مقارنة بين الجيش المصري والاثيوبي 2020 ماذا سيحدث إذا هاجمت مصر سد النهضة ؟
مع تصاعد أزمة بناء سد النهضة في إثيوبيا، وتعنُتها المستمر مع مصر والسودان، يتم إجراء مقارنة بين الجيش المصري والجيش الإثيوبي من حيث عدد الجنود وقوتهم وجسارتهم، بالإضافة إلى ترتيبهم في الأداء على مستوى العالم مقارنة بجيش الطرف الآخر.
ومع ذلك، قبل أن نبدأ في شرح التفاصيل حول القدرات والإمكانيات الفعلية لكل من الجيشين ودور مصر والسودان في الحفاظ على حصتهما في مياه الشرب كحق طبيعي للشعوب التي تعتمد عليها منذ بداية الخلقة، يجب تأكيد حرص مصر على عدم اللجوء إلى الحلول العسكرية والمواجهات العسكرية واستبدالها بالحلول الدبلوماسية، على الرغم من التهديد الذي تتعرض له أمنها واستقرارها في حالة ملء سد النهضة، وانتهاء الجانب الإثيوبي من بناء 80% من السد.
بجانب صدور تصريحات غير مسؤولة من الجانب الإثيوبي بشأن إطلاق الجيش الإثيوبي صواريخ طويلة المدى موجهة إلى مصر وعدم الاستعداد للتفاوض وأن الحرب هو الحل الوحيد، وأنه لا يوجد شيء يمنعهم من بناء السد.
يرى الجانب المصري والسوداني أن الجلوس على طاولة التفاوض هو الحل الأمثل في مسألة توزيع مياه النيل، وهذا يفيد في عدم تعرض القرن الإفريقي للخطر بسبب الصراعات القائمة. ولدى مصر مكانة مهمة كرئيس للاتحاد الإفريقي، لذا فإنها مجبرة على اللجوء إلى التفاوض بشكل سلمي وحضاري، وذلك بتفعيل الدبلوماسية السياسية والوقوف على الوضع الحقيقي للمفاوضات مع الجانب الأثيوبي.
يتجاهل البعض تكرار سيناريو ممارسات أثيوبيا مع نظيرتها إريتريا وبناء السدود على الحدود بين البلدين، بالإضافة إلى الحروب التي تحدث بينهما. ويتساءل البعض عن قوة الجيش المصري في مواجهة الجيش الإثيوبي، وسنتناول هذا الموضوع على موسوعة، لذلك تابعونا.
مقارنة بين الجيش المصري والاثيوبي
وجدنا أن الاتفاق الذي وقع في عام 1929 بين مصر وبريطانيا يضمن حقوق الشعب المصري في مياه النيل التي خلقها الله على أرضهم، وكذلك في دول أثيوبيا وأريتريا والسودان، وليس لأي دولة ميزة على الأخرى في تلقي حصتها الطبيعية في مياه الشرب.
إذا لم تقف مصر أمام إثيوبيا في طموحها لتوليد الكهرباء وملء سد النهضة بنسبة تكفل نهضتها، نجد أن حصة مصر المحددة بـ 55.5 مليار متر مكعب من المياه كدولة مصب.
يحصل السودان على 18.5 مليار متر مكعب من مياه النيل، ويحصل كل من مصر والسودان على نسبة 87% من إجمالي مياه نهر النيل بمقدار 84 مليار متر مكعب سنويًا.
قوة الجيشين المصري والأثيوبي
يعتبر الحل العسكري والنزاع خيارًا غير مطروح يتم استبعاده من قبل مصر، حيث لا توجد حدود برية بين مصر وإثيوبيا، ولم يتم التأييد حتى الآن لخيار اللجوء إلى الحل العسكري. ومن الجدير بالذكر أن التعاون بين مصر والسودان وإريتريا فعّال ويضمن جدوى الوصول إلى حلول من قبل الجانبين.
- تُقدَّر ميزانية الجيش المصري بحوالي 4.4 مليار دولار أمريكي.
- تبلغ ميزانية الدفاع الإثيوبي 340 مليون دولار في الوقت الحالي.
ترتيب الجيش المصري 2020
ذكرت مؤسسة Global Firepower إحصائية تقييم القوة العسكرية لمصر وأثيوبيا في عام 2020، وستستعرض هذه المعلومات دون أن نستخدمها في اتخاذ القرار الأمثل الخاص بالحل العسكري.
- يحتل الجيش المصري المرتبة التاسعة في قائمة أفضل جيوش العالم، في حين يأتي الجيش الإثيوبي في المرتبة الستين عالميًا.
ترتيب الجيش الإثيوبي عالميا 2020
أصدرت مؤسسة Global Firepower إحصائية تشير إلى ترتيب الجيش الإثيوبي عالميًا من حيث القوة، ويحتل المرتبة 138.
- حل الجيش الإثيوبي في المرتبة الستين عالميًا بين 138 جيشًا في العالم لعام 2020، وفي العام السابق
- يتمتع الجيش المصري بالقدرات التقنية والتكنولوجية والعلمية اللازمة للمشاركة في المعارك العسكرية وتحقيق الانتصارات، كما يستخدم الجيش المصري الدبابات والمقاتلات الحديثة، بالإضافة إلى التدريب مع الجيش الروسي، وقوة الجيش البحري والأسلحة الحديثة التي حصل عليها مؤخرًا.
ترتيب الجيش الإثيوبي 2019
- احتل الجيش الإثيوبي المرتبة 47 على مستوى العالم من بين 137 دولة في عام 2019 .
- في عام 2019، حلت مصر في المرتبة الثانية عشر على مستوى العالم في تصنيف جيوش الدول .
الجيش المصري التاسع عالميا الأول عربيا
نشير هنا إلى شجاعة جنود مصر مقارنة بالجيش الإثيوبي، بالإضافة إلى العدد الذي يختلف بين الجيشين وهو عامل أساسي في توازن الجيوش وتحقيق الانتصارات.
- تم رصد إمكانات الجيش المصري والإثيوبي من حيث عدد الجنود، حيث يتألف الجيش المصري من 920 ألف جندي، يتم توزيعهم على 440 ألف جندي فعلي و480 ألف جندي احتياط، بينما لدى الجيش الإثيوبي عدد أقل من الجنود.
- بينما يبلغ عدد قوات الجيش الإثيوبي 140 ألف جندي.
قدرات الجيش المصري الهجومية
- يبلغ عدد المقاتلات في الجيش المصري حوالي 215 مقاتلة، بينما يمتلك الجيش المصري 375 طائرة.
- تمتلك مصر 4 آلاف دبابة و88 طائرة هجومية، بالإضافة إلى 11 ألف مركبة مدرعة.
- تمتلك مصر 8 غواصات، وتبلغ ميزانية الدفاع بها 11.2 مليار دولار أمريكي.
- يتميز تاريخ الجيش المصري بالعديد من الانتصارات العسكرية، وتعد حرب 6 أكتوبر أهم الحروب التي شارك فيها، كما يعتبر الجيش المصري أحد أقدم الجيوش في التاريخ، وفقًا لما ذكرته قائمة التراث العالمي غير المادي للإنسانية.
القوات الجوية
نقارن هنا بين الجيش المصري والجيش الإثيوبي من حيث القوات الجوية، وفيما يلي نستعرض قدرات القوات الجوية وفقًا للبيانات التي صدرت عن مؤسسة فاير بور.
قوات الدفاع الجوي في الجيش المصري
- تمتلك جمهورية مصر العربية 341 مقاتلة من طراز الهجوم، و1092 مقاتلة حربية متنوعة، و59 طائرة شحن عسكرية، و211 مقاتلة
- تتضمن قدرات مصر في مجال القوات الدفاع الجوي 388 طائرة تدريب، 46 مروحة هجومية، و293 مروحية عسكرية.
- تمتلك مصر 83 مطارًا عسكريًا، في حين تمتلك إثيوبيا 57 مطارًا عسكريًا.
الكفاءة الجوية الإثيوبية
- تملك الجيش الإثيوبي 82 طائرة حربية، بما في ذلك 33 مروحية عسكرية و26 مقاتلة و9 طائرات شحن عسكرية.
- تمتلك 8 مروحيات هجومية و16 طائرة هجومية.
الجيش البحري المصري
- شهدت القوات البحرية المصرية العديد من التغييرات في الفترة الأخيرة، حيث تم تزويد هذا القطاع العسكري بالعتاد والتدريبات التي جعلته واحدًا من أقوى الجيوش البحرية في العالم.
- يضم الجيش 320 قطعة في أسطوله البحري، من بينها 4 غواصات و50 سفينة، بالإضافة إلى 7 رادارات و9 فرقاطات.
- يجدر بالذكر أن مصر تمتلك كمية كبيرة من القوة البشرية، والتي تشكل قوتها البشرية وتتجلى في حوالي 100 مليون شخص، بينما يبلغ عدد السكان في إثيوبيا حوالي 41 مليون نسمة.
مقارنة بين سلاح الدبابات في مصر وإثيوبيا
- لا نقوم بعمل المقارنات لتعزيز اتخاذ قرار الحرب لأي طرفين، بل نقوم بها لفهم طبيعة القوة العسكرية والحربية لكل جيش، وذلك لأن الحرب تؤدي إلى دفع الثمن من الشعوب، وإنما يجب الاستماع لصوت العقل والحق والاعتماد على الدبلوماسية وأصحاب القرار الصائبين لحماية حياة الشعوب ومقدراتها، ولمنعها من الدخول في حرب مع دولتها الشقيقة في القرن الإفريقي.
- لدى الجيش المصري حوالي 2160 دبابة، ومنصات إطلاق صواريخ تصل إلى 1100، وما يزيد عن 2189 مدفعًا ومدرعة 5735. بينما يمتلك الجيش الإثيوبي حوالي 800 دبابة و 85 مدفعًا ذاتي الحركة ومدرعة 5735.
خطورة سد النهضة على مصر
- تتزايد المخاوف من الجانب المصري بسبب ملء سد النهضة، حيث يثير قلقا بشأن حجز المياه والوصول إلى مصر، حيث تبلغ نسبة المياه المحتجزة في خزان السد حوالي 19 مليار متر مكعب سنويا.
- تشير التقديرات الخاصة بالخبراء إلى أن قدرة مصر على الحصول على إمدادات الكهرباء تنخفض بنسبة تتراوح بين 25% و40% بسبب بعض المشكلات الفنية.
- يعتبر انخفاض منسوب المياه في بحيرة ناصر أحد أكبر المخاطر التي تواجه مصر، خاصة إذا كانت مياه الفيضان مرتفعة في السدود الإثيوبية.
- بالإضافة إلى انخفاض مستوى مياه مصر وتبخرها بنسبة تصل إلى 10 مليارات متر مكعب في العام، مما يجعل السد العالي غير قادر على إنتاج الطاقة الكهرومائية التي يولدها، نتيجة لخسارة قيمة المياه بنسبة 3 م، مما يتسبب في خسائر تصل قيمتها إلى 100 ميجاوات من الطاقة.
- تشهد العلاقات المصرية الإثيوبية حالة من التوتر بسبب قضية مياه النيل التي أصبحت على المحك، على الرغم من تعهد رئيس الوزراء الإثيوبي في العديد من المناسبات بعدم المساس بأمن مصر المائي وحصتها من نهر النيل.
- يجدر بالذكر أن ملف سد النهضة الإثيوبي (Grand Ethiopian Renaissance Dam) هو الذي بدأ في وقت تخوض فيه مصر ثورتها في عام ٢٠١١.
- أكد معهد ماساتشوستس أن سد النهضة يشكل خطرًا كبيرًا على مصر والسودان، إذ يمكن أن يتسبب في انهياره وتشققه، بالإضافة إلى فترات الجفاف والجوع التي تشهدها مصر، كما يمكن أن تتعرض الأراضي الزراعية التي تمتد على طول نهر النيل للتضرر بسبب بناء السد.
تاريخ سد النهضة
- يعود تاريخ بناء السد إلى عام 1964، حيث تم تحديد الموقع النهائي للسد من قبل مكتب الولايات المتحدة للاستصلاح. وفي عام 2010، بدأت إثيوبيا في مسح وتصميم موقع سد النهضة، ثم تم الإعلان عن مشروع الألفية في عام 2011، ووضع رئيس الوزراء الإثيوبي ملس زيناوي حجر الأساس للسد بعد الإعلان عن المشروع في نفس اليوم.
- أعلنت إثيوبيا في عام 2012 عن إنتاج كمية من الطاقة الكهربائية بمعدل يتراوح بين 5250 و 6000 ميجاوات، وهذا يؤثر على دول المصب مثل مصر والسودان.
- تعتمد مصر على مياه النيل للحفاظ على أمنها الاستراتيجي وتوفير مصادر الكهرباء، وبالتالي تعمل مصر على إيجاد حلول فعالة لتخزين المياه في سد النهضة بطريقة تضمن كفاءة إنتاج الطاقة وتوحيد الرؤى بدون التدخل العسكري، وذلك بالتعاون مع السودان وأريتريا، وتسعى مصر للتوصل إلى حلول من خلال المشاركة في مجلس الأمن والاتحاد مع إثيوبيا.
- تسعى مصر والسودان وأريتريا حاليًا لمتابعة آخر التطورات المتعلقة بسد النهضة والاستعانة بالولايات المتحدة الأمريكية للدفاع عن حقوقها وحقوق دول المصب، والبحث عن حلول فعالة لضمان الأمن المائي والأمن الاستراتيجي للشعوب المعنية، بما في ذلك الشعب المصري.
- مع التقدم التقني الحديث وجهود إثيوبيا لبناء السد والحصول على الطاقة، تبدأ مصر في اتخاذ خطوات جدية للدفاع عن حقوقها.
ناقشنا في مقالنا مقارنة بين الجيش المصري والجيش الإثيوبي، وكذلك تناولنا التفاصيل المتعلقة بمشكلة سد النهضة التي تسببت في قلق الشعوب. ونأمل من الطرفين التوصل إلى اتفاق سلمي وإجراء محادثات عادلة تمنح الشعب المصري والسوداني حقوقهم المشروعة، كما نتوقع أن يلتزم الجانب الإثيوبي بالمعاهدات وبحقوق الشعوب الطبيعية في الحصول على مياه النيل كونها دولاً مرتبطة بهذا المجرى المائي.
المراجع
