التراث الشعبي - الفولكلوركتب و أدب

قصيدة ابن سفر المريني يصف الاندلس

قصيدة ابن سفر المريني يصف الاندلس | موسوعة الشرق الأوسط

نقدم لكم شرحًا لقصيدة ابن سفر المريني التي تصف الأندلس، إذ تعتبر مدينة الأندلس من أبرز المدن التاريخية التي ذُكرت في المعارك والفتوحات الإسلامية التاريخية، بسبب الدور الكبير الذي لعبته في تلك الحقبة، حيث كان من يحكم الأندلس ويسيطر عليها يستطيع الوصول إلى بقية العالم.

تقع مدينة الأندلس في قارة أوروبا، وهي جزء من دولة إسبانيا في الوقت الحالي، وتمتد بلاد الأندلس جنوبًا من نهاية جمهورية فرنسا وحتى شمال البحر الأبيض المتوسط، وتمتلك سواحل واسعة تطل على المحيط الأطلسي، وقد كانت الأندلس رمزًا للبياض الناصع ومرحلة حاسمة في التاريخ العربي الإسلامي والعالمي بشكل عام.

يعد ابن سفر واحدًا من أشهر الشعراء الأندلسيين الذين برعوا في الكتابة الشعرية، وخاصة في الشعر الوصفي لمدينة الأندلس. حيث ولد ابن سفر في هذه المدينة وتأثر بجمالها وأراضيها الخضراء، وكتب شعرًا جميلًا يصف طبيعة الأندلس ومحاسنها الفاتنة. ووصفها بأنها الجنة الخضراء على الأرض، وأن كل ما بخلافها هو صحراء قاحلة.

في المقال التالي، سنتعرف على قصيدة ابن سفر التي وصف فيها الأندلس، وذلك عبر موقع موسوعة.

قصيدة ابن سفر المريني يصف الاندلس

قصيدة ابن سفر المريني في ارض الاندلس

فــي أرض أنـدلسٍ تـلتذّ نـعماء
ولا يـفـارق فـيها الـقلب سـرّاء
أنـهارها فـضةٌ والـمسك تـربتها
والـخزّ روضـتها، والـدُرُّ حصباء
ولـلـهواء بـها لـطف يـرقّ بـ
ـمن لا يـرقّ وتـبدو مـنه أهواء
ليس النسيم الذي يهب بها سحراً
ولا انـتـشار لآلـي الـطلّ أنـداء
وقد تم استخدام الند لشد الرحى
ـي مـاء ورد فـطابت منه أرجاء
وأيـن يـبلغ مـنها مـا أُصـنّفه؟
وكـيف يحوي الذي حازته أحصاء؟
قد مُيّزت من جهات الأرض حين
بدت فـريـدةً وتـولّـى مـيزها الـماءُ
دارت عـليها نـطاقاً أبـحر خـفقت
وجدتها جميلة عندما ظهرت
لذا يبسم فيها الزهر من طربٍ
والـطّير يـشدو ولـلأغصان إصغاءُ
فيها خلعت عذاري ما بها عوضٌ
فـهي الرّياض وكل الأرض صحراء

شرح قصيدة ابن سفر في وصف الأندلس

  • تعد قصيدة (أرض الأندلس) واحدة من أجمل ما كتبه ابن سفر المريني في وصف مدينة الأندلس، ولذا اهتم معظم الأدباء بها وقدروها حمايةً لتشبيهاتها المعبرة وتعبيراتها البليغة، وجمال ألفاظها الذي يمس القلب ويسحر الروح.
  • يعبر ابن سفر عن حبه لمدينة الأندلس بقوله إنها تضم جميع النعم والأرض التي تجعل قلبه يشعر بالسعادة، ويرى فيها الكثير من الجمال والنعيم، إذ تتميز أنهارها بلمعان الفضة وترابها برائحة المسك الجميلة، وتشبه أراضيها وحدائقها الحرير الناعم ومزروعاتها اللؤلؤ الأبيض النفيس، مما يعكس مدى تأثر ابن سفر بالطبيعة الخلابة في مدينة الأندلس.
  • يصف ابن سفر هواء المدينة العليل الذي يتميز بسحر خاص يجعل أي شخص رقيق القلب ولين الطباع يشعر بالرضا، وتأخذ العقول بجمال هذا الهواء وتعبق الأرجاء بعبير الندى الفوّاح من ورود وأزهار المدينة.
  • ثم يعبر ابن سفر في الأبيات التالية عن قصور كلماته وعدم قدرته على التعبير الشعري الكافي عن جماليات الأندلس، فهي جميلة فريدة من نوعها وتثير شوق القلب إليها.
  •  يتحدث ابن سفر المريني عن موقع مدينته الفريدة المحاطة بالبحار من كل جانب، وكيف تشعر قلوب العاشقين بالشوق إلى زيارة هذه المدينة الجميلة التي أسرت قلوب الجميع.
  • يصف ابن سفر سعادة الطيور والأشجار والنباتات الطبيعية الموجودة في الأندلس، حيث يذكر وجود زهور تبتسم ويتغنى الطيور بجمال المدينة وتستمع أغصان الأشجار بإعجاب.
  • في النهاية، وصف المريني الأندلس بأنها الجنة الوحيدة على الأرض، وأن ما دونها هو أرض صحراء لا خير فيها ولا بهجة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى