أخبار اقتصاديةالقوانين والحكومات
تعريف الفقاعة الاقتصادية وامثله عليها
الفقاعة الاقتصادية هي زيادة كبيرة وغير متوقعة في الأسعار، وتكون هشة جدا فتنفجر فجأة وتتدهور معها أوضاع جميع المستثمرين المتشبثين بها، وعواقبها تكون سلبية على المستفيدين منها وعلى مجال تأثيرها الاقتصادي سواء على المستوى المحلي أو العالمي كالفقاعة الاقتصادية التي يتعرض لها العالم حاليًا بالتزامن مع أزمة جائحة فيروس كورونا المستجد.
ومن خلال الفقرات التالية في الموقع، ستتعرَّف بالتفصيل على معنى مصطلح الفقاعة الاقتصادية، وستتعرَّف أيضًا على أهم المعلومات التي تحتاج إلى معرفتها حولها.
تعريف الفقاعة الاقتصادية
- الفقاعة الاقتصادية هي حالة تستند فيها الأسعار إلى توقعات غير منطقية وتحدث الفقاعة عندما يتم المضاربة على شيء ما، بتوقع ارتفاع قيمته في المستقبل بسبب زيادة الطلب عليه.
- تمامًا كما يحدث مع الفقاعات الصابونية، فعندما يصل السعر إلى أعلى مستوياته، فإن الفقاعة تنفجر وينخفض السعر بشدة بشكل مفاجئ، مما يؤدي إلى خسائر اقتصادية كبيرة تكون بنفس القوة التي زاد بها السعر خلال مرحلة النمو للفقاعة.
- كلما زادت القطاعات الاقتصادية المتأثرة بالفقاعة، زاد تأثير انفجارها، ولذلك فإن الكثير من الدول العربية تأثر اقتصاديًا بالفقاعات، وتأثر الاقتصاد العالمي بشكل كبير سلبًا.
- بسبب تحديد الأسعار بناءً على توقعات مستقبلية غير مستندة إلى مبادئ علمية، فإنها غالبًا ما تتحدد في فترات الأزمات مثل أزمة كوفيد-19 التي تواجهها العالم حاليًا.
- فانفجار الفقاعة الاقتصادية يسبب المزيد من الضرر للأوضاع الاقتصادية المضطربة، ويؤثر بشدة على القطاعات والدول الاقتصادية الضعيفة منذ المرحلة السابقة للتعرض للفقاعة.
معنى الفقاعة الاقتصادية باللغة الإنجليزية
- economic bubble.
- asset bubble.
- a speculative bubble.
- market bubble.
- price bubble.
- financial bubble.
- speculative mania.
- balloon.
مراحل الفقاعة الاقتصادية
مرحلة النزوح
- تشير إلى مرحلة انطلاق الفقاعة، حيث يبدأ الاقتصاد في النمو نتيجة لاعتقاد المستثمرين بأن هذا القطاع الاقتصادي هو طوق النجاة بالنسبة لهم، مما يجعل اقبالهم عليه يتنامى.
- في بعض الحالات، يحدث ارتفاع قيمة منتج ما عندما ينخفض سعر الفائدة عليه، أو عند ظهور تقنية تكنولوجية جديدة يعتقد أنها ستشكل مرحلة فارقة في تاريخ البشرية.
- من بين الأمثلة البارزة على ذلك كان تزايد الطلب على العقارات بشكل كبير في عام 2003، وذلك بعد خفض البنك العقاري للفائدة الفدرالية إلى 1% فقط بدلاً من 6.5%.
مرحلة الازدهار
- نظرًا لزيادة الإقبال على الشراء، قد ترتفع الأسعار ببطء في البداية، مما يشجع على زيادة الاستثمار خاصةً أنه في هذه المرحلة يبدأ المستثمرون في جني المكاسب.
مرحلة النشوة
- تشجع هذه المرحلة المستثمرين الحاليين لمضاعفة استثماراتهم، ويقبل عدد كبير من المستثمرين الجدد على الاقتحام في المجال للاعتقاد بأنه آمن، وخاصةً أن هذه المرحلة تتيح فرص مكاسب أيضًا.
مرحلة تحصيل الأرباح
- يحصل المستثمرون في هذه المرحلة على أكبر قدر من الأرباح نتيجة لمضارباتهم. وفي هذه المرحلة، يدرك المستثمرون الخبراء أن الفقاعة قد تكاد تنفجر، مما يجعلهم يسارعون إلى جني الأرباح والتخلص من الأصول لتفادي الأزمات. في حين يبقى المستثمرون ذوو الخبرة الاقتصادية الأقل والمستثمرون الجريئون على استثماراتهم، مما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار بشكل كبير.
مرحلة الذعر
- تنخفض القيمة الاقتصادية بشكل مفاجئ وسريع بما يجعل من الصعب تحديد حجم الخسارة الاقتصادية الكبيرة والتي تتزايد شدتها كلما زادت المبالغ المستثمرة في المراحل السابقة وكلما زادت نسبة الزيادة في مرحلة الربحية أيضًا.
أمثلة للفقاعات الاقتصادية
فقاعة زهور التوليب
- تعتبر فقاعة هولندية الزهور من أشهر الفقاعات الاقتصادية وأغربها، حيث بدأت في هولندا عندما تنامى الإقبال على شراء هذه الزهور الفاخرة من الأثرياء.
- وصلت ذروة اقتصاد زهور التوليب في عام 1636، حيث وصل سعر نوع من زهور التوليب يُعرف باسم (سمبر أوغسطين) إلى 6000 فلورين، وفي ذلك الوقت كانت هذه القيمة تعادل راتب العامل في هولندا لمدة 40 سنة.
- بعد إدخال بصيلات التوليب في السوق المالي، زاد الإقبال عليها.
- في العام التالي قلّ الطلب على شراء البصيلات، مما أدى إلى حدوث خسائر مالية جمة للكثيرين، بدءًا من المستثمرين الهولنديين المبتدئين ووصولًا إلى العديد من رجال الأعمال البارزين.
فقاعة شركة الميسيبي
- بدأت كوسيلة للتعامل مع تدهور الأوضاع الاقتصادية في فرنسا بعد الحروب العديدة التي خاضها لويس الرابع عشر.
- يعود سبب ظهور الفقاعات إلى الاقتصادي الشهير جون لو، الذي أسس بنكًا ملكيًا يحق له إصدار صكوك رسمية (Banknote) تمكن من استبدالها بالذهب.
- تفاقمت الفوائد التي يحصل عليها البنك بفعل شراء الصكوك من قِبَل الكثيرين، ولذلك أسست شركة تدعى ميسيبي للبحث عن الذهب لتسديد قيمة هذه الصكوك.
- بسبب عدم توفر الذهب، وكانت الشركة تبذل جهوداً في البحث عنه في صحراء لويزيانا في أمريكا، ولم يتم العثور عليه.
- أدرك المستثمرون الخسائر الكبيرة التي لحقت بهم بعد رفض البنك استبدال الصكوك بالذهب، مما أدى إلى انخفاض قيمة الصكوك بشكل حاد.
- تدهورت الأوضاع الاقتصادية للدولة والكثير من المسلمين في الصكوك، وأفلس البنك.
- فر هاربًا الاقتصادي جون لو خارج البلاد وتوفي وهو فقير.
تأثير الفقاعة الاقتصادية
- إضعاف الاقتصاد.
- تنامي معدلات البطالة.
- قلة الاستثمارات.
- انخفاض أرباح الكثير من المؤسسات الكبرى.
- تواجه العديد من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة خسائر مالية.
- إفلاس العديد من المشروعات الصغيرة.
- تقلص معدلات الإنتاج.
- تراجع معدل تدفق رؤوس الأموال في السوق.
- بعض الناس جنوا أرباحًا ضخمة دون استشارة الخبراء الماليين (الناجين من فقاعة اقتصادية) في مرحلة جني الأرباح.
- يمكن البدء في تشكيل فقاعة اقتصادية جديدة عند التحول إلى مجال آخر يعتقد أنه سيحل الأزمة.
الفقاعة الاقتصادية وفيروس كورونا المستجد
- أدت جائحة فيروس كورونا المستجد إلى العديد من التغيرات الاقتصادية، والعديد من هذه التغييرات ستظل مستمرة، ومن أبرز هذه التغييرات زيادة الاعتماد على التقنية والشراء الإلكتروني.
- تشير أهم الدلائل على ذلك إلى أن الكثير من الشركات غير المعتمدة على العمل عن بعد تأثرت سلبًا، وبعضها توقف تمامًا، في حين ازدهرت المتاجر الإلكترونية بشكل كبير، مثل أمازون الذي شهد زيادة غير مسبوقة في معدل التوظيف لديهم.
- من المتوقع أن تكون الفقاعة الاقتصادية القادمة في القطاعات التكنولوجية، بدءًا من التطبيقات والمواقع وصولًا إلى الشركات.
- بالإضافة إلى ذلك، ستحدث الفقاعة في القطاعات الصناعية المتعلقة بأدوات الوقاية من فيروس كورونا، مثل الأقنعة والمعقمات بأنواعها المختلفة، حيث يزداد الاستثمار في هذه المنتجات. ولكن عندما تنتهي جائحة كورونا، سينخفض الطلب على هذه المنتجات ويعود السوق إلى وضعه الطبيعي، وسينعكس ذلك على الأسواق.
- يجب الانتباه إلى أن أي فقاعة اقتصادية ستصل إلى مرحلة الذعر بعد جائحة كورونا، ستتسبب في آثار قوية وشديدة على الاقتصاد العالمي، نظرًا للخسائر الفادحة التي تكبدها القطاع الصحي والسياحي وغيرهما جراء الجائحة.
- يتوقع خبراء الاقتصاد حدوث انهيار غير مسبوق في العديد من قطاعات الأسواق المالية العالمية، وعلى الرغم من أن التعافي ممكن، إلا أنه سيكون بطيئًا في القطاعات التي تضررت بشدة جراء جائحة كورونا.