التراث الشعبي - الفولكلوركتب و أدب
شرح بانت سعاد لكعب بن زهير
في هذا المقال، سنقدم لك شرحًا لقصيدة بانت سعاد وسبب كتابتها. بانت سعاد هي إحدى القصائد التي كتبها كعب بن زهير، وقصة كتابتها تعود إلى أنه عندما علم بأن أخيه قد اعتنق الإسلام، هجاه وهجا الرسول عليه الصلاة والسلام، وعندما علم النبي صلى الله عليه وسلم بما فعله، غضب عليه، وغضبت كل القبائل.
نصح أخوه كعب بن زهير بالمجيء إلى الرسول والدخول في الإسلام والتوبة، فذهب إلى المدينة وطلب من أبي بكر الصديق أن يخبر النبي برغبته في الدخول إلى الإسلام، وكان يرتدي عمامة يتلثم بها.
ذهب أبو بكر إلى النبي وأخبره بأن رجلاً جاء ليبايعه على الإسلام، فبسط النبي يده ليؤكد البيعة، لكن كعب بن زهير امتنع عن دفع يده وقال: هذا مكان العائذ بك يا رسول الله، أنا كعب بن زهير. فأمنه النبي عليه الصلاة والسلام، وبعد إسلامه كتب كعب بن زهير قصيدته، وسنعرض لكم شرح القصيدة بالتفصيل عبر موسوعتنا.
شرح بانت سعاد
ابتدأ الشاعر قصيدته بالتعبير عن المدح والغزل، ثم وصف الناقة، وأتبعها بأبيات المدح والأسف والاعتذار، وهذا هو الأسلوب الذي اتبعه شعراء العصر الجاهلي في بناء القصيدة، وسوف نوضح هذا الأسلوب بالتفصيل في الفقرات التالية.
الفقرة الأولى من قصيدة بانت سعاد
ظهرت سعاد فأصبح قلبي اليوم سعيدًا… وأصبح مهووسًا بها حتى لم يعد يتحمل
ولم يشعر سعاد بالسعادة بعد انفصالهم، سوى بأنه يغني الشاعر ذو الطرف المكحول
أتمنى وأمل أن تكون مودتها قريبة منا، وأن تُنال منا تقديرًا.
في بداية القصيدة، يذكر الشاعر محبوبته سعاد التي تركته وحيدًا، ولكن قلبه وعقله ما زالا معلقين بذكراها، وقد وصف محبوبته بالغزال الذي يملك عيونًا مكحولة، ووصف ابتسامتها، ويتنكر لفعلتها بالذهاب وتركه وخلافها للوعود بينهما، ويقول البعض إن الشاعر لم يقصد امرأة بقوله سعاد، بل كان يقصد حياة الجاهلية التي تركته بعد دخوله للإسلام.
الفقرة الثانية من قصيدة بانت سعاد
أصبحت سعاد في أرضٍ لا يصلها الخبر إلا من نسائم النجيبات المراسيل
ولن يعرف ذلك أحد إلا من يمتلك أذنابًا … وعلى الآخرين التصفية والتبغيل
تحتوي حقيبته على الأشياء التالية: غلباء، وجناء، علكوم، مُذكرة… ولديها سعة واسعة، وميل في الجهة الأمامية
في الفقرة التالية، يصف الشاعر الناقة باستخدام ألفاظ معقدة، حيث يستخدم كلمة “عذافرة” للإشارة إلى القوة والشدة والغلظة، ويصف تحركاتها في الصحراء دون الاهتمام بالتعب والجو الحار. وقد سار الشاعر على نهج القصيدة العربية في وصفه للناقة.
الفقرة الثالثة من قصيدة بانت سعاد
وقال كل صديق كنت أتمنى أن يبقى معي… لكن لا يهمني إطلاقًا حيث أنا مشغول
فقلتُ: اتركوا سبيلي لا أبا لكم، فكل ما قدره الله سيحدث
في هذه الأبيات، يصف الشاعر أصدقائه الذين كان يعول عليهم، ولكنهم تخلوا عنه وتجاهلوه ونكروا على ما فعل، وقام بإساءة النبي صلى الله عليه وسلم، ثم ينتقل إلى وصف الرسول عليه الصلاة والسلام في الأبيات التالية عندما كان الشاعر يطلب العفو منه.
الفقرة الرابعة من قصيدة بانت سعاد
أوعدني رسول الله بالنجاح، والعفو عند رسول الله مرجوٌّ
يقول المثل: انتبه لمن يعطيك نافلة، ففي القرآن مواعظ وتفصيل
لا تأخذني بأقوال النمَّامين، ولا يهمني حتى لو تكاثرت الأقاويل عني
أنا أقوم بمهمة لا يمكن لأي شخص آخر أن يقوم بها… أرى وأسمع ما لو يسمعه الفيل
حتى وضعتُ يدي اليمنى في مواجهة الصعاب، ولم تستطع إيقافي، فقال ذي النقمات هذا المثل
من يخادع ليون الأسد يخادع مكان إصابته… من بطن عثر غيل دون غيل
استخدم الشاعر في تلك الفقرة أسلوب المدح والاعتذار، وأشار إلى طلبه العفو من الرسول صلى الله عليه وسلم، ووصف خوفه من هيبة الرسول، حيث قال أنه لو واجهه الفيل لارتعد من الخوف والهيبة، وصور بأن هيبة الرسول عليه الصلاة والسلام أكثر من هيبة الأسد.
الفقرة الخامسة من قصيدة بانت سعاد
إن الرسول نور يستضاء به، ومهد من سيوف الله مجلول
في هذا البيت، يصف الشاعر الرسول صلى الله عليه وسلم بالنور المضيء ويصفه بأنه واحد من سيوف الله القوية، وسميت القصيدة بالبردة لأن النبي قدم بردته كهدية للشاعر بعد سماعه هذا البيت، وعرف الشاعر من ذلك أن النبي عفا عنه وغفر له.