التراث الشعبي - الفولكلوركتب و أدب

شعر نزار قباني عن الفراق والحب

شعر نزار قباني | موسوعة الشرق الأوسط

في الفقرات التالية سنعرض لكم بعض قصائد الشاعر السوري والدبلوماسي نزار قباني، بالإضافة إلى نبذة تعريفية عنه. ولد نزار القباني في دمشق، في شهر مارس عام 1923مـ، ودرس في كلية الحقوق بالجامعة السورية، حيث تخرج في عام 1956مـ. ورث من والده حسا راقيا في الشعر وحبا للكتابة، وأصبح واحدا من أشهر شعراء الغزل في العصر الحديث. صدر أول ديوان له بعنوان “قالت لي السمراء” عام 1944مـ. تزوج نزار القباني مرتين، الأولى من ابنة عمه زهراء، والثانية من العراقية بلقيس، وكتب فيها بعضا من أجمل الأبيات الشعرية التي سنذكر بعضا منها في هذه المقالة.

شعر نزار قباني

تعرض الشاعر في حياته للعديد من الأحداث المأساوية، فوفاة ابنه الصغير بسبب مرض في القلب دفعه لكتابة قصيدة حزينة بعنوان “إلى الأمير الدمشقي”، كما توفت زوجته بلقيس في حادث انفجار بالسفارة العراقية مما غير حياته، وأصبح يكتب قصائد حزينة في ذكرى زوجته، وكتب لها قصيدة بعنوان “بلقيس”، وكتب العديد من القصائد التي ينتقد فيها الحكومات العربية، وتوفي في عام 1998 متركًا وراءه ثروة من الشعر الغزلي والقصائد السياسية والأبيات التي تتحدث عن الثورة، وسيتم عرض بعض هذه الأبيات في الفقرات التالية.

قصيدة بلقيس

هل تعرفونَ حبيبتي بلقيسَ؟
فهو أهمُّ ما كتبوه في كتب الحُبِّ
كانتْ مزيجاً رائِعَاً بين القَطِيفَةِ والرخامْ
كان البَنَفْسَجُ بينَ عَيْنَيْهَا ينامُ ولا ينامْ
يُذكَر اسم بلقيس دائمًا في ذاكرتي، كعطر ينبض وقبر يطوف في الغيوم
تم قتلك في بيروت مثل غزالة أيضًا بعد أن قتلوا الكلام
بلقيس، هذه ليست مرثية، ولكن يجب على العرب أن يحققوا السلام
بلقيسُ مُشْتَاقُونَ، مُشْتَاقُونَ، مُشْتَاقُونَ
والبيتُ الصغيرُ يُسائِلُ عن أميرته المعطَّرةِ
الذُيُولْ نُصْغِي إلى الأخبار، والأخبارُ غامضةٌ
ولا تروي فضول بلقيس، حيث قُتلوا حتى العظم
والأولاد لا يعرفون ما يحدث ولا أدري أنا ماذا أقول؟
هل ستقومين برنق الباب بعد دقائق؟ هل ستخلعين المعطف الشتوي؟
هل تأتين باسمة وناضرة ومشرقة كأزهار الحقول؟
زُرُوعَكِ الخضراءَ لا تزالُ تنمو على الحوائط، يا بلقيس
وجهكِ باكيًا لا يزال يتحرك بين المرايا والستائر
حتى سجارتُكِ التي أشعلتِها لم تنطفئْ
ودخانُهَا ما زالَ يرفضُ أن يسافرْ
بلقيسُ، مطعونونَ، مطعونونَ
في الأعماقِ والأحداقُ يسكنُها الذُهُولْ بلقيسُ
كيف احتلتي أيامي وأحلامي، ودمرتي الحدائق والفصول
يا زوجتي وحبيبتي وقصيدتي وضياءَ عيني
كنتِ عصفورتي الجميلة، فكيف هربتِ يا بلقيسُ مني؟
يُعد هذا الوقت هو وقت شرب الشاي العراقي المعطر والمميز لدى بلقيس
من سيقوم بتوزيع الأكواب في هذه الحفلة الاجتماعية؟ يا أيها الزرافة الطويلة!
ومَنِ الذي نَقَلَ الفراتَ لِبَيتنا، وورودَ دَجْلَةَ والرَّصَافَةْ؟
يعبر الشاعر عن حزنه وألمه بسبب فقدان بلقيس وما أحدثته جريمة قتلها في بيروت
بيروت، التي عشقتها، لا تعلم أنها قتلت عشيقتها
وأخفتِ القمر بلقيس، يا بلقيس، يا بلقيس

نزار القباني احبك

وما بين حُبٍّ وحُبٍّ.. أُحبُّكِ أنتِ..
وما بين واحدةٍ ودَّعَتْني..
وواحدةٍ سوف تأتي..
أُفتِّشُ عنكِ هنا.. وهناكْ..
كأنَّ الزمانَ الوحيدَ زمانُكِ أنتِ..
كأنَّ جميعَ الوعود تصبُّ بعينيكِ أنتِ..
كيف يمكنني تفسير هذا الشعور الذي يراودني صباح ومساءً؟..
وكيف يمكنني أن أفكر بطريقةٍ أخرى، مثل الحمامة، عندما أكون بجوار النساء الجميلات؟.
وما بينَ وعديْنِ.. وامرأتينِ..
وبينَ قطارٍ يجيء وآخرَ يمضي..
دعوتك خلال خمس دقائق لتناول فنجان شاي قبل السفر..
هناك خمس دقائق فقط.. لأتأكد قليلا من أنك بخير..
أتحدث إليكِ عن همومي قليلًا وأتذمر من الزمان قليلًا..
خمس دقائق فقط يمكن أن تغير حياتي قليلاً..
ما هو اسم هذا التشتت؟ هذا التمزق؟ هذا العذاب الطويل الطويل؟..
كيف يمكن أن تكون الخيانة حلاً؟ وكيف يمكن أن يكون النفاق جميلاً؟..
. ومن بين جميع الكلمات التي يقالها بلغات العالم، هناك كلمات تُقال خصيصًا لأجلك..
وشِعْرٌ.. سيربطه الدارسونَ بعصركِ أنتِ..

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى