هل مصر عندها نووي
هل مصر عندها نووي ؟ في الحقيقة أنه بعد النزاعات بين روسيا أوكرانيا ولاسيما بعد الحربي التي اندلعت بينهما منذ عدة أيام يتساءل الكثير من الشعوب عن الدول النووية في العالم، أي الدول التي تحتوي على أسلحة نووية، ومن بينهما جمهورية مصر العربية، فمن خلال الموسوعة نتناول الإجابة عن هذا السؤال الذي شغل محركات البحث الإلكترونية في تلك الفترة من المواطنين المصريين وغيرهما من الشعوب الأخرى الوطن العربي.
هل مصر عندها نووي
في الحقيقة، يرتبط هذا السؤال بمكانة جمهورية مصر العربية وموقعها الاستراتيجي في العالم العربي والعالم بأسره، وكذلك بالصراعات المستمرة بين روسيا وأوكرانيا، وبالعلاقة الحالية لمصر مع هاتين الدولتين وحصتها من الأسلحة النووية. ومن خلال النقاط التالية، سنجيب على هذا السؤال.
- لا شك أن هناك العديد من الدول التي تمتلك أسلحة نووية، حيث يصل عدد الأسلحة النووية في جميع أنحاء العالم إلى ما يقرب من 9 آلاف سلاح نووي.
- تتوزع تلك الأسلحة النووية على عدد من دول العالم، حيث يوجد 1800 رأس نووي في حالة تأهب للإطلاق في أي لحظة.
- في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، بدأت جمهورية مصر العربية في العمل على تطوير الأسلحة النووية، وذلك من خلال بناء مفاعل أنشاص بالتعاون مع الاتحاد السوفيتي.
- بدأت مصر مع الهند مشروعها النووي، وكان المشروعان المصري والهندي متشابهين وكانت تربطهما علاقة وثيقة بين جمال عبد الناصر ونهرو.
- ولكن فيما بعد أخفقت مصر على عكس الهند، حيث أن في الوقت الحالي لن تملك جمهورية مصر العربية أي نوع من الأسلحة النووية، فالجدير بالذكر أن مصر لديها قدرات تكنولوجية تؤهلها للتصنيع المحلي للأسلحة النووية.
- وذلك هو ما أعلن عنه الرئيس الراحل لجمهورية مصر العربية أنور السادات قبل وفاته، أن مصر تمتلك عددًا من الصواريخ ذات المدى البعيد.
- من الملفت للانتباه أن روسيا والولايات المتحدة الأمريكية هما الدولتان الأكثر امتلاكًا للأسلحة النووية على مستوى العالم.
- وفقًا للإحصائيات والأرقام التقريبية، فإن عدد الأسلحة النووية في روسيا حوالي 7 آلاف، أما عدد الأسلحة النووية في الولايات المتحدة فهو يصل إلى 6800 سلاح نووي.
- تمتلك فرنسا المركز الثالث في مجال الأسلحة النووية بحوزتها 300 سلاح نووي، وتليها الصين بـ200 سلاح نووي، وبريطانيا بـ215، وباكستان بـ140، والهند بـ130، وإسرائيل بـ80، وكوريا الشمالية بـ20 سلاح نووي.
سلاح مصر النووي
كما ذكرنا سابقًا، فإن جمهورية مصر العربية لا تمتلك حاليًا أسلحة نووية، ولكن لديها القدرة التكنولوجية لتصنيعها محليًا. وبالإضافة إلى ذلك، هناك معلومات وإحصائيات موثوقة تثبت أن مصر تمتلك رؤوس نووية بما يصل إلى 100 رأس نووي، وقد تم تسليمها لها من الاتحاد السوفيتي في عام 1973 .
- تشير هذه المعلومات التي صنفتها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA بأنها سرية للغاية، والتي تم تسليمها من الوكالة إلى لجنة الأرشيف الفيدرالية الحكومية، إلى حصول مصر على مساعدات نووية في عام 1973 قبل حرب العبور، وهي معلومات مؤكدة.
- تضمن قانون معلومات الأمن القومي الأمريكي حظرًا مؤقتًا على الوثائق، ولكن انتهت صلاحيته في صباح 28 أغسطس 2012، مع الاحتفاظ بأكثر الملفات سرية منذ صباح 30 أكتوبر 1973.
- يذكر أن أول مفاعل نووي في مصر تم بناؤه في الستينيات، وكان مخططًا لتشييد أربعة مفاعلات نووية روسية كبيرة، مما جعل مصر تتمتع بأكبر قدرة نووية بين الدول العربية، وبالتالي قلصت قدرات إسرائيل، وجعلت مصر هي الدولة العربية الأكبر في هذا المجال.
صواريخ سكاد
- وفقًا لبعض المعلومات الموثقة، توجد منصات صواريخ «سكاد» الاستراتيجية الباليستية في القاهرة.
- كما يتواجد في منطقة محيطة بترتيبات أمنية قوية، وعلى مسافة حوالي 10 كيلومترات جنوب القاهرة، بالقرب من منطقة كهوف `طرة`.
اعتراف الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات
- أقرّ الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات في 16 أكتوبر 1973 أمام مجلس الشعب المصري بامتلاك مصر صواريخ تكتيكية بعيدة المدى.
- وكان الهدف من هذا الاعتراف الإعلان عن صاروخ مصري تم تصنيعه في الستينيات، ولكن توقف العمل عليه بعد نكسة عام 1967.
تهديد ليونيد بريجينيف
أكدت الوثيقة الأمريكية أن الزعيم الروسي ليونيد بريجينيف صرح بدعم ما أعلنه السادات حول الصاروخ النووي المصري، حيث هدد في مجلس الأمن يوم 26 أكتوبر 1973 برد قوي من الاتحاد السوفيتي في حال محاولة القوات الإسرائيلية، بموافقة أمريكية، عدم احترام وقف إطلاق النار على القاهرة.
التصنيع المحلي للنووي في مصر
في الواقع، أكد العديد من الخبراء الكنديين والمصريين، من خلال دراسة قدرة مصر الصناعية على المساهمة في بناء المحطة النووية المحلية في مصر، على ما يبدو:
- يمكن لهذا التصنيع المحلي المصري أن يساهم بنسبة عالية في صناعة المحطات.
- وبدأت الأبحاث الجيولوجية بالفعل في البحث عن المواد النووية، بما في ذلك مواقع تواجد اليورانيوم النووي.
- تم استخراج اليورانيوم بالفعل من الجرانيت الوردي الذي يتواجد بكثرة بين منقطي قنا وسفاجا، وأيضًا في محافظة أسوان وصخور الفوسفات في البحر الأحمر.
- تم الحصول على 45 طنًا من خام اليورانيوم لاستخدامه في تصنيع المفاعلات النووية، ويجدر الإشارة إلى ذلك.
التجارب النووية المصرية
بعد أن أثبتت الدراسات والأبحاث قدرة الصناعة المصرية على المساهمة في التصنيع المحلي لبناء محطة نووية، بدأت عدة تجارب للتصنيع المحلي، وفي نهاية عام 2004 بدأت الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA) في الاطلاع على تجارب مصر النووية التي لم يتم الإعلان عنها.
- ويجدر الإشارة إلى أن الخبراء استنتجوا أن مصر ساهمت في تجارب على مواد نووية واستخراج اليورانيوم وتشكيله، ثم استخدام دورة الوقود النووي.
- قدم مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي تقريرًا إلى مجلس المحافظين يتحدث فيه عن عثور خبراء التحقيق على إخفاء مصر لبعض تجاربها النووية التي فشلت فيها.
تجارب تحويل اليورانيوم
- تم إجراء البحث عن أسرار مصر خلال ديسمبر 2004 ويناير 2005 من قبل الوكالة.
- تم العثور على 67 كجم من رباعي فلوريد اليورانيوم و 3 كجم من معدن اليورانيوم المنتج محليًا، بالإضافة إلى مركبات الثوريوم وثاني أكسيد اليورانيوم وثالث أكسيد اليورانيوم.
- أعلنت مصر أنها ستستخدم تلك المواد النووية في مشروع لاسترداد خام اليورانيوم بالتركيز على نشاط حمض الفوسفوريك، ولكنها فشلت في فصل اليورانيوم.
تجارب تشعيع اليورانيوم والثوريوم
- في ديسمبر 2004، أعلنت مصر أنها أجرت 12 تجربة لتشعيع اليورانيوم والثوريوم .
- يتم إنتاج هذا الخليط عن طريق استخدام 1.15 غرام من مركبات اليورانيوم الطبيعي بالإضافة إلى 9 عينات من الثوريوم.
البرنامج النووي المصري
أما عن البرنامج النووي المصري، فيتجلى في الجدول التالي:
البرنامج | العام |
---|---|
مبادرة الرئيس إيزنهاور المسماة بـ `الذرة من أجل السلام` | 1953 |
إنشاء لجنة الطاقة الذرية بالقانون 509 | 1955 |
تأسيس مؤسسة الطاقة الذرية وفقًا للقرار الجمهوري رقم 288 | 1957 |
تشغيل المفاعل البحثي الأول بأنشاص | 1961 |
الدراسات الأولية لاستخدام مفاعلات الطاقة النووية في مصر | 1963 |
يتم إعداد المواصفات وإطلاق مناقصة لبناء محطة طاقة نووية لتوليد الكهرباء وتحلية المياه (بقدرة 150 ميجاوات + 20000 متر مكعب من الماء في اليوم) – هذه هي المحاولة الأولى | 1964 |
الإنتهاء من تقييم العطاءات المقدمة | 1965 |
إصدار خطاب نوايا لشركة وستنجهاوس | 1966 |
اندلعت الحرب الثالثة مع إسرائيل وتوقف المشروع | 1967 |
مراجعة دراسات تخطيط الطاقة | 1971 |
تشير هذه العبارة إلى اندلاع حرب رابعة مع إسرائيل وارتفاع أسعار النفط | 1973 |
نظرًا لارتفاع أسعار النفط، قامت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتنفيذ مسح لسوق المفاعلات النووية | 1973 |
يتم إعداد المواصفات وطرح مناقصة لإقامة محطة للطاقة النووية بسعة 600 م.و في المحاولة الثانية | 1974 |
إصدار خطاب نوايا لشركة وستنجهاوس | 1975 |
ينص القانون رقم 13 على إنشاء هيئة المحطات النووية | 1976 |
قامت الحكومة الأمريكية بالتراجع عن اتفاقية التعاون، وأصرت على شروط اعتبرتها الحكومة المصرية ماسة بالنسبة للسيادة ورفضتها. | 1978 |
الحادث النووي في ثري مايل آيلاند بالولايات المتحدة الأمريكية | 1979 |
تم تصديق مصر على معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية | 1981 |
يتم إعداد المواصفات وطرح المناقصة لإنشاء محطة قوى نووية بقدرة 900 ميجاوات، وهذا المشروع هو المحاولة الثالثة للقيام به | 1983 |
تقييم العطاءات | 1974 |
التفاوض مع المتناقصين | 1985 |
حدثت حادثة تشر نوبل في 26 أبريل، قبل بضعة أيام من الموعد المحدد لإعلان ترسية العطاء على أحد المتناقصين وتوقف المشروع | 1986 |
أعلن رئيس الجمهورية رسميًا أن مصر ليست مهتمة بشراء أي مفاعلات للطاقة النووية | 1992 |
تشغيل المفاعل البحثي الثاني أنشاص | 1998 |
مشاكل إحياء البرنامج النووي المصري
في الواقع، يواجه البرنامج النووي المصري العديد من المشكلات والتحديات المتعلقة بزيادة التدخل الدولي في أنشطته النووية تحت شعار مراقبة تلك الأنشطة.
- بالإضافة إلى ضمانات التمويل المطلوبة للمشروع، يبلغ تكلفة محطة واحدة فيه أكثر من مليار دولار.
- من المتوقع أن تشهد منطقة الشرق الأوسط توسعًا في البرامج النووية للعديد من الدول، خاصة إيران.
إحصاءات تصنيع النووي
توضح الإحصائيات في الصور التالية الدول المنتجة للكهرباء المستخرجة من المحطات النووية على مستوى العالم .
وإلى هنا نكون قد توصلنا إلى الإجابة عن سؤال هل مصر عندها نووي ؟ ووجدنا أن مصر كانت من ضمن أبرز الدول النووية فيما سبق، ولكنها أخفقت بعد ذلك وإلى الآن في الصناعة المحلية للنووي.
المصادر