التعليموظائف و تعليم

بحث عن الانضباط الذاتي والعوامل المؤثرة فيه

Add a heading195 | موسوعة الشرق الأوسط

القيام بعمل بحث حول الانضباط الذاتي يمكن أن يكون مفيدًا جدًا، حيث يمكنك فهم أهمية الانضباط الذاتي في حياة الفرد ونتائجها العظيمة التي تدفع الفرد للالتزام بضبط الذات. الانضباط الذاتي هو واحد من أهم الصفات التي يسعى الأفراد الذين لديهم أهداف ورؤية وأحلام لتحقيقها. في تاريخ العظماء حول العالم، نرى أن ضبط النفس هي الصفة الرئيسية التي تسيطر على حياتهم، فهم يركزون على أهدافهم ويعملون عليها بجدية. في هذه المقالة في موسوعة، سنتحدث عن تعريف الانضباط الذاتي وكيفية تنميته.

بحث عن الانضباط الذاتي

يتعذر تحقيق أي نجاح شخصي أو إنجاز أو هدف دون تحقيق الانضباط الذاتي؛ إذ تعد هذه الصفة هي الأكثر أهمية والأكثر طلبًا لتحقيق أي نوع من أنواع التميز الشخصي أو التفوق الرياضي أو البراعة في الفنون أو الأداء المتميز وما إلى ذلك.

نبذة عن الانضباط النفسي

  • التحكم الذاتي هو القدرة على التحكم في الدوافع والعواطف والرغبات والسلوك، وأيضًا القدرة على رفض الأساليب الأخرى التي يمكن أن تحرج الإنسان عن هدفه؛ وذلك لتحقيق السعادة على المدى البعيد من خلال تحقيق أهداف أعلى وأكثر أهمية.
  • يمثل امتلاك الانضباط الذاتي القدرة على اتخاذ القرارات، واتخاذ الإجراءات، وتنفيذ خطة عملك وجهدك بغض النظر عن العقبات أو الانزعاج أو الصعوبات التي قد تواجهها على طريقك.
  • بالتأكيد، لا يعني الانضباط النفسي أن يعيش الإنسان حياة مقيدة، ولا يعني التخلي عن كل ما يستمتع به، أو التخلي عن المتعة والراحة.
  • فالتركيز يعني تعلم كيفية توجيه طاقتك وتركيز عقلك على أهدافك، والثبات لتحقيق هذه الأهداف، كما يعني تنمية القدرة على التحكم في اختياراتك بدلاً من الاستجابة لمشاعرك أو عاداتك السيئة، أو التأثير على الآخرين.
  • يمكن للانضباط الذاتي أن يساعدك على تحقيق أهدافك في إطار زمني معقول والعيش حياة منظمة ومرضية.

كيف تنمي الانضباط الذاتي

  • كما يستغرق بناء العضلات بعض الوقت، فإن تطوير الانضباط الذاتي يتطلب بعض الوقت أيضًا.
  • كلما تدربت أكثر، زادت قوتك. في التمارين الرياضية، إذا حاولت القيام بالكثير في وقت واحد، يمكن أن تصاب بالإصابات وتشعر بالإحباط. لذا، يجب أن تتحلى بالانضباط الذاتي وتتعلم الطريقة الصحيحة للوصول لهدفك بالتدرج، وابدأ باتخاذ خطوة واحدة في كل مرة.
  • تعرف على ما يحفزك وما هي العوامل السلبية.
  • يمكنك البدء في التعلم بنفسك، ففي بعض الأحيان يكون من الصعب مكافحة الرغبة والدوافع، لذلك يجب عليك معرفة المناطق التي ينخفض فيها مستوى مقاومتك وكيفية تجنب تلك المواقف.
  • فعلى سبيل المثال: إذا كنت تتبع حمية غذائية، فإذا كنت تعلم أنك لا تستطيع مقاومة الحلويات أو البطاطس المقلية أو أي إغراء آخر، فابتعد عنها ولا تضعها أمامك في لحظات الضعف التي قد تغريك.
  • فإذا كنت تدرك أن الضغط على نفسك لا يعمل معك، فعليك إنشاء بيئة تشجع على تنمية الانضباط الذاتي بدلاً من الإفساد.
  • أزل الإغراءات وأحط نفسك بمواد مهدئة، ومشجعة، ومحفزة، مثل: تحفيز الشعارات، والصور لما تريد تحقيقه.
  •  يمكن لقوة إرادتك أن تتأثر بمستويات الطاقة لديك، لذلك قم بقراءة القرآن، والتنزه، والضحك، والترفيه عن نفسك لتعزيز قوة إرادتك.
  • ينبغي عليك تدريب نفسك على الاستمتاع بما تفعله، حيث يسهل هذا تطبيق السلوكيات المرغوبة والمتناسبة مع روتينك، وهذا هو حقًا مفهوم الانضباط الذاتي.
  • يجب عليك اتخاذ قرارات بشأن الأهداف التي تسعى لتحقيقها ومعرفة ما هو مهم بالنسبة لك.
  • يجب تكوين روتين يومي يساعد على تحقيق الأهداف المرجوة، على سبيل المثال، إذا كنت ترغب في تناول الطعام بشكل صحي أو فقدان الوزن، يجب عليك الحرص على تناول حصص من الفواكه والخضروات يوميًا، وممارسة التمارين الرياضية لمدة لا تقل عن نصف ساعة وجعلها جزءًا من روتين يومك، لتعزيز قدرتك على التحكم في سلوكياتك اليومية.

طُرق أخرى لتنمية الانضباط الذاتي

  • تتخلص من بعض العادات السيئة التي يمكن أن تضع عقلك في إطار سلبي وتعيق انضباطك الذاتي.
  • عليك أن تتدرب على القيام بما تراه صوابًا، حتى إذا لم ترغب في ذلك، على سبيل المثال، قاوم رغبتك في مشاهدة التلفزيون، وابتعد عن الصراخ على الأشخاص الذين يغضبونك، وتوقف وفكر قبل القيام بأي فعل، وفكر في العواقب التي يمكن أن تترتب عليها عندما تمارس الضبط الذاتي، فهذا سوف يساعدك على تطوير عادة السيطرة على أهدافك.
  • يجب عليك المشاركة في الرياضة أو الأنشطة البدنية؛ فالرياضة هي وسيلة رائعة لتعزيز الانضباط الذاتي، إذ تساعدك الرياضة على تحديد الأهداف وتركيز طاقتك العقلية وممارسة التمارين الرياضية وتحسين لياقتك البدنية، كما تساعد على تنمية التوافق مع الآخرين.
  • المشاركة في الرياضة تعلمك كيفية العمل الجاد والسعي لتحقيق الأهداف، وهذا يساعدك في دمج هذه العمليات والمهارات في حياتك اليومية.
  • يمكن أن يكون تعلم العزف على آلة موسيقية طريقة رائعة أخرى لتنمية الانضباط الذاتي، من خلال التركيز والتكرار خلال عملية التعلم.
  • يساعد تحقيق الانضباط الذاتي في أي مجال من مجالات حياتك على إعادة برمجة عقلك لاختيار ما هو صحيح، وليس ما هو سهل.
  • احصل على الإلهام من أحبابك؛ فعلى سبيل المثال: أكد مايكل جوردان دائمًا أن عظمته كلاعب كرة سلة جاءت من خلال العمل الجاد في مهنته، وكانت رغبته في التفاني والانضباط والتركيز هي ما جعلته واحدًا من أفضل لاعبي كرة السلة على الإطلاق.
  • تصوُّر المكافآت، فلا شيء يمنح الإرضاء أكثر من تحقيق الأهداف، وتبنَّ أساليب المتفوقين والرياضيين الكبار الذين يحققون ذلك.
  • قم بتصوُّر نفسك في المستقبل وتصوُّر النتيجة المرجوة، واشعر بمدى مكافأتها والفوائد العديدة التي ستتمتع بها.
  • تذكر دائمًا ما يلزم للوصول إلى هدفك.

العوامل المؤثرة في الانضباط الذاتي

هناك عدة عوامل تؤثر في الانضباط الذاتي للفرد، من بينها:

الأسرة

  • تعد البيئة الأسرية العامل الأول والأكثر تأثيرًا في تنمية الانضباط الذاتي للفرد، حيث تتضح فيها سمات الشخصية والفكرية للفرد، لأنها تشهد نمو وتطور الشخصية العاطفية والنفسية والاجتماعية للفرد.
  • تعزز هذه الأنشطة تطوير ذكاء الفرد وتعلمه كيفية التعامل مع نفسه والآخرين، وكذلك الأساليب التي تستخدمها الأسرة في تربية أبنائها تؤثر على نموهم وتفكيرهم.
  • يتعلم الأفراد من خلال ذلك الفرق بين الصحيح والخاطئ، والسلوكيات الفردية والاجتماعية التي يجب الالتزام بها أو تجنبها، وتؤثر بالتالي على انضباط الشخص ذاتيًا.

المدرسة

  • لا يقل دور المدرسة أهمية عن دور الأسرة في تعليم الأفراد الانضباط الذاتي، فهي البيئة التي يتم فيها احتواء الشباب وتلبية حاجاتهم العقلية والعاطفية والنفسية.
  • تعد المدرسة وسيلة مهمة لتوسيع دائرة معارف الطفل، وتمتد لتشمل الزملاء والمدرسين والإداريين بدلاً من تقتصر على الأسرة والأقارب فقط.
  • تلعب المدرسة دورًا هامًا في تعزيز المعتقدات التي تُكوّنها الأسرة لدى الطفل، أو في تغيير السلوكيات الخاطئة التي يتعلمها الفرد من الأسرة.
  • بالإضافة إلى أن الأنشطة المدرسية تخضع للقوانين التي تساعد الأطفال على تعلم كيفية تطبيق هذه القوانين على مستوى أعلى.

الأصدقاء

  • غالبًا ما يكون للأصدقاء تأثير أكبر في تطوير الانضباط الذاتي للفرد من تأثير الأسرة والمدرسة.
  • توجد عوامل مشتركة بين الأصدقاء، مثل السن والبيئة الاجتماعية والمشكلات التي يواجهونها ورغبتهم في الاستقلال.
  • تؤثر تلك العوامل بشدة في الفرد وتُعد من أهم مصادر تشكيل السلوك المكتسب لديه والمعتقدات والاتجاهات والمعايير التي يؤمن بها، فتؤثر في سلوكه بالإيجاب أو السلب.

الدين

  • الالتزام بتعاليم الدين هو واحد من أهم وسائل الضبط الذاتي وأقوى العوامل التي تؤثر على سلوك الفرد، حيث يؤدي إلى الانضباط الذاتي بشكل إيجابي.
  • عندما يتم الالتزام بأداء العبادات اليومية مثل الصلاة، بما في ذلك الوضوء والالتزام بالمواعيد والاصطفاف في الصفوف ومتابعة الإمام، يمكن أن يؤثر ذلك بشكل كبير على سلوكيات الفرد ويساعده على الالتزام بالأخلاق والتصرفات الصالحة في علاقاته مع الآخرين.

مبادئ الانضباط الذاتي

يشير الكاتب براين تريسي في كتابه (معجزة الانضباط الذاتي) إلى أن الانضباط الذاتي يتطلب 9 عادات يجب على الشخص الالتزام بها، وهي:

التفكير بشكل واضح

يجب على الشخص الاسترخاء في مكان هادئ وبعيد عن الضوضاء لمدة 30 دقيقة كل يوم، وكتابة المشكلة على ورقة ومحاولة البحث عن حلول لها من جميع الجوانب.

عادة وضع الأهداف

  • يجب على كل فرد تحديد الأهداف التي يسعى لتحقيقها في حياته.
  • يجب كتابة الأهداف بشكل إيجابي ومراجعتها يوميًا ونسخها بمعدل لا يقل عن 5 مرات، والتفكير في طرق تحقيق تلك الأهداف لجعل وضع الأهداف عادة.

استغلال الوقت

تعتبر إحكام التخطيط للمهام وتحديد الأولويات في ترتيب تلك المهام أحد وسائل تحقيق الانضباط الذاتي، حيث يعتبر النجاح في استغلال الوقت بشكل فعال من العوامل المؤثرة بشكل إيجابي على جميع الأعمال الأخرى.

الشجاعة

لا يمكن للإنسان الحصول على الشجاعة إلا بالتغلب على مخاوفه الداخلية، وهذا لن يحدث إلا إذا قرر المواجهة مع ما يخافه، وعندما يقوم الإنسان بمواجهة الأشياء التي يخاف منها، سيتلاشى الخوف من داخله.

التخطيط لصحة جيدة

يجب على الإنسان التخطيط للعيش بصحة جيدة حتى يصل إلى سن 1000 عام، ويتطلب ذلك تجنب كل عادة غير صحية يمكن أن تؤدي إلى المرض، واتباع العادات الصحية التي تساعد على الحفاظ على الصحة.

توفير المال

من مفاتيح الانضباط الذاتي الخلاص من الديون وتحقيق الاستقلال المادي وزيادة الإيرادات على المصاريف، بالإضافة إلى إدخار 10% من الإيرادات وزيادة هذه النسبة كل عام.

العمل بجدية

يجلب الاجتهاد في العمل الحظ السعيد، ولذلك يتعين على الفرد أن يعمل بجدية في مجال عمله لكسب سمعة جيدة.

التعلم المستمر

ينبغي للفرد أن يحرص دائمًا على تعلم المزيد، ولذلك يجب أن يخصص كل يوم من 30 إلى 600 دقيقة للقراءة في مجاله، حيث يزيد ذلك من خبرته في مجال عمله وبالتالي يزيد راتبه.

الإصرار على النجاح

من يصر على مواجهة جميع الصعوبات هو الأكثر قدرة على تحقيق الانضباط الذاتي.

أهمية الانضباط الذاتي

توجد العديد من الفوائد التي يحصل عليها الفرد عند تحقيق الانضباط الذاتي، مثل:

  • ينجح الفرد في استخدام عقله للوصول إلى آراء صائبة وحلول صحيحة للمشكلات التي تواجهه، وبالتالي يستطيع التحكم في رغباته السلبية والسيطرة على انفعالاته.
  • يساعد تحقيق الانضباط الذاتي على التفكير بشكل منطقي في جميع الأوقات وفي مواقف مختلفة.
  • يساهم الانضباط الذاتي في تحقيق الاستقرار النفسي الذي يمكنه من استغلال الوقت بأفضل شكل ممكن وبما ينفع.
  • يصبح المرء قادرًا على تحديد الأهداف التي يريد تحقيقها ووضع الخطط اللازمة لتحقيقها إذا كان قادرًا على تحقيق التوازن النفسي والانضباط الذاتي.
  • تلعب الانضباط الذاتي دورًا هامًا في قدرة الإنسان على التحكم في مشاعره وشهواته ، وخاصة تلك التي قد تسبب له أذىً.
  • يزداد مستوى المناعة النفسية للإنسان، حيث يوفر له الانضباط الذاتي القدرة على التعامل مع الصدمات التي يواجهها في حياته، وبالتالي تتقلص فرص إصابته بالأمراض النفسية مثل الاكتئاب والأمراض النفسية الأخرى التي يمكن أن تنجم عن ضعف المناعة النفسية.
  • إذا استطاع الإنسان السيطرة على نفسه، فسيتمكن من تجنب العشوائية في أسلوب حياته، وسيساعد ذلك بدوره على تحقيق الأهداف المرجوة وتحقيق النجاح.
  • يساعد الانضباط النفسي الإنسان على أن يصبح شجاعًا وجريئًا ويثق بنفسه في أي موقف يتعرض له في حياته.
  • بتحقيق الانضباط الذاتي، يتمكن الإنسان من التغلب على الصفات التي تعيقه عن تحقيق النجاح، مثل الكسل وإضاعة الوقت.

الانضباط الذاتي في الإسلام

  • تعتبر تعاليم الدين الإسلامي التي تحث على الالتزام والتخلص من الفوضى من بين أهم عوامل تحقيق الانضباط الذاتي، حيث توجد العديد من الآيات القرآنية التي وصفت الانضباط الذي يسير به حركة الكون.
  • ويتجلى ذلك في الانضباط الذي يظهر في حركة الكون، بدءًا من شروق الشمس وانتهاءً بغروبها، وفي حركة الكواكب والأفلاك بشكل منتظم وفي مسارات ومواعيد محددة.
  • بالإضافة إلى العبادات التي يجب أداؤها في أوقات محددة والالتزام بها، مثل الصلاة وفروضها الخمس ومواقيتها، وعدم الخروج عن صفوف صلاة الجماعة، والصيام الذي يرتبط بحركة الكون المنتظمة من طلوع الفجر حتى غروب الشمس، فإن الحج أيضًا يتم أداؤه بنظام محدد لا مثيل له وفقًا لأوقات محددة.
  • كما يتجلى هذا الانضباط بصورة واضحة في مهام الملائكة، إذ خلق الله سبحانه وتعالى الملائكة ووكل لكل منهم مهام يلتزم بها ولا يخرج عنها أو يخالفها.
  • حثَّنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على الانضباط، وأظهر ذلك في الغزوات التي كان يقودها، حيث كان يرتب المجاهدين للقتال مثل البنيان المرصوص، ويحدد لكل فئة راية لتحقيق المزيد من الانضباط في ساحات الجهاد.
  • من تعاليم الدين الإسلامي الالتزام بالوعود التي يقطعها الإنسان على نفسه والكلمة التي تخرج من اللسان.
  • كما حث الإسلام على التزام الفرد بتحقيق العدل في تعاملاته، سواء بين أولاده أو بين زوجاته، فلا يجوز له أن يظلم أحدًا منهما.
  • أمر الدين الإسلامي بالانتظام في كل أفعال الحياة، وعليه، عندما يتبع الإنسان تلك التعاليم، سيحقق الانضباط الذاتي الذي سوف يعود عليه بالنفع في كل جوانب حياته.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى