القوانينالقوانين والحكومات
اول من بنى السجون
يعني أن علي بن أبي طالب، الصحابي الجليل وابن عم النبي محمد صلى الله عليه وسلم، كان أول من بنى السجون، وكان مشهورًا بشجاعته وحكمته. وفدى روحه للنبي عندما حاصروه الكفار أمام بيته وعزموا على قتله. اتسعت رقعة الدولة الإسلامية في عهده، وكان يفكر في تنظيم أحوال البلاد وزيادة استقرارها وأمانها والقضاء على الفتن ومعاقبة الجناة. والآن، سنأخذكم في جولة عبر هذه المقالة لنتعرف على بداية فكرة إنشاء السجون والتطورات التي طرأت عليها عبر التاريخ. فتابعونا.
ما هي السجون ؟
- يعود مصطلح السجن إلى القدماء المصريين، ويُعد واحدًا من المصطلحات القديمة المتعارف عليها، حيث كانوا يستخدمونه لمعاقبة الجناة من خلال إدخالهم إلى السجن وفرض عقوبات رادعة عليهم.
- وذكر هذا المصطلح في القرآن الكريم، بالتحديد في عدة مواضع من سورة يوسف، فقد قال المولى في كتابه العزيز: “ودخل معه السجن فتيان، قال أحدهما إني أراني أعصر خمرا، وقال الآخر إني أراني أحمل فوق رأسي خبزا تأكل الطيور منه”، وكذلك قاله في نفس السورة “قال رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه، وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين.
- نجد أن قوم سيدنا يوسف كانوا يمتلكون السجون منذ القدم، وكانت السجون تتكون من زنزانة تحت الأرض يُنتظر فيها المجرمون عقابهم، ويتضمن العقاب إما الإعدام أو الإفراج عنهم ليصبحوا عبيدًا طوال حياتهم، وكانت هذه الفكرة موجودة قبل ظهور الإسلام.
- في العصر اليوناني، شهدت السجون أول تطوراتها، حيث تم تحويل السجون الواقعة تحت الأرض إلى غرف خشبية، كما سمحوا لأفراد الأسرة والأقارب بزيارة المسجونين.
اول من بنى السجون في الإسلام
- في زمن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، لم تكن الدولة الإسلامية تحتاج إلى السجون لأنها كانت في بدايتها، وكان نبينا الكريم هو القاضي الأفضل في الشؤون الدنيوية، لذا كان كل شخص يلجأ إليه في حال وجود مشكلة أو خلاف لكي يقضي بالحق،
- ورد في السيرة النبوية أن نبينا عليه الصلاة والسلام أمر بحبس بعض اليهود في الخيم والبيوت ومنعهم من الخروج قبل انتهاء مدة معينة، وذلك بعد اتساع دولة الإسلام، وظل هذا الأمر مستمرًا في عهد الخليفة أبي بكر الصديق أيضًا.
- تغيرت الأوضاع بعد وصول عمر بن الخطاب حيث وجد الأمر يكاد يخرج عن السيطرة، وظهر المجرمون وحاولوا نشر الفساد في الدولة الإسلامية، الأمر الذي دفعه لشراء منزل وتحويله إلى سجن لحبس المجرمين وعقابهم.
- بعد أن تولى بن أبي طالب الخلافة، قام بإنشاء أول سجون في الإسلام، حيث بنى بيتًا قويًا في الكوفة لاحتجاز المجرمين وصعوبة هروبهم، مع مراعاة الحفاظ على الحياة الإنسانية داخل السجون.
السجون في عهد الدولة الأموية
- في العصر الأموي، قاموا بإحداث العديد من التعديلات على السجون، واستخدموا القلاع والحصون كوسيلة لسجن المجرمين.
- كانت هذه القلاع مصممة بشكل فريد وأنيق، مما يثير الرغبة في التغيير إلى الأفضل.
إنجلترا وأمريكا صاحبة فكرة السجون الحديثة
- على الرغم من اعتقاد الكثير من الناس أن الدول الأوروبية هي دول الحرية، إلا أن هذا الاعتقاد خاطئ تمامًا، فإن إنجلترا وأمريكا كانتا من بين الدول الأولى التي بدأت في إنشاء السجون لعقاب المجرمين.
- وكان الناس يعتقدون أن السجن يمكنه إعادة تأهيل المجرمين وجعلهم يندمون على أفعالهم، بعد عزلهم عن المجتمع، لذا قام بنيامين راش ببناء سجن وولنت ستريت الذي كان يهدف إلى إعادة تأهيل المذنبين.
- ومع ذلك، أدى هذا الإجراء بسرعة إلى نتائج عكسية تمامًا، حيث بدأ المجرمون في التعرف على بعضهم وتشكيل تحالفات جديدة من المجرمين، ولذلك تم اقتراح فكرة عزلهم.
- ثم جاءت فكرة توحيد الزي، وكذلك الاستخدام الفردي، والكراسي التي تعمل بالكهرباء، والبوابات الإلكترونية وغيرها من التطورات التي طرأت على السجون، حتى وصلت إلى شكلها الحالي.
قد يبدو السجن أمرًا سهلاً، خاصة بعد العديد من التطورات التي شهدتها خلال الفترة الأخيرة مثل اصطحاب الحيوانات الأليفة في بعض الدول واستخدام التكنولوجيا، ولكن بالرغم من ذلك، فإن السجن سيظل سجنًا يفقد الإنسان حريته، ولا يستطيع ممارسة حياته بشكل طبيعي كما كان يفعل في الماضي.