أدلة و مراجعاتكتب و أدب

أجمل روايات دوستويفسكي تغير حياتك

روايات دوستويفسكي تغير حياتك | موسوعة الشرق الأوسط

تُغيّر روايات دوستويفسكي حياتك وتمنحك منظورًا جديدًا للأمور، وهذا ما جعل دوستويفسكي واحدًا من أهم كتاب الأدب الروسي على مرّ العصور، إذ لم يكن مجرد كاتبًا بل كان عالِمًا في النفس البشرية، واستطاع في كل روايةٍ له أن يوضّح هذه النفس ويظهر خباياها بمنتهى الحرفية والدقة. وسنتعرف في الموسوعة على أهم روايات هذا الكاتب العبقري، مثل “الأخوة كرامازوف” و”والأبله” وغيرها من الروايات الاستثنائية.

جدول المحتويات

أشهر روايات دوستويفسكي تغير حياتك

ظهرت قدرة ديستويفسكي على كشف النفس البشرية في اختياره الدقيق لشخصيات رواياته، حيث لا يمكن العثور في كتاباته على شخصيات تافهة أو مسطحة، أو شخصيات تتبع الخير المطلق أو الشر المطلق، وإنما تتميز جميع شخصياته بمزيج حقيقي من الإنسانية المعذبة. ولهذا، قررت اليوم عرض أفضل روايات ديستويفسكي التي أثرت في حياتي أكثر من غيرها:

دوستويفسكي الابله

تعد رواية الأبله من أشهر وأهم روايات ديستويفسكي، إذ تم نشرها عام 1869، وتدور حول الأمير ميشيكن الذي عانى طوال حياته من مرض أفقده طفولته وشبابه الأول في إحدى المصحات العلاجية، بعيداً عن سان بطرسبرج وأهلها.

في يوم من الأيام، عاد الأمير من رحلته دون أي مال أو تعليم أو نفوذ، وبدأ يبحث بين أسرته وأصدقائه عن شخص يساعده، وفي هذا الوقت بدأت عبقرية دوستويفسكي تظهر من خلال شخصية الأمير البسيطة والساذجة التي يعتقد الجميع أنها أبله بسبب طيبته الزائدة، ويصف كيف يمكن لهذا الأمير الطيب القلب أن يعيش في مجتمع روسيا القاسي.

يعتقد الكثيرون من النقاد أن شخصية الأمير ميشيكن تشبه إلى حد كبير شخصية ديستويفسكي نفسه، وأن كتابته لهذه الشخصية تعود إلى بعض التجارب المريرة التي عاشها في حياته، خاصة في مرحلة الشباب، وأنا أيضًا أميل إلى هذا الرأي، خاصة بعد قراءة سيرة حياة ديستويفسكي بنفسي.

رواية العذبة

قد يكون حظُ رواية العذبة في الشهرة أقل من الروايات الأخرى مثل رواية الأبله أو الأخوة كرامازوف، ولكنها في الحقيقة لا تقل أهميةً عن أي من مثيلاتها، فهي تحكي قصةً تبدو بسيطةً في ظاهرها ولكنها في الواقع قصةٌ معقدةٌ ودقيقةٌ.

يُعَدّ بطل رواية العذبة شخصية مثيرة للتساؤلات، مثل معظم شخصيات دوستويفسكي، حيث يتردد بين الخير والشر والطيبة والأنانية، ويحكي البطل في هذه الرواية قصته وقصة زوجته المنتحرة التي وجدها قد ألقت بنفسها من النافذة، ويبدأ بعدها في سرد تفاصيل القصة من بدايتها.

يحكي البطل في هذا الفيلم عن حياته العسكرية قبل تسريحه من الجيش وكيف تأثر بهذه الحادثة على نفسه، وكيف أن غروره وكبرياؤه الكبير منعه من مبارزة شخص آخر لأنه أقل منه مكانة وقيمة، ويحكي أيضًا قصة حياته مع زوجته التي عانت من بروده وغروره، وتعرضت للإصابة بالحمّى وأوشكت على الموت.

عندما أدرك البطل حقيقة مدى حبه للفتاة ورغبته في تغيير سلوكه تجاهها والاستمرار في الحياة، كان قد فوت الكثير من الوقت، وبالتالي فقد قررت الفتاة رمي نفسها من نافذة المنزل لعدم الاضطرار إلى قضاء يوم آخر معه في جحيمه الذي خلقه بنفسه، وليعيش البطل في حالة من الندم والخوف.

رواية الجريمة والعقاب

تُعتبر هذه الرواية واحدة من أشهر روايات دوستويفسكي، وقد تم ترجمتها إلى أكثر من لغة، وتحويلها إلى العديد من الأعمال السينمائية والمسرحية. وقد تم نشر هذه الرواية بعد عودة الكاتب من المنفى، الذي قضى فيه فترة مؤلمة في سيبيريا، وتعتبر هذه الرواية هي الثانية من بين رواياته بعد “العودة.

تحكي القصة عن الشاب “راسكولينكوف” الذي يتمتع بالكرامة والنفس العالية، ويتمسك دائمًا بعزته ورفضه لقبول المساعدة من أي شخص رغم ضيق حالته وفقره. في يوم من الأيام، يقرر البطل التخلص من امرأة جشعة، التي تغير الناس للمال وتسيطر على أموالهم وممتلكاتهم عن طريق الإقراض غير المشروع، ويقوم بقتلها.

تتميز شخصية البطل بالبحث دائمًا عن مبرر لأفعالها، حيث يرون في تصفيتهم للأرض من أمثال السيدة الجشعة هدفًا يستحق التحقيق، ويعتقدون أن استغلال المال لأغراض الخير يعوض عن فعلتهم. ولذلك، يظل البطل يبحث عن مبررات لأفعاله حتى يضطر في النهاية إلى مواجهة نفسه بالحقيقة.

رواية المقامر

تم نشر هذه الرواية في عام 1867، وتتحدث هذه القصة، كما هو معتاد في روايات ديستويفسكي، عن الازدواجية في المجتمع الروسي في ذلك الوقت، والفارق في الحياة بين الأغنياء والفقراء، كما تتحدث عن عادة القمار ولعب الروليت التي توقع البطل في العديد من المتاعب.

تحكي الرواية قصة أستاذ جامعي فقير وقع في حب امرأة من طبقة أعلى منه، ودفعه هذا الحب لمطاردتها وتحمل إهاناتها باستمرار، وحاول هذا الأستاذ جمع المال بأي طريقة ليصبح غنياً ويتمكن من كسب قلب المرأة الأرستقراطية التي يهواها.

رواية الأخوة كرامازوف

تُعتبر هذه الرواية آخر أعمال ديستويفسكي، وربما تكون أفضلها من حيث الجودة الأدبية والفنية، حيث صدرت الرواية عام 1880 وتحكي عن عائلة كرامازوف المُعقدة وقصتهم المليئة بالأحداث المتشابكة، بما في ذلك قتل الأب على يد أحد أبنائه الثلاثة بسبب أفعاله الظالمة والمجحفة تجاههم.

تتطرق الرواية إلى العديد من الأفكار الخفية التي لا تظهر عند القراءة الأولى، مثل أسرار نفس الإنسان وما يدفعه للقيام بأفعاله، كما تناقش فكرة الجسد والعقل والروح التي تمثلها شخصيات الرجل الكريم وأخوته كرامازوف.

تستطيع بعض الأعمال الأدبية صنع فرق حقيقي في حياة الإنسان، وخاصة أعمال دوستويفسكي، حيث إنها تستطيع بالفعل تغيير حياتك ومنحها معنى جديد.

 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى