ما هو الناتج المحلي الإجمالي
ما هو الناتج المحلي الإجمالي
من الأمور التي يجب أن تتداول من وقت لآخر أن يقوم الأشخاص بتقييم الوضع المالي، عند نهاية كل عام أو لمعرفة إجمالي مصرفاتة أو عند تقديم الإقرار الضريبي، أو لمعرفة ما هو المبلغ الذي قمت بادخاره، وذلك لمعرفة قيمة ادخاراته واستثماراته وحركة أمواله، ومن أبرز الطرق التي تعتمد عليها الحكومية لتقدير هذه التقييمات هو معرفة ما هو الناتج المحلي الإجمالي، فيعرف الناتج المحلي الإجمالي بانة بطاقة قياس لأداء الاقتصادي، فيعد القيمة الإجمالية لجميع السلع والخدمات النهائية التي تنتج من قبل أي دولة وذلك باعتباره أداة شاملة لقياس إنتاج هذه الدولة في مصر، كما تقوم وزارة التخطيط والمراقبة والإصلاح الإداري باحتساب ونشر قيمة الناتج الإجمالي المحلي للفصيلة السنوية، ومن الجدير بالذكر أن الناتج المحلي الإجمالي لمصر شهد نموا مطردا إلى 300 مليار دولار، مقابل 5 مليارات دولار في عام 1965.
طريقة احتساب الناتج المحلي الإجمالي
بعدما شرحنا لكم ما هو الناتج المحلي الإجمالي، سنوضح أيضاً كيفية حسابه، إذ يتوفر عدة طرق لحساب الناتج المحلي الإجمالي، ومنها منهجية المصروفات ومنهجية الإنتاج ومنهجية الدخل، ويجب ملاحظة أنه عند حساب الناتج المحلي الإجمالي بأي طريقة صحيحة فإن النتيجة يجب أن تكون واحدة:
احتساب الناتج المحلى الإجمالي من خلال منهجية المصروفات
تستند منهجية المصروفات على حساب كل مشتريات المجموعات الرئيسية المشاركة في الاقتصاد، ويتم حسابها على النحو التالي:
GDP=C+G+I+NX
يتم حساب الناتج المحلى الإجمالي عن طريق جمع صافي الصادرات وإجمالي الاستثمار والإنفاق الحكومي ونفقات المستهلكين.
- تشمل نفقات المستهلكين جميع الأموال التي ينفقونها لشراء السلع والخدمات، من صالونات العناية بالشعر إلى شراء المنازل.
- يتمثل الإنفاق الحكومي في الأموال التي تصرفها الحكومة على رواتب الموظفين والمعدات والبنية التحتية مثل الطرق والصرف الصحي وشبكات الطاقة والمطارات .
- بالنسبة لنفقات الاستثمار، فهي تعرف باسم النفقات الرأسمالية، وتشمل مصروفات الشركات لشراء المعدات أو بناء المصانع، أو بصورة عامة الاستثمار في أعمالها.
- فيما يتعلق بصافي الإيرادات، فهو يمثل صافي قيمة جميع السلع والخدمات التي تم تصديرها من أي دولة إلى دول أخرى.
- يجب الإشارة إلى أن القيمة في الناتج المحلي الإجمالي يمكن أن تكون إيجابية أو سلبية.
أحتساب الناتج المحلى من خلال منهجية الانتاج
يوجد فرق بين منهجية الإنتاج ومنهجية المصروفات، إذ تقوم منهجية الإنتاج بحساب القيمة الإجمالية للناتج الاقتصادي للبلد بعد حساب تكاليف المدخلات المستخدمة في الإنتاج، مثل المواد الخام والمواد الأخرى التي تستخدم في عملية الإنتاج، بدلاً من حساب كل المصروفات التي تتضمنها الاقتصاد.
احتساب الناتج المحلي من خلال منهجية الدخل
تعتمد منهجية الدخل على الفكرة الأساسية التي توضح أن إنفاق أي شخص هو إيراد لشخص آخر، وبالتالي يجب إضافة الأموال التي تم الحصول عليها من خلال جميع الأنشطة الاقتصادية، مثل أجور العمال وإيجار الأراضي أو العقارات، وكذلك الفوائد المكتسبة على رأس المال والاستثمارات الأخرى، بالإضافة إلى أرباح الشركات، وذلك لتحديد الدخل الإجمالي.
أهمية الناتج المحلي الإجمالي
عند دراسة منهجية المصروفات في حساب الناتج المحلي، والتي تشمل الإنفاق الاستهلاكي والإنفاق الحكومي وإجمالي الاستثمار والتجارة الخارجية، يتضح من ذلك ما يلي.
- إذا كان المستهلكون واثقين من استقرار دخلهم، فإنهم ينفقون كثيرًا، بينما يقل الإنفاق عندما يشعرون بعدم اليقين بشأن المستقبل الاقتصادي.
- لذلك، يُعتبر ثقة المستهلك مؤشراً قوياً على النمو الاقتصادي، وبما أن الإنفاق الحكومي يدعم العديد من الأنشطة الاقتصادية الأخرى.
- يساهم الاقتصاد في دفع عجلة التنمية الاقتصادية للدول، وبشكل خاص عندما يتراجع الإنفاق الاستهلاكي وحركة الاستثمار.
- يحدث ذلك خلال فترة الركود الاقتصادي، وأما أهمية الاستثمار للاقتصاد فتتمثل في قدرته على خلق فرص عمل أكثر وزيادة الإنتاجية للدولة.
- يمكن اعتبار الميزان التجاري مؤشرًا على مدى الاكتفاء الذاتي لأي بلد، وبالتالي يمكن استخدامه كمقياس لقوة الاقتصاد.
- تعتبر هذه الأربع مؤشرات الاقتصادية الكبرى الدليل الرئيسي على قدرة وقوة الاقتصاد، حيث يقوم الناتج المحلي الإجمالي بتجميع هذه المؤشرات في رقم واحد سهل المقارنة من سنة إلى أخرى ومن بلد إلى آخر.
- تعتبر القيمة الرئيسية للناتج المحلي الإجمالي هي الطريقة المثلى للمقارنة بين اقتصادات الدول.
استخدام بيانات الناتج المحلي الإجمالي
فيما يلي، سنوضح لك كيفية استخدام بيانات الناتج المحلي الإجمالي من خلال النقاط التالية:
- يتابع الاقتصاديون والمحللون والمستثمرون والصانعون للسياسات بيانات الناتج المحلي الإجمالي بسبب أهميتها الكبيرة.
- بالإضافة إلى استخدام هذه الشركات لهذه البيانات في صياغة استراتيجيات أعمالهم.
- تستخدم الحكومات معدل النمو والناتج المحلي الإجمالي لتحديد السياسات النقدية التي يجب تطبيقها.
- كما يتابع المستثمرون معدلات نمو الناتج المحلي الإجمالي، وذلك لتحديد الدول المناسبة للاستثمار.
- يتم استخدام الناتج المحلي الإجمالي في حساب مؤشرات أخرى، مثل مقارنة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الدول.
- من الأهمية بمكان حساب الناتج المحلى الإجمالي كمقياس بدلاً من الاعتماد على إجمالي الانبعاثات التي تنتجها كل دولة.
- تشير البيانات الأساسية الصافية إلى حجم الاقتصاد، ولكن يتم إظهار جزء صغير فقط منها.
- لا بد من مراعاة مجموعة العوامل الأخرى، فعلى سبيل المثال، فإن عدد الأشخاص في مصر يزيد بنحو 300 مرة عن عددهم في أيسلندا.
- لذلك، فإن مقارنة الناتج المحلي الإجمالي لهذه الدول بالنظر إلى عدد السكان لن يكون دقيقًا.
- وبناءً على هذه الأسباب، يُطلق خبراء الاقتصاد والإحصاء على بيانات الناتج المحلي للدولة اسم الناتج المحلي الإجمالي.
- كما يقومون بعدد من التعديلات على الناتج المحلي الإجمالي، وذلك لتحقيق أقصى استفادة من هذه البيانات.
- الناتج المحلي الإجمالي الحقيق: يأخذ في الاعتبار آثار التضخم وكذلك يعزز من آليات مقارنة الناتج الاقتصادي من عام لآخر.
- نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي:يتم حساب مساهمة كل فرد في الناتج المحلي الإجمالي لأي دولة لتقييم إنتاجية البلدان المختلفة، وتعد هذه الطريقة الأكثر فائدة لمقارنة المنتجية بين البلدان.
- معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي: يقيس النمو الاقتصادي بزيادة الناتج المحلي الإجمالي من عام إلى آخر أو من ربع إلى ربع، ومن خلال ذلك يتم تقييم سرعة نمو أو انكماش الاقتصاد، ويمكن من خلال ذلك التنبؤ بمعدلات التضخم أو التحذير من حدوث ركود اقتصادي مستقبلًا.