بحث عن العسل وفوائده وانواعه جديد جاهزه للطباعة
تقدم موسوعة بحثًا عن العسل، وهو مادة غذائية حلوة معروفة منذ آلاف السنين لما لها من فوائد واستخدامات كثيرة، ليس في مجال التغذية فقط، ولكن أيضًا في المجال الدوائي والعلاجي، كما أشارت العديد من الدراسات والأبحاث التي أجريت في هذا الصدد.
يوجد أنواع عديدة من العسل، منها النحل والأسود، ولكل نوع منها فوائده الخاصة التي تختلف حسب نوعه، وسيتضمن بحثنا تعريف العسل ومصدره وأهم الفوائد التي يمكن للإنسان الاستفادة منها، بالإضافة إلى العديد من الحقائق المثيرة للاهتمام حوله.
بحث عن العسل
يعود استخدام العسل إلى العصور القديمة حيث كان الإنسان يتناوله منذ حوالي ثمانية آلاف عام، وكان يعتبر علاجًا، ويشير إلى ذلك العديد من البرديات والصور والمخطوطات التي عثر عليها لدى قدماء المصريين والسومريين في العراق، وكان القدماء المصريون يستخدمونه في التحنيط للحفاظ على أنسجة المومياوات، كما استخدموه كمادة أساسية في وصفات التجميل وتحنيط المومياء، وقد اعتمدت عليه الشعوب الأوروبية في علاج الجروح والحروق.
ذُكر استخدام العسل في القرآن الكريم وغيره من الكتب المقدسة، بالإضافة للكتب الهندية والصينية، وكان يُستخدم العسل في السابق لمنع الحمل وعلاج الصلع، وكان يستخدم أيضًا في علاج الحروق والجروح والتئامها، بالإضافة إلى استخدامه في تخفيف آلام الناسور عند استخدامه مع زيت السمك، وكان العسل يستخدم كمرهم ملطف ويتم صنعه من خليط العسل مع البيض والدقيق.
تعريف العسل
- يعد عسل النحل لعاب النحل، وهو مادة حلوة الطعم تخرج من بطون النحل عن طريق جمعهم لرحيق الأزهار، ثم يقومون بإيصاله للنحل العامل داخل الخلية لتحويل السائل الحلو إلى شراب ثقيل، ويتم تخزينه في خلايا العسل.
- تصنع النحل الشمع بواسطة شبابيكها الشمعية، ويتم تشكيله على شكل سداسي قوي يسمح بحفظ العسل. وعندما يقوم النحل العامل بوضع العسل في الأقراص، يقوم بتحريك أجنحته عليها لتهوية العسل وتبخير الرطوبة المحتملة وجعله أكثر لزوجة وسماكة، مما يساعد على مقاومة التلف والفساد، ويجعل العسل منتجًا طبيعيًا تمامًا.
أنواع العسل
على الرغم من اعتقاد الكثيرين بأن العسل يتكون من نوعين فقط، عسل النحل والعسل الأسود، إلا أن الواقع يختلف عن ذلك، إذ يوجد حوالي ٣٢٠ نوعًا مختلفًا من العسل من حيث الرائحة والنكهة واللون، ومن بينها الأنواع الأكثر انتشارًا واستخدامًا:
العسل الخام
- يتميز العسل الخام بلونه الداكن بسبب العناصر الإضافية التي يحتوي عليها، ولا يتم تعريضه لأي عمليات بسترة أو معالجة، ولكن يتم جمعه مباشرةً من خلايا العسل، ثم يتم تنقيته من الشوائب المحتملة مثل حبوب اللقاح وشمع النحل وأجزاء من النحل الميت.
- يجب الإشارة إلى أن تناول العسل الخام آمن لجميع الفئات العمرية باستثناء الأطفال الرضع الذين لم يتجاوزوا عمر الـ12 شهرًا؛ حيث يشكل تناولهم للعسل – سواءً كان خامًا أم غير خام – خطرًا على صحتهم.
- تتمثل خطورة العسل على الأطفال الرضع في أن جهازهم الهضمي غير مؤهل لمواجهة البكتيريا المطثية الوشيقية (Clostridium botulinum) التي توجد فيه، والتي تتكاثر وتنمو في أمعاء الرضع، مسببة لهم حالة تسمى تسمم الرضع السجقي (Infant botulism).
العسَل المُبَستَر
- يُعرف بالعسل العادي في اللغة الإنجليزية، وهناك فروق في خصائصه مقارنة بالعسل الخام بسبب التعرض لعملية التصفية، والتي تؤدي إلى إزالة بعض المواد الغذائية الهامة في العسل، مثل الفلافونويدات وأحماض الفينول المضادة للأكسدة.
- من جهة أخرى، يجعل معالجة العسل بهذه الطريقة شكله أكثر سلاسة ونقاءً، وتعزز مذاقه بالقضاء على خلايا الخميرة، كما أن هذه العملية تزيد من مدة صلاحيته مقارنةً بالعسل الخام.
- يمكن أن يحتوي العسل المبستر على مجموعة من المواد الغذائية المضافة، مثل المحليات والمنكهات، ومن بين هذه المواد: شراب الذرة العالي الفركتوز، والمعروف اختصارًا باسم HFCS، وشراب الأرز البني.
أنواع أخرى من العسل
- العسل النقيّ: هو نوع من العسل المُبَسَّط، ولكنه لا يحتوي على أي مواد مضافة.
- عسل الأكاسيا: عسل الأكاسيا يتميز باللون الفاتح إذا ما قورن بأنواع العسل الأخرى، وتتغذى النحل المنتج له على أزهار شجرة الروبينيا السنطية، وتسمى بالإنجليزية Robinia pseudoacacia، وتعرف أيضًا باسم Black locust.
- عسل المانوكا: العسل مانوكا هو عسل يصنعه النحل الذي يتغذى على زهور شجرة الشاي (Leptospermum scoparium)، التي تُعرف أيضًا باسم Manuka bush، ويتميز بالعديد من الفوائد الصحية الكبيرة.
- العسل الأسود: يتم صنع العسل الذي يسمى “Honeydew honey” عن طريق امتصاص نحلات العسل لمادة المغثار “Honeydew” من الأشجار بدلاً من رحيق الأزهار، ويتميز بلونه الداكن مقارنةً بأنواع العسل الأخرى.
فوائد العسل للجسم
يُقدِّمُ العسل فوائدَ صحيَّةً عديدة، وفيما يأتي أبرزُها:
مصدرٌ غنيٌّ بمضادّات الأكسدة
- وفقًا للدراسات، يحتوي العسل الخام على مواد ثانوية نباتية (Phytonutrients) غنية بالخصائص المضادة للأمراض، وخاصة العسل ذو اللون الداكن مثل عسل مانوكا وعسل الحنطة السوداء، وباقي أنواع العسل الداكن التي تحتوي على نسبة عالية من مضادات الأكسدة مقارنة بأنواع العسل ذات اللون الفاتح، وتوضح دراسة أجريت في عام 2009 ميلادية في مجلة الكيمياء الغذائية الزراعية هذا الأمر.
زيادة مستوى البكتيريا النّافعة بالأمعاء
- تحتوي بعض أنواع العسل على نسبة من البكتيريا النافعة، وتحتوي بعض تلك الأنواع على مركبات Prebiotics، مثل السكريات قليلة التعدد (Oligosaccharides)، التي تحفِّز نمو البكتيريا النافعة في الأمعاء.
مُضادٌّ للبكتيريا والجراثيم
- يعتبر العسل مضادًا فعالًا للجراثيم والبكتيريا بسبب تركيبته الكيميائية التي تحتوي على مركبات سامة قاتلة للبكتيريا، مثل ميثيل جليوكسال المتوفر في عسل المانوكا، بالإضافة إلى مادة بيروكسيد الهيدروجين الموجودة في مختلف أنواع العسل الأخرى.
- بالإضافة إلى ما سبق ذكره، كشفت دراسة قامت بها جامعة أمستردام عام 2011 عن احتمال وجود مضادات أخرى للبكتيريا في عسل المانوكا، وذلك نتيجة لملاحظة استمرارية النشاط المضاد للبكتيريا عندما يكون تأثير المادة Methylglyoxal غير فعال.
- بالإضافة إلى ذلك، يُعتبر العسل مصدرًا غنيًا بالسكر، مما يجعله غير قابل للتأثر بالرطوبة ويمنع نمو البكتيريا ويضعف نموها. كما أظهرت الدراسات مدى قدرة بعض أنواع العسل على مكافحة نمو البكتيريا الخطيرة التي تقاوم المضادات الحيوية (البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية).
التقليل من خطر الإصابة بتقرحات الجهاز الهضمي
- أظهرت دراسة أولية تم إجرائها على الفئران ونُشرت في مجلة Oxidative Medicine and Cellular Longevity في عام 2015م أن عسل المانوكا يحتوي على العديد من الخصائص التي تساعد في الوقاية من خطر الإصابة بالقرحة بشكل كبير. كما يقوم عسل المانوكا بالمحافظة على الغشاء المخاطي في الجسم ويقلل من خطر إصابته بالآفة والضرر. كما يعمل على الحفاظ على البروتين السُكري المخاطي في المعدة والإنزيمات المضادة للأكسدة ويحد من السيتوكينات التي تزيد من خطر الإصابة بالتهابات وفوق أكسدة الدهون.
التقليل من الآلام المرافقة للدورة الشهريّة
- أظهرت دراسة أجريت عام 2017 في مجلة “Archives of Gynecology and Obstetrics” على 56 فتاة لاختبار تأثير تناول العسل على تخفيف آلام الدورة الشهرية (عسر الطمث الأولي)، وأشارت النتائج إلى فعالية تناول العسل في تخفيف الألم لدى الفتيات.
فوائد العسل في المرض
يستخدم العسل على نطاق واسع في الوقاية من الإصابة بالعديد من الأمراض، إضافة إلى استخداماته العلاجية، وسوف نوضح ذلك من خلال الأمثلة التالية:
تخفيف السُّعال والتهاب الحلق
- يقوم الكثير من الناس بتحلية الشاي بالعسل عند الإصابة بالتهاب الحلق والسعال، وأظهرت دراسة أجرتها جامعة ولاية بنسلفانيا في عام 2007 أن الآباء يلاحظون تأثيرًا فعالًا عند استخدام عسل الحنطة السوداء في تخفيف أعراض السعال لدى الأطفال الذين يعانون من عدوى في الجهاز التنفسي العلوي ليلاً، بالمقارنة مع استخدام أدوية السعال مثل الديكستروميثورفان.
فوائد العسل لمرضى القولون
- أظهرت بعض الدراسات أن العسل يفيد بشكل كبير مرضى القولون العصبي، وكان من بين تلك الدراسات دراسة نُشرت في مجلة (Phytotherapy Research) عام 2008م، وتم استخدام فيها نوع من العسل المعروف باسم عسل المانوكا، حيث يخفف من التشنجات التي تصيب القولون ويساعد على علاج مشاكل الهضم مثل الإمساك وغيرها.
فوائد شمع العسل
- يعتبر شمع العسل منتجًا طبيعيًا ينتجه النحل ويخزن فيه اللقاح والعسل، ويتألف غالبًا من خلايا سداسية شكلها، ويحتوي على العسل الخام الغير منقوع أو المبستر، ويعرف طبيًا بأنه غني ببعض المواد الغذائية، يتكون من السكر والماء.
- العسل يحتوي على نسب قليلة من المعادن والبروتينات والفيتامينات، بالإضافة إلى إنزيمات تمتلك خصائص مضادة للميكروبات والبكتيريا، وذلك لأنه لم يتم تعريضه لأي عمليات معالجة. ويذكر أن بعض هذه الإنزيمات تتحلل بعد تعرضها للتنقية أو الحرارة أثناء عملية تصنيع العسل التجاري.
خاتمة عن العسل
وفي ختام مقال اليوم بعنوان بحث عن العسل ، وهناك بعض الحقائق حوله يعد الاطلاع عليها ذو فائدة كبيرة وهو أن العسل الطبيعي لا يتلف إن لم يحفظ في الثلاجة، وقد تم إيجاده في مقبرة الملك الفرعوني توت عنخ آمون وكان لا زال صالح للأكل لم يفسد، ويرجع ذلك لاحتوائه على سكر الفواكه (الفركتوز)، وبشكل عام فإن العسل يعتمد في لونه وطعمه على نوع الرحي4 الذي تم جمعه بواسطة النحل من أجل صناعته، ومما سبق ذكره يتضح أن فوائد العسل كانت معروفة لدى المسلمون كغذاء صحي، وقد ورد ذكره في القرآن الكريم حيث أوصى به الله تعالى في سورة النحل الآية 69 (فِيهِ شِفَاءٌ لِّلنَّاسِ ۗ)..
المراجع
