كتب و أدب

قصة الافعى والحطاب

قصة الافعى والحطاب | موسوعة الشرق الأوسط

تتحدث قصة الحطاب والأفعى عن رجل فقير يدعى محبوب، الذي يقوم بجمع الحطب من الغابة وبيعه لأهالي القرية، وكان هذا الرجل نشيطًا ولا يعرف الممل أو الكسل، ولديه زوجة وأبناء، وكان يجب عليه توفير قوتهم وإنفاق النفقات عليهم.

في يومٍ ما، سمع الحطاب صوتًا خافتًا وحركةً خلفه، مما أثار فيه الرعب والخوف، وعندما استدار ليرى مصدر الصوت، وجد ثعبانًا ضخمًا. وعلى الرغم من أن الحطاب كان شجاعًا، إلا أنه هرب. ولكن الثعبان تكلم وقال: “انتظر قليلاً، يا حطاب، لماذا تخاف مني؟ فأنا لن أؤذيك، بل بحاجتك.

صعد محبوب الشجرة وسأل الثعبان ماذا يريد، وأعرب عن أنه يعمل في الغابة لسنوات طويلة ولم يؤذِ أحدًا، وأجاب الثعبان أنه يعرف هذا الأمر وأنه يعرف أن محبوب إنسان طيب القلب، وأراد منه الخدمة مع وعد بعدم إيذائه.

رد الحطاب: إذن ما هي حاجتك بي؟

رد الثعبان: هناك رجل يحمل فأسًا ويريد قطع رأسي، وأنا أملك زوجة وأطفالًا، فهل تسمح لهذا الرجل بقتلي وترك زوجتي تبكي وأولادي يتيمين؟.

قررت محبوب أن يساعد الثعبان في حالته، ولكن أخذ وعدًا من الثعبان بعدم إيذائه لأن الثعبان لديه زوجة وأطفال، وفرح الثعبان ووافق على شرطه ووعده بعدم إيذائه.

نظر الحطاب إلى الجهة الأخرى ورأى الرجل الذي كان يبحث عن الثعبان ليقتله، وعندما اقترب الرجل منه ووجد محبوبًا على الشجرة، سأله لماذا تتواجد هناك، فأجابه بأنه كان يشعر بالجوع فصعد إلى الشجرة ليأكل بعض الفواكه.

سألهُ الرجلُ هل رأيتَ ثعبانًا كبيرًا مرَّ من أمامِك؟ فردَّ محبوبٌ وقالَ لَهُ نعم رأيتُهُ ولكنهُ مرَّ للجهةِ المقابلةِ، وحينها كانَ الثعبانُ ينصتُ إلى كلامِ الرجلين، فإنصرفَ الرجلُ للجهةِ المعاكسةِ.

في تلك اللحظة، خرج الثعبان من مخبأه وأشاد بالحطاب على عمله الجيد، وقال له: هيا، انزل من فوق الشجرة، فأنا معك وأشعر بالأمان. فنزل المحبوب وقام بمصافحة الثعبان وهو متحرر، ولكن الثعبان قام بلف نفسه حوله. عندما سأله المحبوب عن سبب ذلك، قال الثعبان: لا تخف مني يا صديقي، فإنني أصافحك. حينئذ شعر المحبوب بأنه وقع في ورطة، خاصة أن الثعبان كان ضخما وخطيرا وكان يشعر بالجوع. فكان المحبوب يفكر جديا في كيفية التخلص من هذه المشكلة.

عندما ضحك المحبوب بصوت عالٍ، سمعه الثعبان، وسأله عن سبب الضحك، فأبلغه بأن لديه زوجة وأولادًا ينتظرون عودته، وإذا أخبرهم بما حدث، فلن يصدقوا ما جرى بينه وبين الثعبان.

قال الثعبان للحطاب: من قال لك أنك ستعود حيًا إلى أسرتك؟! أنت وجميع بني آدم تؤذون الحيوانات وتقتلونها، ولا تتركونها تعيش بأمان في الغابة! وشعر الحطاب بالاضطراب من كلام الثعبان وخاف، وأدرك أن الثعبان خدعه وخالف وعده.

قال محبوب للحطاب: أعطني وعدًا بأن نصبح أصدقاء، فضحك الثعبان من كلامه وقال له إنك رجل ساذج لأنك صدَّقت وعدي بسرعة، وأنا الآن جائع ولم أتناول أي طعام منذ أربعة أيام، وأنه يستمتع كثيرًا بأكل لحوم البشر.

في ذلك الوقت، أصبح الثعبان مقتنعا بجدية الأمر وأنه يرغب في ابتلاعه، وتعرف أن الثعبان لا يمكن أن يكون صديقا وفيا، وأنه سيؤذيه فعليا لأن الثعابين ليس لديها أصدقاء.

فبدأ الحطاب يفكر في حيلة لإنقاذ نفسه والتخلص من خطر الثعبان اللئيم، فقال للثعبان: أمهلني الآن وافك عني، وسأعطيك طعاما لتأكله من تلك الشجرة حتى تشبع، وإذا لم تشبع بعد ذلك يمكنك أكلي.

وافق الثعبان على طلب محبوب وأطلق سراح الحطاب، ثم صعد محبوب إلى أعلى الشجرة وأحضر بعض الثمار المسمومة وقدمها للثعبان الذي بدأ يأكلها بنهم، وعندما سأله محبوب: “هل شبعت؟.”، فأجابه الثعبان: “لا، والآن سوف آكلك.

رد الحطاب: وطلب منه أن يتأنى في تناول الثعبان بعد أن يأخذ قسطًا من الراحة، حيث شعر الثعبان بتعب شديد بسبب تناوله الثمار المسمومة، فقال سأنام قليلا وأستيقظ لأكمل تناولك.

بعد ذلك، جلس الثعبان تحت جذع شجرة، وكان متعبًا والسم يتحرك بعروقه. وعلى الرغم من أن الثعبان حيوان مسموم، إلا أن نوع الثمار التي تحت الشجرة ستؤدي إلى موته. يعرف محبوب جميع الخبايا في الغابة، ويعرف أي الأشجار مثمرة وأيها شديدة السمية. فبدأ الثعبان يتألم ويتلوى، وحالته تتعكر حتى توفي. عندما رأى محبوب جثة الثعبان، قال: “هكذا تكون عاقبة كل من يخلف وعده.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى