تعريف الانضباط الذاتي

تعريف الانضباط الذاتي

يتم تعريف الانضباط الذاتي بأنه القدرة على ضبط النفس والابتعاد عن الأمور الضارة للإنسان من الناحية الصحية، والتي يمكن أن تؤدي إلى نتائج غير مرغوب فيها. كما يمكن تعريفه بأنه القدرة على الصبر وعدم ترك الإنسان لنفسه للمشاعر السلبية التي يمكن أن تنشأ من حين لآخر. ومن خلال الانضباط الذاتي، يمكن للفرد التغلب على نقاط ضعفه والاستمرار في تنفيذ خططه بشكل جيد، مما يساعده على تحديد الأهداف والوصول إليها بشكل مستمر.

مفهوم الانضباط الذاتي في الإسلام

أعرب الإسلام عن المعنى الحقيقي للانضباط الذاتي للمسلم من خلال مفهوم “الاستقامة”، وجعل الله ثوابا عظيما في الآخرة لمن يلتزم بها. كما قال المولى -جل جلاله-: (إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون) (سورة فصلت، الآية: 30)

• يترابط الإيمان والاستقامة بشكل كبير، فالعلاقة بينهما علاقة طردية، حيث كلما زاد الإيمان في قلب المؤمن زادت استقامته، وزاد هو من قوة تحصينه الذاتي، ولكن بشرط أساسي، وهو أن يتواجد الإيمان أولًا، فالإيمان الصحيح هو المعيار الواجب والمؤكد على الاستقامة، والاستقامة التي تنبع من الإيمان الصحيح تكون استقامة حقيقية من حيث العلم والعمل.
• وقد ذكر سفيان بن عبد الله الثقفي- رضي الله عنه-: (قلت: يا رسول الله، قل لي في الإسلام شيئا لا يحق لأحد غيرك أن يسألني عنه بعدك، وفي حديث أبي أسامة غيرك، قال: قل: آمنت بالله، ثم استقم) (صحيح مسلم)

أنواع الانضباط الذاتي

يعتبر الانضباط الذاتي من الأمور التي لا يمكن اعتبارها سهلة، وعليه يعتقد العديد من الناس أنه يمكن للإنسان تحقيقه بسهولة، ويعد الوالدين من بين الأشخاص الذين يفترض أن يمتلكوا أطفالهم تلك المهارة، ومع ذلك، فإن الانضباط الذاتي يأتي بأشكال متعددة، ومن بينها الأشكال الثلاثة التالية.

الانضباط الاستباقي

يستند هذا النوع من الانضباط إلى القيام بالأشياء مسبقاً، والذي ينتج من محاولة الشخص للتحكم بالمواقف التي يتعرض لها بشكل أفضل، ومثال بسيط عليه هو إحضار المظلة في يوم ممطر. يتم تحقيق هذا النوع من الانضباط من خلال ترتيب قوائم المهام، حتى يصل الشخص إلى مستوى يحدد فيه وقت النوم ويتمسك به.

الانضباط التفاعلي

الانضباط الذاتي هو نوع من الانضباط يعتمد على التحكم في الأفكار والسلوكيات، ويتم تجسيده بشكل واضح عند التعامل مع المواقف الغير متوقعة التي يمكن حدوثها في أي وقت، على سبيل المثال التعامل مع حالة ثقب في إطار السيارة أثناء التوجه إلى العمل.

الانضباط النشط

الانضباط الذاتي هو نوع من أنواع الانضباط الذي يتضمن القيام بالأمور التي يحتاجها الشخص في الوقت المناسب دون تأجيلها أو تأخيرها، على سبيل المثال، تناول وجبة صحية على الأقل يوميًا، ومحاولة منع أي مصدر لتشتيت الانتباه، وخاصة خلال فترة الدراسة، ويمكن استخدام بعض التمارين الرياضية لتعزيز الانضباط الذاتي.

كيف تحقق الانضباط الذاتي في حياتك؟

ليس كل من يصل إلى النجاح هو شخص ذو مواهب خارقة أو قدرات لا تتوفر لدى الآخرين، بل يتألف معظم هؤلاء الناجحين من مجموعة من الأشخاص الذين يولون عناية كبيرة للانضباط الذاتي بحيث يصلون إلى ما يريدون تحقيقه. ويمكن للفرد أن يحقق الانضباط الذاتي باتباع بعض الخطوات التي تساعد على تحقيق ذلك.

• الشغف: يجب على الفرد الذي يرغب في تحقيق درجة عالية من الانضباط الذاتي أن يكون متحمسًا لتحقيق الأهداف التي يريد تحقيقها في حياته بشكل عام، ولا يمكن تحقيق الأهداف دون الشغف في الوصول إليها من البداية. يحتاج الفرد إلى التركيز بشكل كبير لتحقيق هذا الشغف، ويجب أن يكون التركيز موجهًا نحو هدف معين، حتى يكتسب الشغف الذي سيدفعه نحو الانضباط الذاتي.
• التخطيط: بعد تحديد الهدف الذي يريد تحقيقه، يحتاج الشخص إلى خطة واضحة لتحقيق شغفه، ويتكون ذلك من مجموعة من الأنشطة المرتبة والمتسلسلة وفق جدول زمني دقيق.
• التقييم: يحتاج الشخص الذي يريد تحقيق الانضباط الذاتي والوصول إلى هدف محدد، بعد وضعه الخطة اللازمة لتحقيق هذا الهدف، إلى تقييم عمله بعد كل جزء من أجزاء الخطة، ليتأكد ويثق في نفسه بأنه قد حقق بالفعل ما يريد من هذه الأنشطة المختلفة، والتي تم التخطيط لها، ويزيد ذلك من رغبته في مواصلة وإكمال تحقيق حلمه.
• التعديل: يحدث التعديل عندما يكتشف الشخص بعض القصور التي تظهر في سبيل تحقيق أهدافه اليومية والأسبوعية، ويجب عليه أن يتوقف ويعيد النظر في خطته ويتساءل إذا كانت تسير بشكل صحيح وإذا كانت ستؤدي به إلى تحقيق هدفه أم لا.

أهمية الانضباط الذاتي

لا تتمثل قيمة الانضباط الذاتي على أن يكون أحد البدائل الجيدة التي تساعد على التحفيز فقط، ولكن تتخطى ذلك إلى تحقيق العديد من الفوائد للشخص بشكل عام، فالانضباط الذاتي لن يتحقق فقط في التعامل مع الأهداف، ولكن يساعد أيضاً على الانضباط في الحفاظ على الجسم، ما ينتج عنه الكثير من الفوائد الأخرى، والتي من بينها ما يلي.

• يجعل الإنسان أكثر صحة: تشير بعض الدراسات التي أجريت عام 2009 على بعض الأشخاص الذين يتمتعون بانضباط ذاتي كبير إلى أنهم يهتمون بصحتهم ويعملون على تحسينها، حيث يتميز المنضبطون بتناولهم الوجبات الصحية التي تحتوي على كميات قليلة من الدهون، كما يزيد اهتمامهم بتناول الفواكه.
• يزيد من الشعور بالسعادة: يساعد الانضباط الذاتي على زيادة شعور الشخص بالسعادة والامتنان تجاه نفسه، مما يزيد من الشعور بالراحة النفسية والثقة بالنفس بشكل عام.
• يدعم النجاح الأكاديمي: يمثل النجاح الأكاديمي أحد أعلى مراحل الانضباط الذاتي بالقوة والتأثير، فغالبًا ما يمتلك الطلاب في المراحل الأكاديمية والدراسات العليا فقط وقتًا قصيرًا، والذي يمكنهم خلاله متابعة دراستهم، وهو العامل الأساسي لتحقيق النجاح الأكاديمي، والذي يتحقق من خلال وضع خطط جيدة وضبط قوي للنفس مع تنفيذ فعال لتلك الخطط.

أسئلة شائعة