقي  

نوادر تأبط شرًا

ذكر أحدهم أنه نزل في حي فهم، وسأل سكانه عن خبر تأبط شرًا، فقالوا له: وما هو سؤالك عنه؟ أتريد أن تكون لصًا؟ فأجاب: لا، ولكني أريد أن أعرف أخبار هؤلاء العدائين لأحدث نفسي بها.

فقالوا: نتحدث عن رجل يتبع الشر، حتى إنه يتعامل مع الظباء بشكل وحشي، حيث إذا شعر بالجوع ينتظر حتى يرى أسمن الظباء ثم يقوم بملاحقتها وقتلها وتناول لحمها.

مقتل تأبط شرا

خرج تأبط شرًا مع نفر من الصعاليك للإغارة على بني نفاثة بن عدي من قبيلة كنانة، وعند وصولهم إلى الحي انتظروا حتى ينام أهل الحي، ولكن أحد الرعاة انتبه لهم وأخبر قومه، فانطلق القوم لمواجهتهم، وعندما علم تأبط شرًا بذلك، نصح قومه أن ينجوا بأنفسهم، لكنهم لم يستمعوا لنصيحته، وقاموا بقتلهم، وفيما عدا تأبط شرًا فهو الوحيد الذي نجا، وأقسم بأن يأخذ ثأره، وخرج مع نفر من قومه لتنفيذ ذلك، فوصلوا إلى بيت لبعض بني هذيل وقتلوا شخصًا كبيرًا في السن وامرأة كبيرة في السن وأخذوا جاريتين كأسرى، وفر الغلام الذي كان هناك، وخبأ نفسه وانتظر تأبط شرًا حتى يمر، وعندما مر، أطلق الغلام سهمًا عليه فأصاب قلبه، وهاجمه تأبط شرًا وقتله، وعاد إلى قومه وهو يتنازع معهم، ومات في أيديهم، وفي النهاية تركوه ورحلوا، ويروى أن مقتل تأبط شرًا كان حوالي عام 530 ميلادي.

 

هذه كانت قصة تابط شريرة. تابعونا على موسوعة لتصلكم كل جديد، ودمتم في رعاية الله 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى