التراث الشعبي - الفولكلوركتب و أدب

قصة جبل الجن مكتوبة كاملة

44c28d63cc7ef470e53d6efe rw 1200 | موسوعة الشرق الأوسط

تدور قصة جبل الجن حول جبل مشهور في إحدى مناطق المملكة العربية السعودية، حيث يتحدى بعض الأصدقاء بعضهم بالصعود إلى القمة، ويتعرض الصديقان محمد وناصر لمصيرهما المجهول عندما يتعرضان لجنية وطفلها، وتتصاعد الأحداث المشوقة والمليئة بالمصاعب. وتم نشر القصة على الإنترنت ولكننا أضفنا إليها صبغتنا الخاصة، ولمزيد من التفاصيل يمكنكم متابعتنا على موسوعة.

جدول المحتويات

قصة جبل الجن مكتوبة كاملة

الجزء الأول

يتداول أن هناك جبل في إحدى مناطق المملكة العربية السعودية يشتهر بالأساطير حول الجن، ومن يبيت فيه ليلة واحدة يصبح إما مجنونًا أو شاعرًا  

في يوم من الأيام كانت مجموعة من الأصدقاء يتنزهون في المنطقة، وعندما وصلوا إلى منطقة الجبل، قال ناصر بشكل مزاحي:

أفيكم شجاع يصعد معي جبل الجان؟

ساد الصمت على وجوه الأصدقاء، وفجأة انفجر سالم ضاحكا ويقول:

انظر إلى من يتحدث، يا صديقي، فأنت تتحدث عن أمور فارغة.

فغضب ناصر وصاح: أنا مجرد كلام؟ حسنًا، أتحداكم أن نصعد معًا الجبل مشيًا على الأقدام 

عند ذلك قال سالم وقد بدت ملامح القلق عليه: بالتأكيد، لست مهتمًا بتحديات الأطفال هذه.

عند ذلك تقدم محمد صديقهم من مدينة أخرى، وقال: يا ناصر أنا أصعد معك.

فقال ناصر: انظر يا سالم تعلم الرجولة.

كل ذلك وقع عادل منصت إليهم وأصابه إحساس بالقلق والخوف.

عندما اتجه محمد وناصر إلى سيارة محمد للتقرب من الجبل، قال سالم بتهكم:

انتبهوا على أنفسكم يا شجعان.  

وقال عادل في خوف:

يا سالم هناك جن حقًا في هذا الجبل؟

قال سالم: 

والله هذا الأمر لا يخفى على أحد من أهالي المدينة، فقد كانوا يشاهدون النار تشتعل فجأة في الجبل دون سبب واضح.

وخلال القيادة إلى الجبل، شعر ناصر بالخوف وظل صامتا، حتى تحدث محمد وقال:

ناصر أين هذا الجبل.

قال ناصر: لم يتبق سوى القليل، ثم أكمل بلهجة متوترة: إذا كنت ترغب في العودة، قل لي، لا تشعر بالإجبار على أي شيء 

عند ذلك ضحك محمد قائلًا:

أين أنت من كلامك منذ قليل؟

رد ناصر في خوف:لا يا أخي أنا فقط أخاف عليك.

ثم أراد ناصر أن يشجع نفسه، فالتفت لمحمد متبسمًا:

رأيت كيف كان سالم خائفًا؟

أجاب محمد:

من حقه أن يخاف، حيث لا يستطيع أحد تحدي الجنون.

أصابت الصدمة ناصر، ورد مدافعًا:

لكني لم أتحداهم، بل تحديت ناصر.

قاطعه محمد: 

لا يهم، هل سنتسلق الجبل الآن أو نعود إلى الوراء؟

قال ناصر في تبرم يشوبه الخوف:

حسنًا حسنًا، بقي لنا نصف ساعة ونصل.

كان الطريق الذي كان يسيرون فيه الصديقان مظلمًا وخاليًا من أي علامة على الحياة كما لو أنه باقٍ كما خلقه الله في الأزل.

فجأة، لاحظ ناصر جسمًا طويلًا أبيض اللون يمر أمام السيارة، فضغط بقوة على الفرامل، فنظر محمد إليه بدهشة وقلق قائلًا:

ماذا هناك؟!

أجاب ناصر:

والله العظيم لقد رأيت شيئًا يمر من أمام السيارة.

رد محمد ضاحكًا:

بدأت تتخيل من الآن؟!

قال ناصر:

لا والله ما أتخيل!  

فقال محمد:

توكل على الله، وأكمل طريقك.

قال ناصر في تعجب:

يبدو أنني أتخيل! توكلنا على الله.

الجزء الثاني

بعد وصول الصديقين رأى محمد الجبل لأول مرة، وكان شكله يبعث على الرعب من الظلام والأشجار الكثيفة والصخور الكبيرة، فابتلع ريقه وقال بخوف:

ماذا نفعل الآن؟

أجاب ناصر:

الخطوة الأولى التي يجب اتخاذها هي استكشاف ذلك الجبل الذي يخاف منه الناس، ثم العودة.

قال محمد:

حسنًا، معك كشاف؟

ناصر:

نعم.

عندما كان ناصر يستعد للصعود، تمنى ألا يقع في هذه المشكلة المخيفة، ولكن لم يكن لديهما خيار، وأثناء صعودهما رأيا ملابس ملقاة في الطريق، وبعد مرور بعض الوقت، وصلا إلى ربع الجبل فقط وانقطعت أنفاسهما.

وفي لحظة مخيفة، بينما كانا يصعدان، سمعا صوت أطفال يلعبون، وعندما تحولا للنظر نحو المصدر، سمعا صوت أطفال يبكون خلفهما.

حينها، ناصر انفجر في البكاء خوفا، وشعر محمد برعشة تسري في جسده، فقال لناصر:

هيا نرجع.

ناصر:

والله لقد نسيت طريق السيارة.  

محمد:

يا جاهل، لماذا حملت المصباح؟ لا يوجد ضوء أو آثار توجهنا نحو السيارة، وبدأ يبكي.

وبينما هما في حيرتهما سمعوا صوت امرأة تناديهما من بعيد، وتقول:

ساعدوني.

(قررا آنذاك الذهاب نحو الصوت، وبدأ ناصر يلعن شجاعته التي أوصلته إلى هذا الموقف، ولكنه شجع نفسه وقال:)

يا محمد، حتى لو كانت جنية، فقد تساعدنا في الخروج من هنا، أليس كذلك؟

قال محمد:

يا أخي والله العظيم إني خائف.

واتجها نحو مصدر الصوت” يمسك كل واحد منهما بيد صاحبه ويذهبان نحو مصدر الصوت، وعندما وصلا، وجدا قطعة من القماش تحترق فوق أحد الأغصان، وفيما ينظران، يحس ناصر بيد توضع على كتفه، فيالتفت إلى الخلف مندهشا، فوجد طفلا صغيرا يبتسم ويقول)

تقول أمي إنكم قمتم بإيقاظ أخي الصغير من النوم.

في ذلك الوقت، فقد وقع ناصر في حالة إغماء وحاول محمد مساعدته لكن دون جدوى. وفي حين كان محمد يبكي بجوار ناصر، أصابه حجر صغير. وعندما التفت مرتعبا، رأى امرأة تقف مع طفل صغير، فقالت له:

لا تحاول عبثا، لقد استولى ابني الصغير على جسد صديقك، لذا لا تحاول، ثم صرخت صرخة قوية جدا، وانفجر محمد في البكاء، ثم رأت المرأة تنحني وتبتلع ابنها الصغير، ثم التفتت إلى محمد قائلة:

الآن أنت أصبحت ابني.

رد محمد مرتجفًا في خوف:

أنا إنسان!

فاقتربت منه ثم أمسكت عنقه وهي تقول:

أدرك أنك إنسان ولكنك قتلت ابني وأنت تتسلق الجبل، وهذا هو جزاؤك.

عند ذلك أغشي على محمد.

بعد يومين، زار عادل وسالم بيت ناصر فوجدوا الشرطة هناك، تبين أن ناصر مفقود ولا أحد يعرف مكانه، بعد ذلك، أخبروا والديه والشرطة بما حدث لهم عند جبل الجن.

انطلقوا مع الشرطة للبحث عن الصديقين، ولكنهم لم يجدوا سوى السيارة وجوال ناصر ملقىً على الأرض، وظلوا يبحثون عنهما طوال الأسبوع دون جدوى.

(وفي يوم من أيام البحث، بعد أن نام سالم إذ سمع في منامه من يقول:)

أبلغ أسرة محمد وناصر بضرورة إقامة العزاء اليوم لأن حياتهم قد انتهت.

 استيقظ سالم مرعوبًا فأدى صلاة ركعتين وابتدأ بتلاوة القرآن، وفي الصباح التقى بأهل محمد وناصر وأقيم العزاء لثلاثة أيام.

الجزء الثالث

بعد مضي الكثير من الأيام والأشهر، وجد محمد في قرية بعيدة وهو يعاني من حالة سيئة، حيث كان عاريًا ومبتور القدم اليسرى، وتم اصطحابه من قبل أهل القرية إلى مركز الشرطة، حيث أخبر ضابط المركز قصة محمد.

ثم قال:

عندما استيقظت من النوم، وجدت ناصر يهتز بشدة، ولم يكن هناك سوى قليل من الماء والخبز الجاف، فأكلت منه، ثم لفت النظر إلى ناصر الذي فقد وعيه، ولم أستطع الحركة بسبب قدمي المبتورة التي لم أدري كيف بُترت

ولا أعلم كيف نجوت وهي كذلك؟! وفيما أنا على هذا الحال دخلت امرأة عجوز، وقالت لي:

لما فعلت ما فعلت صار ذلك مصيرك، ثم تحولت إلى قطة سوداء وخرجت مسرعة من الكهف، فناديت على ناصر راجيا:

يا ناصر أرجوك قم، فسمعت صوتًا منه يقول:

إذا لم تبتعد عني خرجت منه ودخلت فيك، فابتعدت، ثم فجأة شعرت بضربة قوية على رأسي وفقدت الوعي.

الجزء الرابع

قاطع الملازم محمد قائلًا:

يا محمد، على الرغم من أني متعاطف معك، إلا أني لا أستطيع الاعتماد على كلامك. فأجاب محمد: إذا كنت تشك في كلامي، فاطلع على سجلات المفقودين وستجدنا بينهم.

قال الملازم:

الآن أنت في وعيك أم عندك مرض عقلي؟

قال محمد:

أنا مسكون الآن بستة من الجن.

فرد الملازم:

كيف علمت أن عددهم ستة.

قال:

سأخبرك فيما بعد.

بعد أن أخذ الملازم بينات محمد أكمل قائلًا:

بعدما فقدت الوعي، شعرت بأن شخصا يبكي عند رأسي، وبمجرد استيقاظي، اكتشفت أنه ناصر، وفرحت كثيرا، وفي ذلك الوقت، شاهدنا طفلا صغيرا قال:

من أكل طعامي وشرب شرابي؟

فإذا ناصر يهوي إلى الأرض وينتفض بشدة، فقلت له:

نحن لا نريد أن نؤذيكم فلماذا تؤذوننا؟

فقال الطفل:

نحن لا نؤذي إلا من يؤذينا، هل تريدني أن أسكن في جسدك النحيل هذا؟

فلم أعرف ماذا أفعل مع ناصر والطفل الصغير، ثم فجأة دخلت امرأة جميلة جدًا مع رجل قزم قصير، وقالت لي: هل تريد الخروج من هنا؟ فأجبت بلهفة: نعم.

قالت: أريدك فقط أن تقتل صديقك وتأكل قلبه أمام ملكنا وأمام المرأة التي قتلتم ابنها، وإلا فلن يكون لك سبيل آخر للخروج من هنا.

عندئذ التفت إلى ناصر فإذا هو يبتسم لي قائلًا:

قال شخص ما: `يا محمد اقتلني، ولكن اسحب قلبي من هنا`. فأمسكت يده بشدة وبكيت وقبّلت رأسه وأرثيت حالنا.

الجزء الخامس

بدأ محمد بأداء عدد من الحركات الغريبة التي دفعت الملازم لأمر الجندي بأخذه والاعتناء به حتى يستكمل التحقيق معه في وقت لاحق، وقام الجندي بإدخاله مع المعتقلين الآخرين، ولم يلتفت أحد للأمر ونام الجميع.

ثم استيقظ أحد الأشخاص بحالة من الذعر وهو يرى امرأة عجوز تضرب محمد بشدة وتقول له: “أنت من قتل ابني” وتضحك بشدة. فسارع الرجل إلى الباب وبدأ يضربه بقوة حتى استيقظ الجميع، ودخل الجنود ووجدوا محمد يبكي وينزف دما. وعندما أخبروا الملازم، أمر بوضع محمد في الحبس الانفرادي. وعندما حاولوا إغلاق الحجز، وجدوه يتألم بشدة، فأمر الملازم أحد الجنود بالبقاء بجوار الحجز حتى طلوع الشمس.

في الليل، سمع الجندي صوت شخير مزعج لمحمد، ففتح الباب للتأكد من حالته، ووجد سبعة أطفال بجوار محمد، فلم يصدق ما رأى وأغلق الباب بصمت وعاد إلى مكانه وتمسك بسلاحه.

ثم بعد ذلك بقليل، جاء شخص ليفتح الباب مرة أخرى، ووجد في هذه المرة امرأة ذات شعر أسود طويل تمسح رأس محمد وتبكي، ثم نظرت إلى الجندي قليلاً ، ودخلت في جسد محمد كالماء الجاري، وبهذا تجمد الجندي المسكين في مكانه، وسمع صراخ أطفال ونساء، فسقط على الأرض مغشياً عليه، وترك الباب مفتوحًا.

الجزء السادس

عندما جاء جندي آخر بكوب من الشاي لزميله ووجده في حالة سيئة، أسرع في إبلاغ الملازم بما حدث، وبعد وصول سيارة الإسعاف، تبين أن الجندي توفي بسبب سكتة قلبية، وأمر الملازم الجنود بالتزام السرية لعدم إثارة الذعر بين سكان القرية.

ثم توجه الملازم إلى محمد وجره إلى مكتبه، وهدده بالقتل إذا لم يخبره كيف مات الجندي؟ في ذلك الوقت، انهمرت دموع محمد، وأجاب بأنه لا يعرف، فطلب الملازم منه أن يسجل اعترافاته كلها بعد إلحاح منه على العميد بعدم نقل محمد إلى مكان آخر حتى يأخذ أقواله، وحمله العميد المسؤولية الكاملة.

ثم قال الملازم بصوت مليء بالحقد على محمد بعد موت الجندي:

أكمل الحديث وأخبرني كيف توفي ناصر، وكيف وصلت هنا بكل هدوء، لأن الغضب يبدأ يتسلل إلى عروقي:

فأكمل محمد بحسرة قائلًا:

بعد مرور الشهور في ذلك الجبل، كان ناصر يحتضر بسبب شدة المرض، وفي تلك الحالة، دخلت امرأة تحمل طفلا صغيرا ميتا، كانت المرأة التي رأيناها في اليوم الأول، وتبعها حوالي خمسون طفلا ورجلا وامرأة، ثم التفت ناصر وابتسم ابتسامة وداع.

في ذلك الوقت، تعرض محمد لنوبة تشبه الصرع، وأمر الملازم بتثبيته بإحكام، وبينما كانوا يثبتونه، سمعوا صوتا غريبا يخرج من محمد يقول:

دعوا محمدًا ينهي قصته بسرعة لأنه سيعود إلى بيته وعائلته.

عند ذلك سأله الملازم في قلق:

من أنت؟

قال: 

أنا مارد أحد ملوك الجن.

قال الملازم:

وماذا تريد من هذا الشاب المسكين؟

فأجاب الجني:

نحن لا نؤذي إلا من يؤذينا.

فقال الملازم:

ألا يكفي ما فعلتموه.

قال:

لا.

قال الملازم:

لماذا لا تقتلونه وتنتهي أحزانه.

فقال:

ليس هذا وقت قتله.

انقطع صوت الجني وبدأ الملازم يبكي، ما أدى لإصابة محمد، ثم أمر الجنود بحراسة محمد وذكرهم بالله تعالى. وحملوا محمد وهو يصرخ وينتفض حتى عادوا به إلى الحبس الانفرادي  

الجزء السابع

حاول الجنود التخفيف عن أنفسهم بالضحك، وبينما كانوا كذلك، سمعوا أصواتًا من خلف الباب، فبدأوا يتنصتون، وعند ذلك جاء الملازم ورأى حالتهم، فاقترب بهدوء ليسمع ما وراء الباب، واستمع إلى صوت مناقشةٍ جادةٍ ولكن لم يتبين له ما يتحدثون عنه.

فأمر ملازم أحد الجنود بالدخول، وعندما دخل لم يجد أي شيء، وعندما أغلق الباب سمع صوت ضحكات، ففتح الباب مرة أخرى ووجد أربعة أقزام يلعبون بمحمد، وعندما حاول الجنود إطلاق النار على أحدهم، سحبه الباقين بسرعة وأغلقوا الباب، وقالوا له:

أتراك أحمقا، ماذا تعتقد سيحدث إذا أطلقت النار على أحدهم؟

بعد أن أخبروا الملازم بما رأوا، قرر الملازم التحقق من معلوماتهم ومعرفة المزيد عن محمد وعائلته، وتبيَّن أنه لا يوجد لدى محمد أي أقارب سوى والدته التي توفيت بعد غيابه لفترة قصيرة في المستشفى، ومن ثم تم توجيه الملازم من قِبَل الجميع لاستدعاء شيخ يقرأ على محمد، ووافق الملازم على ذلك بعد إنهاء إجراءات التحقيق.

الجزء الثامن

بعدما جلبوا محمد إلى مكتب الملازم، جلس الملازم بجواره، وعلم أنه قد ضغط عليه كثيرا، ولكنه أراد إنهاء إجراءات التحقيق، فطلب من محمد أن يكمل القصة، فقال:

بعدما اجتمعت المرأة ذات الشعر الأسود وخمسون رجلاً، طلبوا مني أن أقتل ناصر الذي كان يحتضر، لكنني رفضت تنفيذ أمرهم، فدخلت المرأة جسدي وعذبتني، ثم أجبرتني على سحب شعر ناصر بالقوة دون إرادتي.

وضعوا النار في الكهف الذي كنا فيه، ثم جعلت المرأة أنا أحمل ناصر وأتجه به نحو النار لألقيه فيها. حاولت جاهدًا الحيلولة دون ذلك، لكن دون جدوى، فلم أستطع إلا أن أرى ناصر وهو يحترق في النار.

عند ذلك انهار محمد من البكاء، ولكنه تماسك مكملًا:

بعد وفاة ناصر، وجدت نفسي في الظلام الدامس للكهف لثلاثة أيام، وكانت هناك جنية جميلة في الجبل تواسيني وتحضر لي الطعام، ووعدتني بأن تخرجني، وسكنت جسدي هي وامرأة عجوز وأربعة رجال أقزام، ثم في يوم من الأيام فقدت الوعي ووجدت نفسي ملقى على الطريق؛ حتى قام الناس بمساعدتي وأخذوني إلى المركز كما ترون.

عند ذلك طرح الجندي عليه سؤالًا قائلًا:

ولكن كيف مات الجندي الذي كان يحرسك؟

أخبره قائلًا:

رأى الرجل الجنية التي كانت تواسيه، بعدما رأى سبعة أطفال وأغلق الباب، ولدى فتحه مرة أخرى، رأى المرأة الجنية، وعندما نظرت إليه الجنية، أُصيب بنوبة قلبية، كما أخبره بذلك الجن الذين يسكنون في جسده 

ثم بدأ في شرح حياة الجن، وأوضح أن بينهم الطيبون والأشرار، ولكن الأشرار هم الذين يسيطرون، وتختلف دياناتهم تمامًا مثل البشر، كما أن طعامهم متنوع، فبعضهم يأكل الروائح، والبعض الآخر يشرب الدم، والبعض الآخر يأكل روث الحيوانات. ولذلك، أمر الملازم المجند بأخذ محمد إلى الحبس والاتصال بطبيب لفحصه وعلاجه.

الجزء التاسع

بعد دخول الطبيب على محمد، أكد بأنه يجب نقله إلى المستشفى لإجراء تحاليل دقيقة، وتم نقل محمد إلى المستشفى تحت حراسة مشددة، وعند العودة للمركز، أكد الطبيب للملازم أن محمد يعاني من التهاب الكبد الوبائي وأمراض أخرى، وأن حالته لا تسمح له بالبقاء هنا، ولكن الملازم رفض خروجه بسبب ما قد يترتب على ذلك من أحداث كبيرة.

غادر الطبيب وهو يهدد الملازم بالكشف عن أمره، وغادر وهو يهدد ويندد، فبدأ الملازم بالبكاء دون معرفة ما يفعل، ثم ذهب إلى محمد الذي سأله بدوره عن سبب بكائه، فأجابه قائلا:

أدرك أنني قد ضغطت عليك كثيراً وتحملتك مع تعرضك لعدة أمراض، ولكن لا يمكنني إخراجك من هنا حتى يتم انتهاء التحقيق.

أجاب الفرد محمد بأن التحقيق قد انتهى ولم يتبقى شيء ليقوله، فأجاب الملازم:

صحيح أنا لا يمكنني إرسالك لمواجهة الناس الذين لم يسمعوا عن ما حدث لك، لأن ذلك يمكن أن يعرض حياتهم للخطر، لذا سأرفع قضيتك للجهات المختصة لدراستها واتخاذ القرار الملائم.

فقال محمد:

بالنسبة لي، لا يوجد فرق بين الحياة هنا أو هناك، فقد انتهت الحياة.

خرج الملازم مكتئبًا ويرغب في المضي قدمًا في الإجراءات، ونام محمد وحلم بناصر الذي كان يتوعده ويصرخ في وجهه، وشاهد الطفل الذي مات في الجبل وهو ابن جنية، ثم شاهد أخيرًا الجنية التي تسكن جسده وهي تبكي وتلمس وجهه، ودموعها تتساقط على وجه محمد، وعندما نظر إليها وهو يبتسم، اختفت فجأةً، ففزع من نومه وهو ينتظر مصيره المجهول.

الجزء العاشر

عندما دخل الملازم على محمد في الحبس، أخبره محمد بأنه يرى كوابيس مرعبة في أحلامه، فرد عليه الملازم بقوله:

لا داعي للقلق، يجب أن تستريح الآن وسأتصل بشيخ في هذه القرية.

عاد محمد إلى نومه وهو يتذمر بكلمات غير مفهومة للملازم سوى كلمة واحدة:

حياة، موت، عذاب.

اتصل الملازم بأحد شيوخ القرية المشهورين بعلاج المس بالقرآن الكريم، وبعد الاستماع إلى القصة العجيبة التي رواها له الملازم، أراد الشيخ القدوم على الفور.

في الواقع، لم يتصل الملازم بالشيخ بقصد علاج محمد، ولكنه أراد فقط معرفة ماذا سيقول الشيخ حول محمد، هل هو مصاب بالمس أم هو مجنون يتهيَّج بكل ما يرويه؟

وصل الشيخ إلى المركز، ورأى الملازم أن الأيام تركت بصماتها على وجهه الذي أصبح مغطى بالشيب، ثم قاده إلى الحجز الذي كان فيه محمد. دخل الشيخ وطلب من الملازم تثبيت محمد جيدًا عند قراءته له.

نظر الشيخ إلى محمد نظرة المشفق عليه وهو يقول:

لماذا لم تَلجأ إلى القرآن خلال هذه الفترة؟

أجاب محمد:

لقد كنت في الجبل لمدة عامين، ولم أر أحدًا في هذا الجبل إلا من قتل.

أخذ الشيخ مسحة على رأس محمد، وبدأ في تلاوة آيات من القرآن الكريم بصوته العذب، وبينما هو يقرأ، اشتد صراخ محمد مما أفزع الجنود الحاضرين، وفي ذلك الوقت رفع الشيخ صوته ثم قال:

يقسم بالله العظيم أنه إذا لم يتراجعوا عن اختطاف هذا المسلم، فسوف يعاقبهم بالقرآن الكريم.

عندما لم يحصل الشيخ على رد فعل بعد تهديده، استمر في القراءة بصوت عالٍ، ثم سمع صوت رجل يبكي قائلاً:

قال الجني: `أحرقت قدمي، إذًا سأخرج الآن.` توقف الشيخ عن القراءة وأكمل الجني كلامه:

أنعم الله على البشر بقول `بسم الله الرحمن الرحيم`، فهي تحميهم منا وتحمينا منهم، فلماذا لم يقلها هو وصديقه في الجبل وتسببا في قتل أحد أبنائنا؟

قال الشيخ:

الإنسان كائن نسيان، وهو لم يقصد ذلك، والآن يجب عليه أن يخرج من جسده.

قال الجني:

لا والله لن نخرج من جسده أبدًا.

واصل الشيخ القراءة، فزاد صراخ الجني وبكاؤه، فتهدد الشيخ بإحراقهم إذا أصاب محمد أو أي شخص آخر في المكان أذى.

أصر الملازم على استضافة الشيخ لتناول الطعام، فجلس الشيخ، إلا أنه لاحظ أن محمد يأكل بسرعة، فضربه بشدة ليتوقف عن الأكل السريع، وبعد ذلك سأل الملازم الشيخ عن سبب ضربه لمحمد، فأجاب:

كان الشخص الذي كان يأكل ليس محمدًا بل الجني الذي يسكن فيه، وذلك ظهر من طريقة تناوله الطعام بسرعة وبكلتا يديه، ولكن عندما ضربه أحد، هرب الجني وأكل محمد بشكل هادئ.

عند ذلك قال الملازم:

جزاك الله كل خير، عند ذلك قال الشيخ:

أنا أرغب في إكمال القراءة عن محمد، ولكن ليس لدي الوقت الكافي، سأعود بعد يومين لإكمال ما بدأته.

شكر النقيب الشيخ مرة أخرى وأرشده إلى الخارج ثم عاد لعمله.

تأمل محمد حالته ووجد نفسه وحيدًا وأنه فاقد لقدمه، فبدأ يبكي، ثم تذكر شيئًا ما فزاد بكاؤه بشدة، حيث تذكر أن هناك شخصًا آخر سيتعرض للقتل إذا ذكر التفاصيل التي ينوي ذكرها في التحقيق، وبدأ محتارًا على ما يجب فعله مع هذا السر الذي يحمله في صدره.

الجزء الحادي عشر

تلقى مركز الشرطة رسالة تفيد بضرورة نقل محمد إلى مستشفى الأمراض العقلية، وبعد ذلك، ندم الملازم على إرساله معلومات عن محمد إلى الجهات التي أرسل إليها من قبل، وتلقى الملازم رسالة أخرى من جهات عليا تتهمه بالتقصير في حالة محمد وأن الأمور وصلت إلى هذه الحالة السيئة. حاول الملازم تبرير موقفه، لكن دون جدوى، وأحس أن الدنيا اسودت في وجهه، فخرج في الهواء الطلق يتأمل ضوء القمر في جنح الظلام.

وهو جالس فوق سيارته، ينظر الملازم إلى السماء ويسمع أصواتًا تصدر من مدرسة مجاورة، ويتذكر أن هذه المدرسة مهجورة، وعلى إثر ذلك قرر الذهاب والتحقق من الأمر بنفسه.

بينما كان الملازم يقترب من المدرسة، شاهد يدًا سوداء تظهر له من إحدى النوافذ، وأصيب بالدهشة والخوف، وسمع صوتًا لامرأة تقول له:

لم ينجح الملازم في إنقاذ محمد وبدلاً من ذلك بدأ يضحك بشدة، بعد ذلك عاد الملازم إلى المركز واضطر ليأخذ ثلاثة جنود معه بصعوبة بالغة إلى المركز، ودخل هؤلاء الجنود الخائفون إلى المركز دون أن يلاحظوا شيئًا مهمًا، وبعد ذلك قرروا العودة، ولكن بينما كانوا على باب المدرسة سمعوا صوت بكاء يأتي من أحد الفصول في الطابق الثاني، فعادوا بسرعة ليتحققوا من الأمر، وكانت صدمتهم كبيرة عندما وجدوا محمد جالسًا في الفصل وهو يضحك بصوت هادئ:

يا أيها الجهلة، لقد هربت من السجن، وعند ذلك فقد أحد الجنود وعمد أصدقاؤه إلى حمله والهرولة للخروج من هذه المدرسة اللعينة. وعندما وصلوا إلى الباب، رأوا رجلا ضخما أسود اللون يحمل سلاسل ضخمة، وبجانبه امرأة عجوز بشعر أبيض كثيف كانت تضحك بشكل هيستيري. فأطلق الجنديان النار عليهما، ولكن دون جدوى. وفي ذلك الوقت، قرر أحدهما إنهاء حياته كحل يائس لهذا الموقف التعيس، في حين كان الملازم يركض في الخارج كالمجنون ويطلب الدعم من جميع قوات الشرطة.

لم يجد الجندي الباقي حلًا سوى القفز من نافذة الفصل، فسقط على الأرض في حالة حرجة. حضرت قوات الشرطة وأمنت المكان وقدمت الإسعاف للجندي. وعند البحث عن الجندي، وجدوه جثةً هامدة بعد أن قطع لسانه وأذنه اليمنى، وفقد بعض أعضائه. وعثروا على الجندي الآخر الذي انتحر وكانت الدماء تغطيه، وساد الصمت وانتشرت رائحة الموت في المكان.

الجزء الثاني عشر

وصل خبراء البصمات وطب الشرعي لمكان الحادثة، وبدأوا في دراسة تفاصيل الحادث، ولكن خبير البصمات تعجب من عدم وجود أي بصمات غير بصمات الجنود في المكان. وأكدوا أن الجندي الأول توفي مخنوقًا، وأن الثاني انتحر فعلًا. وطلبوا من الجندي الثالث أن يروي لهم التفاصيل بالتفصيل، فأخبرهم بكل شيء، منذما دعاهم الملازم لدخول المكان حتى قفزه من النافذة.

تم تعيين عميد للمباحث من قبل السلطات للنظر في هذه القضية الغريبة، وقام بالتحقيق مع الملازم ووجه له تهمة التحفظ على محمد داخل المركز وعدم الإسراع في إجراءات النقل، واتهمه أيضاً بالإهمال بعد وفاة الجنود تباعًا، وأكد له أن هذا الأمر غير مقبول، وقال:

في حالة صحة الادعاء بأن محمد مسكون بالجن، فإنه لا يجوز حل المشكلة بإزهاق الأرواح أو استخدام العنف، وبدلاً من ذلك يجب فصله من عمله وإرساله إلى مصحة نفسية.

أكمل العميد التحقيق مع الجندي المصاب، والذي أكد أنه شاهد محمد في المدرسة، واستدعى العميد محمد وسأله:

أين كنت في فجر هذا اليوم؟

أكد محمد قائلاً بأنه ليس هو الشخص الذي كان في المدرسة وإنما الشخص الذي شاهدوه في المدرسة كان جنياً يتظاهر بشكله، وعند ذلك ضحك المقدم بشدة وقال:

أتمنى لك الشفاء العاجل، يبدو أنك أصبت بالعدوى من ذلك الجندي الغبي، وتم أمر الجنود بإعادته إلى الحبس الانفرادي وتقييده وتعليقه من رجليه، فبدأ محمد يبكي.

في اليوم التالي، ذهب محمد برفقة العميد إلى الأحوال المدنية لاستخراج إثبات شخصية لنقله إلى المشفى العقلي. قبل الذهاب، طلب محمد من العميد أن يودع الملازم، ووافق العميد على طلبه، ودخل عليه وجلس بجواره وودعه:

أشهد بالله أنه لا يوجد أحد يساعدني في هذه الحياة سوى الله ثم أنت، وربما أحتاج مساعدتك في المستقبل، فهل تعدني بالوقوف بجانبي؟

وعد الملازم وسلم عليه، وعندما نظر محمد إلى المركز لآخر مرة، شعر بالحزن لما تعرض له المركز من أحداث عصيبة التي سببها بطريقة ما.

الجزء الثالث عشر الأخير  

وقف الملازم في محبسه يفكر في أحداث قصة محمد العجيبة، وبدأ يتساءل إذا ما كان ما فعله صوابًا أم خطأً، وماذا سيحدث له ولزوجته وابنته الصغيرة إذا تم فصله من العمل؟ دخل الجندي بالطعام ولكن الملازم قاطع أفكاره وأخبره أنه سيقف على حراسة المكان، وابتسم الملازم قائلاً:

نعم، إن هذه الدنيا يوم لك ويوم عليك، ثم سأل الجندي: هل ذهب محمد؟ قال: نعم، ذهب إلى المشفى منذ قليل.

ثم أكمل الجندي قائلًا:

لا تقلق لقد ذهب تحت حراسة مشددة.

طلب الجندي الإذن من الملازم، ثم أقفل عليه باب الحبس، وتناول الملازم طعامه، وتأسف على ما حدث في المدرسة، وظل يعاني من الكوابيس طوال الليل حول الجنود وما حدث لهم من موت وإصابات بليغة وانتحار.

كان العميد نائمًا على مكتبه وكان يشخر، وسمع أصواتًا هامسة ولكنه لم ينتبه لها بسبب التعب والإرهاق. ثم أصبحت الأصوات أعلى حتى استيقظ وشاهد امرأة سوداء جالسة على الكرسي الموجود أمام مكتبه وتنظر إليه وتبتسم. فزع العميد من نومه وصرخ بشدة، وفر إلى غرفة الجنود وصرح لهم بما حدث. حاول زملاؤه تهدئته، وأكد لهم أن ما رآه حقيقة وأنه ليس يهذي. وفي هذا الوقت، صاح أحد الجلساء بمزاح:

عندما تم طرح السؤال عن جمال المرأة، ظهر الغضب على وجه العميد وفجأةً قال للجميع: “استمعوا، هل تسمعون ذلك؟.” وبدأ الجميع في الاستماع، وفجأةً سمعوا صوت بكاء ينبعث من أحد مكاتب المركز، فتوجهوا جميعًا إلى مصدر الصوت، وعندما دخلوا المكتب الذي سمعوا منه الصوت، لم يجدوا أي شيء. ففي نفس الوقت، كان أحد الجنود يشاهد التلفزيون في مكتبه لوحده، وفجأةً رأى امرأة سوداء تقف أمامه وتتحدث إليه:

قالت المرأة السوداء للجندي “أخرجوا من هنا وإلا أخذنا أجسامكم”، ومن ثم توجهت باتجاه الحائط واختفت فيه، وظل الجندي يقف في مكانه حتى لاحظه الجنود والعميد وهم في طريق العودة إلى مكان جلوسهم، وسألوه: “ماذا حدث؟!” فلم يرد، فصفعه العميد، وأفاق الجندي قائلاً: “امرأة سوداء قالت اخرجوا من هنا، ثم خرجت من الحائط ولا أدري أين ذهبت؟

عند ذلك قال العميد:

يتعلق كل ذلك بالملازم الغبي والمعتوه محمد، حيث توجه بسرعة إلى محبس الملازم وأمر الجنود بالخروج، ثم وضع مسدسه على رأس الملازم وقال له:

أقسم بالله العظيم، إذا لم تخبرني بالحقيقة حول ما يحدث هنا، فسأقتلك هنا ولن يعلم أحد شيئًا عنك، وقال الملازم: هم الذين قتلوا الجنود.

قال العميد: قال الملازم: من هم؟ لا أعلم، ولكن عندما كنت في المدرسة، سمعت المرأة تقول: لقد فشلت في إنقاذ محمد، ومنذ قدوم محمد ونحن نرى ونسمع أشياء غريبة. أخذ العميد نفسًا طويلًا ثم قال:

هل محمد ساحر؟ قال: لا، بل هو مسكون بالجن. قال العميد في غرور: إذا رأيت هؤلاء الجن، سأسحقهم تحت قدمي.

وصل محمد إلى المشفى تحت الحراسة المشددة وقد تم ربط يديه وقدميه، وتم فصل الملازم من عمله وأبلغ العميد بذلك. وبعد يومين، وجد العميد مقتولًا في مكتبه بظروف غامضة، ولم يعرف أحد ما الذي حدث له. عثر على مسجل بجواره يحتوي على شريط، وعند تشغيله وجدوا أصواتًا غريبة وضحكات، وأن الجن كانوا يهددون العميد وهو يبكي ويتوسل منهم أن يتركوه.

هاجر عدد كبير من أهالي القرية بعد تلك الأحداث المؤلمة، ولم يعرف أحد ما حدث بعد ذلك

بعد مرور أكثر من تسعين يوما، انفجرت رأس محمد أثناء صلاة الفجر، وعثر على رسالة ملطخة بالدماء كتب عليها `إلى الملازم!`، ثم قام أحد أصدقاء محمد بتسليم الرسالة إلى الملازم، وبعد جهود كبيرة، تم العثور عليه حيث أنه قد سافر من القرية.

عندما فتح الملازم الرسالة، صدم بما وجد فيها، حيث كتب محمد أنه تزوج من جنية في الجبل، وأن هناك طفلاً موجود هناك، وطلب منه أن يذهب ويأخذه، وأخبره أنه لن يصيبه مكروه. بعد ذلك، بكى الملازم عندما تذكر وعده لمساعدة محمد، وأخبره محمد في الرسالة بالتفصيل عن موقع الطفل، وطلب منه أن يذهب هناك في المساء.

ذهب الملازم إلى المكان المحدد بعد عودته إلى القرية واستفسر عن الجبل، ودله الأهالي عليه بعد أن نصحوه بعدم الذهاب إليه، ولكنه أصر على تنفيذ وعده لمحمد.

عندما وصل الملازم إلى الموقع المحدد، وجد طفلاً جميلاً يبكي، فحمله وعانقه وقال له: لا تبكِ، فأنا أبوك الآن، ثم أخذه في سيارته وأعاده إلى منزله، وأخبر زوجته أنه ابن أحد أصدقائه الذي توفي هو وزوجته في حادث.

ظلوا على هذا الوضع، وانتشرت الأخبار في كل مكان بأن الحرائق اشتعلت في المركز والمدرسة. وفي يوم من الأيام، وجدوا منزل الملازم محترقاً، وحرقت جثثه وزوجته وابنته. وذكر الجيران أن الملازم كان يشتكي من وجود قطة سوداء أمام بيته تقف حتى شروق الشمس قبل عام. ولم يعثروا على الطفل ناصر الذي وصى عليه الملازم محمد بأن يسميه بهذا الاسم، ولم تُحل لغز هذه القصة المعقدة حتى الآن

انتهت.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى