أدلة و مراجعاتكتب و أدب

شرح فاء السببية

d 206569 library building structure | موسوعة الشرق الأوسط

في هذا المقال سنتعرف على واحدة من الأدوات المؤثرة في الفعل المضارع من خلال عدة طرق، فالفعل المضارع بعد استخدامها يمكن أن يكون مرفوعًا، منصوبًا، أو مجزومًا. كما سنتعرف على الفرق بين فاء السببية وفاء العاطفة. فتابعونا على موسوعة. اللهم إنا نسألك فهم النبيين وحفظ المرسلين والملائكة المقربين.

جدول المحتويات

معنى فاء السببية

الفاء السببية هي الحرف الذي يدل على أن ما يأتي بعدها هو سبب لما قبلها، ويأتي بعدها النتيجة أو المسبب، مثل: (ذاكر فتنجح)، حيث تكون المذاكرة سببًا في النجاح.

فاء السببية الفعل المضارع

النصب

(ينصب الفعل المضارع بعد فاء السببية إذا كانت مسبوقة بنفي محض أو بطلب محض:)

  • النفي المحض: النفي الخالص هو النفي من معنى الإثبات، ويكون بالحرف مثل قوله تعالى: “لا يقضي عليهم فيموتوا”، أو بالفعل مثل “ليس زيد حاضرًا”، أو بالاسم مثل “أنت غير آت فتحدثنا.
  • الطلب المحض: ويشمل ذلك الأفعال التي لا تحتوي على خبرية مثل الأمر والنهي والدعاء والاستفهام والعرض والتحضيض والتمني، ومن الأمثلة على ذلك قوله تعالى: “لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق”، حيث يأتي الفعل في المصدر المنصوب بعد فاء السببية المسبوقة بالتحضيض “لولا أخرتني” وقوله تعالى: “يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزًا عظيمًا” حيث يأتي المصدر المنصوب بالتمني.
  • ويجب أن يكون الفعل المضارع منصوبًا بأن مضمرة وجوبًا بعد فاء السببية التي تأتي قبلها بالنفي المحض أو الطلب المحض، وعلامة نصبه هي الفتحة الظاهرة أو المقدرة أو حذف النون.

الرفع

وذلك إذا لم تكن الفاء للسببية، وذلك مثل قوله تعالى: في حالة عدم إذنهم بالتحدث، ويعتذرون، فلا يوجد سبب يسبق هذا النفي، سواء كان النفي مجرد نفي أو طلب مجرد، على سبيل المثال: “يذاكر محمد فينجحُ”، أو إذا كان النفي غير مجرد، على سبيل المثال: “ما أنت تأتينا إلا فتحدثُنا”، فإنه ينفي القول السابق، ويعني بذلك الإثبات، وإذا كان الطلب غير مجرد، على سبيل المثال: “حسبك الحديث فينامُ الناس”، فالفعل يكون مرفوعًا في هذه الحالات.

الجزم

  • إذا سبق حرف السببية فعل محض، يصبح الفعل منصوبًا كما ذكرنا سابقًا، مثل: هل تزورني فأزورَك، ولكن عند حذف حرف السببية يتم جزم المضارع، وهذا ما يعرف باسم جزم المضارع في الجواب على الطلب، ولكن بشرط القصد من الإجابة هو الجزاء، فيقال: هل تزورني أزرْك.
  • أما إذا لم يقصد الجزاء فالفعل المضارع مرفوع، مثل قوله تعالى: “فهب لي من لدنك وليًا. يرثُني…”.
  • يشترط في النهي صحة وضع إن في أول الجملة واستقامة المعنى، على سبيل المثال: لا تدن من الأسد تسلم، فالفعل مجزوم بعد النهي لأن الجملة يمكن أن تكون: إن لا تدن من الأسد تسلم، أما في حالة قولنا: لا تدن من الأسد يأكلُك، فالفعل مرفوع لأنه لا يمكن وضع إن في بداية الجملة، فلا يمكننا القول: إن لا تدن من الأسد يأكلك.

الفرق بين فاء السببية والعاطفة

المعنى

ففاء السببية تدل على أن الأمر الذي يأتي بعدها قد تأثر بالأمر الذي جاء قبلها، وهذا يعني أن السببية تفيد الترتيب والتعقيب. فعلى سبيل المثال، إذا قلنا: لا تقترب من الأسد حتى لا يهاجمك، فإن الابتعاد عنه يعد سبباً للسلامة، ويأتي هذا السبب أولاً ويتبعه الحفاظ على السلامة.

وهذا لا ينطبق في حالات العطف الذي يفيد الترتيب والتعقيب مثلما يحدث في عبارة “جاء محمد فعمر” حيث يعني ذلك أن محمد جاء وجاء عمر معه، ولكن في توقيت مختلف بفترة زمنية قصيرة.

المدخول

تستخدم الفاء السببية مع الفعل المضارع كما ذكرنا سابقًا، أما الفاء العاطفة فتستخدم مع جميع الأفعال والجمل والكلمات.

الإعراب

فإذا جاء الفعل بعد فاء السببية، فإنه يأتي منصوبًا إذا سبقته الفاء بنفي محض أو طلب محض، كما ذكرنا. أما إذا جاء بعد الفاء العاطفة، فإنه يتبع إعراب ما قبله، ويكون مرفوعًا أو منصوبًا أو

 

تحدثنا في هذا الحديث عن فعل السببية وحكم استخدامه في الفعل المضارع، وعن الفرق بينه وبين فعل العاطفة، نطلب من الله تعالى أن يعلمنا وينفعنا بما علمنا، إنه ولي ذلك والقادر عليه، تابعونا على موسوعة لتصلكم كل جديد، ودمتم في رعاية الله            

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى