الصحة النفسيةصحة

ما هي أعراض القلق النفسي الحاد وأسبابه وعلاجه

23 | موسوعة الشرق الأوسط

في هذا المقال، سنشرح بالتفصيل ما هي أعراض القلق النفسي الحاد. يمر الإنسان بالكثير من المشاعر خلال حياته، مثل الحزن والفرح والارهاق والتوتر، وقد يعاني من بعض الاضطرابات النفسية التي تؤثر عليه بصورة واضحة، مثل القلق والضغط النفسي الشديد، أو الحزن العميق، وفي بعض الأحيان تكون هذه المشاعر عابرة وتزول بسرعة، ولا تدوم لفترة طويلة.

قد تتفاقم هذه المشكلة وتطول المدة، مما يؤثر سلبًا على الصحة النفسية والجسدية للفرد ويتسبب في ظهور أعراض القلق النفسي الحاد. ولهذا السبب، سنشرح في الفقرات التالية من الموسوعة ما هي تلك الأعراض بالتفصيل، وما هي أسباب الإصابة بها، بالإضافة إلى تقديم بعض النصائح الهامة التي ستساعدك على التغلب على هذه الأزمة، فتابعونا.

أنواع القلق النفسي الحاد

يوجد ثلاثة أنواع رئيسية للاضطرابات النفسية الحادة، وسنشرحها لكم بالتفصيل في الأسطر التالية:

اضطراب التكيف

  • في هذه الحالة، يصعب على الفرد التكيف مع الظروف المحيطة به.
  • غير قادر على التكيف مع زملائه في العمل أو في الدراسة أو مع العائلة والأصدقاء.
  • أو الشعور بعدم القدرة على الدخول في علاقات جديدة خوفًا من فشلها، مما يزيد من القلق والتوتر وعدم الأمان لدى الفرد.

حالات اضطراب القلق العام

  • يعدّ هذا النوع من القلق النفسي الحاد الأكثر شيوعًا، حيث أثبتت العديد من الدراسات أن 5% من الأشخاص يعانون من هذه الحالة .
  • يمكن تشخيص تلك الحالة من خلال ملاحظة عدم قدرة الشخص على السيطرة على مشاعره وأحاسيسه.
  • تعني القلق الزائد والتفكير الزائد في الأمور، والمعاناة من الخوف والرهبة، أو عدم القدرة على النوم بشكل طبيعي

اضطرابات الهلع

  • أظهرت الإحصائيات أن النساء يعانين من اضطرابات الهلع بنسبة أكبر من الرجال، وأن 4% من الأشخاص يعانون من هذه المشكلة.
  • تشير هذه الحالة إلى الخوف من الحشود الكبيرة أو الأماكن المفتوحة.

أعراض القلق النفسي الحاد

يمكن تشخيص القلق الحاد (Acute anxiety) من خلال ملاحظة بعض الأعراض التي تظهر على المصابين، وسنوضح تلك الأعراض بالتفصيل في السطور التالية:

  • عدم القدرة على التنفس بطريقة طبيعية.
  • الشعور بآلام حادة في الصدر.
  • وجود صعوبة في التحكم بالمشاعر.
  • عدم القدرة على التواصل مع الأشخاص المحيطين بالمصاب.
  • ارتفاع مُعدل خفقان القلب.
  • الشعور بالدوخة والدوار، وقد يتفاقم الأمر حتى يصاب الشخص بالإغماء.
  • يترافق الشعور بتشنجات قوية في البطن مع الغثيان.
  • الإحساس بالرعشة في أطراف الجسم.
  • زيادة التعرق عن المعدل الطبيعي.
  • الشعور بالصداع وآلام حادة في الرأس.
  • الإحساس بتنميل الأطراف وتخديرها.
  • الإصابة بالهبات الساخنة والقشعريرة.
  • التعصب وعدم السيطرة على الانفعالات وعدم الصبر.
  • عدم القدرة على التركيز والشعور بالارتباك.
  • تتمثل الأعراض الشائعة لعدم القدرة على النوم بشكل طبيعي في الإصابة بالأرق.
  • قد يتعرض المريض في بعض الحالات للإسهال المستمر.

أسباب القلق النفسي الحاد

هناك عوامل تزيد من خطر الإصابة بالقلق النفسي الحاد، وسوف نوضحها بالتفصيل في السطور التالية:

الطفولة القاسية

  • يعاني العديد من الأشخاص من مشكلة القلق النفسي الحاد، ويرجع ذلك إلى تجربة طفولة قاسية .
  • أو يمكن مواجهة الكثير من المشاكل خلال هذه الفترة، مثل التعرض للعنف الأسري، أو التنمر من الزملاء في المدرسة، أو التعرض للأحداث الصادمة، والتي تؤثر على الشخص حتى عندما يكبر.

الإصابة بالأمراض

  • يعاني العديد من المصابين بالأمراض المزمنة والخطيرة من مشكلة القلق النفسي الحاد .
  • يخشى الناس في الغالب على صحتهم ويفكرون فيها كثيرًا مع تقييم احتمالية الشفاء من هذا المرض.
  • يجب مراعاة الحالة الاقتصادية عند الوصول إلى العلاج المناسب، الأمر الذي يزيد من الشعور بالقلق والخوف العام.

التوتر والضغط النفسي

  • قد يعاني البعض من مشكلة القلق الحاد نتيجة لتعرضهم للعديد من الضغوط في الحياة اليومية.
  • يزيد الضغط النفسي عند الفرد بسبب العديد من الأمور، مثل الأعباء الاقتصادية أو الضغوط التي يواجهها الطلاب خلال فترة الاختبارات أو الضغوط التي يواجهها أي شخص في عمله.
  • قد يسبب الضغط المتعلق بالأسرة، أو حتى الضغوطات الأخرى، مثل المعاناة من الضغط لفترة طويلة، مشكلة القلق النفسي الحاد.

شخصية الفرد

  • قد تكون شخصية الفرد هي العامل الرئيسي الذي يؤدي إلى الإصابة بالضغط النفسي والقلق والتوتر، وذلك في حالة معاناته من مشكلة القلق المتعمم.
  • يزداد تفاقم تلك الحالة بالارتباط العاطفي والدخول في علاقة عاطفية مع شخص آخر، مما يزيد من العوامل النفسية الضارة.

العوامل الوراثية

  • أثبتت العديد من الدراسات أن العوامل الوراثية لها دور كبير في الإصابة بالقلق النفسي الحاد.
  • يجب النظر في السجل العائلي للأشخاص الذين يعانون من نفس المشكلة في الأسرة أو العائلة لتحديد الخطر المحتمل.

تشخيص القلق النفسي الحاد

يمكن تشخيص الإصابة بالقلق النفسي الحاد من خلال إجراء تقييمات للأشخاص الذين يعانون من تلك المشاكل النفسية، وذلك من خلال تقديم بعض الأسئلة للمُصابين، وتتضمن تلك الأسئلة بعض المعايير التي توضح الحالة النفسية التي يمر بها الفرد، وتشمل تلك المعايير:

  • يتعلق شعور الفرد بالقلق بمدى استمراره، فهل يكون عابرًا ولا يستمر لفترة طويلة، أم يستمر لعدة شهور.
  • يتم سؤال المصاب عن قدرته على مواجهة مخاوفه والأشياء التي يشعر بالقلق تجاهها.
  • يتضمن الشعور بالقلق والتوتر طوال الوقت، وما إذا كان المريض يعاني من صعوبة في التركيز أو لا، وما إذا كان يستطيع التحكم في انفعالاته.
  • هل يعاني الشخص المصاب من نوبات القلق المفاجئة، وما هي مدة تلك النوبات؟.
  • هل يعاني المريض من صعوبة في النوم بطريقة طبيعية؟.
  • هل يؤثر التوتر النفسي على صحة الجسد والأعراض الجسدية التي يعاني منها الفرد بسببه؟.
  • يتعلق هذا بمدى شعور المصاب بالتوتر والقلق طوال اليوم، وإذا كان قادرًا على التعامل مع المشاكل اليومية أم لا.
  • هل يستخدم المصاب ببعض الوسائل المساعدة على تخفيف القلق والتوتر، مثل تناول الأدوية التي تسبب الإدمان؟.

استراتيجيات التعامل مع القلق

فيما يلي بعض الاستراتيجيات التي يمكن أن تساعدك على التحكم في نوبات القلق والتخلص منها، عزيزي القارئ:

  • وضع خطة يومية: يساعد وضع خطة للمهام اليومية والأهداف التي يريد الفرد تحقيقها على التخلص من نوبات القلق. فالقيام بأي مهمة من دون وضع خطة لها يمكن أن يزيد من شعور الفرد بالقلق والتوتر وعدم القدرة على الإنجاز. ووضع الخطط اليومية يساعد الفرد على تجاوز الملل الذي يؤثر على نفسيته.
  • التفاعل مع الناس: قد يساعد التفاعل والانخراط مع الآخرين في المهام اليومية على التخلص من الشعور بالتوتر والقلق، لذا ينصح بالمشاركة في الأنشطة التطوعية أو القيام بالأنشطة مع المجموعات.
  • ممارسة تمارين الاسترخاء: تعمل تمارين الاسترخاء على التخلص من الشعور بالتوتر والقلق، كما تساعد على تحسين الحالة النفسية ورفع المزاج العام، وتطرد الطاقة السلبية وتخلص منها، ويمكن الاستماع إلى الموسيقى الهادئة أو الجلوس في مكان مفتوح يصل إليه الهواء النقي، وذلك للحصول على قدر أكبر من الاسترخاء والهدوء.

العلاج الذاتي للقلق النفسي الحاد

يشير إلى أن القلق النفسي الحاد يمكن علاجه باستخدام بعض الأساليب الموصى بها، وسوف نقدم بعض النصائح التي يمكن أن تساعد في التخلص من التوتر وتعزيز الصحة النفسية:

  • تمارين التنفس: يمكن القيام بتمارين التنفس التي تساعد على التخلص من القلق، وذلك عن طريق أخذ نفس عميق من الأنف، ثم حبس النفس في الصدر لمدة لا تقل عن خمس ثواني، ثم تنفس الهواء ببطء من الأنف عدة مرات، وتساعد هذه التمارين على تخفيف الطاقة السلبية وتحسين الاسترخاء العضلي، كما تساعد على الحصول على نوم هادئ ومريح.
  • تجنب مسببات القلق: يمكن تجنب الشعور بالقلق والتوتر عن طريق تحديد الأشياء التي تسببهما وفي حالة عدم القدرة على مواجهتها، يجب تجنبها تمامًا وتجاهلها وعدم التفكير بها، وذلك للحصول على أكبر قدر من الراحة النفسية.
  • ممارسة التمارين الرياضية: تعمل التمارين الرياضية على التخلص من الطاقة السلبية وتقليل أعراض الضغط النفسي، وتساهم في علاج مشكلة القلق، فالجسم يستجيب للإجهاد الرياضي بدلاً من الاستجابة للأشياء التي تؤدي إلى الشعور بالقلق.
  • النوم لعدد ساعات كافية: يجب الحرص على الحصول على عدد كافٍ من ساعات النوم ومنح الجسم الراحة التي يحتاجها، حيث إن النوم لفترة قصيرة يزيد من الشعور بالتوتر والقلق والخوف بسبب زيادة رد الفعل الاستباقي في الدماغ، لذا يجب الحرص على الحصول على ثماني ساعات من النوم يومياً لمنح الجسم الراحة التي يحتاجها.

العلاج الدوائي للقلق النفسي الحاد

يتم تجربة بعض الأدوية على المصابين وتطبيقها على فترات تجريبية للوصول إلى أفضل دواء يساعد المصاب على التخلص من المشاكل النفسية التي يعاني منها، وسنوضح لكم أهم العلاجات التي تساعد في علاج القلق النفسي الحاد:

  • الأدوية المضادة للإكتئاب: يتم استخدام أدوية البنزوديازيبينات (Benzodiazepines) لتهدئة الأعصاب لفترة تصل إلى ساعة ونصف للمصابين، ولكن يجب استخدامها تحت إشراف الطبيب المعالج، لأنها قد تؤدي إلى الإدمان.
  • الأدوية المضادة للاكتئاب: تؤثر هذه الأدوية بشكل كبير على المواد العصبية التي تنقل الإشارات بين الخلايا العصبية، وتؤدي إلى ظهور أعراض القلق المزعجة، ومن بين الأدوية الشائعة في علاج القلق والاكتئاب، دواء فلوكسيتين (فلوكس)، أو دواء بروزاك (بروزاك).
  • العلاج النفسي: ويعتمد هذا العلاج على تقديم الدعم والمساندة للأشخاص الذين يعانون من مشكلات القلق النفسي الحاد، وغالبًا ما لا يلجأ الخبراء النفسيون إلى الأدوية في هذا العلاج، بل يوفرون مساحة للمرضى للاستماع والتحدث بحرية في جلسات الدعم النفسي.

المراجع

1

2

3

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى