التراث الشعبي - الفولكلوركتب و أدب

شرح قصيدة اللغة العربية لحافظ ابراهيم

قصيدة اللغة العربية لحافظ ابراهيم.. | موسوعة الشرق الأوسط

في هذا المقال، سيتم عرض قصيدة اللغة العربية للشاعر حافظ إبراهيم، والذي يعد من أهم شعراء العصر الحديث في مصر والعالم العربي، وترك إرثاً أدبياً وشعرياً قيماً، حيث كان يعشق اللغة العربية ويدافع عنها ويستخدمها في أشعاره، ويحث على التمسك بها كلغة للقرآن الكريم.

جدول المحتويات

قصيدة اللغة العربية لحافظ ابراهيم

قصة كتابة القصيدة

كانت الظروف التي كتب فيها الشاعر القصيدة صعبة للغاية، وذلك بسبب وضع الأمة العربية في ذلك الوقت، حيث كانت العديد من الدول العربية تحت وطأة الاحتلال الغربي الذي كان يسعى لتهميش اللغة العربية وتحويلها إلى حروف لاتينية، وكان الجميع ينحرف عن استخدام اللغة العربية، حيث نجحت بعض محاولات التغريب في طمسها لدى الكثير من المتحدثين بها. ومع ذلك، كان شاعر النيل حافظ إبراهيم متحمسًا للغة القرآن الكريم ومدافعًا عنها، لذا كتب تلك القصيدة في محاولة للتنبيه على الحفاظ على الهوية واللغة العربية ضد محاولات الاحتلال في تهميشها.

قصيدة اللغة العربية

عدت إلى نفسي ولومتُ حصتي، وناديتُ قومي وأحتسبتُ حياتي.

رموني بعقم في الشباب وليتني عقمت فلم أنزف لقول عداتي.

ولدتُ فلما لم أجد لعروسي، رجلاً جالاً وأكفاءً وأحضرتُ بناتي.

وتم توسعة كتاب الله في اللفظ والمعنى، ولم يضيق عن آية من آياته وعظها.

فكيف يمكنني تضييق الوصف لآلة في هذا اليوم وتنسيق أسماء المخترعين؟.

أنا البحر الذي يكتنز في أعماقه الدر، هل سألوا الغواص عن كنوزي.

يشير إلى أن الشاعر يعبر عن الأسى والحزن بسبب شدة الألم الذي يعانيه.

ألا يسركم أن يأتي الناعي من غربي، ينادي باسمي في ربيع حياتي؟!.

أرى كل يوم في الصحف شخصاً يموت بغير أناة، كما لو كان مزلقاً ينزلق من القبر ويأخذني!.

إذا كان الكتاب يثير ضجة في مصر، فأعلم أن الصادحين ينتمون إليّ!.

أين يريدون طردي، أن أذهب إلى لغة لم يروي فيها أحد من قبل؟!.

انتشرت فساد الأجانب فيها تماما كما انتشر لعاب الأفاعي في نهر الفرات.

ظهرت كثوب ضمت سبعين رقعة، وعلى هذه الرقع تم تشكيل ألوان مختلفة.

للكتاب والجمع، تمتد أملي بعد توسع شكواي.

يمكن أن يعيد الحياة إلى الميت ويبني رفاته في تلك الرموز.

إما الموت الذي لا بعث بعده، أو الموت الذي لم يُقس من عمري بسبب ما.

شرح قصيدة اللغة العربية

في بداية القصيدة، يعبر حافظ إبراهيم عن شكواه لصالح اللغة العربية، حيث يتهم بعض الأشخاص اللغة العربية بالجمود، على الرغم من أن الله سبحانه وتعالى أنزل القرآن الكريم بها وتظهر فيه معانٍ دقيقة ومختصرة، مما يجعل الإنسان غير قادر على تقديم مثيل لها، ولذلك كيف يمكن اتهامها بالجمود بعد ذلك؟!

يتساءل حافظ إبراهيم عن كيفية اعتبار اللغة العربية غير قادرة على مواكبة العصر الحديث ووصف العلوم والمخترعات، في حين أن معاني القرآن الكريم باللغة العربية سهلة في الفهم، بالإضافة إلى أن كلمات القرآن وتعبيراته القوية تستطيع التعبير بشكل فعال عن الكثير من الأمور الحياتية لدى الإنسان. ويصف اللغة العربية بأنها مثل البحر، حيث لا ينتهي اكتشاف الكنوز الثمينة والقيمة فيها كلما تعمق الشخص فيها.

تلقي اللغة العربية اللوم والانتقاد على أبناء الأمة وتعاتبهم بلهجة الحسرة والخيبة على تهميشهم لها. وتتساءل عن سبب ترك أبناء العرب للغتهم الأم لصالح لغة أخرى جاء بها المحتل الظالم إلى أرض الوطن. فقد سلب المحتل أرض الوطن وترابه في البداية والآن يسلب تراثه اللغوي. ولذا، ينبغي لأبناء الأمة أن يتحدوا لمواجهة كل من يحاول محو اللغة العربية.

ينهي الشاعر أبياته بكلمات فخر واعتزاز باللغة، ويوجه رسالة إلى أبناء اللغة العربية بأن يحافظوا على لغتهم ولا يدعوها تضيع، لأن دمار اللغة يعد دمارًا للأمة بأكملها.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى