التفسير البلاغي للقرآن
يعد التفسير البلاغي للقرآن الكريم نوعًا من أنواع التفسير بالرأي، ويستند إلى استكشاف أوجه البلاغة في القرآن الكريم وتفسيرها، وإظهار مدى إعجازه البلاغي. فقد جاء القرآن الكريم كمعجزة بيانية وأعجوبة بلاغية لتحدي العرب الذين يعدون أرباب الفصاحة والبيان على مر العصور، ولكنهم عجزوا عن إنتاج مثله، ومن خلال هذا المقال سنحاول تسليط الضوء على بعض الأساليب البلاغية في القرآن الكريم، وذلك بالإضافة إلى بعض كتب التفسير التي اهتمت بالجانب البلاغي للقرآن الكريم. تابعونا على موسوعة، ونسأل الله أن يمنحنا فهم النبيين وحفظ المرسلين والملائكة المقربين.
أوجه التفسير البلاغي للقرآن القرآن الكريم
تأتي بلاغة القرآن الكريم من عدة وجوه، وهي:
فصاحة ألفاظه
تتميز كلماته بالفصاحة في التوصيل بالمعنى المراد بطريقة بسيطة وسهلة، ولا عجب فهي صالحة لكل الأوقات والأماكن، وكلماته مألوفة للطعم
إحكام نظمه
فهو مشابه للعقد المنتظم الذي يحتوي على حبات اللؤلؤ، حيث لا يمكن لأي حبة أن تتقدم عن أختها أو تتأخر عنها، وهكذا هي كلماته، حيث أن كل كلمة موضوعة في مكانها المناسب، ولا يمكن أن نقول أن هذه الكلمة غير مناسبة لموضعها أو أن هناك مكان أفضل لهذه الكلمة.
انتظام دلالته
يوضح القرآن الكريم معانٍ عميقة ومع ذلك يمكن فهمها واضحة وسهلة للجميع، وقادر على إرضاء جميع الفهم ومستويات العقول، حيث يمكن للجمهور العام والخاص أن يقرؤوه ويفهموا بحسب فهمهم الشخصي.
وفاء دلالته
توضع الألفاظ حسب المعنى المقصود، ولا يزيد لفظ على معناه أو ينقص منه، بل يلتزم كل لفظ بوظيفته في تحقيق المعنى وإيصال الدلالة بوضوح، دون ترك أي شيء يفوت على المستمع أو المتلقي من الفهم.
تعدد وجوه تناوله
فالقرآن الكريم يمكنه التعبير عن نفس المعنى بطرق مختلفة، حتى يشعر القارئ في كل مرة بأنه يتعرف على معنًى جديد، ويعرض المعنى بحسب حاجة السياق، وهذا ما يعرف باسم تشابه القرآن.
قصصه
يقدم القرآن الكريم القصة بطريقة متعددة المعاني، حتى تشعر وكأنك تسمعها لأول مرة، ويعيد القرآن الكريم تقديم القصة في كل مرة بإبداع غير متناهي، ويوضح من خلالها عظات مختلفة وحكم جديدة.
تكامله
القرآن” يمكنه الانسياب في كل فن ولون دون أن ينحصر في أحدها، بينما البشر قد يتمكن الشاعر من الخطابة والخطيب من الكتابة، وكل منهما يتفوق في فنه، ويختلفان في الفنون الأخرى، فكيف يمكن للقرآن أن يكون متفوقا في كل شيء وهو كلام رب البشر ورب الفنون ورب كل شيء؟
التفاسير التي اعتنت بالبلاغة
من أهم التفاسير التي اعتنت ببلاغة القرآن الكريم:
الكشاف للزمخشري
يحتوي هذا التفسير على العديد من الفوائد اللغوية والبلاغية، ولكنه يحتوي أيضًا على العديد من العقائد الاعتزالية التي كان يرفضها ابن كثير.
تفسير البيضاوي
وهذا يعد واحدًا من أهم التفاسير التي حظيت بقبول من أهل السنة، لما يحتويه من العديد من الفنون، ومن ناحية البلاغة، فقد خصص التفسير ما جاء في الكشاف من الإعراب والمعاني والبيان، بالإضافة إلى العديد من علوم اللغة والكلام.
تفسير أبي السعود
تمكن المؤلف في هذا الكتاب من الكشف عن أسرار بلاغية لم تكشف من قبل، واعتمد في ذلك على التفسيرين السابقين وغيرهما.
تفسير التحرير والتنوير
يعد كتاب الطحاوية من كتب التفسير البلاغي في العصر الحديث، وقد وضع فيه مؤلفه الإمام الطاهر ابن عاشور نظرته التجديدية والإصلاحية، واهتم بدراسة الجوانب البلاغية للقرآن الكريم، وقد اعتمد على نظرية النظم التي طرحها الإمام عبد القاهر الجرجاني.
تحدثنا اليوم عن التفسير البلاغي للقرآن الكريم، حيث تم استعراض أوجه بلاغة القرآن الكريم والتفاسير الهامة التي تناولت الجوانب البلاغية فيه. نسأل الله تعالى أن يعلمنا وينفعنا بما تعلمنا، فهو ولي ذلك والقادر عليه. تابعونا على موسوعة، لتصلكم كل جديد، ودمتم في أمان الله