أدلة و مراجعاتكتب و أدب

قصيدة الناس صنفان موتى في حياتهم وآخرون ببطن الأرض أحياء

3820 | موسوعة الشرق الأوسط

الناس ينقسمون إلى فئتين في قصيدة الحياة؛ الأموات في حياتهم والأحياء في بطون الأرض. ولد الشاعر العظيم أحمد شوقي، الملقب بأمير الشعراء، في 16 أكتوبر 1868 في حي الحنفي بالقاهرة. وكان والده شركسيًا ووالدته تركية يونانية الجنسية. تولت جدته تربيته، وكانت تعمل كخادمة في القصر الخاص بالخديوي إسماعيل.

• عندما بلغ الشاعر العظيم أحمد شوقي سن الرابعة، انضم إلى الكتاب وتعلم القراءة والكتابة، وحفظ بعض أجزاء القرآن الكريم. التحق أحمد شوقي بمدرسة المبتدئين الابتدائية وبدأ يحفظ دواوين الشعر، وظهر نبوغه في ذلك حتى بلغ الخامسة عشر من عمره، ثم التحق بمدرسة الحقوق قسم الترجمة في عام 1885، وذلك قبل سفره للدراسة في فرنسا.

المسرح الشعري للشاعر احمد شوقي

بجانب الديوان الشعري الذي كتبه أحمد شوقي، قام بالتميز في مجال الشعر من خلال كتابة عدد من المسرحيات النثرية، بما في ذلك

• مسرحية مصرع كليوباترا وتم إخراجها في عام 1927.

• مسرحية مجنون ليلى قيس وليلى

• تحكي مسرحية قمبيز التي كتبت في عام 1931 قصة الملك قمبيز.

• تدور مسرحية علي بك الكبير حول قصة ولي مصر المملوكي علي بك الكبير.

• مسرحية أميرة الأندلس

• تدور مسرحية عنترة حول قصة الشاعر الجاهلي عنترة بن شداد وابنة عمه عبلة.

• مسرحية الست هدى

• مسرحية البخيلة

• مسرحية شريعة الغاب

قصيدة الناس صنفان موتى في حياتهم … وآخرون ببطن الأرض أحياء

• فيما يتعلق بمعنى الأبيات في القصيدة، يقصد الشاعر العظيم أحمد شوقي أن بعض الأشخاص الذين رحلوا عنا لا يزالون حاضرين بأعمالهم وفضائلهم وسيرتهم الحسنة في ذهن الناس، بينما يوجد البعض الآخر الذين لا يتذكرهم أحد حتى وهم أحياء، ولا يفيدون أو ينفعون أحدًا سوى أنفسهم.

نص القصيدة

أَعلى المَمالِكِ ما كُرسِيُّهُ الماءُ

وَما دِعامَتُهُ بِالحَقِّ شَمّاءُ

يا جيرَةَ المَنشِ حَلّاكُم أُبُوَّتُكُم

ما لَم يُطَوِّق بِهِ الأَبناءُ آباءُ

مُلكٌ يُطاوِلُ الشَمسَ عِزَّتُهُ

في الغَربِ باذِخَةٌ في الشَرقِ قَعساءُ

تَأوي الحَقيقَةُ مِنهُ وَالحُقوقُ إِلى

رُكنٍ بَناهُ مِنَ الأَخلاقِ بَنّاءُ

أَعلاهُ بِالنَظَرِ العالي وَنَطَّقَهُ

بِحائِطِ الرَأيِ أَشياخٌ أَجِلّاءُ

وَحاطَهُ بِالقَنا فِتيانُ مَملَكَةٍ

في السلم، هناك زهر روبي في الأماكن المذهلة وأرزاء

يُستَصرَخونَ وَيُرجى فَضلُ نَجدَتِهِم

كَأَنَّهُم عَرَبٌ في الدَهرِ عَرباءُ

وَدَولَةٌ لا يَراها الظَنُّ مِن سِعَةٍ

وَلا وَراءَ مَداها فيهِ عَلياءُ

عَصماءُ لا سَبَبُ الرَحمَنِ مُطَّرَحٌ

فيها وَلا رَحِمُ الإِنسانِ قَطعاءُ

تِلكَ الجَزائِرُ كانَت تَحتَهُم رُكناً

وَراءَهُنَّ لِباغي الصَيدِ عَنقاءُ

وَكانَ وُدُّهُمُ الصافي وَنُصرَتُهُم

لِلمُسلِمينَ وَراعيهِم كَما شاؤوا

دُستورُهُم عَجَبُ الدُنيا وَشاعِرُهُم

يَدٌ عَلى خَلقِهِ لِلَّهِ بَيضاءُ

ما أَنجَبَت مِثلَ شيكِسبيرَ حاضِرَةٌ

وَلا نَمَت مِن كَريمِ الطَيرِ غَنّاءُ

نالَت بِهِ وَحدَهُ إِنكِلتِرا شَرَفاً

ما لَم تَنَل بِالنُجومِ الكُثرِ جَوزاءُ

لَم تُكشَفِ النَفسُ لَولاهُ وَلا بُلِيَت

لَها سَرائِرُ لا تُحصى وَأَهواءُ

شِعرٌ مِنَ النَسَقِ الأَعلى يُؤَيِّدُهُ

مِن جانِبِ اللَهِ إِلهامٌ وَإيحاءُ

مِن كُلِّ بَيتٍ كَآيِ اللَهِ تَسكُنُهُ

حَقيقَةٌ مِن خَيالِ الشِعرِ غَرّاءُ

وَكُلِّ مَعنىً كَعيسى في مَحاسِنِهِ

جاءَت بِهِ مِن بَناتِ الشِعرِ عَذراءُ

أَو قِصَّةٍ كَكِتابِ الدَهرِ جامِعَةٍ

كِلاهُما فيهِ إِضحاكٌ وَإِبكاءُ

مَهما تُمَثَّل تُرَ الدُنيا مُمَثَّلَةً

أَو تُتلَ فَهيَ مِنَ الإِنجيلِ أَجزاءُ

يا صاحِبَ العُصُرِ الخالي أَلا خَبَرٌ

عَن عالَمِ المَوتِ يَرويهِ الأَلِبّاءُ

أَمّا الحَياةُ فَأَمرٌ قَد وَصَفتَ لَنا

فَهَل لِما بَعدُ تَمثيلٌ وَإِدناءُ

بِمَن أَماتَكَ قُل لي كَيفَ جُمجُمَةٌ

غَبراءُ في ظُلُماتِ الأَرضِ جَوفاءُ

كانَت سَماءَ بَيانٍ غَيرَ مُقلِعَةٍ

شُؤبوبُها عَسَلٌ صافٍ وَصَهباءُ

فَأَصبَحَت كَأَصيصٍ غَيرَ مُفتَقَدٍ

جَفَتهُ رَيحانَةٌ لِلشِعرِ فَيحاءُ

وَكَيفَ باتَ لِسانٌ لَم يَدَع غَرَضاً

وَلَم تَفُتهُ مِنَ الباغينَ عَوراءُ

عَفا فَأَمسى زُنابى عَقرَبٍ بَلِيَت

وَسُمُّها في عُروقِ الظُلمِ مَشّاءُ

وَما الَّذي صَنَعَت أَيدي البِلى بِيَدٍ

لَها إِلى الغَيبِ بِالأَقلامِ إيماءُ

في كُلِّ أُنمُلَةٍ مِنها إِذا اِنبَجَسَت

بَرقٌ وَرَعدٌ وَأَرواحٌ وَأَنواءُ

أصبحت شبيهة بالدودة في الجثة

قُفّازُها فيهِ حَصباءٌ وَبَوغاءُ

وَأَينَ تَحتَ الثَرى قَلبٌ جَوانِبُهُ

كَأَنَّهُنَّ لِوادي الحَقِّ أَرجاءُ

تُصغي إِلى دَقِّهِ أُذنُ البَيانِ كَما

إِلى النَواقيسِ لِلرُهبانِ إِصغاءُ

لَئِن تَمَشّى البِلى تَحتَ التُرابِ بِهِ

لا يُؤكَلُ اللَيثُ إِلّا وَهوَ أَشلاءُ

وَالناسُ صِنفانِ مَوتى في حَياتِهُمُ

وَآخَرونَ بِبَطنِ الأَرضِ أَحياءُ

تَأبى المَواهِبُ فَالأَحياءُ بَينَهُمُ

لا يَستَوونَ وَلا الأَمواتُ أَكفاءُ

يا واصِفَ الدَمِ يَجري هَهُنا وَهُنا

قُمِ اُنظُرِ الدَمَ فَهوَ اليَومَ دَأماءُ

لاموكَ في جَعلِكَ الإِنسانَ ذِئبَ دَمٍ

وَاليَومَ تَبدو لَهُم مِن ذاكَ أَشياءُ

وَقيلَ أَكثَرَ ذِكرَ القَتلِ ثُمَّ أَتَوا

ما لَم تَسَعهُ خَيالاتٌ وَأَنباءُ

كانوا الذِئابَ وَكانَ الجَهلُ داءَهُمو

وَاليَومَ عِلمُهُمُ الراقي هُوَ الداءُ

لُؤمُ الحَياةِ مَشى في الناسِ قاطِبَةً

كَما مَشى آدَمٌ فيهِم وَحَوّاءُ

قُم أَيِّدِ الحَقَّ في الدُنيا أَلَيسَ لَهُ

كَتيبَةٌ مِنكَ تَحتَ الأَرضِ خَرساءُ

وَأَينَ صَوتٌ تَميدُ الراسِياتُ لَهُ

كَما تَمايَدَ يَومَ النارِ سَيناءُ

وَأَينَ ماضِيَةٌ في الظُلمِ قاضِيَةٌ

وَأَينَ نافِذَةٌ في البَغيِ نَجلاءُ

أَيَترُكُ الأَرضَ جانوها وَلَيسَ بِها

صَحيفَةٌ مِنكَ في الجانِبَينِ سَوداءُ

تَأوي إِلَيها الأَيامى فَهيَ تَعزِيَةٌ

وَيَستَريحُ اليَتامى فَهيَ تَأساءُ

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى