الكتب الإلكترونيةكتب و أدب

القومية والغزو الفكري

القومية والغزو الفكري | موسوعة الشرق الأوسط

يُعد كتاب القومية والغزو الفكري من أهم مؤلفات المفكر والمؤرخ الإسلامي محمد جلال كشك، والذي ناقش فيه مدى قدرة القومية على إخراج الوطن العربي من المواقف المصيرية التي يواجهها. ولد الكاتب والمؤرخ الإسلامي محمد جلال كشك في عام 1929 في بلدة المراغة التي تقع في سوهاج، ويدعى بـ محمد جلال الدين محمد علي كشك، وتلقى تعليمه في القاهرة ودرس في مدرسة بمبا قادن الثانوية.

• تخرج محمد جلال كشك من كلية التجارة عام 1952، وكان قد أدي امتحانات السنة النهائية في المعتقل الخاص بالهايكستب بتهمة التخطيط والشروع في قتل الملك، وبعد ذلك انضم إلى الحزب الشيوعي المصري، وكان والده محمد علي كشك هو أول من أصدر حكمًا بتكفير البهائيين، وذلك باعتباره قاضيًا لمحكمة شرعية.

القومية والغزو الفكري

• أشار محمد جلال كشك في كتابه إلى أن الإسلام هو ما يجمع بين العرب والأكراد والبربر وغيرهم، وإذا كان ذلك الحال، فلماذا نعمل تحت مظلة القوميات؟ وأضاف أن سبب ذلك هو أن الجماعات القومية غير دينية وتدعو إلى الابتعاد عن الاندماج في القومية، وكان الهدف وراء إنشائها هو تحطيم الروابط الإسلامية من أجل تحقيق السيطرة على الدول العربية وأدى ذلك إلى حدوث حروب قومية.

• أضاف محمد جلال كشك أن هذه العناصر التي تدعو إلى القومية العلمانية تم تدريبها في بيوت القناصل ومدارس التبشير، وأنه تم تصويرها في أفلام المخابرات الاستعمارية. وأشار كشك في النهاية إلى أن هناك ارتباطًا وثيقًا بين العروبة والإسلام، وأن أي محاولة لفصلهما ستؤدي إلى فقدان الهوية.

تعريف القومية :

• وتتمثل القومية التي ناقشها محمد جلال كشك في أنها نوع من الفكر الذي ظهر في البداية في الدول الأوروبية والتي وصلوا فيها إلى هذا الفكر للتهرب من الالتزام بالدين. وصلوا إلى فكر القومية الذي يعني وجود رابط مشترك بين مجموعة من الأشخاص سواء في الهدف أو الغاية أو السلوك.

• تم إنشاء جماعات تحت مظلة القومية في بعض الدول الأوروبية، وتطورت هذه الجماعات في اتجاهين؛ الأول هو القوميون الفرنسيون الذين أسسوها لتحقيق فكرة الاشتراكية في نفس الحياة، والثاني هو القوميون الألمان الذين تأسست هذه الجماعات على فكرة الاشتراكية في نفس اللغة. وقد اتجهت بعض الدول إلى الاتجاه الثاني من خلال إنشاء جماعات قومية بناءً على أفكار ومعتقدات سياسية واقتصادية، مثل الماركسيين الذين أسسوا جماعة قومية لتحقيق الاشتراكية في نفس الظروف الاقتصادية، والقوميين العرب الذين اهتموا بتحقيق الاشتراكية في اللغة والتاريخ في نفس البلد.

• يجب الإشارة إلى أن حركات الدعوة الوطنية نشأت لأساسيات الابتعاد عن فكرة الانتماء للدين، ودعت الحركات الوطنية العربية إلى الالتزام بالوطنية العربية، وأشاروا إلى أن الوطنية العربية ليست مرتبطة بالدين، حيث إن الدين خاص بالله تعالى ويتلزم به الجميع لتحقيق السعادة في الدنيا والآخرة، وأشاروا إلى أن الدين لا يرتبط بالوطنية، لأن الدعوة إلى الدين لتحقيق الوطنية هي دعوة ناقصة لا تحقق طموحات الحركات الوطنية العربية.

• أضاف القوميون العرب أن الدين يجب فصله عن الدولة، ويجب أن تكون القومية العربية دينًا لكل عربي، ويجب أن يبذل العرب جهودهم الكاملة لتحقيقها والدفاع عنها. وأراد القوميون العرب أن يوضحوا مدى أهمية هذه الأفكار التي لولاها لضاع العرب. ويجدر بالذكر أن جميع هذه الأفكار تم ابتكارها في الدول الأوروبية التي أنشأتها لتفادي الالتزام الديني.

اساليب الغزو الفكري :

• يعني الغزو الفكري ببسط نفوذ دولة على دولة أخرى بغرض السيطرة عليها وعلى توجهاتها الفكرية. ويعد الغزو الفكري أخطر من الغزو العسكري وأكثر خطورة في استخدامه ضد الدول النامية. وتقوم بعض الدول باستخدام أساليب الغزو الفكري ضد الدول الأخرى لاستهداف سلوك وعقيدة الفرد والتأثير على فكره وأخلاقه.

• تُظهر نتائج الغزو الفكري الذي تقوم به بعض الدول أنه يؤدي إلى ضياع دول وأمم بأكملها بسبب تأثيره على أفكارها ومعتقداتها. تستخدم الدول الغزو الفكري بعد تحديد الدولة المراد استهدافها والعمل على دراسة تاريخها واستخراج نقاط ضعفها. كما تدرس هذه الدول نقاط قوة الدولة المستهدفة للعمل على إضعافها بطريقة غير مباشرة، تبدأ بإقناع الأفراد بأفكار الحرية الشخصية حتى يصل الأمر إلى تحليل ما هو حرام والتخلي عن العادات والتقاليد تحت مسمى الحضارة.

• ويبدأ الغزو الفكري في تحقيق أهدافه بعد السيطرة على فكر وسلوك وأخلاق أبناء هذه الدول، ومن ثم يقوم الغزو الفكري بتدمير وإهلاك البنية التحتية لهذه الدول. ويتم استخدام الغزو الفكري في الغالب في حالات الدول الإسلامية، والسبب في استهداف الدول المسلمة هو تحقيق انفصال هذه الدول عن العقيدة الإسلامية، وهو ما يريد العالم الغربي العمل عليه من خلال تشويه المعالم الإسلامية والقضاء عليها.

 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى