قصة قصيرة مع التحليل والدروس المستفادة
هذه قصة قصيرة تحمل معنى كبير، وسنعرضها لكم مع تحليلها، فالمهم ليس فقط الاستمتاع بالقصة، ولكن أيضًا استخلاص الدروس منها. فلماذا نقضي وقتنا في القراءة السطحية التي لا تفيدنا، يمكننا قراءة هذه الحكاية مع أطفالنا ومن ثم توجيههم للاستفادة من الدروس المستفادة منها، وبهذا نستفيد من القصة مرتين.
قصة قصيرة مع التحليل والدروس المستفادة
يروى أن مجموعة من البدو كانت تعيش في الصحراء وتتبع عادات الحياة البدوية، وكانوا يتنقلون حسب توفر الطعام والشراب ومصادر الغذاء لماشيتهم، وكان أحد أفراد هذه المجموعة يعيش في خيمة مع أمه وزوجته وابنه.
كانت والدته في أكبر سنها، وبهذا العمر ضعفت قدرتها على التذكر وكانت تعاني من الهذيان والغياب عن الواقع في بعض الأحيان، ولذلك كانت تلتصق بابنها الوحيد الذي كانت لديها لأنه كان كل ما لديها، خاصة في حالاتها المؤقتة.
شعر الابن بالضيق والاختناق من هذا التصرف والهذيان الذي أصاب والدته، خاصةً أنه كان يعتقد أن ذلك سينقص من شأنه أمام الآخرين في مجموعته، وفي يوم التحضير للانتقال، طلبت زوجته منه ترك والدته مع بعض المؤن والمياه عندما يغادرون، لكي يتخلصوا منها إما بالموت أو بأن يأكلها المفترسون، أو بأن يجلبوا شخصًا آخر لرعايتها بعيدًا عنه.
في اليوم التالي، قامت الزوجة بتنفيذ أوامر زوجها، ثم جمعت حاجياتهم واستعدوا للرحيل، وانطلقوا في القافلة إلى وجهة جديدة.
بعد سير الركب لمسافة طويلة، توقفوا للاستراحة وتناولوا الطعام عندما حلت فترة الظهيرة، وطلب الابن أو الزوج من زوجته أن تحضر له ابنهما ليلاعبه ويسليه، إذ كان هذا الابن الوحيد الذي لم ينجبوا غيره، وكان يحب مساعدته ومداعبته في مثل هذه الأوقات.
قالت الزوجة: تركت الأم الابن معها ولم تحضر به، لذلك فإن الزوج لا يريد أن يقابله، واستغرب الأب العاق هذا الأمر وسأل زوجته ما السبب، فأجابت زوجته بأنه سيتخلى عنه كما تخلى عنها في الصحراء.
كأن الزوج أكل حجرًا أو أصابته صاعقة من السماء عندما أدرك خطأه الفادح بحق والدته، فسارع إلى ركوب فرسه والتوجه إلى مكانهم السابق حيث ترك والدته وحفيده بسرعة خوفًا من أن يتعرضوا للخطر.
كان العرب البدو يعرفون أن الحيوانات الضالة والذئاب سريعًا ما تحل مكانهم بحثًا عن فتات الأطعمة وما قدر للعرب أن ينالوه، فكان الابن العاق يدرك هذا الأمر ولذلك كان يحث فرسه بالسرعة ليصل قبل حدوث أي شيء من هذا القبيل.
عندما وصل، وجد والدته تحتضن الطفل الصغير وتحميه من الذئاب المحيطة بها التي تريد التهامه، وسمعها تقول للذئاب أن تبتعد وتخجل لأن الطفل هو ابن فلان أي ابنها.
رأى شخص ما ما يحدث عندما قتل الكثير من الذئاب باستخدام بندقية الصيد، ففزع الآخرون وهربوا، وبعدما شعر بالندم الشديد ودمعت عيناه، حمل أمه وابنه وعادوا إلى المجموعة، وكان يقبل رأسها مرات ومرات.
ومنذ ذلك اليوم، ازدادت مودة زوجته له بعد أن شاهدته يخطئ، كما أنه كان يرفع أول الأمور على الجمل عندما يرحل، حيث كان يبدأ بأمه ثم يتبعهم أهل بيته وابنه ويسير خلفهم.
تحليلاتي للقصة:
تحمل هذه القصة القصيرة معانًا إصلاحية وقيم اجتماعية غائبة عن المجتمع، فبعض هذه القيم موجودة وبعضها غير موجود، وينتشر هذا النوع من الأفراد في المجتمع بشكل كبير، ولذلك فإننا بحاجة ماسة إلى معرفة قيمة الأم والعناية بها كما رعتنا في الطفولة وحتى أصبحنا شبابًا وفتياتٍ.
الفكرة الرئيسية في القصة:
- فضل الأم وعاقبة عقوقها
الأفكار الفرعية:
- وفاء وإخلاص وصدق الزوجة.
- جحود الأبناء.
- كما تدين تدان، وكما تفعل يفعل بك.
- التقليد والأنانية يؤديان إلى الهلاك والدمار وفراق أحبابنا.
- فضل الأم مستمر رغم عقوق الأبناء.
- التفرقة بين معاملة الصغير والكبير.
- حق الحياة لكبار السن ورعايتهم.
- تقع الأعمار بيد الله تعالى، فهو يقبض روح من حان أجلها ويبقي الباقين.
- الاعتراف بالخطأ وإصلاحه بسرعة في الحال ودون تردد.
ماذا نتعلم من القصة؟
- تعلمنا من القصة أن الأحوال والأعمال قد تضيق النفس، ولكن يجب ألا تصل إلى حد التسبب في موت الآخرين، بغض النظر عن قربهم أو بعدهم عنا، فما نفعله اليوم قد يحدث لنا أو لأبنائنا أو لأحبابنا غدًا.
- على الرغم من كل الصعاب التي تواجهها الأم، فإنها تحبنا وتحن علينا، ولذلك فإننا ملزمون بحفظها ورعايتها وعدم إهمالها.
- عندما نتسرع في الحكم أو نتهور، يجب أن نصحح الخطأ فورًا.
- يجب علينا أن نكون أكثر حكمة وأن نستمع ونفكر جيدًا في العواقب، ونتصرف بذكاء.
- لا يعني أن كل ما يأمر به الزوج أو الابن صحيح، فقد يكون هناك آراء أفضل وأكثر صحة من ذلك.
- يتمثل التوكل على الله في أن نعلم أن كل ما يحدث لنا ولأبنائنا هو بقدر الله تعالى، ولا يجب علينا أن نسرف في الخوف عليهم، ولكن يجب علينا أن نترك الأمر لله ونتحلى بالتربية الحسنة والرعاية لهم.
قصة قصيرة رقم 2: كنز الحلال
كان أحد المزارعين يرغب في بيع مزرعته، وكان يعمل لديه عامل فقير بأجر يومي، كان يعمل دائمًا في المزرعة، وعندما قرر المزارع بيع المزرعة بسبب حاجته، دفع أجور العمال وأعفاهم عن العمل، ثم أعطى هذا العامل أجرته التي كانت خمسة دنانير فقط.
بعدما بحث العامل عن عمل ولم يجد، وجد نفسه يحمل خمسة دنانير ولا يعرف ماذا يفعل بها، فقرر إعطائها للتاجر لكي يتاجر بها أو يشتري له شيئًا خلال سفره. وعلى الرغم من أن التاجر أخبره بأن لا شيء يمكن شراؤه بهذا المبلغ القليل، فإن العامل أصر على ذلك، مما دفع التاجر إلى الموافقة على الصفقة.
ذهب التاجر للسفر وقضى حاجاته وحاجات الناس الذين كانوا قد وثقوا أموالهم لديه، وعلى الرغم من أنه لم يجد أي شيء يشتريه للعامل، إلا أنه وجد قطًا سمينًا مقابل خمسة دنانير فاشتراه للعامل.
عند عودته، قام الشخص بتوزيع أغراض الناس إليهم، وكان بعض التجار من ضمنهم. وعندما شاهدوا القط، تسابقوا لشرائه بوزنه ذهبًا، وعبر التاجر عن استغرابه واستفسر عن السبب، فأخبروه بأن الفئران أفسدت مخازنهم وبيوتهم، وأنهم يحتاجون إلى القط لحماية أماكنهم من هذا الأمر.
باع التاجر القط بوزنه ذهبًا، ثم ذهب إلى العامل وأعطاه المال، ولكن قبل ذلك سأله عن سر الدنانير الخمسة.
صرح العامل بأنه لم يوافق على زيادة المال الذي عرضه المزارع عليه قبل بيع المزرعة، وأراد أن يحصل فقط على أجرته الخمس دنانير. وعندما تبسم التاجر وضم العامل، فهو أدرك أن كنز الحلال أفضل من الحصول على زيادة غير مستحقة.
تحليل القصة:
تدرس القصة القصيرة الجميلة لنا مدى أهمية الرضا بما قسمه الله لنا، حتى لو كان قليلاً، فالحلال أكثر بركة وفائدة من الزيادة التي لا تتناسب مع الجهد المبذول.
الفكرة الرئيسة:
- الرضا بالحلال على قدر الجهد
الأفكار الفرعية:
- ثمرة العمل رزق حلال.
- بركة القليل تغني عن كثرة زائلة.
- القناعة كنز عاقبته حميدة.
- الصدق ينجي.
- أصغر الأشياء قد تحقق فائدة عظيمة.
- رد الأمانات إلى أهلها.
- من أسباب الرزق السعي والسفر.
- لا تيأس
- التوكل على الرزاق مع بذل جهد وسعي.
ماذا نتعلم من القصة؟
- عند العمل، يجب أن لا نتوقع أكثر مما نستحق، أو نستغل كرم الآخرين ونعتقد أننا مستحقون لذلك.
- يجب استغلال كل ما هو متاح أمامنا، حتى لو بدا قليلاً.
- أن نعمل بما هو بوسعنا ونترك الرزق لله تعالى.
- عندما نأخذ شيئًا من شخص ما، يجب أن نعيده إليه لأنها أمانة.
- أن نحفظ الوعد ونقوم بأعمالنا وتعاملاتنا بإخلاص.
قصة قصيرة رقم 3: والدة رامي
يتحدث الحكاية عن رامي، وهو ولد صغير كان يعيش مع والديه اللذين كانا يعاملانه بشكل سيء بعد وفاة والده، وكان يتحمل الضرب والتعنيف بصمت وشجاعة ولم يبكي، حتى لو تواجد أقاربهم وأعمامهم.
مرت السنون وكبر رامي وأصبح شابًا، ولكن حال أمه لا يكاد يتغير، ثم تزوج وأنجب أبناءً، وتكرر الأمر معه حتى أمام أبنائه، حيث كانت الأم تضربه أمامهم.
في إحدى المرات، قامت أمه بضربه أمام الناس، فبكى، وعندها تعجب الحاضرون وسألوه: ما الذي أبكاك يا رامي؟
قال: كيف لا أبكي والآن أمي تعاني من خفض ضربات القلب عن المعدل الطبيعي؟
تحليل القصة:
الوفاء والتربية والبر، هي صفات جميلة عندما تتجمع في أي ابن من أبنائنا، ومن منا لا يحلم بأن يكون ابنه مثل رامي الذي عرف قيمة أمه واحترمها، ولم يلومها مرة على تعاملها معه، وكم كانت مشاعره طيبة حين شعر بقرب نهاية أمه وألمها عندما خفت آلام الضربات عليه.
الفكرة الرئيسة:
- بر الوالدين وحسن التربية
الأفكار الفرعية:
- حسن التربية ونتائجها.
- بر الوالدين.
- الإحسان إلى الأم.
- تحمل المسئولية.
- عدم الخجل من العقاب
- الرحمة والعطف على الضعيف.
الدروس المستفادة من القصة:
- أحسن إلى والديك لتحصل على خير الدنيا والآخرة.
- تعرف الأم على صالحك أكثر من غيرها، لذا لا ينبغي الخجل من عقابها أمام الآخرين، فلا يمكنهم مساعدتك.
- كن متسامحاً مع والديك كما كانوا متسامحين معك عندما كنت ضعيفاً وصغيراً.
- كلما ازدادت مسئولياتك، زاد شأنك.
قصة رقم 4: الاستنتاج الصحيح الخطأ
في أحد أيام فصل الشتاء، كان الجو صافياً ولا يوحي بأي هطول للأمطار، وكان القطار يسير بالسرعة المعتادة في اتجاه وجهته، ويحمل معه ركابًا من جميع الفئات، بما في ذلك الأب وابنه ورجل وزوجته والعائد من العمل والمتجه إلى السوق والشاب الذي يبيع منتجاته في القطار وغيرهم.
جلس الأب وابنه في أحد أركان عربة القطار بجوار النافذة ودار بينهما حوار، وخلفهما كان الزوجان يجلسان بصمت ويستمعان لما يدور بينهما وسمعا الابن يهتف بصوت صغير وينادي والده ويشير إلى الأشجار والمياه وحركة الأشياء مع القطار بطريقة تجعله يبدو وكأنه تأثر بذلك على عقله.
كان الأب يجيب ابنه بنعم وهو يبتسم بابتسامة خفيفة، وأثارت هذه الابتسامة تعجب الزوجين اللذين نصحا الأب بأن يقوم بتوجيه ابنه لأحد المستشفيات، فماذا كان رده الأب عليهما؟
أجاب بأن الابن وصل إلى المنزل بصحة جيدة، وأنه كان مصابًا بعمى وتم إجراء فحوص له في المستشفى، وبعد ذلك بدأ يرى العالم بوضوح لأول مرة في حياته.
تحليل القصة:
تحكي القصة القصيرة المميزة واقعًا يعيشه الناس بالفعل، وهو سوء التدخل في شؤون الآخرين دون تدبر عواقب ذلك.
في قصتنا هنا نلحظ ونتعلم :
ندرك جيدًا قيمة نعمة البصر وجمالها للإنسان، ولا يدركها إلا من فقدها، وعلى الرغم من اهتمامنا بشؤون الآخرين في بعض الأحيان، إلا أننا قد نتسرع في التدخل والاستنتاج قبل الاطلاع على الأسباب والتحقق منها بشكل صحيح.
غالبًا ما نسبب جروحًا للآخرين دون قصد، ونتعرض لمواقف محرجة دون قصد، وهذا يحدث بسبب التسرع والحكم السطحي على الأمور والأشياء.
الفكرة الرئيسة:
- في التأني السلامة
الأفكار الفرعية:
- أهمية العين في إدراك جمال الحياة
- فرحة المريض حين يشفى لا تقدر.
- التدخل فيما لا يعنينا يضعنا في مواقف سلبية.
- لا يمكن الحكم على محتوى الكتاب فقط من غلافه.
- يؤدي الوعي بحقيقة الأمور إلى نتائج وتقييم حقيقي لها.
الدروس المستفادة من القصة:
- لا نتدخل فيما لا يخصنا
- نسأل قبل أن نحكم
- تقدير مشاعر الأخرين.
- حسن الرد على الأخرين.
- الانشغال بما ينفعنا يجنبنا الإنصات لغيرنا
- تكون عواقب التنصت والاستماع المتعمد لخصوصيات الآخرين وخيمة وسيئة.
- الاستمتاع بالطبيعة لا يعني بالضرورة الجنون.