أدلة و مراجعاتكتب و أدب

شرح درس الفاعل ونائب الفاعل

DrZ5NzGW4AAjcxV 1 | موسوعة الشرق الأوسط

سنتحدث اليوم عن أحد الدروس الأساسية في النحو العربي، إذ تنقسم الجملة في اللغة العربية إلى جملة اسمية وجملة فعلية، ويجب على الجملة الفعلية أن تحتوي على فعل وفاعل، وقد يحل نائب الفاعل محل الفاعل في بعض الأحيان، لذلك يعد هذا الدرس مهمًا جدًا، إذ يمكن القول إنه يشكل نصف النحو، ويمكنك مواجهة الكثير من الجمل المختلفة التي تحتوي على هذه القواعد. سنحاول اليوم توضيح كل ما يتعلق بباب الفاعل ونائب الفاعل بشكل واضح، لذا تابعونا على موقع الموسوعة. اللهم اجعلنا من الذين يفهمون النبيين ويحفظون المرسلين والملائكة المقربين.

شرح درس الفاعل ونائب الفاعل

تعريف الفاعل

  • الفاعل في اللغة هو من أوجد الفعل أو قام به.
  • وفي اصطلاح النحويين: يشير هذا المصطلح إلى اسم صريح أو مفهوم بوضوح يتبعه فعل محدد بشكل صحيح ليعرف المعنى بوضوح.
  • والاسم الصريح هو الاسم المعروف، مثل محمد وفاطمة والمدرسة وغيرها من الأسماء.
  • المؤول بالصريح هو المصطلح الذي يرتبط بحرف المصدر سواء لفظيا أو تقديريا، وهناك ثلاثة حروف تستخدم في هذا السياق وهي: (أن، وما، وأن). يذكر ذلك في قوله تعالى: (أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم)، حيث يكون فاعل الفعل المذكور هو الاسم المؤول الذي يتكون من حرف الجر (أن) والفعل (أنزلنا). وبنفس الطريقة، في قوله تعالى: (لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم)، فإن فاعل الصفة المشبهة هو المصدر المؤول الذي يتكون من حرف المصدرية (ما) والفعل الماضي (عنتم).
  • فالفاعل هو اسم فقط ولا يتضمن فعلاً أو حرفًا.
  • يشمل شبه الفعل، وما يمكن استنتاجه من تأويله، كل ما يتعلق بعمل الفعل كاسم الفاعل واسم المفعول والصفة المشبهة وصيغ المبالغة واسم التفضيل والمصدر واسم المصدر واسم الفعل.
  • وذلك مثل قوله تعالى: يخرج من بطونها شراب مختلف الألوان، وفيه شفاء للناس، وألوانه فاعل لمختلف، وهي اسم فاعل، ويمكن معرفة إذا كان الاسم يعمل عمل الفعل أم لا بوضع فعل مكانه، ففي غير القرآن، كأننا قلنا: شراب يختلف ألوانه.
  • يشترط أن يكون الفعل موجودًا قبل الفاعل ولا يمكن أن يحدث العكس في أي حال، لتجنب دخول الجملة في صيغة اسمية كـ `محمد قام`.

أحكام الفاعل

وجوب الرفع

  • يوضح هذا المقال في موقع الموسوعة أن إعراب الفاعل يكون دائمًا في حالة الرفع، ويتم ذلك برفع لفظة الفاعل وعلامة الرفع هي الضمة، كما في قوله تعالى: “آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون”، أو بالواو كما في قوله تعالى: “قد افلح المؤمنون”، أو بالألف كما في قوله تعالى: “قال رجلان من الذين يخافون أنعم الله عليهما ادخلوا عليهم الباب”، ويتم رفع الفاعل بضمة مقدرة كما في قوله تعالى: “ولقد جاءكم موسى بالبينات”، ويتم وضع الفاعل في محل الرفع إذا كان ضميرًا أو اسم إشارة أو اسمًا موصولًا أو اسمًا مؤولًا.
  • وقد يجر الفاعل لفظًا، بإضافة المصدر، ومنه قوله تعالى :(لو لم يدفع الله الناس بعضهم ببعض، لفسدت الأرض، ولكن الله ذو فضل على العالمين)”، أو يمكن استخدام الزائدة مثل قوله تعالى: (أن تقولوا ما جاءنا من بشير ولا نذير)، والباء الزائدة يمكن أن تستخدم أيضا مثل قوله تعالى: (وكفى بالله شهيدا)، أو اللام الزائدة مثل قوله تعالى: (هيهات هيهات لما توعدون).
  • يمكن للفاعل أن ينصب والمفعول أن يرفع إذا فهم المعنى، على سبيل المثال: “خق الثوب المسمار” وهذا غير مألوف في اللغة العربية.

لا يحذف

ولأنه يعد عمدة أي ركن أساس من أركان الجملة الفعلية، وهو المحكوم عليه، فإن الحكم لا يمكن أن يكون دون المحكوم عليه، وإذا وجد ذكر في اللفظ فإنه يكون الفاعل، وإذا لم يوجد ذكر في اللفظ فإنه يكون ضميرًا مستترًا يرجع إلى ما تم ذكره سابقًا، مثل: “محمد قام”، أي: “هو.

وجوب تأخره عن رافعه

يجب في ترتيب الجملة تأخير الفاعل عن الفعل أو ما يقوم به، وإذا حدث عكس ذلك فيجب تقدير الفعل ضميرًا مستترًا يرجع إلى ما تقدم، وإذا كان المتقدم هو المبتدأ والفاعل هو محمد، فإن الجملة تصبح “قام محمد”، وإذا كان المتقدم هو أداة تخص الأفعال مثل أدوات الشرط والتحضيض، فإن المقدم يعتبر الفاعل لفعل محذوف وجوبًا، مثل قول الله تعالى: “وإن أحد من المشركين استجارك فأجره”، فنقول “أحد فاعل لفعل محذوف”، ويكون التقدير: “وإن استجارك أحد من المشركين، فإنه استجارك.

وجوب تجرد فعله من علامتي التثنية والجمع

  • فنقول: قام محمد، وقاموا المحمدان، وقاموا المحمدون، وقامت الهندات، وذلك كما قال تعالى: (قال رجلان)، وقالوا الظالمون).
  • وبعض العرب يضيفون علامة تدل على التثنية أو الجمع إلى الفعل المسند إلى ظاهر المثنى أو المجموع، فيقولون: ضربوني قومك، وضربتني نسوتك، وضرباني.

صحة حذف الفعل مع بقائه

وذلك يكون جائزًا وواجبًا:

  • يحذف الفعل الجواب على الاستفهام الصريح في حالات معينة، ويبقى الفاعل. فعلى سبيل المثال، عندما يُسأل من خلق الإنسان، يُجيب بالتأكيد بأنه الله. وعندما يُسأل من يسبح في بيوت الله، يُجيب بأن الرجال هم الذين يسبحون فيها. ويمكن استخدام البناء للمجهول في هذا السياق، حيث يكون الفاعل رجالًا في فعل محذوف. ويمكن استخدام النفي أيضًا، على سبيل المثال، يمكن الإجابة بـ “نعم، زيد” عندما يقال “لم يحضر أحد.
  • يمكن حذف الفعل الوجوبي مع الاحتفاظ بالفاعل في نفس الموضع، ويتم تفسيره باستخدام فعل آخر يكون متصلًا بالفعل الذي يليه بواسطة ضمير الفعل أو ملابسه، أو باستخدام أداة تختص بالأفعال، مثل قوله تعالى: (إذا السماء انشقت)، حيث إن السماء هي الفاعل لفعل محذوف وجوبيًا، ويتم تفسيره بالفعل المذكور بعده، ومثل قوله تعالى: (وإن أحد من المشركين استجارك)، حيث تم شرحه سابقًا.

تأنيث الفعل له وتذكيره

  • إذا كان الفاعل مؤنثًا، فإن الفعل يكون مؤنثًا، وإذا كان الفاعل مذكرًا، فإن الفعل يكون مذكرًا.
  • إذا كان الفعل في الماضي، تلحق به حرف التأنيث تاءً في نهايته، وإذا كان في المضارع، تلحق به تاء المضارعة في البداية، على سبيل المثال: `قامت هند وتقوم سلمى`.
  • ويجب تأنيث الفعل في موضعين: الشروط المطلوبة لاستخدام الفعل المضارع في صيغة التأنيث المتصل هي: أن يكون الفاعل ضميرًا متصلًا يعود إلى حقيقة تأنيث أو مجازي، والحقيقي هو الذي له أب أو أم، والمجازي هو المؤنث الذي ليس له أب أو أم، مثل: هند نجحت، والشمس طلعت. والشروط الأخرى هي: أن يكون الفعل اسمًا ظاهرًا متصلًا بالفعل الحقيقي التأنيث، مثل قوله تعالى: قالت امرأت العزيز الآن حصحص الحق.
  • ويجوز التأنيث والتذكير في موضعين: يمكن أن يكون الفاعل في الجملة اسما ظاهرا حقيقيا للمؤنث، ولكن يجب أن يفصل بينه وبين الفعل بفاصلة، مثل: `أتت القاضي بنت الواقف`. يمكن أيضا أن يكون الفاعل مجازيا للمؤنث، مثل قول الله تعالى: `وجمع الشمس والقمر`.

الأصل أن يتقدم الفعل ثم الفاعل ثم المفعول

  • يمكن تقديم الفاعل على المفعول ويمكن تأخيره بشكل عام.
  • يجب تقديم الفاعل في حالة اللبس، مثل ضرب موسى عيسى وأكرم أبي صديقي، أو في حالة وجود ضميرين متصلين بين الفاعل والمفعول دون تحديد أحدهما، كما في قوله تعالى “واصطنعتك لنفسي”، في هذه الحالتين غير مقبول تقديم المفعول على الفاعل.
  • ويجب تقديم المفعول على الفاعل فقط دون الفعل: إذا كان المفعول ضميرًا متصلًا والفاعل اسمًا ظاهرًا، مثل قوله تعالى: (ما ودعك ربك وما قلى)، فيجب أن يتقدم المفعول حتى لا ينفصل الضمير عن الكلام. وإذا كان الفاعل متصلًا بضمير يعود على المفعول، فيجب أن يتقدم المفعول لتجنب ارتباك الكلام، مثل قوله تعالى: (وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن). أو يمكن أن يكون الفاعل محصورًا بالأداة “إلا” أو “إنما”، مثل قوله تعالى: (إنما يخشى الله من عباده العلماء). وأكرم المحمدين هو محمد صلى الله عليه وسلم.
  • ويجب تقديم المفعول على الفعل والفاعل: إذا كان الفاعل هو أداة شرط أو استفهام، مثل قوله تعالى: (فأي آيات الله تنكرون)، أو إذا كان الفاعل ضميرا منفصلا حين يتأخر يجب أن يتصل به مثل قوله تعالى: (إياك نعبد وإياك نستعين).

نائب الفاعل

تعريف نائب الفاعل

هو ما يحل محل الفاعل بعد حذفه وتغيير صيغة الفعل ويأخذ أحكام الفاعل.

أسباب حذف الفاعل

قد يحذف الفعل لعدة أسباب، ومنها:

  • الجهل به: نحو سرق الثوب، كسر الزجاج.
  • أو يحذف لغرض لفظي كالإيجاز، مثل قوله تعالى: يعني إصلاح السجع استخدام مثل ما عوقبتم به، مثل: “من طابت سريرته حمدت سيرته”، أو تصحيح النظم مثل قول الشاعر:

ربطتها بعرضٍ وربطتها برجلٍ آخر، غيري، وربط ذلك الرجل بشيء آخر

  • أو يحذف الفعل لغرض معنوي: مثال على الاستخدام الخاطئ للكلمات، مثل قوله تعالى: (وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها)، أو الاستخدام للإيحاء، مثل: تصدق اليوم بمليون جنيه، أو لإظهار التقدير، مثل: لعن إبليس، أو للإهانة مثل: قتل علي ابن أبي طالب، أو الخوف منه كما في قولهم ظلم محمد أو الخوف عليه مثل قول الأم لزوجها كسر الزجاج خوفًا على ولدها من العقاب.
  • عند حذف الفاعل في جملة لأي سبب، وقام المفعول به أو بواسطة شخص آخر، يجب مراعاة قواعد الفعل في مكان الفاعل في الجملة.

بناء الفعل للمجهول

يفضل في تسمية الجملة استخدام بناء الفعل للمفعول أو حذف الفاعل، لأن هناك أسباب أخرى لحذف الفعل غير الجهل بالفاعل كما تعلمنا:

  • إذا كان الفعل مضارعًا نضيف له حرف النون ونفتح ما قبل آخره، فنقول في يَضرِبُ يضرب، وإذا كان ما قبل الآخر واوًا أو ياءً نقوم بتحويلها إلى ألف، مثل يقول يقال، ويبيع يُباع.
  • إذا كان الفعل في الماضي يبدأ بحرف وينتهي بحرف مكسور، فنقول في ضرب ضرب.
  • إذا كان الماضي يبدأ بتاء زائدة، فإننا نضم الثاني أيضًا، مثال: تَعَلَّم تُعُلَِّمْ
  • وإذا كان مبدوءًا بهمزة وصل وضم ثالثه مع الأول، مثل:انطلق اُنْطُلِق.
  • إذا كان الماضي معتل العين، مثل قوله “وباع”، فله ثلاثة أوجه: الكسر الخالص وقلب الألف ياء، والضم الخالص وقلب الألف والواو، والإشمام مع قلب الألف ياء، وفي قول “قيل” نقول “قيل” و”قول” و”قيل.
  • إذا كان الماضي ثلاثيًا مضعفًا، فإنه يمكن أن يظهر بالأوجه الثلاثة المتقدمة، مثل شَدَّ: شِدَّ شُدَّ شَدَّ.

الأشياء التي تنوب عن الفاعل

المفعول به

  • وهو الممثل الأساسي للفاعل ولا يستطيع أحد آخر أن يتمثل بدلا منه في وجوده، وهذا مثل قوله تعالى: (وأغرقنا الماء وأنجينا المؤمنين).
  • إذا كان المفعول به ضمير يشير إلى المخاطب والمتكلم، نستخدم ضميرا مرفوعا، مثل `أكرمك محمد: أكرمت`.
  • وإن كان ضميرًا للغائب، مثل: أكرمتهم نقول أُكرموا.  
  • إذا كان الفعل المبني للمجهول يتعدى مفعولين لا ينتميان لأصل المبتدأ والخبر، يصبح المفعول الأول بمثابة الفاعل ويظل المفعول الثاني منصوبًا، مثال: كُسِيَ الفقير ثوبًا.
  • يجوز توجيه الإنابة الثانية أو الثالثة في فعل المتعدي إلى ثلاثة مفاعيل، ولكن عند حدوث اللبس، يجب توجيه الإنابة الأولى فقط.

المجرور بحرف الجر

  • وذلك عند فقد المفعول به، مثل: يجري التنقل على البحر، وهو مثل قوله تعالى: (ولما سقط في أيديهم).
  • يمكن استخدام حروف الجر متصرفة لتحديد الزمان، ولا يجوز استخدام حروف الجر مثل “مذ” و “منذ” لأنهما لا يدلان إلا على الزمان، ويجب أن لا يكون حرف الجر يدل على التفسير مثل اللام.

الظرف

  • يحل الظرف محل الفعل إذا كان متصرفًا ومختصًا.
  • والمتصرف: هو الفعل الذي لا يتبع الظرفية بل يفارقها أحيانا مثل يوم وشهر، أما النحو عند ومع وقبل فلا يجوز استخدامها بدلا من الفاعل لأنها تكون ملازمة للظرفية).
  • والمختص: يمكن أن يصف الصيام بأنه مثل صوم يوم طويل، أو يضاف إليه مثل صيام يوم الخميس، أو يكون معرفة كصوم رمضان.

المصدر المختص

  • يتحمل المصدر المختص مسؤولية الفاعل بشرط الاختصاص والتصرف كالظرف.
  • المتصرف هو الذي لا يرفع النصب عن المصدرية، وهي ليست من الألفاظ التي تعرب مفعولًا مطلقًا منصوبًا دائمًا، ولذلك لا يجوز استبدالها مثل استخدام “سبحان ومعاذ” بدلاً من “سبحان ومعاذ من.
  • المختص هو ما تم تخصيصه بالوصف أو الإضافة أو غيرهما، كما في قوله تعالى: (عندما ينفخ في الصورة نفخة واحدة).

نيابة غير المفعول مع وجوده

  • عندما يجتمع المفعول به مع شيء آخر، يجب بحسب البصريين إنابة المفعول به عن الفاعل، وعند فقدان المفعول به، يمكن إنابة غيره دون أولوية لأحد على الآخر.
  • يجوز التنازل عن المفعول بوجود الكوفيون أو عدم وجودهم.
  • ومثال ذلك: تعرض المهمل لضربة قوية يوم تفريطه في واجبه.
  • فالبصريون: يجب أن يتم جعل المفعول به نائبًا عن الفاعل في المهمل.
  • والكوفيون: لا يجب ذلك.

تُعدُّ معلومات عن بابي الفاعل ونائب الفاعل من أهم أبواب اللغة العربية، وينبغي لكل دارس للنحو العربي ولكل ناطق باللغة العربية أن يتعرف عليها جيدًا، ونسأل الله تعالى أن يعلمنا وينفعنا بما علمنا، إنه ولي ذلك والقادر عليه. تابعونا على الموسوعة العربية الشاملة لتصلكم كل جديد في شتى العلوم والفنون، ودمتم في أمان الله      

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى