أدلة و مراجعاتكتب و أدب

قصة الاصمعي مكتوبة

maxresdefault 15 | موسوعة الشرق الأوسط

تتحدث قصة الأصمعي مع الخليفة أبي جعفر المنصور، حيث أن الله تعالى وهب المنصور ملكة حفظ لا يمتلكها أحد، حيث كان يستطيع حفظ الشيء إذا سمعه مرة واحدة، واستغل المنصور هذه الملكة في الحيلة التي حبس بها المال عن الشعراء. ولكن كما يقول المثل “لكل جواد كبوة”، جاء الأصمعي وأظهر بأدبه وموهبته الفنية حيلة المنصور، وأعاد للشعراء مكانهم وأرزاقهم. تابعونا على الموسوعة لتعرفوا حيلة المنصور الخفية وكيف تمكن الأصمعي من التغلب عليها بفطنته ودهائه.

قصة الاصمعي صوت صفير البلبل

يُقال إن الأديب الكبير الأصمعي قد سمع يومًا أن الخليفة أبا جعفر المنصور -الذي كان بخيلاً- يقوم بتقليص أرزاق الشعراء. ولتبرير نفسه والتخلص من هذه السمعة، أعلن المنصور أنه سيعطي أي شاعر يقدم له قصيدة جميلة وزن الذهب الذي تم كتابة القصيدة عليه، شريطة أن تكون القصيدة من تأليف الشاعر. ثم يتلاعب المنصور بالشاعرين، حيث يحفظ القصيدة التي يتلقاها من الشاعر في المرة الأولى، ثم يدعو الجارية للادعاء بأنها تحفظ القصيدة -على الرغم من أنها تحفظها منذ المرة الثانية-، ثم يدعو الغلام للادعاء بأنه يحفظ القصيدة -على الرغم من أنه يحفظها منذ المرة الثالثة-. وبعد ذلك، يبرر المنصور رفضه لإعطاء الشاعر زنة الذهب بحجة أن القصيدة ليست من تأليفه، ويظهر الشاعر مستغربًا ومذهولًا لأن ثلاثة أشخاص يحفظون القصيدة بالفعل.

فلما سمع الأصمعي بذلك أتى له بقصيدة عجيبة، يقول فيها:

صوت صفير البلبل                    هيّج قلبي الثمل

يجمع الماء والزهر معًا، مع إضافة زهر لحظ المقل

أنت يا سيدي ومولاي وسيدي

فكم فكم تيّمني                      غُزَيل عقيقلــي

قطفته من وجنة ولثم ورد الخجلي

فقال: لا لا لا لا لا، وأنا أجري بسرعة

والخوذ مالت طربًا بفعل هذا الرجل

فولولت وولولت، وولي وولي يا ويل لي

فقلت: لا تولولي                     وبيني اللؤلؤ لي

قالت له حين كذا: انهض          وجُد بالنقلي

وفتية سقونني                      قهوةً كالعسل لي

شممتها بأنافي                     أزكى من القرنفلي

في وسط بستان حلي بالزهور والسرور لي

العود يدق دقاً لي والطبل يدق دقًا لي

اطبق ضغطًا خفيفًا مرارًا وتكرارًا

والسقف يرتفع وينخفض وينخفض وينخفض لي، والرقص يسعدني

شوى شوى وشاهشي           على ورق سفرجلي

وغرد القمري يصيح                  ملل في ملل

لو رأيتني راكبًا على حمار متهور   

يمشي على ثلاثة                  كمشية العرنجلي

وقد قال الناس لي بالقلقلي في السوق 

والكل كَعِكَع كعكع                   خلفي ومن حويللي

لكني هربت خائفًا من العقاب القاسي 

إلى لقاء ملك                        معظم مبجل

يأمر لي بخلعة                      حمراء كالدم دملي

أجر فيها ماشيًا                      مبغددًا للذيللي

أنا الأديب الألمعي من حي أرض الموصل

هذه القطع مزينة بشكل يفوق وصفها بالأدب

أقول في مطلعها                  صوت صفير البلبلي

 

ثم قال الأصمعي: يا أمير المؤمنين، هل سمعت بهذه القصيدة من قبيلتي؟

فقال المنصور: لا والله، لكن دعني أقوم بهذه المهمة، ثم استدعى الفتى والفتاة عسى أن يكون أحدهما قد حفظ هذه القصيدة العجيبة، ولكنهما لم يكونا قد حفظاها كما لم يتمكن هو، فسلمها إلى الخليفة المنصور، ثم قال للأصمعي:

قدّم ما كتبته عليها لنحسب وزنها من الذهب.

قال الأصمعي:

لقد ورثتُ عمودًا من الرخام من أبي، وكتبتُ عليه `لا يحمله إلا عشرة من الجند`.

فقال الوزير للأصمعي:

هل ترضى بأن يُهدر بيت مال المسلمين؟ 

فقال الاصمعي:

لا أرضى، لكن بشرط.

قال المنصور: 

وما شرطك؟

قال الأصمعي:

يا أمير المؤمنين، لقد قطعت رزق الشعراء بقوتك، فارحمهم وأعطِهم حقهم في نقل شعرهم وحفظه.

قال المنصور:

لك ما تريد، ولن تعود إليها أبدًا.

 

تلك كانت قصة الأصمعي مع الخليفة أبي جعفر المنصور. انضموا إلينا على موسوعة لتصلكم كل جديد، ودمتم في أمان الله 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى