كيف وقع الشرك في قوم نوح عليه السلام
يتساءل الطلاب في الوقت الحالي عن كيفية وقوع الشرك في قوم نوح عليه السلام، وهو أحد الأسئلة المطروحة في مادة التربية الإسلامية والتي أصبحت تشغل محركات البحث بعد اعتماد وزارة التعليم السعودية لنظام التعليم عن بعد. وقد بدأ الطلاب بالبحث عن الإجابات على هذه الأسئلة من خلال الإنترنت لتوفير الوقت وتجنب الانتظار للحصول على الإجابة من المعلمين. ولذلك، نحن هنا على موقع الموسوعة سنقدم لكم إجابة مفصلة حول كيفية وقوع الشرك في قوم نوح.
كيف وقع الشرك في قوم نوح عليه السلام
قبل البدء في شرح كيفية وقوع الشرك في قوم نوح، يجب أن نشير إلى أن سيدنا نوح هو أول الرسل الذي بعثهم الله عز وجل ليهدي قومه بعد أن ضلوا وعبدوا الأصنام وامتلأت قلوبهم بالجحود. وتذكر قصة سيدنا نوح في القرآن الكريم، حيث قال الله تعالى: {وأوحي إلى نوح أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن، فلا تبتئس بما كانوا يفعلون. فأوحينا إليه أن يصنع الفلك بأعيننا ووحينا، فإذا جاء أمرنا وفار التنور، فاسلك فيها من كل زوجين اثنين وأهلك، إلا من سبق عليه القول منهم، ولا تخاطبني في الذين ظلموا، إنهم مغرقون}.
يُعتقد أن سيدنا نوح عليه السلام عاش في جنوب العراق بالقرب من مدينة الكوفة، وذكر ابن عباس رضي الله عنه أن الفترة التي مرت بين آدم ونوح عليهم السلام كانت عشر قرون، وكانت الديانة السائدة في تلك الفترة هي الإسلام، وبعد ذلك تغير الوضع وانتشرت عبادة الأصنام.
وقع الشرك بين قوم نوح عندما أغوتهم الشيطان بترك اتباع الأنبياء وتعظيم الموتى، ويمكن معرفة تفاصيل هذه القصة من خلال الفقرة التالية.
اسم قوم نوح
- يذكر ابن جبير أن اسم قوم نوح هو بنو راسب.
- أظهر قوم نوح علامات الجحود حينما عبدوا الأصنام التي خلفتها الأجيال السابقة لهم، وقد قامت الأجيال السابقة ببناء تماثيل للرجال الصالحين لتخليد ذكراهم، وبقيت تلك الأصنام فترة من الزمن بعد صنعها دون عبادتها، واستمرت تلك الفترة حتى هلك الجيل القديم، وبدأ الجيل الجديد في عبادة الأصنام، فنذر الله عز وجل لهم بقوله: {وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا}.
متى بدأ الشرك في تاريخ البشرية
- أول مرة حدث فيها الشرك في تاريخ البشر كان مع قوم سيدنا نوح عليه السلام، عندما أوهمهم الشيطان بترك اتباع نهج الأنبياء والتوجه إلى تقديس موتاهم وعبادتهم. وبسبب هذا الوسوسة، انقسم القوم إلى قسمين: قسم مؤمن بالله ولا يشرك به أحداً، والآخر مشرك بالله. وقد ذكرت القرآن الكريم وقع الشرك في قوله تعالى: {كَان النَاس أُمةً واحِدَة فَبَعَث اللهُ النَّبِيينَ مبَشِّرِين وَمنذِرِينَ}
- حذر الرسول ﷺ من الغلو فقال: احذر الغلو؛ فإن الغلو أهلك من كان قبلكم.
أول قوم أَشْرَكُوا بالله
- لم يظهر الشرك بالله عز وجل إلا على يد قوم سيدنا نوح عليه السلام حينما قاموا بعبادة الأصنام، ومن هذا يتضح أن أول قوم أشركوا بالله هم قوم سيدنا نوح، فقد ورد في حديث صحيح رواه البخاري: {هذه أسماء رجال صالحين من قوم نوح، فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم، أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون فيها وضعوا أصناما وسموها باسمائهم فعبدت الناس هذه الأصنام، ولم تعبد حتى هلك أولئك الذين صنعوا هذه الأصنام وانتقل العلم).
- عندما تمادى قوم نوح في الشرك، أرسل الله عز وجل سيدنا نوح عليه السلام ليهديهم ويدعوهم لعبادة الله عز وجل، فقال تعالى في آيات كتابه الحكيم: {أقيموا الدين الذي وصى به نوح، والذي أوحينا إليك، وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى، أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه، ولا تكونوا مثل المشركين الذين تفرقوا واختلفوا في أمرهم، وكان الشرك عليهم كبيرا، ما دعوا إليه من دون الله.
ماذا كان يعبد قوم نوح
- قوم نوح كانوا يعبدون الأصنام وتركوا اتباع الأنبياء، فعبدوا الأصنام التي تركها لهم الأجيال السابقة، ويذكر أن بناء التماثيل لم يتم بغرض العبادة في البداية بل تم بهدف تخليد ذكرى الرجال الصالحين من القوم حتى بعد وفاتهم.
ما سبب وقوع الشرك
تمّت بداية شرك قوم نوح عليه السلام بسبب وسواس الشيطان الذي دعاهم لترك التوحيد والدين وتعظيم الموتى، وبعد ذلك، انقسم القوم إلى قسمين؛ قسم مؤمن بالله وتوحيده وقسم مشرك. وبعد ذلك، بدأ المشركون بتعظيم موتاهم وعبادة قبورهم وتصوير تماثيل لهم وتسميتهم باسمائهم وعبادتهم. ومن الجدير بالذكر أن هناك بعض الأسباب التي أدت إلى ظهور الشرك، وتتمثل هذه الأسباب في:
- الجهل: ساعد الجهل في انتشار الشرك، فالأساس في عبادة الله يتمثل في قدرة الإنسان على التمييز والإدراك، وثبات الإيمان والثقة بالله هو ما يتطلبه الالتزام بالتوحيد، وعندما يتلاشى هذا الثقة ينسى الإنسان وجود الله وينجرف وراء طريق الإلحاد، وهو من أكبر الكبائر عند الله.
- المبالغة في الإجلال والتعظيم: يقوم البعض بتضخيم وتكبير شخصيات بارزة في المجتمع، مما يؤدي إلى اتباعهم بشكل أعمى لكل ما يروجون له، ويمكن أن يؤدي التضخيم المفرط إلى تعظيم هؤلاء الأشخاص بصورة غير مبررة حتى إلى حد العبودية، ومن الواضح أن التعظيم الحقيقي يجب أن يكون لله وحده.
- اتباع الهوى والغربة المُلحة في إشباع الشهوات: عندما يشغل الإنسان نفسه بتحقيق رغباته ويتبع شهواته، فقد يضل عن الصراط المستقيم، وقد يؤدي هذا الضلال إلى الشرك بالله عز وجل. ولذلك، حذر الله عز وجل في آيات كتابه العزيز من اتباع الهوى، كما قال تعالى: {وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ}. [المؤمنون: 71]، ومن المؤكد أن مقاومة الفرد لأهوائه يجعله يحظى بمنزلة في الجنة، ويأتي دليلنا على ذلك من قوله تعالى: {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى، فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى}.
بهذا نصل إلى نهاية مقالنا اليوم، الذي عرضنا فيه جميع التفاصيل المتعلقة بقصة وقوع الشرك بين قوم نوح، والأسباب التي أدت إلى ذلك. نأمل أن نكون قد وفرنا محتوى واضحًا يتضمن الإجابات على جميع استفساراتكم ويساعدكم على تجنب الحاجة للبحث. نشكر متابعينا الكرام على ثقتهم الدائمة في الموسوعة العربية الشاملة