التراث الشعبي - الفولكلوركتب و أدب

كلمات اراك طروبا

DbD6q9WWsAALRfq | موسوعة الشرق الأوسط

سنقدم لكم في الفقرات القادمة كلمات الشاعر يزيد بن معاوية، حيث كان هناك العديد من الشعراء الذين نشطوا في مجال الأدب والشعر العربي خلال العصر الأموي، حيث سيطر الأمويون على الحكم والخلافة في ذلك الوقت. وقد أولى حكام هذا العصر اهتمامًا كبيرًا بالشعر، وشجعوا الشعراء على كتابة القصائد والأبيات والمعلقات، مما فتح الطريق أمام الراغبين في كتابة الشعر. ويتميز شعر هذا العصر بسهولة الألفاظ والتعابير اللينة وعدم استخدام الألفاظ الوعرة والبدوية التي استخدمت في العصر الجاهلي. وسنقدم في هذا المقال من موسوعة كلمات لأجمل القصائد التي كتبها يزيد بن معاوية والتي أصبحت تاريخية حتى يومنا هذا.

كلمات اراك طروبا

تعريف بالشاعر يزيد بن معاوية

يزيد بن معاوية بن أبي سفيان هو أحد الحكام الذين حكموا خلافة الدولة الأموية، وُلد في العام السادس والعشرين من الهجرة في فترة حكم الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه، وولد في مدينة دمشق بسوريا، تحديدًا في قرية تدعى الماطرون. وفي بداية حياته، انفصلت أمه عن أبيه، وترعرع في البادية مع أمه وإخوته، ثم عاد إلى سوريا ليعيش مع والده. وحضر معه مجالس الأدب والحكمة، وحرص والده على تعليمه علم النسب منذ صغره، فأصبح من أبرز النسابين في عصره. وتأثر يزيد بمثلاث الأدب والشعر والحكمة التي كان يتلقاها في هذه المجالس، وأصبح شاعرًا مشهورًا، وكتب مئات الأبيات الشعرية التي ورثتها الأجيال حتى يومنا هذا. ورغم أن حياته لم تدم طويلاً، فقد اشتُهِرت قصائده بين الناس في عصره وبعده.

قصيدة أراك طروباً يزيد بن معاوية

من المعروف بين كثير من الناس أن قصيدة أراك طروبا يعتقدون أنها للشاعر الجاهلي امرؤ القيس، ولكن هذا اعتقاد خاطئ، فالقصيدة في الحقيقة من تأليف الشاعر يزيد بن معاوية، ولكن هناك أبيات فيها تشابه مع قصيدة `تعلق قلبي طفلة عربية`، وفي الفقرات التالية سنستعرض أبرز الأبيات الشعرية التي كتبها يزيد بن معاوية في قصيدته `أراك طروبا`. ومن الجدير بالذكر أن تلك الأبيات تنتمي إلى قصائد الغزل، حيث يقول الشاعر:

أراك طروباً والهاً كالمتيم
تطوف بأكناف السجاف المخيم
أصابك سهم أم بليت بنظرة
وما هذه إلا سجيّة مغرُّم
على شاطئ الوادي نظرت حمامة
أطالت عليّ حسرتي والتندم
فإن كنت مشتاقاً إلى أيمن الحمى
وتهوى بسكان الخيام فأنعم
أُشير إليها بالبنان كأنما
أُشير إلى البيت العتيق المعظم

ويزيد الشاعر في قصيدته قائلاً في وصف عشقه لمحبوبته:

مهذبة الألفاظ مكية الحشا
حجازية العينين طائية الفم
لها حكم لقمان وصورة يوسف
ونغمة داوود وعفة مريم
أغار عليها من أبيها وأمها
ومن لجة المسواك إن دار في الفم
أغار على أعطافها من ثيابها
إذا ألبستها فوق جسم منعم
وأحسد أقداحاً تقبل ثغرها
إذا أوضعتها موضع اللثم في الفم
فوالله لولا الله والخوف والرجا
لعانقتها بين الحطيم وزمزم

ومن أجمل الأبيات التي كتبها الشاعر في القصيدة:

ولما تلاقينا وجدت بنانها
مخضبة تحكي عصارة عندم
فقلت خضبت الكف بعدي هكذا
يكون جزاء المستهام المتيم
فقالت وأبدت في الحشا حرق الجوى
مقالة من في القول لم يتبرم
فوسدتها زندي وقبلت ثغرها
فكانت حلالاً لي ولو كنت محرم
وقبلتها تسعاً وتسعون قبلة
مفرقة بالخد والكف والفم
ولو حُرِّم التقبيل على دين أحمد
لقبلتها على دين المسيح ابن مريم
وعيشكم ما هذا خضاب عرفته
فلا تك بالزور والبهتان متهم
ولكنني لما وجدتك راحلاً
وقد كنت لي كفي وزندي ومعصمي
بكيت دماً يوم النوى فمسحته
بكفي فاحمرّت بناني من دمي
ولو قبل مبكاها بكيت صبابة
لكنت شفيت النفس قبل التندم
ولكن بكت قبلي فهيجني البكا
بكاها فقلت الفضل للمتقدم

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى