الحالات المرضيةصحة

كم استمر مرض الطاعون

كم استمر مرض الطاعون | موسوعة الشرق الأوسط

يُعرف مرض الطاعون أيضًا بالموت الأسود أو الموت العظيم، وهو وباء قضى على ملايين البشر في آسيا والشرق الأوسط، ويوضح هذا المقال المقدم من موسوعة مدة استمرار المرض، إذ يُعرف علميًا أن الطاعون يُسببه بكتيريا تُدعى (يرسينيا بيستيس) وتعيش في أجسام القوارض الأرضية، وقد أصاب عددًا كبيرًا من شعوب أوروبا، وظهر في العصور الوسطى في القرن الرابع عشر.

جدول المحتويات

كم استمر مرض الطاعون

يذكر بعض المؤرخين أن مرض الطاعون بدأ في الظهور في شرق آسيا في القرن الرابع عشر، وأن أعراض المرض ظهرت في البداية على سكان سهول آسيا الوسطى، بينما يروي بعض المؤرخين الآخرين أن وباء الطاعون بدأ في الظهور في شمال الهند. والحقيقة أن انتشار مرض الطاعون في معظم أنحاء العالم وإصابة ملايين البشر هي السبب وراء تعدد الأقوال وتفاوتها في بداية ظهور ونهاية وباء الطاعون.

  • ظهر مرض الطاعون الجستنياني في القرن السادس الميلادي، وتبعه ثلاث موجات كبيرة من المرض، وهي وباء القرون الوسطى في القرن الرابع عشر، ووباء في نهاية القرن التاسع عشر، وثالث وباء في بداية القرن العشرين.
  • يقول بعض المؤرخين إن وباء الطاعون ظهر في العصور الوسطى عام 1331 في الصين، وبسبب الحرب الأهلية التي كانت مستعرة في ذلك الوقت، قتل نصف سكان الصين، ومن هنا انتقل الطاعون عبر طرق التجارة إلى أوروبا وشمال إفريقيا والشرق الأوسط.
  • ذُكر أن مرض الطاعون الأسود قد انتهى في الصين عام 1855م، بعد استمراره لما يقرب من 600 عام، وذلك حسب إحدى التقارير التاريخية.
  • يروي بعض المؤرخين أن انتهاء الطاعون والقضاء عليه قد يكون السبب في الطقس البارد الذي يمكن أن يؤدي إلى موت البراغيث والبكتيريا.
  • يقول البعض إن الطاعون تم القضاء عليه من خلال تطور بكتيريا الطاعون لتصبح أقل فتكًا، أو ربما بسبب تصرفات البشر، مثل حرق القرى، التي ساعدت في القضاء على الوباء.
  • تمكن الوباء من قتل ما لا يقل عن ثلث سكان أوروبا خلال السنوات بين عامي 1347 و 1351، بالإضافة إلى وفاة نصف سكان مقاطعة سيينا في إيطاليا.
  • في القرن الرابع عشر، قال المؤرخ أغنولو دي تورا خلال واقعة الطاعون: `لا يمكن للإنسان أن يصف هذه الحقيقة المروعة بالكلمات، ومن لم يشهد مثل هذه الفظاعة قد يكون محظوظًا.` وقد دُفِنَ الموتى في حفر وأكوام.
  • قال المؤرخ جيوفاني بوكاتشيو عن وباء الطاعون الأسود: لم يتم الاحترام الكافي للقتلى، ولم يكن أكثر مما يتم منحه اليوم للماعز الميت. اختبأ البعض في منازلهم، في حين رفض آخرون التهديد. تأقلم بعضهم عن طريق شرب الكحول بكميات كبيرة، والاستمتاع بالحياة بأقصى قدر ممكن، والغناء وصنع المرح، وتحقيق كل الرغبات عندما تتاح الفرصة، في حين تجاهل آخرون الأمر برمته كمزحة كبيرة.
  • بالنسبة للطب، يقول بعض الأطباء بأن وباء الطاعون لن ينتهي كليًا، ولكنه ينتشر بين بعض الحيوانات مثل الكلاب البراري التي توجد في الجنوب الغربي للولايات المتحدة الأمريكية.
  • ذكرت بعض الصحف الأمريكية أن شخصًا أُصيب بالطاعون في فندق في نيو مكسيكو، بعدما زار الفندق كزائر واقام في إحدى الغرف، وتعرض للإصابة لأن المقيم السابق في الغرفة كان يمتلك كلبًا يحمل براغيث تحمل ميكروب الطاعون.
  • نوضح أنَّ الطب قد تطور كثيرا منذ ظهور مرض الطاعون في القرن الرابع عشر، إذ إنَّ العلاج من هذه البكتيريا يتم عن طريق تناول المضادات الحيوية فقط.

أسباب مرض الطاعون

يعد مرض الطاعون مرضًا قديمًا ومُعدًا تسبب في العديد من الأوبئة التي أودت بحياة ملايين الأشخاص في العصور القديمة والوسطى، وهو عبارة عن بكتيريا تصيب الإنسان والحيوانات، وهذا ما اكتشفه الطبيب الفرنسي السويسري ألكسندر يرسن.

  • يعرف وباء الطاعون بالموت الأسود لأن الوباء يتسبب في انتشار بقع نزفية تحت الجلد، وعند ظهور أي وباء جديد قاتل مثل الإيدز، فإنه يسمى بطاعون العصر تشير إلى الخسائر الكبيرة التي يمكن أن يسببها في الأرواح
  • يعود سبب الوباء الرئيسي لمرض الطاعون الأسود إلى نوع من البكتيريا المعروفة باسم (Yersinia pestis)، والتي يعود اسمها إلى الطبيب الفرنسي السويسري ألكسندر يرسن.
  • تتواجد هذه البكتيريا في القوارض مثل الفئران، ويتم التكاثر داخل جسدها وتنمو وتنتقل العدوى المصاحبة لها إلى الإنسان من خلال البراغيث والجراثيم البكتيرية.
  • تقوم البكتيريا بعض الفئران المصابة بالطاعون الرئوي بلدغ الفئران وبعد ذلك تنتقل إلى الإنسان عند لدغ الفئران المصابة مباشرة، أو عن طريق الرذاذ والكحة إذا كان الشخص مصابًا بالطاعون الرئوي.
  • يتم الكشف عن إصابة الشخص بمرض الطاعون الأسود خلال بضعة أيام، حيث تتراوح الفترة الزمنية بين يومين وستة أيام بين التعرض للعدوى وظهور الأعراض المرضية، وذلك يعتمد على نوع الطاعون.

أنواع مرض الطاعون

صنف الأطباء أنواع وباء الطاعون إلى ثلاثة أنواع، وتختلف مدة ظهور أعراض وباء الطاعون الأسود حسب نوع الطاعون المصاب به الشخص.

  • الطاعون الرئوي: يعتبر هذا النوع من الطاعون من الأخطر انتشارًا، حيث يتم نقل العدوى عن طريق استنشاق الرذاذ المعدي الناتج عن العطاس والسعال من شخص مصاب بالطاعون إلى شخص آخر مباشرة، ويشكل هذا النوع حوالي 3٪ من حالات العدوى.
  • تتراوح فترة ظهور الأعراض لهذا النوع ما بين يوم وأربعة أيام، ولا يوجد لهُ تطعيم، وهذا النوع هو الذي يستخدم كسلاح بيولوجي.
  • تتشخص الحالات المرضية للطاعون الرئوي من خلال هذه الأعراض، وهي: تتميز أعراض مرض الطاعون الرئوي بارتفاع درجة الحرارة والشعور الدائم بصداع الرأس والشعور بالضعف والهزال وضيق في التنفس والدوار أو الدوخة وكثرة السعال، وعادةً ما يتميز المرض بالقيء الذي يمكن أن يصاحبه نزف.
  • تتراوح نسبة الوفيات من هذا النوع من الطاعون الأسود بين 50% إلى 90%.
  • طاعون الغدد اللمفاوية: مرض طاعون الغدد الليمفاوية (الطاعون الدبلي) هو نوع من أنواع الطاعون، ويصاب به حوالي 84% من المصابين بالطاعون. يحدث هذا النوع من الطاعون بسبب لدغة البراغيث المعدية للإنسان بعد لدغ الفأر المصاب بالعدوى، وبذلك تنتقل العدوى ببكتيريا الطاعون إلى الإنسان. تتكاثر هذه البكتيريا وتنتشر في موضع الإصابة ومن ثم تنتقل عبر السائل الليمفاوي إلى الغدد الليمفاوية الموجودة في هذه المنطقة، ثم تنتقل إلى الجسم بأكمله.
  • يؤدي الإصابة بالطاعون إلى تضخم الغدد الليمفاوية وارتفاع درجة حرارة الجسم، وتسبب آلاماً شديدة في هذه الغدد، وفي بعض الأحيان تحدث تقرحات تؤدي إلى النزيف، وفي هذه الأثناء تفرز بكتيريا الطاعون سموماً خطيرة قد تؤدي إلى مضاعفات قد تؤدي إلى الموت، ويمكن علاج هذا النوع إذا تم اكتشافه في مرحلة مبكرة، كما يوجد له تطعيم ولقاح واقٍ.
  • طاعون إنتان الدم: ينتشر طاعون الغدد اللمفاوية بنسبة 84٪ من حالات الإصابة بالطاعون، ويحدث عندما يلدغ البراغيث المعدية الإنسان بعد أن يلدغ الفأر المصاب بالعدوى، ويتم نقل العدوى إلى الإنسان. وتتكاثر بكتيريا الطاعون في مكان اللدغة وتنتشر عبر السائل اللمفاوي إلى الغدة اللمفاوية في المنطقة المصابة ومن ثم في الجسم كله. يمكن علاج هذا النوع من الطاعون إذا تم اكتشافه في مرحلة مبكرة، ويوجد له تطعيم ولقاح واقٍ. وتتميز الأعراض بالتشابه مع أعراض طاعون الغدد اللمفاوية النوع الآخر.

وصلنا الآن إلى الإجابة عن سؤال حول مدة استمرار مرض الطاعون، وذلك من خلال آراء مختلفة للمؤرخين، حيث يمكن أن يكون وباء الطاعون استمر للأسود من القرن الرابع عشر حتى القرن الثامن عشر أو التاسع عشر، ومن المحتمل أن يكون استمر لمدة تصل إلى 555 عامًا.

يمكنك العثور على مزيد من المواضيع ذات الصلة بهذا المحتوى على موقع الموسوعة العربية الشاملة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى