صومعة حسان من الداخل

تُعَدُّ صومعة حسان واحدةً من أشهر المباني التاريخية، إذ تميَّزت هذه الصومعة المشهورة بوجودها في العاصمة المغربية الرباط، حيث تم تشييدها في عصر دولة الموحدين بأمرٍ من يعقوب المنصور عام 593 هجريًا، وقد تم تأسيس جامع حسان في عام 1197-1198 ميلاديًا. ويعتبر موقع مسجد حسان من التراث العالمي، إذ تمت إضافته من قِبَل منظمة اليونسكو إلى قائمةٍ أوليةٍ في فئة الثقافة في 1 يوليو 1995 ميلاديًا .

سبب تسمية صومعة حسان بهذا الإسم :

يأخذ اسم صومعة حسان من مسجد حسان الكبير، وهو واحد من أكبر وأشهر المساجد الإسلامية في العالم العربي والإسلامي. وقد أطلق على مسجد حسان هذا الاسم نسبة إلى قبيلة بني حسان الذين كانوا يعيشون في منطقة الرباط في ذلك الوقت. أما الصومعة، فهي تابعة لصومعة الكتيبة في مراكش وصومعة الخيرالد في إشبيلية، وهي إحدى أعظم وأشهر الصومعات التي تدل على فخامة المسجد الإسلامي وعظمة تصميمه. تم بناء الصومعة بأمر من السلطان يعقوب الموحدي الذي رغب في جعل مدينة الرباط مدينة ذات أهمية دينية خاصة بها لتنافس مدن فاس ومراكش وتصبح أكثر شهرة منهما، وتقع الصومعة شمال شرق الرباط .

صومعة حسان :

تتميز الصومعة بشكلها المربع وارتفاعها الذي يصل إلى حوالي 44 مترًا، وتحتوي على مطلع داخلي يؤدي إلى الأعلى، وتتألف الصومعة من حوالي ست غرف تنقسم إلى طبقات، وقد تم تزيين واجهات الصومعة الأربعة بزخارف ونقوش متنوعة ومختلفة على الحجر المنحوت وفقًا للنمط الأندلسي المغربي من القرن الثاني عشر

يبلغ عرض جدار منارة حسان حوالي مترين ونصف، ويبلغ عرض الصورة مترًا ونصفًا، وارتفاعها تسعة أمتار، وتختلف منارة حسان عن جميع المنارات الأخرى في المساجد المغربية بأنها تقع في خط مستقيم مقابل المحراب، بينما توجد المنارات الأخرى عادة في أحد الأركان المقابلة لجدار المحراب

صُمم المسجد بهذا الشكل الهندسي الفريد لتمييزه عن غيره، ويتضمن المجمع بجانب المسجد مجموعة من الأضرحة للعاهل المغربي محمد الخامس والملك الحسن الثاني ومولاي عبد الله. تتميز تلك الأضرحة بالتصميم الهندسي الأصيل والزخارف الإسلامية الجذابة في الخارج والداخل، حيث تحتوي كل ضريح على أربعة أبواب، بما في ذلك باب الرواح الذي يعتبر من أجمل الأبواب جمالاً، ويتواجد حارس عند كل باب يرتدي الزي المغربي .

تحتوي الصومعة على حديقة كبيرة تضم العديد من الزهور والأشجار الجميلة، بالإضافة إلى نوافير فريدة من نوعها التي تم تصميمها بطريقة تقليدية قديمة. كما تحتوي على العديد من المصابيح التقليدية القديمة، مما يجعلها مكانًا ساحرًا للزيارة في الليل والاستمتاع بجمال التراث، خاصةً بفضل الإضاءة القوية المتوجهة نحو الصومعة .

مواد بناء صومعة حسان :

تم إنشاء صومعة حسان باستخدام المواد والخامات التي استخدمها الأندلسيون في المغرب. تم اختيار المواد الأكثر قوة والأكثر تحملاً لمقاومة الرطوبة الجوية والرطوبة القادمة من اتجاه المحيط الأطلسي، ومن بين هذه المواد: الحجر المنحوت، الحجر الرملي، الجص، الرخام، والخشب. تم بناؤها بواسطة يوسف المنصور  .

يتكون مسجد حسان من :

• بيت الصلاة : يتكون هذا المنزل من حوالي 18 أساكيب، وتنتشر الأساكيب على ثلاثة أجزاء من المنزل وتوجد سبعة أساكيب على الجانب الشمالي، والباقي يتوسط المنزل، ويتشكل المنزل على شكل حرف T .
• أعمدة المسجد : يتكون المسجد من حوالي 400 عمود وله 16 مدخلاً موزعة على الجوانب الغربية والشرقية والشمالية .
• محراب المسجد :نظرًا لكون هذا المسجد كان مكان عمل لأسرى الإفرنج، فإن المحراب فيه يصل ارتفاعه إلى نحو ثلاثة أمتار ويبلغ عرضه مساوٍ له .
• صحن المسجد : يحتوي هذا الساحة المقدسة على مجموعة من الآبار، ويبلغ طولها حوالي تسعة وستين مترًا وعرضها ثمانية وعشرين مترًا، وتعادل مساحتها مساحة بيت الصلاة .