التراث الشعبي - الفولكلوركتب و أدب

أشهر قصائد شعر الفراهيدي

maxresdefault 22 | موسوعة الشرق الأوسط

في الفقرات التالية سنستعرض بعض القصائد الشعرية الأبرز للشاعر الفراهيدي، ووفرنا ملخصًا لحياته، فعلى مرّ العصور، تألق العديد من الشعراء العرب الذين كتبوا قصائد حقّقت شهرة واسعة وانتشر صيتها، وظلّت هذه القصائد لغاية يومنا الحالي مرجعًا مهمًا للأدب العربي، كما تمكّن المؤرخون من استنتاج أحوال العرب وحياتهم من خلال هذه الأبيات الشعرية.
كانت القبائل تتباهى بشعرائها، الذين ينتمون إليها، وكان الشعراء يتنافسون في امتلاك حصيلة مصطلحات لغوية ضخمة. ومن بين أبرز الشعراء العرب الذين اشتهروا في هذا المجال هو الشاعر الخليل بن أحمد الفراهيدي، ويرجع سبب شهرته إلى تأليفه علوم العروض، وستتم عرض أبرز مؤلفاته في المقال التالي من خلال موسوعة.

من هو الفراهيدي

الخليل بن أحمد الفراهيدي هو شاعر ولد في البصرة، حيث وُلد في العام المائة من الهجرة، وتوفي بعد سبعين عامًا من تاريخ ولادته، وكان أحد أعلام الأدب العربي، واشتهر بوضعه لعلم العروض، ونجح في استيعاب هذا العلم من الموسيقى.

كان أيضا معلما في علم النحو، وكان لديه تلميذ شهير يدعى سيبويه. وما يميز القصائد التي كتبها الفراهيدي هو استخدامه لأوزان شعرية لم يستخدمها أحد من قبله. كما كتب العديد من الكتب التي أصبحت مرجعا في اللغة العربية، مثل كتاب العين وكتاب حملة آلان العرب وكتاب النغم. وفي الفقرات التالية سنستعرض أبرز أعمال الفراهيدي التي تتضمن البحر الكامل والبحر الطويل والمتقارب والبسيط.

شعر الفراهيدي من البحر الكامل

أَبلِغ سُلَيمانَ أَنّي عَنهُ في سَعَةٍ
على الرغم من أنني غنيًا، إلا أنني لست شخصًا سخيًا بمالي، ولا أرى أحدًا
يَموتُ هَزلا وَلا يَبقى عَلى حالِ وَإِنَّ بَينَ الغِنى وَالفَقرِ مَنزِلَة
مَخطومَةً بِجَديدٍ لَيسَ بِالبالي الرِزقُ عَن قَدَرٍ لا الضَعفُ يَنقُصُهُ
وَلا يَزيدُكَ فيهِ حَولُ مُحتالِ إِن كانَ ضَنُّ سُلَيمانَ بِنائِلِهِ
فَاللَهِ أَفضَلُ مَسؤولٍ لِسُؤالِ وَالفَقرُ في النَفسِ لا في المالِ نَعرِفُهُ
ومثل ذلك الثراء النفسي لا المادي، ويغشى المال بعض الأشخاص الذين ليس لديهم ضمير
كَالسيلِ يَغشى أُصولَ الدَندَنِ البالي كُلُّ اِمرِىءِ بِسَبيلِ المَوتِ مُرتَهِنٌ
فَاِعمَل لِنَفسِكَ إِنّي شاغِلٌ بالي.

شعر الفراهيدي من البحر الطويل

القصيدة الأولى:

سَأُلزِمُ نَفسي الصَفحَ عَن كُلِّ مُذنِبٍ
وَإِن كَثُرَت مِنهُ عَلَيَّ الجَرائِمُ وَما الناسُ إِلّا واحِد مِن ثَلاثَة
شَريف وَمَشروف وَمَثَلٌ مُقاوِمُ فَأَمّا الَّذي فَوقي فَأَعرِفُ فَضلَهُ
وَأُتبِعُ فيهِ الحَقَّ وَالحَقُّ لازِمُ وَأَمّا الَّذي مِثلي فَإِن زَلَّ أَو هَفا
تَفَضَّلتُ إِنَّ الفَضل بِالعِزّ حاكِمُ وَأَمّا الَّذي دوني
فَإِن قالَ صُنتُ عَن إِجابَتَهِ عَرضي وَإِن لامَ لائِمُ
القصيدة الثانية:
وَما بَلَغَ الإِنعامُ في النَفعِ غايَةً
مِنَ الفَضلِ إِلّا مَبلَغُ الشُكرِ أَفضَلُ وَما بَلَغَت أَيدي المُنيلينَ بَسطَةً
مِنَ الطَولِ إِلّا بَسطَةُ الشُكرِ أَطوَل
لم يحدث يوما أن رجحت أعمال الإنسان عليه إلا أنها أثقلت عليه بالشكر

شعر الفراهيدي من المتقارب

القصيدة الأولى:

 يَدَاكَ يَدٌ خَيرُهَا يُرتَجَى
وَأُخرَى لِأَعدائِهَا غائِظَه فَأمَّا الَّتي خَيرُها يُرتَجَى
فأجود جوداً من اللافِظَه
وَأَمَّا الَّتي يُتَّقَى شَرُّها فَنَفسُ العَدُوِّ لَها فائِظَه
القصيدة الثانية:

إِنَّ الَّذي شَقَّ فَمي

ضامِنُ الرِزقِ حَتّى يَتَوَفّاني

حَرَمتَني خَيراً كَثيراً

فَما زادَكَ في مالِكَ حِرماني

شعر الفراهيدي من البسيط

القصيدة الأولى:

اعمَل بِعِلمي وَإِن قَصَّرتُ في عَمَلي
يَنفَعكَ عِلمي وَلا يَضرُركَ
تَقصيري وَاُنظَر لِنَفسِكَ فيما أَنتَ فاعِلُهُ
مِنَ الأُمورِ وَشَمِّر فَوقَ تَشميري
القصيدة الثانية:
رُزِقتُ جوداً وَلَم أُرزَق مُروءَتَهُ
وَما المُروءَةُ إِلّا كَثرَةُ المالِ
إِذا أَرَدتُ مُساماةً تُقاعِدني
عَمّا يُنَوِّهُ بِاِسمي رِقَّةُ الحالِ.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى