امثلة وشرح على الاهداف الوجدانية
تتعلق الأهداف الوجدانية بالاتجاهات والاهتمامات والميول والقيم والمعتقدات التي يكتسبها المتعلم، وتتمثل أهمية هذه الأهداف في أنها توجه سلوك الإنسان وتحركه. فالبناء الوجداني للفرد يؤثر بشكل كبير على دفعه لممارسة سلوك ما وتجنب سلوك آخر. ويعد تصنيف كراثول للأهداف الوجدانية واحدًا من أشهر التصنيفات، حيث يركز على المجال الوجداني في الأهداف السلوكية. ويتضمن هذا المقال شرحًا لتصنيف كراثول للأهداف الوجدانية، بهدف توضيح المجال الوجداني في الأهداف السلوكية. لذا، تابعونا على موقع الموسوعة.
تصنيف كراثول
وفقًا لتصنيف كراثول للأهداف الوجدانية، يتم تصنيف هذه الأهداف وفقًا لتصنيف هرمي مكون من خمسة مستويات، تبدأ من المستوى البسيط وتنتهي بالمستوى المركب، وليس من الضروري توضيح هذه الأهداف كسلوك قابل للملاحظة، ولكن يجب أن يكون السلوك محددًا بشكل يفهمه الجميع حتى يمكن تطبيقه لاحقًا.
مستويات كراثول
سنقدم هذه المستويات كما هي مرتبة في شكل هرمي من الأدنى إلى الأعلى على النحو التالي:
الاستلام (الاستقبال)
يشير مصطلح الاستلام هنا إلى توجيه الحواس لاستقبال المحفزات واستيعاب المعلومات المقدمة لها، ويتم ذلك على ثلاثة مستويات فرعية، وهي:
- يتطلب الوعي بوجود هذه المثيرات، مثل الصلاة التي تعتبر ركناً أساسياً من أركان الإسلام.
- الرغبة في الاستلام والحصول على المعلومات، مثل الرغبة في الاستماع إلى القرآن الكريم.
- الانتباه المنتخب يعني اختيار ما يريد مشاهدته والاستماع إليه، مثل مشاهدة فيلم عن القيم الإسلامية بدلاً من الأفلام الكرتونية.
الاستجابة
من المتوقع من المتعلم في هذا المستوى أن يتفاعل مع المحفزات التي يهتم بها بسلوك يتماشى مع رغباته من خلال بدايات أولية، وتنقسم إلى ثلاث مستويات فرعية، وتشمل:
- الاستجابةُ بالطاعةِ، أي تأديةَ العملِ بناءً على تعليماتِ وتنفيذًا للتوصياتِ، كأن يؤدي الصلاةَ بحسبِ إرشاداتِ المعلمِ.
- الرغبة في الاستجابة تعني القيام بالعمل بناءً على الرغبة والحب، مثل التطوع للمشاركة في تنظيف ساحة المدرسة.
- الرضا عن السلوك يعني أن يشعر الشخص بالرضا عن ما يفعله من تصرفات تتوافق مع اهتماماته وميوله واتجاهاته، مثل الاستمتاع بتلاوة القرآن الكريم.
التقييم (التقدير)
في هذا المستوى، يصبح سلوك المتعلم متوافقا مع القيم والسلوكيات التي تسود المجتمع، حيث يتم تنفيذ السلوك أو العمل ويعتبر ذلك ذو قيمة يجب تقديرها، ويتم تقسيم هذا المستوى إلى ثلاثة مستويات فرعية، وهي:
- القبول الحقيقي يتطلب من المعلم أن يتقبل السلوك والقيمة، ومع ذلك، فإن هذه القيمة قد تكون مؤقتة وقابلة للتغيير، مثل الرغبة في العمل الجماعي.
- يعني التفضيل قيمة محددة، حيث يفضل الشخص قيمة معينة على غيرها ويرتبط بها بطريقة أكبر، مثل تفضيل الفتاة للباس الشرعي المحتشم على غيره.
- الالتزام بالقيمة يعني التمسك بالقيم والتشبث بها حتى يصل الأمر إلى حد الإيمان، مثال على ذلك أن تلتزم الفتاة بارتداء اللباس الشرعي الذي يتميز بالحشمة.
التنظيم
يتوقع من المتعلم في هذا المستوى بناء منظومة قيمية من مجموعة قيم ذات صلة بالاهتمامات والميول والمعتقدات. يستطيع من خلالها ربط هذه القيم بشكل منسق يساعده في سلووهذه القيم، فليس من المنطقي مثلا أن يدعي الإنسان أنه مؤمن بناء على أنه يصلي إذا كان يرتكب الفحشاء والمنكر. وتنظيم هذه القيم يتم على مستويين، وهما:
- يحاول المتعلم في هذا المستوى ابتكار منظومة قيمية، حيث يحاول دمج مجموعة من القيم ذات الصلة في منظومة واحدة بشكل متناغم ومتآلف، ويحاول تحديد صفات المؤمن والمواطن الصالح والطالب النموذجي، وتحديد خصائص الإنسان المؤمن.
- تنظيم نظام القيم يسمح للمتعلم بوضع القيم المختلفة، بما في ذلك القيم المتضاربة، في نظام واحد حيث تظهر هذه القيم المتضاربة بعلاقات واضحة، مما يسمح للمتعلم باتخاذ موقف يوازن بين الخير والشر.
التذويت
يصل الشخص في هذا المستوى إلى أعلى درجات الاستقرار النفسي والنضج الأخلاقي، ويكون قد بنى نظامًا متوازنًا من القيم وأخذ لنفسه فلسفة خاصة في الحياة، وهو يمثل بناءً متكاملاً للشخصية الذي لا يتحقق فقط من خلال التعليم الرسمي وإنما بعد انتهاء التعليم وأثناء المشاركة في العملية التعليمية، مثل الاعتماد على موقف ديني يدل على إيمان متين.
افعال الاهداف الوجدانية
لكل مستوى من المستويات السابقة هناك أفعال تعبر عن المطلوب تحقيقه من هذا المستوى، ومن هذه الأفعال:
الاستلام (الاستقبال)
يُظهر المتعلم استعداده وحماسه في العمل عندما يسأل ويتابع ويصغي ويتركز.
الاستجابة
من الأفعال التي تعني المشاركة الإيجابية والتفاعل المستمر: يظهر اهتمامًا بالمادة من خلال حبصه، يقوم بأعمال إضافية غير مطلوبة، ويعاون بمحض إرادته.
التقييم (التقدير)
من بين الأفعال التي تدل على إعطاء المتعلم قيمة لشيء معين أو لظاهرة سلوكية: اتباع تعاليم القرآن والسنة يعكس التقدير لله، وطلب العلم والاستزادة بالقراءة عن العلماء يعكس التقدير لهم.
التنظيم
من الأفعال التي تدل على الجمع بين قيم متناقضة وحل التناقضات بينها وتحديد أولوياتها: تحمل المسؤولية عن سلوكه الشخصي ووضع خطة لتحديد الأولويات.
التذويت
من الأفعال التي تدل على وجود نظام قيمي متحكم به وموجِّه لفترة طويلة في المتعلم: الاعتماد على النفس، وممارسة العادات الصحيحة، والتعاون في الأنشطة الجماعية.
تم ذكر تلك المعلومات ذات القيمة الكبيرة حول الأهداف الوجدانية في كتب التربية المخصصة في قسم المناهج وطرق التدريس، ولذلك فهي معلومات موثوقة وموثقة بشكل جيد. نطلب من الله تعالى أن يعلمنا وينفعنا بما علمنا، إنه الوالي والقادر على ذلك. تابعونا على الموسوعة لمعرفة آخر الأخبار والمعلومات الجديدة، ودمتم في أمان الله