كتب و أدب

قصص عن الحب الطاهر

قصص عن الحب الطاهر1 | موسوعة الشرق الأوسط

قصص عن الحب الطاهر

الحب هو أسمى شعور يمكن أن يختبره الإنسان في حياته، خاصةً إذا كان هذا الحب طاهرًا ويسعى صاحبه إلى الحصول على المحبوب دون وجود أي شهوة محرمة، فقط بتجسيد المشاعر النقية والصادقة تجاه المحبوب حتى يلتقي به، ولذلك سنقدم بعض القصص الواقعية والخيالية عن الحب في الفقرات التالية:

قصة ابن الجيران

  • تتحدث هذه المقالة عن اللعب والمرح والطفولة والمشاعر الطفولية والكثير من الأمور الأخرى التي تنشأ مع أطفال الجيران، وهذا ما حدث مع باسم الطفل البالغ من العمر عشر سنوات، الذي كان طفلاً محباً للحياة ولديه شخصية اجتماعية محببة. وفي يوم من الأيام، خلال فترة اللعب مع أطفال جيرته، شاهد الأطفال عربة محملة بالكثير من الأثاث والأعراض، فعلموا أنها لأشخاص جدد سيسكنون في الحي، ولم يعير الأمر اهتماماً.
  • لكن ما لفت انتباه باسم الصغير كان وجود فتاة صغيرة في الكرسي الأمامي للعربة تجلس بجوار والدها، كان لون شعرها أسود وعيناها تشبه لون القهوة، وكانت ملامح تلك الطفلة تحمل الكثير من البراءة والمرح، مما لفت انتباه باسم بشكل كبير. لذلك ظل يتتبع عربة الفتاة حتى وصلت إلى المنزل الذي ستسكنه، وللحظة كان المنزل قريبًا من مكان إقامته الحالي.
  • بعد ذلك، ذهب باسم للعب مرة أخرى، ولكن عقله كان مشغولاً بتلك الفتاة وتمنى في داخله رؤيتها مرة أخرى.
  • ومن الممكن أن تزدهر القدرة على التعرف عليها واللعب معها في المستقبل.

اللقاء مرة أخرى

  • في اليوم التالي، ذهب باسم للعب مع أصدقائه كالمعتاد، ومرت الأيام بشكل طبيعي دون حدوث أحداث جديدة، حتى وصلوا إلى بداية العام الدراسي، الذي يتم فيه التقليل من فترات اللعب وزيادة فترات الجلوس في المنزل، وكان باسم، مثل باقي الأطفال في الحي، ملتحقاً بالمدرسة القريبة من منزله.
  • في أول يوم للعام الدراسي الجديد، ذهب باسم وصديقه عامر إلى المدرسة معًا، وعندما وصلوا قام الأطفال بالوقوف في الطابور كالمعتاد، ولكن وقوف باسم في تلك المرة كان إشارة لتغيير الكثير من الأحداث في حياته المقبلة.
  • وسط الوقوف في الطابور، شاهد باسم فتاة تدعى مريم، التي انتقلت من منزلها القديم إلى منزل جديد في منطقة بعيدة بعض الشيء عن المنزل القديم، وكانت تبلغ من العمر ثماني سنوات وفي الصف الثاني، بينما كان باسم في الصف الرابع. هذا اللقاء زاد من رغبة باسم في التعرف على مريم.
  • حاول باسم خلال فترة الراحة التي يحصل عليها الأطفال بين الحصص الدراسية العثور على أصدقاء جدد، وتمكن بالفعل من العثور عليهم ولعب معهم، واستمر في مراقبتهم وهم يلعبون ويمرحون مع بعضهم البعض، وبعد انتهاء فترة الراحة بدأت حياة باسم في فصل دراسي جديد حيث كان هو البطل ومريم كانت البطلة.
  • عندما ينتهي الأطفال من اليوم الدراسي، يعودون إلى منازلهم لتناول الطعام والقيام بالواجبات الدراسية، ثم يخرجون إلى الشارع للعب لبعض الوقت.
  • كانت مريم واحدة من الأطفال الجدد في الحي، ولم يكن لديها أصدقاء في منطقتها الجديدة، ولذا بقيت واقفة على شرفتها وتراقب الأطفال وهم يلعبون. وبالصدفة، ظهرت فتاة قابلتها في صباح ذلك اليوم الدراسي ولوحت لها من بعيد.
  • لفت انتباه باسم والأطفال وبعد ذلك لفتت الفتاة نفسها الانتباه وأشارت إلى مشاركتها، وبالفعل استأذنت مريم والدتها.
  • كانت مريم تلعب مع أصدقائها في الشارع كما كانت تفعل عادة، خاصة بعدما أخبرتها والدتها بأنها ستلعب مع صديقتها في المدرسة الجديدة، وبالفعل ذهبت مريم للعب ورآها باسم وتعرف عليها هو وباقي الأطفال.
  • بعد ذلك، بدأوا في اللعب لفترة قصيرة، خلالها استطاعت مريم أن تكسب محبتهم جميعًا، بالإضافة إلى قلب باسم الذي كان يحاول دائمًا التقرب منها واللعب معها خلال جلسات اللعب المتبقية. مرت الأيام والسنوات، وتكبّر الأطفال وكبر حب مريم في قلب باسم يومًا بعد الآخر.

التجمع بعد الفراق

  • بعد أن افترقوا بسبب دخولهم المرحلة الإعدادية ومن ثم المرحلة الثانوية والجامعية، وبخاصةً مع عدم قدرته على اللعب والتحدث معها، ظل باسم يحتفظ بحبه الكبير لها طوال فترة حياته. ولهذا السبب، عمل باسم بجد خلال فترة دراسته الجامعية وعجل في البحث عن وظيفة بعد التخرج، وبعد ذلك، طلب يدها من والدها دون إفصاح مريم عن مشاعره الكبيرة تجاهها.
  • في يوم الخطوبة، طلب باسم من والد مريم الزواج منها، ووافق والد مريم بسعادة كبيرة، خاصةً بعدما عرف عن باسم أنه شاب مجتهد في حياته، ومن ثم وافق على أن يلتقي بمريم ويتحدث معها بشأن الخطبة، الأمر الذي أحرجها كثيرًا، ولكن في النهاية وافقت، حيث شعرت بأن باسم يحبها كثيرًا، وبعد فترة قصيرة تم الزواج بالتوافق والرضا، وبذلك تجتمع الأحباب دون أي مخالفة للشريعة.

قصة عروة وعفراء

  • تُعد قصة عروة وعفراء من أجمل القصص في مجال الحب الطاهر، حيث بدأ حبهم بالطهر وانتهى به، على الرغم من قربهم الشديد ببعضهم البعض، حيث كان عروة ابن عم حسناء وقد كان يتيم الأب والأم، مما جعله يعيش معها في نفس البيت منذ الصغر، وقد بدأت قصتهم منذ أيام طفولتهم التي شهدت العديد من الأحداث والمواقف المرحة والطفولية التي عاشوها معًا ونمت من خلال حبهم وتعلقهم ببعضهم البعض.
  • لذا، بعدما كبر عروة، ذهب إلى عمه ليطلب منه خطبة عفراء، ولكن عمه لم يكن من محبي هذا الارتباط، خاصةً في ظل قلة مال عروة، فنصحه بالسفر إلى إحدى البلدان المجاورة لكسب المال ليستطيع دفع مهر عفراء الذي كان كبيرًا جدًا، وهو ما دفع عروة لتنفيذ طلب عمه والسفر لكسب المال، وعانى كثيرًا في هذه الفترة.

الحزن بعد الفرح

  • وبالرغم من ذلك، تمكن من جمع أكبر قدر ممكن من المال خلال رحلته، وعندما وصل إلى فوره، أخبر عمه بأن حبيبته عفراء قد توفت، وهذا الأمر كسر قلبه وأحدث حالة من الحزن في حياته، وقضى فترة طويلة يتنقل ما بين قبر حبيبته ومنزله ومنزلها.
  • لكن بالصدفة الشديدة، أخبره أحد أهل البلدة التي كانوا يسكنونها معًا أن عفراء بخير وأنها على قيد الحياة، وأنها زوجتها أباها رغمًا عنها من رجل غني، وسافرت معه إلى بلاده، وقد وقع ذلك الخبر مثل الصاعقة على عروة، ودفعه للبحث عنها في بلدة زوجها، وبالفعل استطاع العثور عليها، وتعرف على زوجها وطلب منه مقابلتها بعد أن أكد له أنه بن عمها.
  • عندما تأخر زوج عفراء في تلبية طلبها، قامت بوضع عروة خاتمها في اللبن، وبهذه الطريقة عرفت عفراء على الضيف الذي كان يقيم في منزلها. كان زوجها يعرف وجود الضيف ولكنه لم يخبرها بمن هو. تمكنت عفراء من مقابلة الضيف، ولكن عروة كانت من الرجال الشهامة الذين يحرصون على حماية آل البيت. أرادت عفراء الحفاظ على جمال الضيافة التي قدمتها في منزلها، لذلك قابلته وتأكدت من أنه بخير، ثم رحل إلى مكان بعيد ليبدأ حياة جديدة بعيدًا عن حب طفولته وشبابه.

النهاية

  • بعد فترة من الزمن لم تكن قصيرة، أُصيب جسد عروة بمرض السل وتوفي بسببه، وعندما سمعت عفراء خبر وفاته حزنت عليه بشدة وتوفيت بعده بسبب الحزن، وهذه كانت نهاية حبهما في الدنيا.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى