حكم عن الحياه
يشمل حكم الحياة على تعويد النفس على أن الحياة ليست عادلة وآمنة كما يتوقع البعض، فكل شيء في الحياة ليس سهلاً كما يرغب الناس، وللحياة أساليبها الخاصة التي يجب علينا التعامل معها. ويمكن أن يكون طول أو قصر الحياة مرتبط بالطريقة التي نعيش بها. والحياة ليست مضمونة كما يعتقد البعض، ولا تعتمد على العقل البشري أو المنطق، بل هي مدبرة بقواعد آلهية عليا لا يفهمها العقل البشري. ومع ذلك، فالحياة تعلمنا كل ما نحتاج لمعرفته للعيش بطرقها الخاصة، وهناك فرق بين الحياة والمدرسة، حيث في المدرسة يتم تعليمنا الدرس ثم يتم اختبارنا، ولكن في الحياة يتم اختبارنا ثم يتم تعليمنا الدرس. وحكم الحياة هي عبارات تعلمها الآخرون لمساعدة الآخرين على العيش في هذه الحياة والتعرف على دروس وخبرات جديدة. وهناك العديد من الحكم الموجزة التي تحمل معنى الحياة، مثل “الحياة قصيرة ولكن المصائب تجعلها طويلة”، وهذه الحكمة تعني أن المصائب التي نواجهها يمكن أن تجعل الحياة تبدو طويلة وصعبة.
ويوجد حكمة تتحدث عن الحياة بكل جوانبها ونواحيها السيئة والحسنة، وهي أن الحياة شعلة يمكن أن تحرقنا أو تطفئنا ونعيش في ظلام. وتتحدث هذه الحكمة عن أن الحياة لها أشكال ووجوه متعددة، منها الحلو ومنها المرّ. فإذا أردت أن تعيش حياتك، فعليك أن تقبل الحياة كما هي، مع كل مرارتها وحلاوتها. وتتحدث هذه الحكمة عن ذلك الشعور بالحياة الذي يأتي للإنسان الحي، وهو شعور لا وجودي كغيره من المشاعر الإنسانية، وعندما يفتقد الإنسان لهذا الشعور اللاإرادي، يصبح كالميت، ولكنه يحمل روحاً كالعرائس الخشبية. وتقول الحكمة: `ليست الحياة بعدد السنين التي تعيشها، بل بعدد المشاعر التي تحس بها`، وهذا يعني أن الحياة ليست شيئاً آخر غير شعور الإنسان بالحياة.
- الحياة هي المعلمة التي تعلِّم الإنسان كيفية التأقلم مع الآخرين ومعرفة صفاتهم وكيفية التعامل معهم. ومن خلال الدروس التي تقدمها الحياة، يتعلم الإنسان كيف يتكيف مع محيطه، وعلى الرغم من أن تلك الدروس قد تكون صعبة أحيانًا، إلا أن الحياة هي الشيء الوحيد الذي يمنحه الإنسان المعرفة والتعلم بلا مقابل. ومن بين تلك الدروس التي تقدمها الحياة للإنسان، سيأخذ الجميع نصيبه من دنيانا.
- سواء كانت فرحة أم حزنًا، فلن يفوتك شيء من ما كتبه الله لك أو عليك، لذلك عليك أن ترضى بالقدر الذي كتبه الله لك وتقول الحمد لله. هذه الحكمة من الحياة تتحدث عن الرضا، وهو درس من أهم القيم الدينية والإنسانية التي يتعلمها الإنسان، ويجب عليه الإيمان بالقضاء والقدر الذي كتبه الله له كمؤمن بالله .
- توجد في الحياة دروس إيجابية تشجع الإنسان على السعي نحو المستقبل والتفاؤل، وعدم إضاعة الوقت في الأمور غير المفيدة، بل تخصيص كل ثانية من وقته لتحقيق أهدافه، وهذه الحكمة تقول: “في كل مرحلة من حياتنا فرصة، فلا تفوتها وكأنها الفرصة الأخيرة.
- من الحكم التي تشجع على السعي لتحقيق الأهداف وعدم الاستسلام للفشل: “سقوط الإنسان ليس فشلاً، ولكن الفشل هو البقاء حيث سقط .
- تحثنا الحياة على زيادة الثقة بالله، وتوطيد العلاقة بين الإنسان وربه، والعمل على تجديد الإيمان بالله في قلوبنا، والحكمة هي: `لا تحزن لأن الله منع عنك شيئاً تحبه، فلو علمت كيف يدبر الله لك الأمور، سيذوب قلبك في حبه`.
- تحمل الحياة العديد من الدروس لمواجهة ظاهرة الالتفات إلى المظاهر وعدم الاهتمام بالروح والشخصية الحقيقية للإنسان التي تنبع من داخله وتصرفاته وأخلاقه وسيرته. فقد أصبحت ظاهرة الالتفات إلى المظهر هي الظاهرة السائدة في المجتمع، حيث يتم التركيز على جمال الشكل والمظهر قبل النظر إلى جمال الأخلاق والتربية والتدين. وأصبح الشكل وجماله هو الطريقة الوحيدة التي يحكم بها على الإنسان. ومن الحكمة التي تتعلمها من الحياة في مواجهة تلك الظاهرة هي: “ستذوب الوجوه الجميلة في تراب الدنيا، ولكن ستبقى الأفعال الجميلة ترسم وجهًا أجمل في جنة الخلد عند رب العالمين.
الدروس المستفادة من الحياة:
- يمكن لنا أن نتعلم يوميًا العديد من الدروس المستفادة التي تساعدنا على تجاوز العديد من المشاكل اليومية، فالحياة تعلم الإنسان التخلص من الصفات التي يعمل الشيطان على تعزيزها داخله، وبالتأكيد هذه الصفات السيئة التي لا يحبها الله وتعد معصية، ومن هذه الصفات الكراهية والحسد والنفاق والحقد، ويجب تطهير قلب الإنسان من تلك الصفات والعمل على التخلص من شيطان النفس الدفين داخله، وهنا يأتي دور حكمة ودرس الحياة للإنسان الذي يقول: إن الحياة قصيرة جدًا ولا تستحق الحقد والحسد والنفاق، وغدًا سنكون مجرد ذكرى، فلنبتسم ولنتسامح مع من أساء لنا، فالجنة تحتاج إلى قلوب نقية.
- وكما أن للحياة الكثير من الحكم والدروس في مواجهة الفشل، فإنها تعطي الإنسان دروسًا ليتعلم كيف يبدأ جذور الفشل وينتشر في باقي أعماله، وينتشر كالوباء وأن محاولة إرضاء الناس هي السبب الأول والمفتاح للفشل الذي يساعد على هدم طموحات الإنسان وتحطيم آماله .
- تعلم الحياة الإنسان فائدة السعي نحو هدفه والعيش على أمل تحقيقه والوصول إليه، ومن بين هذه الحكم: أن تضيء شمعة صغيرة خيرٌ لك من أن تعيش وتنفق عمرك بأكمله وأنت تلعن الظلام .
حكم عن الحياه مأثورة :
- تعتبر الحياة من أهم الوسائل التي تعلم الإنسان الحكم والدروس، ومن أهم هذه الحكم هو الاستمرار في البحث عن العلم والتعلم والحرص على قراءة الكتب والمداومة عليها، وأن يكون الإنسان على دراية كافية بأهمية العلم والقراءة، ويجب أن يكون مقتنعًا من داخله بأن القراءة هي غذاء لروحه قبل عقله، وأن الحكمة الأسمى هي أن المنزل الذي يفتقر إلى الكتب هو منزلٌ فارغٌ من الروح .
- وهناك حكمة تعلمناها تحثنا على استخدام الكلمة الطيبة والدقيقة بين البشر، وذلك يساعد على انتشارها، لأنها ترقي القلوب وتخلصها من الغلظة. والكلمة الطيبة تعتبر صدقة، كما قال الرسول الكريم، وتساعد على نشر المحبة بين البشر، وتسهل العيش في هذه الدنيا. كما أن لها فوائد أخرى، فترقي القلوب وتسهل الحياة على البعض، وتعمل على تهوين قسوة الحياة. لذلك، فإن الكلمة الطيبة تعتبر صدقة بسبب فوائدها المتعددة، والحكمة هي: إن الكلمة الطيبة هي مفتاح الوصول إلى قلوب الناس.
- الحياة هي القانون الإلهي الذي وضع لتعليم البشر كيفية التعامل والتكيف مع بعضهم البعض، حيث تعتبر هي المعلم والمدرسة التي تستطيع أن تعلم الدرس والحكمة دون الحاجة إلى النطق أو الشرح، حيث تترك الإنسان ليتعلم الدرس وكيفية التعلم بنفسه. ومن بين الدروس التي يتعلمها الإنسان هي كيفية اختيار الكلام والاهتمام بما يقوله لسانه، وكذلك تعلم الإنسان أن يأخذ وقتًا للتفكير قبل النطق بما يمكن أن يكون سببًا للوقوع في الخطأ. وتعتبر هذه الحكمة هي اختيار الكلام بعناية وتفكير جيد قبل النطق، وإعطاء الوقت الكافي لنضج الكلمات، حيث تشبه الكلمات الثمار التي تحتاج إلى وقت كافي لنضجها.
