من هو ابو الهول ؟
- أبو الهول هو تمثال من آثار مصر القديمة، ويقع في منطقة الجيزة بجوار هضبة الأهرام، ويبدو وكأنه يحرس الأهرامات الثلاث (خوفو، خفرع، ومنكرع) من وراءه.
- تعتبر تمثال أبو الهول واحداً من التماثيل الأسطورية، حيث يتكون من رأس إنسان على جسد أسد يجلس على الأرض.
- تشير الأبحاث التاريخية إلى أن حجر الكلس الذي استخدم في البناء في الأزمنة القديمة كان يغطيه طبقة خارجية تحميه وتجعله يبدو مختلفًا بفضل الألوان التي كانت تزينه. ولكن بسبب العوامل الخارجية ومرور الزمن، اختفت تلك الطبقة، على الرغم من وجود آثار بعض الألوان على الحجر.
- على الرغم من أنه يبدو في الصورة كتمثال ضخم، إلا أن طول أبو الهول يصل إلى 73.5 مترًا وطول قدميه يبلغ 15 مترًا، وعرضه يصل إلى 19.3 مترًا، ويصل ارتفاع رأسه إلى 20 مترًا، ولذلك فهو أكبر بكثير مما تعتقدون.
- يعود تاريخ بناء هذا الهرم إلى عصر بناء الهرم الثاني من الأهرامات الثلاثة، وهو هرم خفرع، الذي يرجع تاريخ بنائه إلى الفترة ما بين 2559 قبل الميلاد إلى 2532 قبل الميلاد، وقد بناه الملك خفرع كمقبرته ومقبرة لأبيه.
- تشير الأبحاث إلى أنه في الأساس كان واحدًا من التلال الموجودة أمام الأهرام، وتم تحويله إلى تمثال ونحته على الصخور.
الى ماذا يرمز تمثال أبو الهول
نظرًا لأنه كان تمثالًا غامضًا في بنائه، فإنه كان أيضًا غامضًا عند تفسيره ودلالته، حيث لم يتوصل جميع علماء الآثار من حول العالم إلى فرضية متفق عليها حتى يومنا هذا:
- يروى أن أبو الهول كان في الأصل منحوتًا على شكل إله المقابر الذي كان يعتقد في العصور القديمة من قبل المصريين أنه يحمي مقابر الملوك من السرقة والتدنيس، ويقال إن الملك خوفو والد الملك خفرع هو من قام ببنائه في عصر الهرم الأول وليس في الهرم الثاني.
- عندما حان وقت بناء الهرم الثاني، تم تغيير التمثال من شكل إله المقابر إلى شكل أبو الهول الشهير والموجود حاليًا، ويشير بالأساس إلى واحد من ملوك الأسر المصرية الوسطى.
- الحقيقة هي أنه مهما كانت الفرضيات المقدمة، فإنها جميعها مسجلة، ولكن لا يمكن لأي عالم من علماء المصريات الجزم بها، حيث كان لأبو الهول دائمًا مسائل خلافية، وخاصةً حول تاريخ بنائه، والأمر الذي يثير الجدل هو أن المصريين القدماء يبدو أنهم أرادوا أن يبقى هناك غموض دائم حول أبو الهول، وذلك بسبب عدم وجود أي كتابات أو وصف له، وهذا يتعارض مع طبيعتهم حيث كانوا ينحتون على الصخور ويكتبون على أوراق البردي كل خطوة يقومون بها ويشرحون لماذا يتم بناء الشيء، لكن بالنسبة لأبو الهول، اكتفوا بالقول عنه أنه تمثال مبجل له مكانة عظيمة فقط ولا شيء أكثر.
- هناك فرضيات أخرى وضعها بعض العلماء تقول أن أبو الهول تم بناؤه في عصور ما قبل الأهرامات، قبل الأسرة الرابعة، ولكن هذه الفرضيات ضعيفة، لأنه تم اكتشاف برديات قديمة تقع في ساحة أبو الهول والتي نقش عليها كلمة “خاف”، واكتملت الكلمة بـ “خافرع”، واعتبر العلماء ذلك دليلا قويا على أن الملك خفرع هو الذي بنى أبو الهول وليس الهرم الخاص به).
لماذا سُمي أبو الهول بهذا الاسم
لنفهم لماذا سُمي بهذا الاسم، يجب أولًا أن ندرك أن أبو الهول ليس الاسم الوحيد لهذا التمثال الشهير، وأنه ليس مجرد تمثال مثير للجدل بسبب توقيت بنائه وسبب بنائه فقط، بل يتغير اسمه عدة مرات عبر السنين الماضية:
- تشير المصادر التاريخية إلى أن أبو الهول كان يعرف في بدايته باسم “روتي”، وذلك قبل 4500 عام، ويعني هذا الاسم الحماية والحراسة، وربما يكون هذا هو السبب الرئيسي لبناء هذه الهيكلية.
- ويقول العلماء إن خفرع أصر في ذلك الوقت على بناء روتي أمام هرمه الخاص ليكون حارسًا لقبره وقبر والده، وليكون رمزًا لتبجيل الشمس، التي كانت تعتبر إلهًا في زمن خفرع. وكان اسم خفرع مشتقًا من اسم الإله رع، وكان يعتقد في العصر القديم بأن الحكام هم أبناء الآلهة على الأرض. وكان روتي يمثل دائمًا تبجيل الشمس، التي كان يتم تقديم القرابين لها في العصر القديم مرتين يوميًا، مرة في الصباح ومرة عند الغروب.
- تم تغيير اسم روتي لـ “حور إم أخت” خلال عصر الدولة المصرية الحديثة، ويشير الاسم الجديد إلى الصقر الذي يحلق في الأفق، ولكنهم لم يوافقوا على هذا الاسم وأصروا على أن أبو الهول تم بناؤه بين الهرم الأول والثاني لأنه يرمز إلى الشمس التي تشرق وسطهم كل يوم، وبالتالي فإن أبو الهول هو الشمس نفسه، وأخيرًا تم تسميته “بر حول” أو “بو حول”، ويعني ملاذ الصقر، وهي الشمس، ومع تطور اللغة بسبب العوامل البشرية المختلفة، تم تحوير الاسم إلى أبو الهول.
شكل أبو الهول
ببساطة، أبو الهول هو رأس رجل على جسم أسد وله نفس أذنيه التي تعطيه هيبة.
- وبالنسبة للأبعاد الخاصة بأبو الهول، فهو واحد من التماثيل الضخمة التي بنيت على طول يبلغ طولها 73.5 مترًا ويصل طول قدميها فقط إلى 15 مترًا.
- يبلغ عرض أبو الهول 19.3 مترًا ويرتفع أكثر من 20 مترًا فوق سطح البحر.
- يعد شكل أبو الهول دليلاً على قدرته على الصمود في وجه جميع العوامل الطبيعية والبشرية على مر السنين، إذ بقي صامدًا على الرغم من تعرضه لعوامل التعرية والفيضان الذي حدث في مصر، ولم يتغير إلا لونه وفقدانه لأنفه ولحيته.
- كان أبو الهول مصدر جدل في بعض الأحيان بسبب تغيّر شكله بعد فقدان لحيته وأنفه، وقد تم الكشف عن سبب كسر أنفه في تحقيق مكثّف، وتبيّن أن هذا الكسر تم عمدًا باستخدام أدوات بناء حادة.
- تم نسب كسر الأنف إلى شخص يدعى `محمد صائم الظهر` ، وكان من الصوفيين المصريين في عام 1378 ميلاديًا. وفي ذلك الوقت، كان الفلاحون المصريون يأتون إلى أبو الهول لتقديم القرابين له كإله مقدس، وهو ما دفعه لكسر الأنف ليثبت لهم أنه مجرد تمثال لا يمكن أن يضرهم ولا ينفعهم.
هل ابو الهول غمض عينه حقيقي
انتشرت مؤخرًا صورة تشير إلى أن أبو الهول قد أغمض عينيه، وأثارت هذه الصورة جدلاً واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث قام البعض بتأكيد صحة الصورة:
- وقد رد خبراء متخصصون في وزارة الآثار المصرية على تلك الأكاذيب، مؤكدين أن هذه الصور هي بمثابة تلاعب بواسطة برنامج الفوتوشوب، وأنه ليس لها أي أساس في الواقع.
- أكد علماء الآثار أن شكل أبو الهول تغير عبر العصور بسبب التعرية التي تتسبب في فقدان بعض الأحجار، وبالتالي يمكن أن تتغير بعض الأجزاء من شكله، وهذا يمكن أن يؤدي في النهاية إلى انتشار الشائعات التي لا أساس لها من الصحة.
المراجع