بحث عن بلاغة القران
نحاول اليوم تقديم شيء قليلًا، بل أقل من ذلك، حول وجه من وجوه إعجاز القرآن الكريم، وهو بلاغة القرآن الكريم. فقد تحدى الله تعالى به العرب، وهم أهل البلاغة والفصاحة، أن يأتوا بمثله أو بعشر سور مثله، أو حتى سورة واحدة مثل أصغر سور القرآن، ولم يستطيعوا ذلك. القرآن هو كلام الله المعجز الذي لا يضاهيه قول، ولا يحيط به عقل. ونظرًا لذلك، سنحاول معًا عرض بعض جوانب بلاغة القرآن. لذا تابعونا على موسوعة في بحث عن بلاغة القرآن. اللهم إنا نسألك فهم النبيين، وحفظ المرسلين والملائكة المقربين.
بحث عن بلاغة القران
فصاحة ألفاظ القران
على الرغم من المعاني الكبيرة والسامية التي تحملها ألفاظ القرآن الكريم، إلا أنه لا يمكن العثور فيها على لفظ غريب، فألفاظ القرآن الكريم صالحة لكل زمان ومكان، حيث إنها كانت صالحة للعرب القدماء أرباب الفصاحة، وهي لا تزال صالحة لنا اليوم، حيث إن كلماتها مألوفة للذوق، وتتميز بالإعجاز والإحكام النحوي.
إحكام نظم القران
أي أن كل كلمة من كلماته الفصيحة قد وقعت في موضعها المناسب، فلا يمكن القول بأن هذه الكلمة لا يليق بها موضعها، أو يجب أن تتقدم أو تتأخر، بل إن كل كلمة من كلماته وحرفها موضوع في أحسن مكان يمكن لها أن توضع فيه، فلا يوجد أفضل من ذلك.
انتظام دلالة القران
القرآن كتاب قريب المصدر ولكنه بعيد المدى، فجميع الناس يستطيعون فهمه وتتبع تسلسل أفكاره، ففي لحظة الاستماع إلى آية تصل إلينا رسالتها قبل عقلنا والأفراد يختلفون في فهمها، وهذا يدل على أنه مخاطب لجميع مستويات العقول ويأخذ بعين الاعتبار أنواع الأفهام.
وفاء دلالة القران
يتم اختيار الألفاظ بعناية لتصل المعاني المقصودة دون أي تلبيس أو نقصان، وتكون العبارات محكمة في النظم واللفظ والدلالة لتصل المعنى كاملاً دون أي فقدان.
متشابهات القران
قد يظن الظان أن في القرآن الكريم آيات مشكلة أو متشابهة، والحقيقة التي لا جدال فيها أنه عند تدبر تلك الآيات لن تجد إشكالًا في آيات القرآن الكريم، فمن بلاغة القرآن أنه يستطيع تناول المعنى بعدة صور تجعلك تشعر في كل صورة منها أنك تسمع المعنى لأول مرة في كل مرة، كما يصنع النجار من الخشب الكرسي والعصا والطاولة والنافذة والباب، ولله المثل الأعلى.
القرآن نص متكامل
عندما تشاهد الناطقين بالعربية الفصيحة والراقية، فإنه إذا كان بارعًا في لون من الألوان فليس بالضرورة أن يكون كذلك في لون آخر، ومع ذلك، يتعامل القرآن الكريم مع جميع الألوان والأساليب اللغوية بكفاءة ويصل إلى الكمال الذي يُقاس به، ولا يوجد تفاوت أو فوضى فيه، بل هو كعقد اللؤلؤ المتداخل الذي كل حبة منه يكملها الأخرى.
قصص القران
يتميز القرآن الكريم بالبلاغة في طريقة سرد القصص، حيث يقدم القصة بالأسلوب الأروع والأشمل، ثم يعيد الإشارة إليها في سورة أخرى وفقًا للحاجة. وبذلك يصل الأداء في السرد في المرتبة الأعلى من البلاغة والفصاحة في المرة الأولى، وفيما يتعلق بالإنسان، فإذا حكى قصة وأراد إعادتها مرة أخرى، فمن المستحيل أن يتساوى في المستوى الفائق والفصاحة والبلاغة.
وبفصاحة لغته وبلاغته، يسهل فهم القرآن لمن يريد تدبره وحفظه. ولذلك، قال تعالى: “ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر”، وبمخاطبته لجميع الأزمان والعصور، فإن عجائبه لا تنتهي ولا يمكن الإجابة عنها بالكثير من الردود. نسأل الله تعالى أن يجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء أحزاننا، وأن يذكرنا بما نسينا منه ويعلمنا ما جهلنا، وأن يرزقنا تلاوته في أوقات الليل والنهار على الوجه الذي يرضيه عنا. ونحن في موسوعة نبحث عن بلاغة القرآن، فتابعونا لتصلكم كل جديد، فمتابعتكم فخر لنا، ودمتم في أمان الله