أدلة و مراجعاتكتب و أدب

شرح الافعال الناسخة ومعانيها

download | موسوعة الشرق الأوسط

سنتحدث اليوم عن شرح الأفعال الناسخة ومعانيها، وهي الأفعال التي تغير حكم المبتدأ والخبر من مرفوعين مستقلين إلى غير ذلك. وتتضمن هذه الأفعال ثلاثة أنواع من الأفعال التي تكون ناسخة للمبتدأ والخبر، ولكن تختلف في العمل والمعنى، وهي: أفعال المقاربة مثل كاد وأخواتها، وأفعال الظن وأخواتها، وأفعال الكون وأخواتها. تابعونا في الموسوعة للتعرف على هذه الأفعال بشكل أفضل.

شرح الافعال الناسخة ومعانيها

  • النواسخ هي جمع ناسخ، والناسخ في اللغة هو المغير أو المزيل.
  • ومعنى النواسخ: الأفعال أو الحروف التي تغيّر أو تزيل إعراب المبتدأ والخبر، وتجعل المبتدأ اسمًا لها والخبر خبرًا لها.
  • أو تجعلها مفعولة كما يظن البعض وأخواتها.
  • تسمى الجملة الناقصة لأنها لا تكتمل بمرفوعها وتحتاج إلى خبر مكمل.

الأفعال الناقصة

كان وأخواتها

اعراب كان واخواتها

  • تأتي كان وأخواتها في موضع المبتدأ والخبر في الجملة، وترتفع المبتدأ ويحصل على اسم، وتقام الخبر ويحصل على خبر.
  • فنقول في: كان خالد يسافر، و”كان” هنا فعل ماضٍ ناقصٌ ناسخٌ مبنيٌ على الفتح، و”خالد” اسمٌ مرفوعٌ وعلامةُ رفعه الضمة، و”يسافر” خبرٌ منصوبٌ وعلامة نصبه الفتحة  

كان واخواتها ومعانيها

ينقسم فعل `كان` وأشقاؤه إلى ثلاثة عشر نوعا، ولكل نوع منها معنى خاص به، وهي:

  • (كان)تفيد اتصاف خبرها بمعنى اسمها في الزمن الماضي، مثل: كان خالد مسافرا.
  • (ظل) تفيد اتصاف خبرها معنى اسمها في النهار، كقوله تعالى: ظل وجهه مسودا.
  • (بات) تفيد اتصاف خبرها بمعنى اسمها في الليل، مثل: بات الجندى يحرس موقعه.
  • (أضحى) تفيد اتصاف الخبر بمعنى اسمها في الضحى، مثل: أضحى الرجل نائمًا.
  • (أصبح) تفيد اتصاف خبرها بمعنى اسمها في الصباح، مثل: أصبح العرب متحدين.
  • (أمسى) تفيد اتصاف خبرها بمعنى اسمها في المساء، مثل: أمسى المدرس متعبًا.
  • (صار) تفيد التحول، مثل: صار الماء شايًا.
  • (ليس) تفيد النفي، مثل: ليس التفوق سهلًا.
  • (ما زال) تفيد الاستمرار، مثل: ما زال الولد صغيرًا.
  • (ما برح) تفيد الاستمرار، مثل: ما برح العدل أساس الملك.
  • (ما فتيء) تفيد الاستمرار، مثل: ما فتيء المطر ينزل.
  • (ما انفك) تفيد الاستمرار، مثل: ما انفكت الفتاة تجهز نفسها.
  • (ما دام) معناها بيان المدة: مثال: لا تسير في الطريق المزدحم.

اقسام كان واخواتها من حيث العمل

تنقسم كان واخواتها من حيث العمل إلى ثلاثة أقسام:

  • ما يعمل بدون شرط، وهي ثمانية أفعال وهي: أفعال الماضي الثابتة لإنشاء المدح مبنية على الفتح.
  • هذا الموضوع يتحدث عن الأفعال الأربعة التي تشترط تقديمها مع نفي لفظي أو تقديري أو شبه نفي، وهي الأفعال التي تدل على استمرار حدوث الفعل وتشمل النفي ما ولا وغيرها من أدوات النفي. ويشمل شبه النفي النهي والاستفهام الإنكاري والدعاء. تابعوا موسوعتنا لمزيد من المعلومات.
  • ما يعمل بشرط أن يتقدمه ما المصدرية الظرفية وهو: ما دام.

اقسام كان واخواتها من حيث التصرف وعدمه

والتصرف يعني أن الفعل يتصرف بالماضي والمضارع والأمر، وتنقسم كلمة “كان” وأشباهها من حيث التصرف إلى ثلاثة فئات، وهي:

  • هناك سبعة أفعال تتصرف بشكل كامل، ويمكن استخدامها في صياغة الأزمنة الماضية والحاضرة والأمر، وهي: كان، ظل، بات، أصبح، أمسى، أضحى، وصار، مثلًا: كان يكون كن، ظل يظل ظل، بات يبيت بت، أصبح يصبح أصبح.
  • ما يكون ناقص التصرف وهو أربعة أفعال، وهي: تستخدم الأفعال “زال، برح، فَتِئ، وانفك” في الماضي والمضارع فقط، ولا تأتي في الأمر، فعلى سبيل المثال: زال يزال، وبرح يبرح، وفتئ يفتأ، وانفك ينفك.
  • إذا كان شيء ما ليس جامدًا ولا يتصرف، فإنما يعود منه الماضي فقط، وهذا ينطبق على لا شيء. فإذا لم يدم الشيء، فلن يخلق منه شيء.
  • وإذا خالف أي من هذه الأفعال القاعدة، أي إذا كان بإمكاننا استخدام المضارع لفعل يعبر عن دوامه، كـ”دام” فهو “يدوم”، فإن ذلك يعني أن الفعل كاملٌ ولا ينقص منه، فيرفع فاعلًا وينصب مفعولًا.

كاد واخواتها

بعد الحديث عن النوع الأول من الأفعال الناسخة وهو “كان” وأخواتها، سنتحدث الآن عن النوع الثاني وهو “كاد” وأخواتها:

اعراب كاد واخواتها

  • تعمل كلمة الكاد وأشقاؤها مثل كلمة الكان وأشقاؤها، فترفع المبتدأ وتسمى باسمها وتنصب الخبر وتسمى بخبرها.
  • فمثلًا: كادت الشمس تشرق، فقاربت على الطلوع. و”كاد” هو فعل ماضي ناقص ناسخ مبني على الفتح، و”الشمس” هو اسم مرفوع وعلامة رفعه الضمة، و”تطلع” هو فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة، والفاعل ضمير مستتر تقديره “هي”، والجملة الفعلية في محل نصب خبر “كاد.

كاد واخواتها ومعانيها

ينقسم الكلمة `كاد` وأقاربها إلى مجموعات، ولكل مجموعة منها استخدامها الخاص، وهي:

  • ما يدل على المقاربة أي قرب حدوث الخبر، وأفعاله هي: كاد وكرب وأوشك، فنقول إن الشمس كادت تشرق أي اقترب وقت شروقها.
  • الرجاء يشير إلى توقع حدوث شيء، وأفعاله هي عسى ويحرى ويحلو، فمثلاً نقول: يحلو للهواء أن يهدأ وتتمنى تهدئة الهواء.
  • الدلالة على الشروع، أي البداية في الخبر، والأفعال الثمانية التي تشمل: أنشأ وطفق وعلق وجعل وأخذ وقام وهلهل وهب، ويمكننا القول مثلاً: طفق الشجاع يتقدم، أي بدأ في التقدم.

شرط كاد واخواتها

  • يشترط في الأفعال الناسخة مثل `كاد` وأخواتها أن تكون فعلها جملة فعلية مضارعة، كما هو واضح في الأمثلة السابقة.
  • إذا لم يكن المفعول به جملة فعلية، فإن الفاعل يأتي بعده على شكل فعل، مثل: أخذ محمد الكتاب.

اقتران خبر كاد واخواتها بـ(أن) المصدرية

أشرنا سابقا أن الخبر وأشباهه يجب أن يكون في الزمن المضارع، وقد يرتبط الفعل المضارع بالمصدرية أحيانا ويجوز في بعض الأحيان ويمنع في أحيان أخرى، وذلك على النحو التالي:

  • يُستخدم الخبر بصورة شائعة مع عبارات مثل (مع عسى) و (أوشك)، على سبيل المثال قول الله تعالى: (عسى ربكم أن يرحمكم)، و (أوشك النهار أن يطلع).
  • يشير هذا الخبر إلى أن المصدرية قد حدثت، وذلك مرتبط مع حدوث كاد وكرب، على سبيل المثال في قوله تعالى: (فذبحوها وما كادوا يفعلون)، وتنتهي كرب الشتاء.
  • يجب ارتباط الخبر بالحرف وذلك بالحرفين الأدنى والأعلى، مثال ذلك: حرى محمدٌ أن يقوم، واخلولق الجوُّ أن ينكشف.
  • لا يمكن اقتران خبره بـ (أن) في أفعال الشروع كلها، مثل: أنشأ علي وصعد، وطفق محمد وفهم الحصة، وجعل المدرس ويتحدث، وأخذ الطالب ويقرأ، وعلق المستمع وينصت.

ظن واخواتها

بعد أن تحدثنا عن كان وأخواتها وكاد وأخواتها، سنتحدث الآن عن القسم الثالث من الأفعال الناسخة وهو ظن وأخواتها:

اعراب ظن واخواتها

  • تدخل ظن وأخواتها في الجملة الاسمية، حيث يتم تحديد المبتدأ والخبر، ويُسمى المبتدأ مفعولًا أولًا لـ”ظن”، ويُسمى الخبر مفعولًا ثانيًا لـ”ظن.
  • فمثلًا ظن محمد الدرس سهلًا، فظن: فعل ماضٍ ناقص ناسخ مبني على الفتح، ومحمد فاعلٌ مرفوعٌ وعلامةُ رفعه الضمة، والدرسُ مفعولٌ بهِ أولٌ منصوبٌ وعلامةُ نصبهِ الفتحة، وسهلًا مفعولٌ بهِ ثانٍ منصوبٌ وعلامةُ نصبهِ الفتحة.

ظن واخواتها ومعانيها

تنقسم ظن وأخواتها إلى مجموعتين من حيث المعنى، وهي:

  • أفعال تفيد ترجيح حصول الخبر، وهي: ظن وحسب وزعم وخال، وهذا مثل ظننت محمدا أخاك، وحسبت المعلم حاضرا، وزعمت عليا متفوقا، وخال المسافر القطار سريعا.
  • هناك أفعال تدل على تيقن الخبر، وهي: العلم والرأي والوجدان، وتكون أمثلة على ذلك: علم محمد الصديق بالأمر، ورأيت الاجتهاد أفضل الأعمال، ووجدت العلم هو أعظم سبب للقوة.

تحدثنا معًا عن الأفعال الناسخة، مثل “كان” وأخواتها و”كاد” وأخواتها و”ظن” وأخواتها. نسأل الله تعالى أن يمكننا من تقديم هذه الدروس الهامة وتبيين فكرتها وتوضيحها. نسأل الله تعالى أن يمنحنا المعرفة وأن يجعلنا نستفيد من ما تعلمنا، وأن يحفظكم في رعايته. تابعونا على الموسوعة للحصول على كل جديد.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى