أدلة و مراجعاتكتب و أدب

عن ماذا يتحدث كتاب جمهورية افلاطون

جمهورية افلاطون | موسوعة الشرق الأوسط

يُعد كتاب جمهورية أفلاطون واحدًا من أهم الكتب الفلسفية التي يمكن أن تقرأها في حياتك، وربما سمع الكثيرون منا مصطلح “يوتوبيا” أو المدينة الفاضلة، لكن القليل منا يعرف مَن بدأ في استخدام هذا المصطلح أو ماذا يعني، وسنتعرف اليوم في موسوعة على هذا الكتاب ومحتواه وتحليله للإنسان ورغباته ومفهومه للدولة.

جدول المحتويات

جمهورية أفلاطون

يعد كتاب جمهورية أفلاطون من الكتب الاستثنائية التي تناقش القضايا الإنسانية المختلفة، وهو عبارة عن حوار متخيل مع الفيلسوف الكبير سقراط الذي كان معلمًا ومرشدًا لأفلاطون. وقد سمى أفلاطون الكتاب باسم “كاليبوس” أو “المدينة المثالية.

طبقات المجتمع في جمهورية أفلاطون

قدم أفلاطون في كتابه الأفكار حول إنشاء مجتمع إنساني متكامل ومثالي، وقام بتقسيم المجتمع إلى عدة طبقات، حيث يتم ارتباط كل فئة بصفات نفسية واجتماعية محددة تؤهلها لتنتمي إلى هذه الفئة، كمثال على ذلك:

  • تحتاج الطبقة الاقتصادية، التي تتألف من التجار وأصحاب الحرف، إلى ضبط النفس الجيد.
  • يجب أن تتمتع فرقة الحرس الخاصة بالشجاعة لتنفيذ مهامها بنجاح، وهم يُطلق عليهم اسم `فرقة الحراس`.
  • تجب على الطبقة الحاكمة أن تكون حكيمة وذكية، وينبغي أن تتألف من الفلاسفة كما يعتقده أفلاطون في كتابه ويُطلق عليهم “طبقة الملوك.

قد قدّم أفلاطون في كتابه أهمية كبيرة للعدالة واعتبرها سمة يجب أن تتوفر في المجتمع بأكمله وليس في فئة معينة، نظرًا لأهميتها في بناء مجتمع صالح ومستقر، وأشار إلى ضرورة تقسيم المهام في المجتمع بحيث تقوم كل طبقة بالمهام المسؤولة عنها فقط، دون تداخل بين المهام.

وضع أفلاطون في كتابه شروطًا محددة للحكام، حيث اعتبر أن الحكام والملوك الفلاسفة لا ينبغي لهم أن يمتلكوا أي شيء، بل ينبغي أن يتم استخلاص ثرواتهم بالكامل وتحديد ممتلكاتهم. إذ يجب أن يكونوا خدامًا للشعب وليس حكامًا عليه. كما اعتبر أن الحاكم يجب أن يكون عازبًا ويمتنع عن الزواج تمامًا حتى يتمكن من التفرغ للحكم والتشريع بالعدل بين الناس.

يرى بعض الناس أن كتاب أفلاطون هو المؤسس الأول لفكر الشيوعية، على الرغم من أنه سبق هذا الفكر بمئات السنين. فقد دعا هذا الكتاب إلى فكرة العدالة بين أفراد المجتمع العاملة والحاكمة، وهي القضية التي لا تزال تشغل بال العالم بعد آلاف السنين.

القوي المختلفة في جمهورية أفلاطون

يقسم أفلاطون تصرفات الإنسان إلى ثلاث قوى أو مصادر مختلفة، وتتميز كل قوة من هذه القوى بسمات محددة وأشخاص ينتمون إليها، وبناءً على هذا الأساس قام أفلاطون بتقسيم المجتمع إلى فئات مختلفة ينتمي كل فرد منها إلى قوة معينة تؤهله للقيام بعمل محدد.

وهذه القوي هي:

  • قوي العقل:

تعتبر الفئة الحاكمة في المدينة الفضيلة من الفلاسفة، ويجب عليهم التركيز على الإدراك والفهم والتأمل في الحياة وظروفها، ولا ينبغي أن يكون لديهم أهدافٌ دنيوية كالثراء والزواج، والفلاسفة هم الأقلية الحاكمة في المدينة.

تتحمل الدولة مسؤولية توفير جميع احتياجات الحاكم، بما في ذلك الطعام والملابس، ولا يجوز للحاكم الحصول على أي شيء لنفسه أو الزواج حتى لا يدخل في نزاعات تشغله عن الدولة وتحول دون تحقيق الحكم الصائب.

  • قوي العاطفة:

القوة هنا تشير إلى الجنود أو فئة الحراس المحبين للقتال والحروب، والذين يمتلكون دافعاً قوياً لحماية وطنهم والدفاع عنه، وعادة ما يتميزون بالشجاعة والقوة.

  • قوي الشهوة:

ينتمي الغالبية العظمى من مجتمع أفلاطون إلى هذه الفئة، وهم الأشخاص الذين يسيطرون عليهم الشهوات وحب الأموال، ويميلون إلى الخلاف والنزاع، وتشمل أصحاب هذه الفئة التجار والحرفيين والصناعيين.

عن ماذا يتحدث كتاب جمهورية أفلاطون

صدر كتاب جمهورية أفلاطون عام 380 قبل الميلاد، وتحدث فيه عن الدولة المثالية أو الدولة العادلة كما يراها، وذلك من خلال حوار خيالي بين أستاذه سقراط ومجموعة من الأشخاص الذين يتبادلون الحوار معه، ومن خلال هذا الحوار يتضح الفكر الحقيقي وراء الكتاب.

يتناول الكتاب فكرة الدولة العادلة من وجهة نظر كاتبه، حيث يرى أن الدولة العادلة هي تلك التي تعتمد على نظام محدد وصارم يحكم جميع أفرادها، ولا يختلط فيها دور فئة بأخرى، ويجب أن تتميز الفئة الحاكمة بالحكمة والتعقل حتى تتمكن من حكم الأفراد وإقرار القوانين بينهم.

في حين تتولى الفئة الثانية أمور المال والتجارة، فإن الفئة الثالثة وهي فئة الجنود والحرس يتحكم بها عاطفة الدفاع، وتكبح جماح كل هؤلاء، ويجب على كل فئة أن تعرف دورها وتنفذه بأكمل وجه حتى يتم تحقيق الاستقرار في المجتمع.

على الرغم من أفكار سقراط التقدمية في كتابه، فإنه يعتقد أنه يجب تعيين القادة بدلاً من انتخابهم واختيارهم. كما يعتقد أن الحكام يجب أن يختاروا بعناية منذ سن الطفولة، ويجب على الدولة تربيتهم والاعتناء بهم حتى يصبحوا قادرين على الحكم. وبالطبع، يتعرض هؤلاء الحكام لمجموعة من الاختبارات قبل بلوغهم سن 35.

يعتبر سقراط العدالة مكونًا أساسيًا في بناء المجتمع، وليست القوة الباطشة، ولا المال الكثير، ولا حتى العقل المجرد. ففي رأيه، تعتبر العدالة مفهومًا مشتركًا بين جميع طبقات المجتمع وأفراده، ولا يمكن تحقيقها بدون اتفاق حقيقي بين أفراد هذا المجتمع.

في النهاية، يبقى السؤال الأهم: هل كان هناك جمهورية لأفلاطون حقاً؟ وهل ترغب في الانضمام إليها؟ وإلى أي فئة تعتقد أنك ستنتمي؟ لكن لا تتسرع في الإجابة، وانتظر حتى تقرأ هذا الكتاب العبقري لتتأكد من أنك حقاً تنتمي إلى يوتوبيا.

المراجع 1 _ 2

 

 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى