أدلة و مراجعاتكتب و أدب

كيفية مقال اللغة العربية

753675a666ce002a941a7538475ea4f3 | موسوعة الشرق الأوسط

يعتبر فن المقال من أهم الفنون التي تؤثر في وجدان الأمة وتهذب مشاعرها وترفع أحاسيسها، ولذلك اهتمت الثقافات المختلفة بتطويره والعمل على تنميته، ويعود جذور فن المقال الحديث إلى ما كتبه العرب من مقامات ورسائل حيث تشكل هذه الأعمال الأولية بذور فن المقال، وقد تم استيعابها وتطويرها من قبل الأدباء حتى وصلت إلى ما هي عليه الآن. وفي هذا المقال نتحدث عن فن المقال في اللغة العربية وأسسه الفنية، ونأمل أن يوفقنا الله تعالى في هذه المهمة الصعبة. (الموسوعة).

جدول المحتويات

مفهوم فن المقال

  • أبسط تعريف للفن الحديث في فن المقال هو: التعبير النثري المنظم بشكل فني واضح عن موضوع محدد.
  • أو هو المقال أو الكتابة التي توضح رأيًا أو فكرةً عامة، أو تشرح مسألةً علمية أو اقتصادية أو اجتماعية يؤيدها الكاتب بالبراهين  

كيفية مقال اللغة العربية

  • المقال الحالي غير موجود في العصور القديمة للكتابة العربية.
  • عرف الأدب العربي فيما بعد أنماطًا من الكتابة تشبه ما نطلق عليه الآن اسم المقال، ولو لم يتم تسميته بهذا الاسم، ومن أمثلة ذلك: كتابات الجاحظ في البخلاء والبيان والتبيين، وكتابات ابن المقفع وابن عبد ربه الأندلسي وغيرهم.
  • فن المقال بشكله الحالي هو فن مستحدث نُقِل من الغرب، ثم صاغته اللغة العربية بملامح المجتمع العربي.

البناء الفني للمقال

المقدمة

وهي تمهيد لازم للموضوع الذي تثيره المعالجة الفنية ومن سماتها:

  • يجب أن تحتوي على معلومات حقيقية معتمدة سلفًا من قبل القارئ.
  • أن تكون موجزة.
  • يجب أن تكون مرتبطة بالفكرة الرئيسية وليست مجرد عرض للمعلومات العلمية والأدبية.
  • أن تكون جاذبة للقارئ وتحفيزه وتشجيعه على قراءة المقال.

العرض

الموضوع الأساسي والفكرة الرئيسية والهدف من المعالجة هو جوهر العرض المقالي، ويتميز بعدة سمات وهي:

  • أن تكون الفكرة واضحةً.
  • يجب مراعاة الأولويات في العرض، حيث يتم إبراز الأشياء الأكثر أهمية قبل الأشياء المهمة، مما يعكس فهمًا جيدًا لفكرة المقال.
  • أن يكون الفكر مؤيدًا بالأدلة والبراهين.
  • توحيد فكرة الموضوع حتى لا ينتاب القارئ الالتباس.
  • ومع ذلك، يعتمد الكاتب أحيانًا على علوم أخرى، ولكن يجب أن تكون متصلة بالفكرة وتنطوي على الاقتصاد.

الخاتمة

هذه نهاية المقال عندما ينتهي من التفصيل، وتتميز بسمات تميزها عن المقدمة والعرض، وهي:

  • أن تكون نتيجة طبيعية لما سبق ذكره في المقدمة والعرض.
  • أن تتسم بالوضوح، والإيجاز.
  • يجب أن تكون الخاتمة ممتعة للقارئ المثقف وتقنعه بما يقرأ وتفيده.
  • وبالطبع أن تشتمل على خلاصة الموضوع.

أنواع المقال

المقالة الدينية

  • تتحدث هذه المقالة عن الإسلام ومبادئه وأحوال أتباعه ومواطن القوة والضعف فيهم، وتهدف إلى تقوية القوي ومعالجة الضعيف.
  • يجب على كاتب الفتوى أن يكون متدينًا وملمًا بأمور الدين وحافظًا أو متقنًا للقرآن والحديث والتاريخ الإسلامي، ويستطيع تقديم الدليل العقلي والنقلي.
  • يحتاج الكاتب في هذا المجال إلى الشفافية والثقافة والمعنوية القوية، وأن يوضح قيم الدين ومبادئه بعيدًا عن الانحياز والرغبات، مسعىً إلى وجه الله.

المقالة الأدبية

  • النثرية هي قطعة أدبية قصيرة المدى والموضوع، وتكتب بطريقة سلسة وعفوية خالية من التكلف والتصنع.
  • ويشترط فيها: تكون الكتابة عبارة عن تعبير عن شخصية الكاتب بحيث تشعر أنه يتحدث إليك، وتكون بعيدة عن الأسلوب الأكاديمي ومتوسطة الطول وتركز على موضوع واحد.
  • تتميز هذه الرواية بالشخصية الذاتية والعواطف القوية، حيث تسيطر العواطف على العقل.
  • يحتاج الكاتب الأدبي إلى معرفة جيدة بأسرار اللغة العربية ومفرداتها وأساليبها البيانية، وأن يكون لديه الموهبة الكتابية والاستعداد الشخصي والحس المرهف والذوق الرفيع.

المقالة النقدية

  • تتناول هذه المقالة موضوعات متعددة تشمل النصوص والأنواع الأدبية المختلفة، حيث يتم تحليلها ودراستها وتقييمها ومناقشتها، بالإضافة إلى الظواهر الأدبية والاتجاهات المتنوعة في الأدب.
  • تتميز المقالات النقدية بالروح العلمية الجادة، وتوضيح التيار الفكري الذي يعتمد عليه الناقد والمنهج الذي يستخدمه في النقد وغير ذلك، وتجنب الحشو والاستطراد، ورصد ملامح التقليد أو التجديد في العمل الأدبي أو تحليل النتائج.

المقالة الاجتماعية

  • وهي تتطرق إلى حياة المجتمع أو ظاهرة من ظواهره أو قضية من قضاياه عن طريق العرض والشرح، أو من خلال النقد والتحليل والكشف.
  • يجب أن يكون كاتب المقال الاجتماعي ذو ثقافة واسعة في الحياة الاجتماعية، وأن يتمتع بالقدرة على التحليل والتصوير.
  • يتميز المقال الاجتماعي بدمج الفكرة والعاطفة بسلاسة، وعدم الانحراف في الخيال، وبساطة العرض، وعدم استخدام أساليب المجاز بشكل مفرط، ويتم توجيهه لفئات مختلفة من الشعب.

المقالة السياسية

  • هي المقالة التي تتناول القضايا السياسية الحالية في البلاد والأحداث المهمة التي تجري في الوقت الراهن.
  • يجب على كاتب المقال السياسي أن يكون خبيرًا في السياسة وملمًا بموضوعاتها وقادرًا على تقديم الحلول، وأن يتمتع بالمعرفة الواسعة والبصيرة والملاحظة الدقيقة.

المقالة التاريخية

  • وتعتمد الكتابة التاريخية على المصادر التاريخية وعرض الأحداث التاريخية التي حدثت في الماضي بطريقة موضوعية، ولكن هذا لا يعني استبعاد شخصية الكاتب، بل يظهر رأيه من خلال التحليل والتفسير والكشف عن ملابسات الأحداث وتغييرات الأوضاع.
  • تأتي الكتب التاريخية من جميع الاتجاهات الدينية والسياسية والاجتماعية والأدبية وغيرها، لأن الكتابة التاريخية حقل مشترك يلتقي فيه وحوله كل شيء وقع وسجلته كتابات التاريخ.

مقال السيرة

  • هذا المقال يتحدث عن حياة إنسان فذ ومتفرد في عبقريته في أي مجال من المجالات.
  • يحتاج الكاتب في هذا النوع من الكتابة إلى معرفة واسعة في العلوم النفسية والاجتماعية والجغرافية والسياسية وغيرها، التي تساعد على تحليل الدوافع والاختيارات في البيئة التي نشأ فيها وعاش فيها الشخص الذي يتم كتابة سيرته.
  • يقوم الكاتب بدور القاضي الذي يصدر الحكم على الأشياء، لذا يجب أن يكون ثقيلاً وعادلاً.

غاية فن المقال

تأتي غاية الكاتب في فن المقال من قول النبي صلى الله عليه وسلم: (نَضَّرَ الله وجه امريءٍ سمع مقالتي؛ فحفظها، ووعاها، وأداها، فربَّ حامل فقهٍ إلى من هو أفقه منه)، وهذا ينبغي أن يكون هدفًا لكل كاتب وعالم وعامل. يجب على الكاتب المقال أن يدرك أن نقل المعرفة يمكن أن يفيد الآخرين أكثر من مجرد الفائدة الشخصية، وقد يكون ذلك سببًا في كشف شيء عظيم أو اختراع رائد، مما يعود بالنفع على الكاتب وعلى الأمة في الدنيا والآخرة.

كان ذلك المقال ملخصًا لما تعلمته من محاضرات فن المقال في جامعة الأزهر، التي ألقاها الأستاذ الدكتور/ طه عبد الحميد زيد، والأستاذ الدكتور/ محمد سعد سلَّام. وقد استفدت أيضًا من كتاب (فن المقال بين النظرية والتطبيق) للأستاذ الدكتور طه عبد الحميد زيد. أسأل الله تعالى أن يبارك لهما في عمرهما وأن ينفعنا بعلمهما، وأن نكون قد قمنا بأداء حقهما علينا بالاطلاع على كل ما هو نافع، فربما يحمل حامل فقهٍ علمًا يفوق من يحمله، (الموسوعة)     

 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى