قصة بلغ السيل الزبى
في الفقرات التالية، سنشرح معنى المثل العربي الشهير “بلغ السيل الزبى” ونوضح القصة الشهيرة التي تكمن وراءه. فهناك العديد من الأمثال العربية التي اشتهرت وتناقلتها الأجيال والعصور المختلفة، ويعبر المثل عن شيء معين مر به قائله، فعندما يواجه شخص آخر نفس الموقف، يتذكر هذا القول الذي يعبر عن حالته. ويجب الإشارة إلى أن كل مثل عربي يحتوي على قصة تشرحه، وقد تكون هذه القصة حقيقية أو مفتعلة. وغالبًا ما نسمع قول “بلغ السيل الزبى”، ولكننا لا نفهم معناه بشكل دقيق. لذلك، سنوضح المعنى بالتفصيل في المقال التالي من موسوعتنا.
بلغ السيل الزبى
هذا المثل الشهير في اللغة العربية قديم وما زال معروفاً حتى اليوم، ويشير إلى أن الأمور اتخذت مسارًا خاطئًا وأصبحت تتطلب عناية فائقة، ويستخدم هذا المثل في الوقت الذي يفقد فيه الشخص صبره ويفشل في السيطرة على الأمور ويصل إلى نقطة لا يستطيع السكوت عنها، ويتم استخدام هذا المثل عادةً في حالات الغضب والإحباط.
معنى الزبى
الزُّبية هي كلمة عربية تشير إلى المناطق المرتفعة التي لا يصلها الماء، ويمكن استخدامها للإشارة إلى أي شيء مرتفع عن سطح الأرض، وقد قيل أن الزُّبية هي حفر يتم حفرها في التلال العالية لصيد الحيوانات، وعند تساقط الأمطار، فإن المياه لا تتجمع في تلك المناطق بسبب ارتفاعها، ووفقًا لكتاب مجمع الأمثال، فإن الزُّبية هي حفر يستخدمها العرب لخداع الأسود وصيدها.
قصة بلغ السيل الزبى
يتردد أن مَثَلَ (بلغ السيل الزبى) يأتي من قصة حقيقية حدثت، وتتحدث القصة عن رجل صنع فخًا لصيد الأسود، حيث صعد إلى مكان مرتفع وحفر حفرة كبيرة، ثم وضع فريسته بجوار الحفرة لجذب الأسد. وقد غطى الحفرة بأوراق الأشجار والفروع، وبمجرد أن سقط الأسد في الحفرة، قام الرجل بصيده.
في يوم ما، بعد الانتهاء من حفرة الرجل، انهمرت الأمطار بغزارة مما أدى إلى تكون سيول كبيرة وغمر كافة السهول في المكان، ولكن الرجل كان واثقًا من أن الحفرة التي حفرها كانت في مكان مرتفع، لذلك لن يتأثر بها الماء.
لسوء الحظ، بدأت المياه في الارتفاع، حتى غمرت المكان بأكمله، وتغطت المنطقة العليا التي حفر الرجل الحفرة فيها، مما أدى إلى تدمير الحفرة بالمياه المتدفقة.
عندما صعد الرجل إلى الحفرة في اليوم التالي لصيد الأسود، وجد أنها مليئة بالمياه بسبب الفيضان، وتم تدميرها، فأصبح غاضبًا وخرج عن شعوره، وقال بنبرة غاضبة (لقد بلغ السيل الزبى)، أي وصل الفيضان إلى حفرة الصيد، وغضب لأنه لم يكن يتوقع تدمير الحفرة، وأنه قام بحفرها في المنطقة الأعلى في المنطقة بأكملها.
تشير تلك القصة إلى الأحداث التي تحدث في حياة الإنسان ولم يكن يتوقعها، فعلى الرغم من اتخاذ جميع الاحتياطات والتخطيط، إلا أنه قد يحدث شيء يتجاوز كل التوقعات ويفسد تلك الخطط، مما يجعل الإنسان يفقد أعصابه ويفقد السيطرة على مشاعره ويفقد صبره.