في هذا المقال، سيتم تقديم أهم المعلومات عن حصن بابليون التاريخي، والذي يعد من أشهر المعالم السياحية والتاريخية في جمهورية مصر العربية. يقع في منطقة الفسطاط بجوار محطة مترو أنفاق مار جرجس، ويُعد هذا الحصن واحداً من أهم آثار الإمبراطورية الرومانية في مصر، وكان له دور هام في العصور المسيحية والفتوحات الإسلامية في مصر. وسيتم عرض تاريخ بناء حصن بابليون وأهميته التاريخية في هذا المقال المقدم من موسوعة.
من هم الذين قاموا ببناء حصن بابليون
قبل بناء الحصن، شهدت مصر العديد من الأحداث التاريخية، منها احتلالها من قِبَل نبوخذ نصر ملك بابل، وبعد ذلك احتلالها من قِبَل الإمبراطورية الرومانية في القرن الأول قبل الميلاد. وفي العهد الروماني، أمر الإمبراطور تراجان ببناء الحصن في القرن الثاني الميلادي، وتم بناؤه لتعزيز نفوذ الإمبراطورية الرومانية وزيادة انتشارها في منطقة أسفل نهر النيل، وذلك بسبب أهمية هذه المنطقة العسكرية والاستراتيجية.
تتعلق بناء الحصن بأساطير أخرى تشير إلى أن البابليون بنوا الحصن للدفاع عن أنفسهم بعد أن حضروا إلى مصر بالقوة بعد هزيمتهم من قِبل الفرعون سنوسرت الذي أسرهم وأحضرهم إلى مصر لاستعبادهم.
معلومات عن حصن بابليون
- هناك عدة نسب مختلفة لتسمية الحصن بهذا الاسم، ومنها أنه تم تسميته على اسم إله النيل “حابي” الذي كان يسكن بيت النيل في هليوبوليس، بالإضافة إلى نسبته إلى بلدة مجاورة للمكان الذي تم بناء الحصن فيه.
- يتميز هذا الحصن بأنه يسمى أيضًا بقصر الشمع، نظرًا لأن أحد أبراجه كان يستخدم لإضاءة الشموع عند غروب الشمس.
- تمَّ بناءُ الحصنِ على مساحةِ 500 مترٍ مربعٍ، وتمَّت الاستعانةُ بالطوبِ الأحمرِ وبأحجارِ المعابدِ الفرعونيةِ في بنائِهِ.
- عندما تم بناء الحصن، كان يحتوي على المتحف القبطي والدير و6 كنائس.
- تم بناء الحصن في موقع يسهل الربط بين الجهة البحرية والجهة القبلية في مصر، مما ساعد على تعزيز نفوذ الرومان وحمايتهم من الأعداء وصدهم عن أي هجوم، بالإضافة إلى قدرتهم على إخماد الثورات التي كانت تندلع ضدهم سواء من الشمال أو الجنوب.
- في القرن الرابع الميلادي، أعاد الإمبراطور الروماني أركاديوس بناء الحصن وتوسيعه.
- في عام 614 هجريًا، حاول القائد عمرو بن العاص فتح مصر، وحاصر الروم داخل الحصن لمدة 7 أشهر. وحاول الروم الهروب من الحصن عن طريق حفر الخنادق حوله وبناء مخارج منه. وعندما لاحظ الزبير بن العوام – الذي أرسله عمر بن الخطاب لمعاونة عمرو بن العاص في الفتح – ما فعله الروم، حاصر الحصن من أعلى السور برفقة مالك بن أبي سلسلة ومحمد بن مسلمة الأنصاري، وظلوا يكبرون فوق السور حتى هرب الروم من الحصن لأنهم ظنوا أن المسلمين استولوا عليه، وبالفعل أصبح الحصن في حوزة المسلمين.
- تلي ذلك مدينة الفسطاط، التي يحدها نهر النيل من الغرب وجبل المقطم من الشرق والجيش من الجنوب، حتى أصبحت الفسطاط المدينة الحصينة.
- يحيط العديد من الكنائس والأديرة والمعابد مثل كنيسة الست بربارة ودير مار جرجس للراهبات وقصرية الريحان وكنيسة العذراء ومعبد اليهود بسور الحصن من الجهات الشرقية والغربية والقبلية.
- تم بناء العديد من المباني الأثرية داخل الحصن، ولكن في الوقت الحالي يتبقى منها فقط برجين كبيرين، وتم بناء كنيسة مار جرجس فوق أحدهما، والكنيسة المعلقة فوق البرج الآخر.