أدلة و مراجعاتكتب و أدب

تعرف على قصيدة قل للمليحة

DXIbZ98W4AEIChB | موسوعة الشرق الأوسط

قل للمليحة التي في الخمار الأسود … يحدث أحيانًا أن تؤثر الكلمات بقوة على عقول الناس وتغير معتقداتهم أو مشاعرهم أو نظرتهم إلى شيء ما، وهذا هو السحر الذي يتحدث عنه النبي محمد عليه الصلاة والسلام بقوله: `إنَّ من البَيانِ لَسِحْراً وإنَّ منَ الشِّعْرِ لِحِكْمَةٌ`، وهذا ما حدث في قصتنا اليوم. لمزيد من التفاصيل، يرجى متابعتنا على الموسوعة.

جدول المحتويات

قصيدة قل للمليحة في الخمار الاسود

الشاعر الذي قال تلك الأبيات الرائعة هو المعروف مسكين الدارمي، وهو ربيعة بن عامر التميمي، وهو شاعر أموي ينتمي إلى قبيلة بني دارم والشعراء، وكان من بينهم الفرزدق، وأطلق على ربيعة لقب “مسكين” لفوله:

أنا مسكين لمن ينكرني ولمن يعرفني جداً ينطق

كان من المؤيدين لخلافة يزيد بن معاوية، وعطاه الأخير ويزيد نصيبًا من الحكم، وقد ورد شعره في أغراض الشعر المعروفة في ذلك الوقت من فخر وحماسة وهجاء ورثاء ومدح وغزل، ونسك وتعبد فكان من شعراء الزهد، وتوفي عام 89 أو 90 هـ.

قصة قل للمليحة في الخمار الأسود

يحكى أن تاجرا عراقيا قد أتى إلى المدينة ومعه خمر يريد بيعها، فباعها كلها إلا السود منها، فحزن لذلك لتحقق خسارته فيها، فشكا إلى الدارمي ذلك، وكان الدارمي قد نسك وتعبد في تلك الفترة، فنظم أبيات، وبعث من ينشدها في المدينة قائلا:

قل للمليحة التي ترتدي الخمار الأسود: `ماذا فعلتِ بناسك المتعبد؟`

كان شمر يرتدي إزاره للصلاة حتى جلس له عند باب المسجد

ردي على صلاته وصيامه، ولا تقتليه بحق دين محمد

“عندما علم أهل المدينة بذلك، انتشرت الأخبار بأن الراهب دارمي عاد عن قراره بالتنسك وأنه أحب فتاة ترتدي خمارًا أسود، فشرع الجميع في شراء هذا الخمار، وباع التاجر كل ما كان لديه من خمور سوداء، وعاد الراهب دارمي إلى حياته الروحية والتقشف.

قل للمليحة في الخمار الأسود صباح فخري

أحيى المطرب صباح فخري القصيدة في القرن العشرين بعد تعديل بعض كلماتها التي غيرها إبراهيم، وأضاف إليها قائلا:

يا داعيًا لله مرفوع اليدِ

متضرعًا متوسلًا بالمنجدِ

يا طالبًا منه الشفاعة في غدِ

قل للمليحة في الخمار الأسودِ…

وقد لحن القصيدة الفنان أحمد خليل.

كلمات قل للمليحة في الخمار الأسود علي الهلباوي

الأغنية من تأليف صباح فخري، ويتم غناؤها بصوت الفنان علي الهلباوي قائلا:

قل للمرأة التي ترتدي الخمار الأسود، ماذا فعلتِ بالراهب الذي يتقي الله

كان رداء شمر ملبوسًا للصلاة، حتى وقفت له بباب المسجد

سلبت دينه ويقينه وأدخلته في حيرة لا يجد طريقه

أجيبيه بالصلاة والصيام ولا تقتليه بحق دين محمد

قالوا تسلى عن المحبوب قلت بمن؟

كيف التسلي وفي الأحشاء نيرانِ

إن التسلي حرام في مذاهبنا

وكيف أرضى بكفر بعد إيمانِ

فشارب الخمر يصحو بعد سكرته

وشارب الحب طول العمر سكران

أي شيء في العيد أهديه إليك يا ملاكي

وكل شيء لديك أسوارا أسوارا

أم خمورا

لا توجد في الأرض مشروبات كالتي تسيل من عينيكِ

أم ورودا

أجمل وردة بالنسبة لي هي التي سقطت من خديك

أم عقيقا

كمهجتي يتلظى والعقيق الثمين في شفتيكِ

لا يوجد شيء أغلى من الروح وروحي مرهونة بيدك

بلغوها

أخبروها إذا حضرتم حماها أنني مت بغرامها

ذكِّرها بما يجمل وربما تنال عفوًا ورحمةً منها

وصحبها إلى ترابي، فعظامي تشتاق إلى أن يدوسها قدماها

خاتمة

توضح هذه القصة الرائعة أهمية الكلمة في تأثيرها على نفوس الناس، فإذا لم يكن هناك شاعر يتغنى بالمسكين الدرامي، لم يكن لأهالي المدينة من يرتدوا الخمار الأسود، ويؤكد هذا الأمر أهمية الكلمة، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم لحسان: “والله إن كلامك لأشد عليهم من وقع السهام في ظلمة الليل”، فإن الكلمة لها أثر كبير على النفوس، لذا يجب علينا استخدامها بحذر وفي المواضع المناسبة، وعلينا أن نفهم أن الإنسان مسؤول بما يقول.

تحدثنا في حديثنا السابق عن قصة الخمار الأسود. تابعونا على الموسوعة ليصلكم كل جديد، ودمتم في رعاية الله.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى