السفرالسياحة

تقرير عن حصن بابليون

54c364c991805 | موسوعة الشرق الأوسط

يقع حصن بابليون العظيم في منطقة القاهرة القديمة، بجوار المتحف القبطي، ويعتبر واحدًا من أعظم الحصون الحربية التي تم بناؤها على مر التاريخ، وخصوصًا في عصر الحضارة الرومانية، وقتما كانت مصر تتبع الديانة المسيحية. لعب هذا الحصن دورًا كبيرًا في حروب تلك الفترة، كما لعب دورًا أكبر خلال فترة الفتح الإسلامي، حيث استغل عمرو بن العاص موقعه الإستراتيجي في قلب المدينة لحماية راية الدولة الإسلامية. ويتضمن موقع الموسوعة تقريرًا عن هذا الحصن الشهير.

تقرير عن حصن بابليون

يعتبر حصن بابليون مرتبطًا بالملك نبوخذ نصر الثاني، أحد أقوى ملوك دولة بابل وبلاد الرافدين في منتصف القرن السادس، والذي اشتُهِرَ بالحكمة والشجاعة، ولقبه شعبه بـ “الملك سعيد الحظ” بسبب الانتصارات المتعاقبة التي حققها، والتي دفعته للتوسع في دولته من خلال الغزوات التي نجح فيها، والتي شملت أيضًا احتلاله مدينة أورشليم وإنهاء حكم عائلة داؤد التي تنحدر من نبي الله عيسى، وبعد بناء حدائق بابل المعلقة، قرر بناء حصن بابليون العظيم لحمايته من الحروب التي كان يخوضها ضد المتمردين الذين كانوا يرفضون دفع الجزية للحكم البابلي.

مع تطوّر الحضارة الرومانية ووصولها إلى ذروتها، قرر القيصر أغسطس غزو مصر والاستيلاء على حكمها من يد نبوخذ نصر الذي استخدم الحصن هو وجنوده للدفاع عن الطرق الجنوبية لوادي النيل وحماية ممتلكات مدينة الإسكندرية. وبعد ذلك دخل الرومان مصر وأعاد الإمبراطور تراجان بناء الحصن وزيادة وحداته المعمارية ليستخدمه فيما بعد كمركز رئيسي لحكمه والمكان الذي تنطلق منه جميع الهجمات الحربية التي تسعى لتوسيع حدود الإمبراطورية الرومانية

هناك بعض الاتجاهات التاريخية التي تشير إلى أن بداية بناء الحصن ليست في عهد نبوخذ نصر الثاني، بل تعود إلى القرن التاسع عشر قبل الميلاد في عهد الملك سنوسرت الثالث الذي ينتمي إلى الأسرة الثانية عشرة، وهو الحاكم الذي كان يهزم كل من يريد الاعتداء على حكمه، بما في ذلك البابليين الأوائل الذين حاولوا غزو مصر. وقد خاض سنوسرت معركة شرسة ضدهم، انتهت بانتصاره واستعبادهم، لكنهم تمكنوا من الهرب وبناء حصن قوي أطلقوا عليه اسم بابل، ومن ثم أطلقوا على أنفسهم اسم البابليين.

في عام 640 م، بعد رفع راية الإسلام في القدس وإزاحة الحكم الروماني، قرر عمرو بن العاص فتح مصر، وحصل على موافقة الخليفة عمرو بن الخطاب. وذهب بن العاص مع جيش مكون من 3500 جندي، وانضم إليهم فيما بعد صفوف الزبير بن العوام المكونة من 4000 جندي. وحاصر الجيش حصن بابليون، الذي كان يختبئ بداخله آخر ملوك الرومان، واستمر الحصار لمدة 7 أشهر حتى تم رفع راية الاستسلام من قبل الرومان.

بعد فتح عمرو بن العاص لمصر، دخل حصن بابليون وجعله مكان إقامته الرئيسي قبل بناء مدينة الفسطاط شمال الحصن، والتي أصبحت عاصمة مصر الإسلامية الأولى، وأمر ببناء مسجد عمرو بن العاص الشهير، الذي توجد فيه قباب شهيرة لكبار الأئمة والشيوخ مثل الشافعي ومحمد الغزالي، وحيث يقع الحصن في المنتصف.

ويمكنكم الاطلاع على مزيد من المعلومات عن بابليون من خلال: (معلومات عن حصن بابليون وتاريخ بناءه).

المصدر: 1.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى