من ركائز الامن
تتعدد ركائز الأمن التي يمكن للدول أن تهتم بها للحفاظ على أمنها وأمن شعبها، وذلك من أجل التطور والتقدم. فالأمن لا يعتمد على الشعور الشخصي بالأمان، بل يتطلب توفير الاحتياجات الضرورية التي تعزز الشعور بالأمن والأمان. والأمن مفهومٌ يتباين في تعريفه حسب المدرسة الفكرية التي ينتمي إليها كلٌّ من المفكرين، وسنقدم بعض تعريفات الأمن في هذه المقالة، إلى جانب بعض ركائز الأمن القومي والأمن في الإسلام. ويمكن الاطلاع على هذه المعلومات في موضوعنا على موقع الموسوعة.
مفهوم الأمن لغويا
- الأمن في اللغة يشير إلى الإحساس بالاطمئنان والأمان، وعدم توقع حدوث أي مكروه للإنسان أو مواجهة الخوف والرهبة
- يترابط مفهوم الأمن والإسلام بشكل وثيق، حيث إن الإيمان بالله سبحانه وتعالى هو المصدر الأساسي للشعور بالأمن والأمان، وذلك كما جاء في قوله تعالى في سورة قريش (فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف)، وهذا يؤكد على أن معنى الأمن في اللغة يعني عدم الخوف.
- تعرف دائة المعارف الأمن لغويًا على أنه: الهدف هو حماية الشعوب من الاستعباد والخوف بأيدي أجنبية.
- تختلف المعاجم في تعريف الأمن، ولكن الجميع يتفق على أنه يتضمن التحرر من الشعور بالخوف والقلق.
تعريف الأمن اصطلاحًا
- ولتر ليبمان: يعتقد أن الأمن الوطني يعني بقاء الأمم آمنة وبعيدة عن أي تهديد يمكن أن يجعلها تتخلى عن القيم الأساسية، وهذا يعني تجنب الحروب وعدم المشاركة فيها إلا إذا كانت ضرورية للدفاع عن تلك القيم. ويعتقد أن الأمن الوطني يتمثل في الجانب العسكري وقدرة الدولة على الدفاع عن نفسها والحفاظ على قيمها الأساسية حتى لو كان ذلك يتطلب المشاركة في الحروب.
- فردريك هارتمان فيري: يعرف الأمن الوطني بأنه الجوهر الذي يحرك المصالح القومية ويؤدي إلى مشاركة الدولة في الحروب، ويركز هذا التعريف أيضًا على الأمن من الناحية العسكرية.
- روبرت ماكنمارا: يعرف الأمن بأنه يتركز على جانب التنمية في الدولة؛ حيث تعد التنمية هي السبب وراء نمو الدولة بشكل سليم وآمن، وبالتالي، يتناسب الأمن طرديًا مع التنمية، حيث يزداد الأمن كلما زادت تنمية الدولة، والعكس صحيح، ويعتقد أن الأمن لا يعتمد بشكل كامل على الجانب العسكري والحروب، بل يتكون من جزء منه، حيث يعتمد بشكل كبير على التنمية.
- لا يوجد تعريف للأمن يشمل جميع الجوانب بسبب تباين الفكريات والمدارس، حيث لا يتفق الجميع على المفهوم الأساسي للأمن، ومع ذلك من خلال التعاريف المتعددة له، فهو يشمل جوانب اجتماعية وسياسية وعسكرية واقتصادية.
مفهوم الأمن الوطني
- دائرة المعارف الدولية للعلوم الإجتماعية: السيادة الوطنية هي قدرة الدول على حماية قيمها الداخلية من أي هجوم أو تهديد خارجي.
- موسوعة السياسة: تهدف الاحتياطات الأمنية التي تتخذها الدولة إلى حماية نفسها من أي هجوم خارجي أو خطر داخلي، وذلك لتجنب السيطرة من قبل أي دولة أجنبية، كما أن الحفاظ على الأمن يزيد من قدرة الدولة على تحقيق أهدافها الوطنية، وذلك مع مراعاة التحولات الدولية المحيطة بها.
- هارولد براون: يعتبر الأمن الوطني قدرة الدولة على حماية وحدة الأمة وحماية أراضي الدولة وضمان استمرار العلاقات الاقتصادية وفقًا لبعض الشروط، وحماية المؤسسات من خطر التهديد والاعتداء الخارجي.
- أمين هويدي: تتخذ الدولة إجراءات لحماية كيانها ومصالحها في الوقت الحالي وفي المستقبل، مع مراعاة التغيرات الدولية.
من ركائز الامن القومي
- تتطلب معرفة وإدراك الدولة لأي خطر أو تهديد قد يواجهها، سواء كان من الداخل أو الخارج.
- تولي الدولة اهتمامًا كبيرًا بالتخطيط الاستراتيجي ووضع استراتيجيات تهدف إلى تعزيز تطور الدولة والحفاظ على مؤسساتها.
- يجب ملاحظة التغيرات الدولية المحيطة واستخلاص النتائج منها للتصدي لأي خطر ينشأ عن هذه التغيرات.
- تزيد هذه الخطوة من قدرة الدولة على مواجهة التهديدات والمخاطر، سواء كانت داخلية أو خارجية، لحماية أمن الدولة واستقرارها.
- توفير حقوق المواطنين وحمايتهم.
من ركائز الامن في الإسلام
الايمان بالله سبحانه وتعالي
يعد الإيمان بالله سبحانه وتعالى من أهم أسباب الشعور بالأمان، وقد ذكر الله تعالى في سورة الأنعام الآية 82: (الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون) وبالتالي، فإن الشعور بالأمان يعتمد على:
- الإيمان بالله تعالى.
- عدم الظلم.
الأمن والاستقرار في الدول واليلاد
يمنح الله الأمن والأمان للبلاد ويجعل الشعوب آمنة، ويذكر الله في سورة آل عمران الآيات 96 و97 بأن الكعبة المشرفة هي أول بيت وضع للناس في مكة المكرمة، وقد جعلها الله مباركة وهدى للعالمين، وفيها آيات بينات وموقف إبراهيم، وكل من يدخلها فهو آمن، والحج للبيت واجب على الناس إذا استطاعوا الوصول إليه، ومن كفر بذلك فإن الله غني عن العالمين. ويوضح لنا الله مقدار تعظيمه لبيته الحرام وحمايته للحجاج فهو مأمون وآمن من الخوف والرهبة، وفي الجاهلية كانت الكعبة مكانًا يشعر المسلمون بالخوف والرهبة، ولكن الله أراد لهم الأمن والأمان في بيته الحرام.
الشعور بالأمن وقت الأزمات
لا يترك الله عباده المؤمنين في حالة خوف دائمة، فبعد مرور المؤمن بالعديد من الصعاب والتحديات في حياته، يرسل الله له الأمن والطمأنينة ويسكن قلبه ويزيل عنه كل العوائق، كما يأتي في قوله في سورة آل عمران الآية 154: (ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسًا). والدليل على ذلك هو أن الله عز وجل أنزل النعاس على الجنود في غزوتي بدر وأحد، وهذا يدل على مدى شعورهم بالأمن بسبب إيمانهم الشديد بالله حتى في أصعب الظروف.
شكر الله عز وجل على نعمه
عندما يؤمن الناس بالله ويشكرونه على نعمه، يشعرون بالأمان، ويدل الشعور بالخوف على عدم شكرهم لنعم الله الكثيرة التي يمن عليهم بها.
الأمن الفكري
يتوقف شعور الإنسان بالأمن والسلام الداخلي وعدم اصابته بالقلق والاضطراب النفسي والفكري على قربه من الله عز وجل، وعندما يترك الإنسان ذكر الله وعبادته، تسيطر عليه الأفكار السلبية ويضلل الطريق، مما يؤدي إلى شعور بعدم الأمان وزيادة الخوف، ويؤكد ذلك قوله تعالى في سورة الرعد الآية 28: (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله، ألا بذكر الله تطمئن القلوب).
لا تعد تلك الآيات الوحيدة التي تشير إلى الأمن في القرآن الكريم، بل هناك العديد من الآيات القرآنية التي تدل على أن الشعور بالأمان والأمان يرتبط بالتقرب من الله واتباع أوامره والابتعاد عن معاصيه، حيث يكمن صلاح المجتمعات والدول وتقدمها.
للمزيد من المعلومات عن الأمن يمكنكم قراءة الموضوع التالي:
