التراث الشعبي - الفولكلوركتب و أدب

شرح لكل شيء اذا ماتم نقصان شرح

لكل شيء اذا ماتم نقصان شرح1 | موسوعة الشرق الأوسط

تقدم موسوعة “قصيدة لكل شيء” التي كتبها صالح بن يزيد بن صالح بن موسى بن أبي القاسم بن علي بن شريف الرندي الأندلسي، المعروف باسم أبي البقاء، والتي تعدُّ شرحًا شاملاً للفنون والعلوم والمعارف المختلفة، وقد أطلق عليه الرندي اسمه نسبة إلى مدينة الرندي في الأندلس التي ولد فيها.
تشتهر الأندلس بتاريخها العريق في الأدب العربي والشعر والنثر، حيث برز خلفاء الأندلس في هذه الفنون وأظهروا اهتمامًا وحبًا واضحًا. وكان أبو البقاء واحدًا من أشهر الشعراء المعروفين ببراعته في اللغة والكتابة، وقد قام بتأليف قصيدة لكل شيء عندما تعرضت بلده للانهيار وسقطت مدنها واحدة تلو الأخرى على يد الأسبان.

جدول المحتويات

لكل شيء اذا ماتم نقصان شرح

كتب أبو البقاء تلك القصيدة و التي يبدأها بالأبيات التالية:

لـكلِّ شـيء إذا مـا تمَّ نُـقصانُ                فـلا يُـغـَرُّ بـطيبِ العَيشِ إنسانُ

هـي الأمـور كما شاهدتَها دُوَلٌ              مـن سرَّهُ زمـَنٌ سـاءته أزمـانُ

قصد طلب المساعدة والنصرة من المرينيين (أهل أفريقيا) من خلال ذلك بعد تهاون مدن الأندلس، حيث قام حاكم غرناطة “محمد بن يوسف” بالاستسلام للأسبان في محاولتهم السيطرة على قلاع وحصون بلدته، حتى يستمر في حكمه دون تعرضه للإيذاء منهم.

شرح وتحليل قصيدة رثاء الأندلس

  • يعبر الرندي في شعره عن حقيقة ثابتة، وهي أن كل شيء بمجرد اكتماله يبدأ في النقصان، وهذا هو سنة الله تعالى في خلقه وعباده، وكلما ارتفع شخص ما وتصور أنه لا يمكن لأحد الوصول إليه أو إسقاطه، يأتي الزمن وينفي ذلك، ويذكره بأن كل شيء عظيم يتجه نحو الزوال.
  • يتحدث في قصيدته بتأثر عن سقوط مدن بلدته العريقة (قرطبة، مرسية، شاطبة) وغيرها من العواصم والأعمدة التي سقطت في يد الأسبان وأصبحت تحت سلطتهم وحكمهم، فكيف يمكن لأي شخص بعد ذلك أن يعتقد أن هناك ما يستحق البقاء.
  • يعكس حال الشاعر وحزنه الشديد واقع الإسلام الذي تدهور وتفكك منذ سقوط المدن الإسلامية التي أصبحت تحكمها النصارى، فهم يبكون حزنًا وألمًا كما يبكي المحبوب فراق حبيبه وصديقه.
  • يصور أبو البقاء في قصيدته حال المساجد التي كانت تمتلئ بذكر الله وتلاوة القرآن الكريم، ثم أصبحت بيوتًا تملؤها الصلبان وتدق النواقيس في أبراجها بعدما كان يعلوها صوت الأذان.
  • ما أصعب ما يمكن أن يحدث وما أشنع الحوادث التي يمكن أن تحدث، ويستمر تأثيرها المؤلم ليس فقط على الناس ولكن أيضًا على الأشياء الغير حية، حيث يبكي المآذن ويشتكي حالها.
  • في أبياته، يصف الشاعر حالة المسلمين بعدما كانوا في رفاهية وعزة وقوة، والآن يتم بيعهم في أسواق الرقيق، سواء كانوا أغنياء أو فقراء، ويتساقط الدمع من عيونهم، ولقد تم بيع الأمهات وأطفالهم منفصلين بلا شفقة أو رحمة، حيث ذابت قلوبهم مما عاشوه، تماماً كما يذوب الجليد بفعل حرارة الشمس الساطعة في كبد السماء.

المستفاد من قصيدة لكل شيء إذا ما تم نقصان

كانت رسالة أبو البقاء الرندي للمسلمين العرب تتمثل في أن رفعتهم وقوتهم ونصرتهم على الأعداء لن تكون إلا باتحادهم كرجل واحد ذو قلب قوي وشجاع، وكانت هذه الفكرة مهمة جدًا.

وعبر في قصيدته عن أن العصمة بحبل الله والامتناع عن المنافسة بينهم والتفرق هما الطريق الوحيد لتقدمهم وارتقائهم دينياً وعلمياً وفي جميع الأمور المتعلقة بشؤون بلادهم.

ولد أبو البقاء عام 1204 م وكان عالمًا وفقيهًا في علم الحديث والسنة النبوية، وتوفي عن عمر يناهز الواحد والثمانين عامًا في عام 1285 م، وترك وراءه إرثًا كبيرًا من الأدب والشعر العربي القديم.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى